مهام الملائكة ووظائفها
قد ورد في الكتاب والسنة الكثير من أعمالهم ومهامهم التي وكلها الله إليهم، ومن التكاليف والمهام الأعمال التي تقوم بها الملائكة ما يختص بعالم الغيب، مما أخبرنا الله عنه...
الملائكة مع كمال عبوديتهم لله، فإنهم مكلفون أيضًا بتدبير شؤون الخلق بأمر من الله تعالى وتنفيذ ما قدره الله تعالى بعدله وحكمته وإرادته جل في علاه.
ومن أعمالهم أيضًا الدعاء للمؤمنين والاستغفار لهم، وإعانتهم على طاعة الله، وحثهم على الخير ودفع الأذى والشر عنهم، ونصرتهم وتأييدهم وتثبيتهم.
وقد ورد في الكتاب والسنة الكثير من أعمالهم ومهامهم التي وكلها الله إليهم، ومن التكاليف والمهام الأعمال التي تقوم بها الملائكة ما يختص بعالم الغيب، مما أخبرنا الله عنه ومن ذلك:
1- حملة العرش ومن حوله ولهم مهام عظيمة:
قال تعالى مبينًا مهمتهم: {وَيَحْمِلُ عَرْشَ رَبِّكَ فَوْقَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَمَانِيَةٌ} [الحاقة: 17].
وقال تعالى: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ} [غافر:7].
ومما ورد في عِظَمِ خلقتهم:
ما ثبت عند أبي داود وصححه الألباني - رحمه الله - من حديث جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «أُذن لي أن أُحدِّث عن ملك من ملائكة الله، من حملة العرش، إن ما بين شحمة أذنه إلى عاتقه مسيرة سبعمائة عام» [1].
ومما ورد في عظم خلقتهم أيضًا وعبوديتهم لله تعالى ما ثبت عند الطبراني في معجمه الأوسط وصححه الألباني - رحمه الله - في صحيح الجامع الصغير من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «أذن لي أن أحدِّث عن ملك من حملة العرش، رجلاه في الأرض السفلى، وعلى قرنه العرش، وبين شحمة أذنيه وعاتقه خفقان الطير سبعمائة عام، يقول ذلك الملك: سبحانك حيث كنت» [2].
2- ومنهم جبريل - عليه السلام-:
وهو من أشرف الملائكة الكرام؛ ذلك لأنه وُكِلَ بأشرف المهام وأعظمها وأجلها، ألا وهي النزول بالوحي من عند الله على رسله الكرام عليهم الصلاة والسلام أجمعين، والوحي به حياة القلوب؛ كما قال ربنا: {وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: 192 - 195]، والروح الأمين هو جبريل عليه السلام.
وهو كذلك من أقرب المقربين من رب العزة جل في علاه: {إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ * وَمَا هُوَ بِقَوْلِ شَاعِرٍ قَلِيلًا مَا تُؤْمِنُونَ} [الحاقة: 40، 41].
وهو مع وصفه بالأمين، فهو القوي كذلك كما وصفه الله بقوله سبحانه: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى} [النجم: 5، 6].
ولقد رأى النبي صلى الله عليه وسلم جبريلَ على صورته الحقيقية التي خلقه الله تعالى عليها مرتين، أما الرؤية الأولى، فقد وقعت في الأرض في بداية نزول الوحي، وتتابع الوحي بعدها فنزلت بعدها سورة المدثر.
ويدل على ذلك ما ثبت في الصحيحين من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يُحَدِّثُ عَنْ فَتْرَةِ – أي انقطاع - الْوَحْي، فَقَالَ فِي حَدِيثِهِ: «فَبَيْنَا أَنَا أَمْشِي إِذْ سَمِعْتُ صَوْتًا مِنْ السَّمَاءِ، فَرَفَعْتُ رَأْسِي، فَإِذَا الْمَلَكُ الَّذِي جَاءَنِي بِحِرَاءٍ جَالِسٌ عَلَى كُرْسِيٍّ بَيْنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ، فَجَئِثْتُ مِنْهُ رُعْبًا فَرَجَعْتُ، فَقُلْتُ: زَمِّلُونِي، زَمِّلُونِي، فَدَثَّرُونِي، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ – إلى – والرجز فَاهْجُر} [3].
وهذه الرؤية هي التي ذكرها الله سبحانه وتعالى بقوله: {وَلَقَدْ رَآهُ بِالأفُقِ الْمُبِينِ} [التكوير:23].
قال ابن كثير- رحمه الله-: يعني: ولقد رأى محمدٌ جبريلَ الذي يأتيه بالرسالة عن الله عز وجل على الصورة التي خلقه الله عليها له ستمائة جناح، (بِالأفُقِ الْمُبِينِ)؛ أي: البين، وهي الرؤية الأولى التي كانت بالبطحاء (موضع بمكة)، وهي المذكورة في قوله: {عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى * ذُو مِرَّةٍ فَاسْتَوَى * وَهُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَى * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّى * فَكَانَ قَابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنَى * فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى} [النجم: 5 - 10]، كما تقدم تفسيرُ ذلك وتقريره، والدليلُ أن المرادَ بذلك جبريل عليه السلام، والظاهر- والله أعلم - أن هذه السورة - يعني سورة التكوير - نزلت قبل ليلة الإسراء؛ لأنه لم يذكر فيها إلا هذه الرؤية، وهي الأولى.
وأما الثانية: وهي المذكورة في قوله: {وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى * عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى * إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى} [النجم: 13 - 16]، فتلك إنما ذكرت في سورة النجم ، وقد نزلت بعد سورة الإسراء؛ انتهى [4].
قال ابن مسعود رضي الله عنه في تفسير هذه الآية: رأى جبريلَ له ستمائة جناح[5]، وهذا ما قرره العلماء.
والذي تقرره الأدلة الصريحة أن النبي صلى الله عليه وسلم رأى جبريل عليه السلام على صورته التي خلقه الله عليها مرتين اثنتين فقط، وقد عد السيوطي رحمه الله هذا الأمر من خصائص النبي صلى الله عليه وسلم[6].
قال النووي - رحمه الله-: وهكذا قاله أيضًا أكثر العلماء، قال الواحدي: قال أكثر العلماء: المراد رأى جبريل في صورته التي خلقه الله تعالى عليها؛ انتهى[7].
3- ومنهم ميكائيل - عليه السلام-: ميكائيل: وهو الملك الموكل بالقطر وإنزال الأمطار التي بها خِصْبُ الأرض وحياتها، وبها ينبت النبات وتحيا المخلوقات، إنسها وبهيمها.
وقد وكل الله لميكائيل أعوانًا من الملائكة يقومون بتصريف الرياح وتوجيه السحب، وصرفها حيث يشاء الله تعالى، وهو ثاني ملك بعد جبريل جرى في الفضل والمكانة، ولذا نُصَّ على اسمه صراحة في كتاب الله تعالى، (هو وجبريل) عليهما السلام.
وهو في تعداد أشراف الملائكة المقربين، وقد تعددت رؤيةُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم لميكائيلَ، وذلك لما ثبت من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لجبريل عليه السلام: «ما لي لم أر ميكائيل ضاحكًا قط؟ قال: ما ضحك ميكائيل منذ خُلقت النار» [8].
4- ومنهم إسرافيل - عليه السلام-:
وإسرافيل عليه السلام هو: الملك الموكل بالنفخ في الصُّورِ، والصور هو (القَرْن)، وقد دل على ذلك حديث عبد الله بن عمرو - رضي الله عنهما - عند أبي داود والترمذي وأحمد وصححه الألباني، قال: سُئِل النبي صلى الله عليه وسلم عن الصُّور؟ فقال: «قرنٌ ينفخ فيه»[9].
وهو في تعداد أشراف الملائكة المقربين، ولم يرد اسمه بنص صريح في القرآن الكريم، بل ورد اسمه على لسان المعصوم صلى الله عليه وسلم.
أما حجم خلق إسرافيل عليه السلام وعدد أجنحته، فلا يعلم الباحثُ نصًّا صحيحًا صريحًا في هذا الصدد، ولكن عندما يُتصورُ حجمُ الصُّورِ (البوق)، يُعْلَمُ تخيُّلُ حجمه عليه السلام وعظيم خلقته، وهذه أمور كلها غيبية لا دخل في تصور العقل لها، وما يملك المؤمن إلا الإيمان بها كسائر المغيبات.
وإسرافيل عليه السلام لشرفه ومكانته عند ربه، قد شهد بدرًا مع جبريل وميكائيل؛ عن على بن أبي طالب - رضي الله عنه - قال: قال لي النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - ولأبي بكرٍ يومَ بدرٍ: مع أحدِكُما جبريلُ، ومع الآخر ميكائيلُ، وإسرافيلُ ملكٌ عظيمٌ يشهدُ القتال، أو قال: يشهدُ الصفَّ، (قاله لعليٍّ ولأبي بكر)[10].
وأشراف الملائكة هم من شهدوا غزوة بدر، ففي صحيح البخاري عن رفاعة بن رافع بن مالك الأنصاري الخزرجي [11]: أن جبريل جاء للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ما تعدُّون أهل بدر فيكم»؟ قال: من أفضل المسلمين، أو كلمة نحوها، قال: «وكذلك من شهد بدرًا من الملائكة» [12].
وقد بلغ من ذلِّه وعبوديته لربه وتعظيمه لأمره أنه منذ أن وُكِلَت إليه هذه المهمة العظيمة الجليلة لم يفتأ ينظر إلى عرش ربه ينتظر متى يؤمر بالنفخ في الصور حال صدور أمر ربه جل في علاه، فقد ثبت عند الحاكم وصححه الألباني رحمه الله تعالى من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: إن طَرْفَ صاحبِ الصُّور مُذْ وكِّل به مستعدٌّ ينظرُ نحو العرش مخافةَ أن يُؤمَر قبل أن يرتدَّ إليه طَرْفُه، كأن عينيه كوكبانِ دُرِّيَّانِ [13].
وقد وقع خلاف بين العلماء في النفخ في الصور، هل هو نفختان، أم ثلاث نفخات؟ والراجح أنهما نفختان اثنتان، أما النفخة الأولى فهي نفخة (الصَّعْق)، وأما النفخة الثانية فهي نفخة (البعث)، كما دل على ذلك قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِي السَّمَوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُمْ قِيَامٌ يَنْظُرُونَ} [الزمر: 68].
ويقول الإمام ابن باز (ت: 1420هـ) - رحمه الله:
الصور قرن عظيم، ينفخ فيه إسرافيل النفخة الأولى للموت والفزع، والنفخة الثانية للبعث والنشور، هاتان النفختان جاء بهما القرآن الكريم، إحداهما يقال لها: نفخة الصعق، ويقال لها: نفخة الفزع، وبها يموت الناس، والثانية نفخة البعث، وقال جماعة من العلماء: إنها ثلاث: نفخة الفزع، وقد يفزع الناس فقط، ثم تأتي بعدها نفخة الموت، ثم نفخة البعث والنشور، والمحفوظ نفختان فقط، كما دل عليهما كتاب الله العظيم؛ انتهى[14].
5- ومنهم ملك الموت - عليه السلام-:
قال تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} [السجدة: 11].
قال ابن كثير- رحمه الله-:
الظَّاهِر مِنْ هَذِهِ الْآيَة أَنَّ مَلَك الْمَوْت شَخْص مُعَيَّن مِنْ الْمَلَائِكَة كَمَا هُوَ الْمُتَبَادَر[15].
وهو الذي يتوفى أرواح جميع الخلائق [16]، وملك الموت له أعوان من الملائكة؛ كما قال تعالى: {وَهُوَ الْقَاهِرُ فَوْقَ عِبَادِهِ وَيُرْسِلُ عَلَيْكُمْ حَفَظَةً حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ} [الأنعام: 61].
ومن مشاهد العبودية هنا قوله تعالى: {وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ}؛ أي: لا يقصِّرون في قبض روح أحدكم طاعة لله وإنفاذًا لأمره جل في علاه؛ قال الطبري- رحمه الله-: إن قال قائل: أو ليس الذي يقبض الأرواح ملك الموت، فكيف قيل: (توفته رسلنا)، والرسل جملة، وهو واحد؟
قيل: جائز أن يكون الله تعالى ذكره أعان ملك الموت بأعوان من عنده، فيتولون ذلك بأمر ملك الموت فيكون التوفي مضافًا إلى ملك الموت، كما يضاف قتلُ من قتله أعوانُ السلطان، وجلدُ من جلدوه بأمر السلطان، إلى السلطان، وإن لم يكن السلطان باشر ذلك بنفسه، ولا وليه بيده [17].
وقال القرطبي- رحمه الله-: والتوفي تارة يُضاف إلى ملك الموت؛ كما قال: {قل يتوفاكم ملك الموت}، وتارة إلى الملائكة لأنهم يتولون ذلك؛ كما في قوله: {حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لَا يُفَرِّطُونَ}، وتارة إلى الله وهو المتوفي على الحقيقة؛ كما قال: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} [الزمر: 42][18]، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} [النساء: 97].
وقال تعالى: {الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ} [النحل: 28].
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي (ت: 1393هـ)- رحمه الله-: فتحصَّل أن إسناد التوفي إلى ملك الموت في قوله تعالى: {قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ} [السجدة: 11]؛ لأنه هو المأمور بقبض الأرواح، وأن إسناده للملائكة في قوله: {فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلَائِكَةُ} [محمد: 27]، ونحوها من الآيات لأن لملك الموت أعوانا يعملون بأمره.
وأن إسناده إلى الله في قوله تعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا} [الزمر: 42]، لأن كل شيء كائنًا ما كان لا يكون إلا بقضاء الله وقدره والعلم عند الله [19].
ولم يثبت في ذلك حديث صحيح تسميته ملك الموت عليه السلام بـعزرائيل كما هو مشهور عند الكثير من عموم الخلق قديمًا وحديثًا.
قال ابن كثير- رحمه الله-: وأما ملك الموت، فليس بمصرِّح باسمه في القرآن، ولا في الأحاديث الصحاح، وقد جاء تسميته في بعض الآثار بعزرائيل[20].
وقال المناوي- رحمه الله-: بعد أن ذكر أن ملك الموت اشتَهر أن اسمه عزرائيل، قال: ولم أقف على تسميته بذلك في الخبر[21].
وقال الشيخ بكر أبو زيد - رحمه الله-: عزرائيل: خلاصة كلام أهل العلم في هذا: أنه لا يصح في تسمية ملك الموت بعزرائيل - ولا غيره - حديث، والله أعلم [22].
والمشهور عند أهل التحقيق أن شيوع هذا الاسم من الإسرائيليات، والآثار الواردة في هذا الصدد لم يقف الباحث لها على شيء ثابت يصلح الاحتجاج به.
6- ومنهم عموم الملائكة:
ومن الملائكة الكرام أيضًا رضوان خازن الجنة وأعونه، ومالك خازن النار وأعوانه، وزبانية جهنم وهم تسعة عشر ملكًا، وهناك الحفظة، والكرام الكاتبون، ومنهم الموكلون بسؤال القبر وفتنته، وهما منكر ونكير،ومنهم الموكل بالجبال، ومنهم القرين الذي يحث المؤمن على الخير ويدعوه إليه، ويؤزُّه عليه أزًّا، ومنهم من يشهدون جنائز المتقين من عباد الله كما شيع سبعون ألف ملك جنازة سعد بن معاذ رضي الله عنه، ومنهم ملائكة سيارة يلتمسون حِلَقَ الذِّكر ومجالس العلم، ومنهم من يتعاقبون على العباد في أوقات الصلوات وغيرها، ومنهم من يكتب أسماء المصلين يوم الجمعة في المساجد، ومنهم من لهم أعمال غير ذلك، وغيرهم كثير مما لا يحصيهم غير خالقهم سبحانه وتعالى.
[1] صحيح سنن أبي داوود للألباني: (3/ 895). ورقمه: (9353).
[2] صحيح الجامع الصغير. الطبعة الثالثة: (1/ 208). ورقمه: (853).
[3] رواه البخاري: (4641) ومسلم: (1616).
[4] تفسر ابن كثير: (8/ 339).
[5] رواه البخاري: (3232) ، ومسلم: (174).
[6] الخصائص الكبرى: (1/ 197).
[7] شرح النووي على مسلم: (3/ 7).
[8] ما ضحك ميكائيل منذ خلقت النار. ضعيف:(4454)، سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة.
والحديث: أخرجه أحمد (3/ 224) عن إسماعيل بن عياش، عن عمارة بن غزية الأنصاري: أنه سمع حميد بن عبيد مولى بني المعلى يقول: سمعت ثابتًا البناني يحدث عن أنس بن مالك عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -أنه قال لجبريل عليه السلام:
ما لي لم أر ميكائيل ضاحكًا قط؟ قال: فذكره. قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ فيه علتان: الأولى: جهالة حميد هذا؛ قال في التعجيل:لا يدري من هو؟
والأخرى: إسماعيل بن عياش؛ في روايته عن المدنيين ضعف، وهذا منها.
ثم وجد له الشيخ -رحمه الله -طريقا أخرى وشاهدًا، فخرجه في الصحيحة
برقم:(2511) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، السلسلة الصحيحة (6 / 739 ).
[9] أبو داود (4742) كتاب السنة، والترمذي (2430) كتاب صفة القيامة، وقال: هذا حديث حسن، وأحمد (6805) وزاد أن أعرابيًّا سأل النبي - صلى الله عليه وسلم، والدارمي (2798) كتاب الرقاق، واللفظ له، وصححه الألباني في الصحيحة: (3/ 154).
[10] أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (12/ 16/ 12002)، وأحمد (1/ 147)، وابن سعد في الطبقات (3/ 175-176)، والبزار (2/ 14/ 1765)، وأبو يعلى (1/ 283-283)، وابن أبي عاصم في السنة (2/ 574-575)، والحاكم (3/ 68) من طريق مِسعَر عن أبي عون الثقفي عن أبي صالح الحنفي عن علي قال: قال لي النبي - صلى الله عليه وسلم -ولأبي بكر- رضي الله عنه -يوم بدر: فذكره، وقال الحاكم: صحيح الإسناد، ووافقه الذهبي وأقرَّه الحافظ في الفتح (7/ 313)، وقال البزار: لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم -إلا بهذا الإسناد.
وقال الهيثمي في مجمع الزوائد: (6/ 85) رجاله رجال الصحيح، وقال أحمد شاكر في مسند أحمد: (2/ 308) إسناده صحيح، وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة، المجلد السابع: (7: 725) برقم: (3241).
[11] رفاعة بن رافع بن مالك (المتوفي سنة 41 هـ)، صحابي من بني زريق من الخزرج، شهد بيعة العقبة الثانية، والمشاهد كلها مع النبي محمد، كما شهد وقعتي الجمل وصفين مع علي بن أبي طالب، وتوفي في أول خلافة معاوية بن أبي سفيان، وانظر: الإصابة في تمييز الصحابة، رفاعة بن رافع، عن موقع الموسوعة الحرة: (ويكيبيديا).
[12] رواه البخاري: (7/ 312) ورقمه: (3992).
[13] أخرجه الحاكم (4/ 603)، وصححه، ووافقه الذهبي، وقال الحافظ في الفتح (11/ 368): سنده حسن، وصححه الألباني في الصحيحة (1078).
[14] فتاوى نور على الدرب :(4/ 327).
[15] تفسير ابن كثير: (6/ 360 – 361).
[16] القرطبي: (14/ 87).
[17] تفسير الطبري: (11/ 410).
[18] تفسير القرطبي: (7/ 7).
[19] أضواء البيان للشنقيطي: (6/ 504).
[20] البداية والنهاية لابن كثير: (1/ 42). البداية والنهاية المؤلف: أبو الفداء إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي البصري ثم الدمشقي (المتوفى: 774هـ) الناشر: دار الفكر عام النشر: 1407 هـ - 1986 م عدد الأجزاء: 15.
[21] فيض القدير: (3/ 32). فيض القدير شرح الجامع الصغير المؤلف: زين الدين محمد المدعو بعبد الرؤوف بن تاج العارفين بن علي بن زين العابدين الحدادي ثم المناوي القاهري (المتوفى: 1031هـ) الناشر: المكتبة التجارية الكبرى - مصر الطبعة: الأولى، 1356 عدد الأجزاء: 6.
[22] معجم المناهي اللفظية: (ص: 390).
____________________________________________________________
الكاتب: الشيخ أ. د. عرفة بن طنطاوي
- التصنيف: