فوائد مختصرة من تعليق العلامة العثيمين على صحيح البخاري (10)

منذ 2023-02-23

بعض الفوائد المختارة من المجلد العاشر من تعليق العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله على صحيح الإمام البخاري رحمه الله والذي يضم الأحاديث من رقم (4730) إلى رقم (4977)


الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد فهذه بعض الفوائد المختارة من المجلد العاشر من تعليق العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله على صحيح الإمام البخاري رحمه الله والذي يضم الأحاديث من رقم (4730) إلى رقم (4977) وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

  • مرض نفسي:

& قوله تعالى﴿ { أن تقول لا مساس} [طه:97] فكل من دنا منه يقول أبعد عنّي لا تمسني, وهذا أشدُّ من الأجرب, لأنه هو بنفسه يقول: لا مساس, أي: لا مُماسة بيني وبينك, أبعِد عني وأُبعد عنك, وهذا مرض نفسي, ولكنه عُقوبة من الله عز وجل.

  • الذي يخالط الناس ويصبر أذاهم خير من الذي لا يخالطهم:

& بعض الناس يكون رجلاً انطوائياً انزوائياً لا يحبُّ المخالطة مع الناس, ولا يحبُّ أن يقربوا حوله, وخير الناس من يخالط الناس فينتفع منهم وينتفعون منه, والذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم.

  • أهوال يوم القيامة تجعل الناس تضيع عقولهم:

& الناس يوم القيامة تضيع عقولهم, حتى ترى الناس سكارى, أي أن أحوالهم كحال السكارى ﴿ {وما هم بسكارى} ﴾[الحج:2] أي ما هناك خمر شربوها حتى سكروا منها ﴿ {ولكن عذاب الله شديد} ﴾ فمما رأوه من الأهوال العظيمة أصبحوا كأنهم سكارى

& يجب علينا أن نستعد له ما استطعنا, لأن هذا اليوم كائن لا محالة,...نسأل الله أن يعيننا وإياكم على ما فيه من أهوال, وأن يجعلنا وإياكم من السعداء فيه.

  • العزلة:

& إذا فسد الزمان, ولم يتمكن الإنسان من نفع الناس, ولا من الانتفاع منهم, فقد يقال: إن العزلة خير وأفضل, لكن بشرط ألا تُؤدي هذه العزلة إلى ترك واجب الجماعة أو الجمعة أو ما أشبه ذلك مما يجب فيه الاجتماع مع الناس.

  • التكبير وليس التصفيق عند حصول ما يسّر:

& إذا حصل للإنسان ما يعجبه ويسره فإنه يكبر فيقول: الله أكبر, أي الله أعظم شأناً وأجلّ مما سمعت ومما أعجبني, وهذا خلاف ما يفعله بعض الناس إذا سمعوا ما يعجبهم صفقوا كأنهم الديكة, وهذا ليس بمشروع, وإنما يشرع التكبير.

  • الترف:

& الذي ينبغي للإنسان أن يتباعد عن الترف ما أمكنه ولست أقول لا تتمتعوا بنعم الله بل تمتعوا بها لكن لا تجعلوها أكبر همكم...كما هي حال كثير من الناس...عندما يتحدثون تجده يتحدث عن المال وكثرته وعن الترف والإرفاه والترفيه

& المنتزهات والألعاب التي أقل ما فيها أن تُلهي الناس عما هو أنفع منها, وربما تُلهيهم عن الأمور الواجبة, وما أشبه ذلك

& هذه الأشياء في ظني أنها من خطط من خطط الأعداء من اليهود والنصارى يفتحون على الشعوب باب الإرفاه حتى ينسوا ما خلقوا له ويشتتغلوا بما خُلِقَ لهم عما خُلِقُوا له ويكون أكبر همهم أن يحققوا هذه الأمور وقد قيل: إن في الترف التلف

& في عصرنا...نُشاهد بلاداً كانت تُعتبر زهرة الدنيا في الملذات...أصبحت الآن لا يأمن الإنسان فيها على نفسه أن يخرج وإذا خرج فعنده احتمال قوي ألا يرجع إلى بيته وسألت أسواقها من دماء أهلها ولكن قلوبنا قاسية لا ننتبه لهذه الإرشادات.

ــــــــــــ

  • العفة من أسباب نور القلب, والفجور من أسباب ظلمة القلب:

& العفة من أسباب نور القلب...والفجور من أسباب ظلمة القلب ولذلك كان تأثير الزنى سواء كان بالعين أو بالرجل أو باليد أو باللسان أو بالفرج على القلب وعلى نور القلب أعظم من تأثيره من غيره, وتأثير العفة على نور القلب أبلغ.

  • وجوب تغطية المسلمة لوجهها:

& وجوب تغطية الوجه, لقولها: " فخمرت وجهي بجلبابي " وقد ذكرت أن هذا كان بعد نزول الحجاب, وهذا من فعلها رضي الله عنها المُفسر للآية, كأنه بذلك فسَّرت الحجاب الذي أمر الله عز وجل به.

& ﴿ {ذلكم أطهرُ لقُلُوبكم وقُلُوبهن} ﴾ عُلِمَ منه : أن ترك الحجاب موجب لنجاسة القلب, لأنه إذا كان وجود الحجاب أبلغ في التطهير كان عدم الحجاب أقرب إلى التلوث والنجاسة.

  • الوعيد الشديد لمن أحب إشاعة الفاحشة فكيف بمن أشاعها بنفسه؟:

& الذين يحبون أن تشيع الفاحش في الذين آمنوا ﴿ {لهم عذاب أليم} ﴾ أي: مؤلم, ﴿في الدنيا والآخرة﴾ وهذا الوعيد من الله عز وجل لمن يُحبُّ أن تشيع الفاحشة في المؤمنين, فكيف بمن أشاعها بنفسه ؟ !

  • دعاة السفور والتبرج أهانوا المرأة:

& دعاة السفور والتبرج الذين يريدون من أمة الإسلام أن يكونوا كأُمة الكفر في اختلاط النساء بالرجال وتبرجهن وعدم احتشامهن, ويدعون بذلك أنهم حرروا المرأة وأكرموها, ولكنهم أهانوها في الواقع, وأذهبوا حياءها الذي جُبلت عليه.

ـــــــــــــ

  • ماتت الغيرة من قلوب بعضنا:

&ماتت الغيرة من قلوب بعضنا وصرنا نرى أعداء الله يمشون بين أيدينا وكأنهم أولياء الله لا يفرق الإنسان بين رجل...مؤمن بالله ورجل...ملحد ولو فتشت عن قلبه لربما تجده بعض الأحيان يفضل...الكافر على المسلم لأنه كما يدعي أعرف منه في العمل

  • تهوين المصيبة على من أُصيب بها:

& ينبغي للإنسان أن يُهون الأمر على المصاب, لأن أم عائشة رضي الله عنها قالت يا بنية هوني عليك, وذكرت السبب, وأنه قلما تكون امرأة وضيئة _ أي حسنة _ وعند رجل يُحبها, ولها ضرائر إلا كثّرن عليها, تعني: إلا تكلمن فيها.

  • مخالفة سنة الرسول عليه الصلاة والسلام إيذاء له:

& لا يحلّ لنا أبداً أن نؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم. وفي هذا الزمن لا يمكن أن نؤذيه شخصياً, لكن مخالفته ومخالفة سنته إيذاء له, لأن هذه الشريعة يتأذى رسول الله عليه الصلاة والسلام بمخالفتها, ويفرح بموافقتها.

  • الخوف والوجل:

& يقال: إن السلف كانوا يصومون رمضان, فيسألون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان, ثم يسألون ستة أشهر أن يتقبله منهم, فالإنسان يجب أن يكون خائفاً وجلاً, لا سوءَ ظنّ بالله, ولكنه سوء ظنّ بنفسه.

  • المسلم إذا بُشر بالجنة سهًل عليه مفارقة الدنيا:

& الإنسان إذا بشر بالجنة وقالت الملائكة نحن نتولاكم في الدنيا وفي الآخرة لا شك أن هذه بشارة عظيمة تسهل خروج الروح من البدن, لأنه إذا بشر بأنه سيرتحل إلى شيء أكمل وأحسن من الدنيا سهُل عليه مفارقة الدنيا فتنقاد اللهم اجعلنا من هؤلاء

ـــــــــــ

  • قراءة القرآن تزيد الإنسان في محاجته وعقله:

& قراءة القرآن تزيد الإنسان في محاجته وعقله, لأن عائشة رضي الله عنها تعللت بأمرين: أنها حديثة السن, وأنها لم تقرأ كثيراً من القرآن.

  • من يشمئز من الحق وينفر منه:

& كل إنسان يشمئز من الحق وينفر منه ويكرهه, ويرضى بالباطل ويفرح به ففيه شبه من هؤلاء المشركين الذين إذا ذكر الله وحده اشمأزت قلوبهم

& ﴿ { ليغيظ بهم الكفار} ﴾ يُفيد فائدة عظيمةً, وهو أنه يُطلب منّا أن نغيظ الكفار بكل ما نستطيع فإن غيظهم إذلال لهم وإعمال للهم والغم في نفوسهم ونحن مأمورون بذلك بل قد قال الله: ﴿ {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين واغلظ عليهم}

& نغيظهم بإظهار أننا متمسكون بالدين, مُنفذون لأحكامه, وأننا أقوياء, وأن نتمسك بآدابنا الإسلامية, وعقائدنا الدينية, فإن هذا يغيظهم, فكل تمسك من المسلم بالإسلام الحقيقي وليس الإسلام المدعى...فإن هذا يغيظهم ويحزنهم.

  • لا إخوة إنسانية فالأخوة الحقيقية أخوة الدين:

& لما كثر الكفار بين المسلمين في الوقت الحاضر زالت الغيرة من النفوس وهان الأمر حتى أصبحوا يتكلمون بالأخوة الإنسانية, وقد محا الله هذا وجعل الأخوة الحقيقية أخوة الدين حتى القرابة القريبة تنتفي إذا لم تكن الأخوة الدينية

  • الكلمة العظيمة:

& " لا إله إلا الله " هذه الكلمة العظيمة, إذا دخلت في القلب انفتح, وانشرح للحق, وإذا أصابت الإنسان الأعمى عن الحق أبصرهُ, وإذا أصابت الأصمّ سمع الحق

ــــــــــــــــ

  • كلما كان الإنسان أتقى لله تبين له الحق أكثر مما يتبين لمن دونه:

& من طُبِعَ على قلبه ورانت على قلبه الذنوب فإنه لا يتبين له الحق, وكلما كان الإنسان أتقى لله تبين له الحق أكثر مما يتبين لمن دونه....وكلُّ من كان أصدق وأكثر أمانة فهو إلى الحق أقربُ.

  • المؤمن الحازم من يغتنم كل أقواله وأفعاله ويجعلها لله عز وجل:

& الإنسان المؤمن الحازم يمكن أن يتبتل إلى ربه في كل شيء, في أكله وشربه ولباسه ودخوله وخروجه, ولولا الغفلة لكانت الغنيمة كبيرة جدا لا نهاية لها, أن يغتنم الإنسان كل أقواله وأفعاله, ويجعلها لله عز وجل.

  • من تذكر بالقرآن واتعظ به يسّر الله له حفظه وفهمه والعمل به:

& إذا أردت أن يُيسر الله لك القرآن لفظاً بحيث يسهل عليك لفظه, ويبقى في نفسك, وأن يُيسر لك القرآن فهماً ومعنى, وأن يُيسر لك القرآن عملاً, ويسهل عليك تطبيقه, فاجعله ذكراً لك, وتذكر به.

  • علم الكلام علم جدل:

& علم الكلام هو علم جدل فقط, يريدون أن يُحولوا العلم المبني على الكتاب والسنة إلى علم مبني على ما يدعونه عقلاً, ومع هذا فالذي يدعونه عقلاً هو في الحقيقة وهم, لا عقل.

  • الإنسان العبوس والإنسان المسرور:

& الإنسان العبوس إذا رآه الإنسان فربما يعود كئيباً, لكن الإنسان الذي يكون وجهه دائماً مسروراً مستبشراً فإن الإنسان المغموم إذا رآه يُسرُّ, ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم البشر كثير التبسم, من رآه يُسرُّ به.

ــــــــــــــ  

  • سورة عظيمة:

& سورة الواقعة...هذه السورة سورة عظيمة من أعظم السور إذا تأملها الإنسان, لو لم ينزل في القرآن إلا هذه السورة في الموعظة لكانت كافية.

  • السيما في الوجه إما حسية وإما معنويه:

& ﴿ {سيماهم في وجوههم } ﴾ السيما...إما إنها حسية, أو معنوية, والمعنوية إما بالتواضع, وإما بنور الوجه.

& النفس المطمئنة مطمئنة في الدنيا, ومطمئنة عند الموت, ومطمئنة في الحساب, لأنه راضية عن نفسها, وعن ثواب الله لها, ومرضية عند الله عز وجل.

  • الإنسان له نفس تأمر بالخير ونفس تأمره بالسوء:

& الإنسان إما له نفس تأمره بالخير, أو نفس تأمره بالسوء, وثمّ نفس لوامة هي وصف للنفسين جميعاً, فاللوامة إن كانت في النفس المطمئنة فهي تلومها على فعل الشرِّ, وإن كانت في الأخرى فهي تلومها على فعل الخير.

  • العين:

& العين التي تصيب الإنسان هي عبارة عن انفعالات نفسية خبيثة, تخرج من هذه النفس الخبيثة إلى الهدف الذي توجهت إليه فتصيبه, نسأل الله العافية.

  • الحاسد:

& الحسد لا يأتي لقلة عقل الإنسان وقلة دينه.

& الحاسد في أذى, وفي همًّ, وفي غمًّ, نارُ حسده قد أحرقت قلبه, وكل نعمة يُنعم الله بها على غيره يتألم لها تألماً شديداً, ويتعذب بها.

ـــــــــــــــــــــــ

  • متفرقات:

& الله تعالى يبتلى العبد, لينال بذلك درجة الصابرين, لأن الصبر درجة عالية, حتى استحق الصبر أن يكون الله معه.

& إذا تدبرت القرآن وتأملت فيه وجدت فيه من كنوز العلم والمعرفة ما لا يخطر على بالك.

& الإنابة فهي أخصّ من التوبة, لأن " أناب " بمعنى: رجع, رجوعاً كاملاً مع الإقبال

& الصغير يكون كبيراً بما معه من العلم.

& الحسرة هو الندم وشدة التأسف والأسف والحزن.

& سُمّي الوزير لأنه يقوي من استوزه.

& يقال: فلان رزين, أي: ثقيل عاقل متأنِّ.

& الربا الذي يدخل على آخذه لا يزيد ماله إلا فشلاً وتنزع بركته.

& القاعدة عندي: إذا اختلف النحويون في مسألة فخذ بالأسهل, فتتبع الرخص في النحو لا يوجب الفسق.

& المفازةُ: هي الأرض المهلكة, وسميت مفازةً من باب التفاؤل, كأن الرجل فاز بالنجاة منها.

& الشمس هي التي تدور على الأرض, فيختلف بهذا الليل والنهار, ويُقال: دوران الأرض لا نستطيع أن ننكره أو نثبته.

& في آخر الزمان إذا أعرض الناس عن القرآن وهجروه تلاوةً وعملاً رُفِعَ, فإن من أشراط الساعة أن يرفع القرآن من الصدور ومن المصاحف إذا هُجِرَ نسأل الله العافية

& أذكار المساء تكون من العصر إلى قريب من منتصف الليل.

ــــــــــــــ

& اليهود بدلاً من أن يحتلوا بلادنا بالقوة العسكرية احتلوها بالقوى الفكرية الفاسدة, والمناهج السافلة, حتى أفسدوا كثيراُ من شباب المسلمين.

                    كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

  • 2
  • 0
  • 794

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً