فوائد مختصرة من تعليق العلامة العثيمين على صحيح البخاري (16)
بعض الفوائد المختارة من المجلد السادس عشر من تعليق العلامة محمد العثيمين رحمه الله على صحيح الإمام البخاري رحمه الله والذي يضم الأحاديث من رقم (7246) إلى رقم (7563)
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد فهذه بعض الفوائد المختارة من المجلد السادس عشر من تعليق العلامة محمد العثيمين رحمه الله على صحيح الإمام البخاري رحمه الله والذي يضم الأحاديث من رقم (7246) إلى رقم (7563) وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
- الفقه في الدين:
& قوله صلى الله عليه وسلم: (( «من يُرد اللهُ به خيراً يفقهُ في الدين» )) فيه بشارة لمن فقهه الله في دينه أن الله قد أراد به خيراً, ويؤخذ من مفهومه: أن لم يُفقهه الله في الدين لم يُرد به خيراً...واعلم أن من جملة الفقه في الدين: أن ينشر الإنسان علمه
& ليس الفقه في الدين هو علم الأحكام الشرعية العلمية كالطهارة والصلاة بل هو عام, حتى في العقائد يعتبر العلم بها فقهاً.
- من وحي الشيطان:
& ما يتوهمه بعض الناس ضعفاء الإيمان اليوم من أن تطبيق الشريعة كما جاء النبي صلى الله عليه وسلم لا يتناسب والعصر, ويخشي من نفور الدول الكافر, فإن ذلك من وحي الشيطان.
- أصلح ما بينك وبين الله, يصلح الله ما بينك وبين الناس:
& كل إنسان يتولى شيئاً قيادياً فإنه لا بد أن يحصل من يرضى بعمله ومن لا يرضى بعمله, ولكن وظيفة الإنسان أن يُصلح ما بينه وما بين الله عز وجل, فإذا أصلح ما بينه وبين الله عز وجل أصلح الله ما بينه وبين الناس.
- الحذر من اتباع سبيل من قبلنا:
& عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ( « لتتبعن سنن من كان قبلكم» ....الحديث) وذلك كالحسد, وحب الدنيا, والنكول عن الجهاد, والحكم بغير ما أنزل الله, والتحريف...ويتضمن أن تحذر الأمة من أن تتبع سبيل من قبلها.
- اتفاق أهل العلم:
& الرسول عليه الصلاة والسلام حضَّ على...اتفاق أهل العلم, وألا يختلفوا فيما بينهم, وأن يحاولوا اجتماع الكلمة ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً, لِما في اجتماع الكلمة من الفوائد العظيمة.
& العامة الذين يقتدون بالعلماء إذا رأوا اختلاف العلماء...حصل عندهم قلق وحرج, وقالوا: كيف يختلف الناس في ديننا؟! فلذلك حثَّ النبي عليه الصلاة والسلام على اتفاق أهل العلم, لما فيه من المصالح الكثيرة, ودرء المفاسد.
- التحرز عند الحديث وعند الإفتاء:
& الإنسان ينبغي له أن...ألا يحدث بحديث يخشى منه الضرر أو الشر وإن كان خيراً
& يجب أن يتحرز الإنسان حتى في الإفتاء في العلم, وكم من إنسان أفتى فتوى علم على ظاهر السؤال ثم استغل في القدح ببعض الناس, والانكار عليهم وما أشبه ذلك
& الإنسان _ لا سيما في زمن القيل والقال وكثرة الكلام _ يجب عليه أن يتحرز تحرزاً كاملاً, وإذا علم الله من نيته الخير وفقه له, ووقاه من الشر.
& التحرز من الرعاع وإلا ينقاد الإنسان معهم, وأن يُحكم عقله على عاطفته, فإن بعض الناس يغتر إذا رأى الرعاع يطلبون وراءه ويُزمرون, فيتكلم بما يظن أنه يرضيهم وإن كان فيه مضرة عاجلة أو آجلة.
ـــــــــــــــــــــ
- من حكمة الله عز وجل في تفاوت الناس في الخلق والرزق:
& من حكمة الله عز وجل أن يكون العباد مختلفين في الأرزاق والأشكال والأخلاق والفهوم والعقول وكل شيء, حتى يرى الإنسان قدر نعمة الله عز وجل عليه إن كان من الطبقة العليا, ويصبر على ما دون ذلك إن كان من الطبقة السفلى.
- المزارات التي تُزار في المدينة:
& المزارات التي تُزار في المدينة: المسجد النبوي, زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبيه, مسجد قباء, البقيع, شهداء أُحد, وليس في المدينة مزارات سوى هذه الخمسة, فأما مسجد القبلتين والمساجد السبعة ومسجد الغمامة...فكله لا أصل له
- روضة من رياض الجنة:
& قال رسول الله عليه الصلاة والسلام: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة) قوله: ( روضة من رياض الجنة ) أي: أنه محل غرس وزرع للعمل الصالح, فيفيد أنه ينبغي للإنسان أن يكثر من العمل الصالح في هذا المكان من صلاة أو ذكر أو قراءة.
- الجدال:
& الجدال إما أن يكون لنصرة الحق وخذلان الباطل, أو بالعكس, أو يكون لغواً بحيث يتجادل اثنان في أمر ليس بحق ولا باطل, بل هو من اللغو.
& الذي ينبغي للإنسان ترك الجدال ما لم يتعين عليه لإثبات حق أو إبطال باطل, وإلا فترك الجدال أولى...وأبعد عن حمل النفوس بعضها على بعض كما هو مشاهد.
& اعلم أنك إذا جادلت صاحبك لله, من أجل إثبات الحق وإبطال الباطل, فإنه وإن كان في نفسه عليك شيء في حين المجادلة فإن الله تعالى سوف يمحوه, لأن هذا داخل في عموم «من التمس رضا الله بسخط الناس كفاهُ الله مؤنة الناس»
ـــــــــــــــ
- الإجماع:
& لو رجعنا إلى كتاب ابن القيم رحمه الله " الصواعق المرسلة " فقد ذكر مسائل عديدة تزيد على العشرين, كلها نقل فيها الإجماع, والخلاف فيها ثابت, ولهذا يجب على الإنسان أن يتحرز ولا ينقل الإجماع.
- علماء لهم مجال واسع في استنباط الأحكام من الأدلة:
& من أكثر ما مرَّ عليّ من الذين يستنبطون الأحكام من الأدلة ابن القيم رحمه الله, فإن له مجالاً واسعاً ويظهر ذلك تماماً من كتابه" زاد المعاد في هدى خير العباد " وكذلك شيخنا عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله له قوة في استنباط الأحكام.
- تفرق الناس عند كثرة اللغط والاختلاف:
& ينبغي التفرق عند كثرة اللغط والاختلاف, لأن هذا يحل المشكلة, إذ لو بقي الناس في مكانهم زاد اللغط والاختلاف, ورُبما يؤدي إلى المقاتلة, فلهذا كان من الحكمة أنه إذا كثُر اللغط والاختلاف أن يتفرق الناس.
- الغضب:
& إذا قوي الغضب من شخص واستعاذ بالله من الشيطان الرجيم وجلس إن كان واقفاً واضطجع إن كان جالساً ولكن لم بهدأ غضبه فإن الأولى أن ينصرف.
- الحزبية:
& لا يجوز للمسلمين أن يتفرقوا أحزاباً, لأن الحزبية تستلزم الخلاف حتماً, ولهذا نجد الأحزاب كل حزب بما لديهم فرحُون, كل يقول: الحق عندي, والمخالف لي ظالم.
& موقف الإنسان...أن يعتزل كل هذه الفرق وألا ينتمي إلى واحدة منها بل يسير على ما سار عليه السلف الصالح بدون أن يقول: أنا كذا, أنا كذا من هذه الأحزاب
ــــــــــــــــــ
- الجهمية:
& أتباع الجهم بن صفوان, والجهم بن صفوان ليس هو رأس الأمر في التعطيل بل رأس الأمر في التعطيل شيخه الجعد بن درهم, لكن الجهم كان فصيحاً بليغاً نشيطاً فحرك دعوة التعطيل ونشرها وناظر عليها وجادل فيها فنُسِبَ المذهب إليه.
- ثمرة الايمان بالأسماء والصفات تصحيح المسلك:
& مسألة تغيب عن كثير من الذين يتكلمون عن صفات الله, فتجدهم يتكلمون عن اثبات الصفة, لكن لا يتكلمون عما يثمره الاعتقاد بالنسبة لهذه الصفة من الأحوال المسلكية, وهذه مهمة.
& هذه مسألة ينبغي للإنسان أن يجعلها على باله: أنه ليس المقصود أن نعلم ما يتعلق بالعقيدة فقط من الأسماء والصفات, بل المقصود مع ذلك ما يترتب على هذا الاعتقاد من تصحيح المسلك, والاستقامة على الأمر
& الإنسان إذا عرف أن الله واسع العلم, وأنه محيط بكل شيء علماً فلا بُدَّ أن يحمله هذا الاعتقاد على الاستقامة على أمر الله.
& إذا علمت أن الله يعلم كل شيء فإنك لا تُضمر في قلبك ما يخالف الاستقامة وأنت تعلم أن الله يعلم ذلك ولا تقول ولا تفعل ما يخالف الاستقامة.
- رحمة الناس والبهائم دلالة خير:
& الإنسان الذي يجد في قلبه رحمةً للناس والبهائم فليبشر بالخير, وإنه ممن رحمهم الله عز وجل....وإذا وجدت في قلبك غلظة على من يستحق الرحمة فيجب عليك أن تُعالج هذه الغلظة, وأن تُحولها إلى رحمة.
ــــــــــــــ
- كثرة الأولاد عز وقوة, ودعوة تحديد النسل من مكر الكفار:
& كثرة الأولاد عز للأمة, وليس فيه تضيق للرزق, لأن الله تعالى قال في القرآن الكريم: {وما من دابة في الأرض إلا على الله رزقها } [هود:6]
& كلما كثرت الأمة فتح الله لها أبواباً من الرزق, بشرط أن تصدق الله في التوكل عليه, أما هؤلاء الأمم الكثيرة الذين يموتون من الجوع فهؤلاء ليس عندهم صدق توكل على الله, وإلا فلو صدقوا لهيّأ الله لهم الرزق.
& ما يقوله بعض الناس: إذا كثر الأولاد كثرت طلباتهم, فإننا نقول: رزقك ورزقهم على الله عز وجل: ﴿ { نحن نرزقكم وإياهم} ﴾ [الأنعام:151] ﴿ { نحن نرزقهم وإياكم} ﴾ [الإسراء:31]
& كثرة الأمة عز وقوة لها, ولهذا تجد الأمم الكثيرة لها هيبة وإن كانت متأخرة في الصناعة من أجل كثرتها.
& ما يحاوله أعداء المسلمين اليوم من تقليل النسل للمسلمين فهو خطة خبيثة ماكرة يريدون أن يقضوا على المسلمين بكل وسيلة, إما بموت الموجود, أو الحيلولة دون المعدوم.
- المشاورة:
& الاستشارة هي تداول الرأي, لينظر في خير الأمرين...ما تبين صلاحه فالأمر فيه واضح, ولا حاجة إلى المشاورة, ولهذا لم يكن من هدى الرسول عليه الصلاة والسلام أن يُشاور في كل قضية, إنما يشاور في الأمور التي تعرض, ولا يتبين له فيها شيء.
& لا يستشير إلا من جمع بين أمرين: الأمانة والخبرة, لأنه إن استشار من ليس بأمين فقد يخدعه, وإن استشار من ليس عنده خبرة فقد يضلُّه بغير قصد.
ـــــــــــــــــــ
- المحن والمصائب:
& ما قضى الله على العباد من محن أو مصائب...فإن الغاية منه حميدة حتى ولو كان فيه الهلاك...لأن المصابين بهذا لهم...تكفير السيئات ورفعة الدرجات وزيادة الحسنات مع الصبر والاحتساب والذين لم يصابوا يتخذون من ذلك عبرة فيرجعون إلى الله
- لذة الرجوع إلى الحق:
& ما ألذَّ رجوع الإنسان إلى الحق, حتى إن الإنسان إذا رجع إلى الحق وإن كان خلاف ما يقوله أولاً يجد في هذا لذة عظيمة, وكأنه لم يرجع عن قوله الأول, لأن الله عز وجل فتح على قلبه حيث آمن بالحق أول ما جاء به.
- بذكر الله تزول الوحشة:
& الإنسان كلما ذكر ربه فإن الله سبحانه وتعالى معه بالنصر والتأييد والتثبيت وزوال الوحشة, حتى إذا استوحشت في الليل, وأردت أن تزول الوحشة عنك, فاذكر الله عز وجل, لأنك بذكر الله يهون عندك كل شيء ويتصاغر.
- إقامة العزاء للأموات:
& بعض الناس الذي يقيمون العزاء للأموات ويأتون بالقرَّاء يقرؤون...ننعي إليهم عقولهم قبل أن ننهي إليهم ما حصل من المخالفة ونقول هذا القارئ الذي قرأ بدراهم ليس له من أجر من قراءته وإذا لم يكن له أجر لم يصل إلى الميت شيء من ثوابها
- رؤية الله جل جلاله:
& الله سبحانه وتعالى يُرى يوم القيامة...الذي يراه رؤية رضى هم المؤمنون يرونه في عرصات القيامة ويرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله, وأما الكفار الخُلص فلا يرون الله, وأما المنافقون فيرون الله عز وجل في عرصات القيامة ثم يحجبون عنه فلا يرونه.
ــــــــــــــــــ
- بشرى:
& إذا رأيت أن الله قد يسر لك العبادات وسهلها على نفسك فاعلم أن هذه بشرى, وإذا رأيت من شخص أن الله قد عسّر الله عليه في العبادات فاعلم أن هذه بشرى سوء لأن أهل الشقاوة يُيسرون لعمل أهل الشقاوة.
- متفرقات:
& الوسائل التي تنمى عند الإنسام ملكة الاستنباط...التكرار والتدبر.
& الدخان يؤذي أكثر من البصل فنقول لشارب الدخان: لا تحضر إلى المساجد, وهذه لو طبقناها لكان فيها حمل للمدخنين أن يتركوا الدخان.
& الكذب في لغة الحجازين ليس كالكذب في لغة عامة العرب _ وهو أن يتعمد الإنسان الإخبار بخلاف الواقع _ بل الكذب عندهم الخطأ.
& ينبغي للإنسان كلما أصابه أمر هام أن يقول: " لا حول ولا قوة إلا بالله " لأنها كلمة استعانة.
& الإسراء والمعراج...هما على القول الراجح في ليلة واحدة, لكن لا يعلم متى كان, وما اشتهر عند الناس أنه ليلة السابع والعشرين من رجب فلا أصل له.
& ذكروا أن من فوائد الصيام: أن الإنسان يتفرغ للذكر أكثر مما لو كان شابعاً, لأن الشبع يُوجب الغفلة.
& عجباً من بعض الناس ضعفاء العقول وضعفاء الدين إذا أراد أن يؤكد الوفاء بالوعد قال هذا وعد إنجليزي, وسبحان الله قل: إنه وعد مؤمن وهذا هو الصحيح.
ــــــــــــــــــــ كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: