فوائد مختصرة من تعليق العلامة العثيمين على صحيح مسلم (2)
بعض الفوائد المختارة من المجلد الثاني, من تعليق العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, على صحيح الإمام مسلم رحمه الله, والذي يضم الأحاديث من رقم (223) إلى رقم (376)
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من المجلد الثاني, من تعليق العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, على صحيح الإمام مسلم رحمه الله, والذي يضم الأحاديث من رقم (223) إلى رقم (376), وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
- قاعدة نافعه في كل أبواب العلم:
& خلاصة القاعدة التي تنفعك في كل أبواب العلم أن من فعل المحظور ناسياً, أو جاهلاً, أو مكرهاً, فلا شيء عليه, وأما من ترك المأمور فلا بد من فعله ولو كان ناسياً, أو جاهلاً.
& المحظور إذا فعله الإنسان لعذر نسيان أو جهل, فإنه يسقط عنه الإثم, وإذا سقط الإثم سقط الحكم المُترتب على ذلك.
- الطهارة نوعان:
& الطهارة نوعان: طهارة قلب, وطهارة بدن....يجب علينا أن نعتني بالطهارة القلبية أكثر مما نعتني بالطهارة الحسية, لأن الطهارة القلبية من كل رجس هي الأصل, سواء فيما يتعلق بمعاملة الخالق, أو ما يتعلق بمعاملة المخلوق.
- الصدقة برهان:
& قوله: (( «الصدقة برهان» )) أي دليل على إيمان صاحبها...لأن الصدقة بذل شيءٍ محبوب للنفوس, وهو المال...ومعلوم أن الإنسان لا يبذل محبوباً إلا لما هو أحب, وهذا يتضمن التصديق التام بثواب الصدقة.
- الصبر ضياء
& ( «الصبر ضياء» ) الصبر حبس النفس, وما أثقل حبس النفس على الإنسان لأن كل واحد يحب أن تكون نفسه أن تكون حرة, ولهذا جعله ضياء, والضياء يتضمن شيئين: الحرارة والضياء...ووجه قولنا إنه حار, لأنه ثقيل على النفس يحتاج إلى تعب.
- الصلاة نور:
& قوله صلى الله عليه وسلم: (( « الصلاة نور » )) فهي نور في الوجه, وفي القلب, وفي القبر, ويوم القيامة, لأن الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم أطلق فقال: (( «الصلاة نور» ))
- انتظار الصلاة بعد الصلاة:
& الانتظار يكون بالبدن ويكون بالقلب, أما البدن فيبقى في مكان صلاته حتى تأتي الصلاة الأخرى, وأما القلب فيكون كلما انتهى من صلاة إذا هو ينتظر الصلاة الأخرى متى تأتي؟ ليقف بين يدي ربه لأنه يحب الصلاة...وهذا دليل على إيمانه.
- الشيطان يفعل الأفعال ولا نحسُّ به:
& الشيطان يفعل الأفعال ولا نحسُّ به فهو يبيت على خياشيمنا ولكننا لا نحسُّ أن أحد جثم على الخيشوم, مع أنه لو دبَّت عليه ذرّة لأحسسنا بها, لكن عالم الشياطين وعالم الجن الأصل فيه أنه خفي....وإن كنا نؤمن بذلك, لأنه حق.
- افتتاح صلاة الليل بركعتين خفيفتين:
& الشيطان كما يبيت على الخيشوم إذا نام الإنسان فإنه يعقد على قافيته ثلاث عقد تحبسه عن العمل الصالح فإذا ذكر الله انحلت عُقدة وإذا توضأ انحلت عقدة وإذا صلى انحلت...الثالثة ولهذا كان ينبغي للإنسان في قيام الليل أن يبدأه بركعتين خفيفتين
فتح أبواب الجنة الثمانية:
& معنى فتح أبواب الجنة الثمانية: أنه تُيسر له أعمال هذه الأبواب, فتُيسر له الصلاة, والصيام, والصدقة, والجهاد, وغير ذلك من الأبواب.
- الدعاء للصبيان بالبركة:
& كان النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم يؤتى بالصبيان فيُبرّك عليهم, يعني: يدعو لهم بالبركة, فيقول: اللهم بارك فيه. والبركة: هي الخير الكثير الثابت
- السواك عند الصلاة:
& إذا كان الإنسان يصلي عدة ركعات نافلة مثلاً فهل كل ما سلم من اثنتين تسوك أم يكفى الأول؟ فنقول الظاهر أنه يكفى الأول لأن ابن عباس رضي الله عنهما بات عند النبي صلى الله عليه وسلم لم يذكر من حديثه أنه تسوك إلا مرةً واحدة.
- اقتناء الكلاب:
& من غريب ما يذكر في موضوع اقتناء الكلاب...كما يذكر عن بعض الكفار...أن بعضهم يغسله بالصابون...وهذا العمل منهم يُصدق قول الله: ﴿ {الخبيثاتُ للخبيثين} ﴾ [النور:26]ولا شك أن إِلفهم لهذا الحيوان الذي هو أنجس الحيوانات يدل على نجاستهم.
- الشارب لا يحلق وإنما يقصّ:
& قوله صلى الله عليه وسلم: ( «قصُّ الشارب» ) دليل على أن الشارب لا يحلق وإنما يقص, لأن بقاءه غير محلوق أجمل, ولذلك نرى يحلقونه يحصل لهم شيء من التشوية.
- قذف أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها كفر:
& أجمع العلماء _ فيما أعلم _ أن من قذف عائشة رضي الله عنها بما برأها الله منه, فإنه كافر مرتد, لأنه مكذب للقرآن بلا شك.
الورع عندما يسأل الإنسان وهناك من هو أعلم منه:
& الإنسان إذا سئل وفي البلد من هو أعلم منه فلا شك أن الورع أن يحيل إلى من هو أعلم منه تجنباً للخطأ وإعطاء لصاحب الحق حقه, لكن الوجوب قد يتوقف الإنسان فيه, نظراً لأن الذي أحيل عليه ليس معصوماً, فقد يخطئ وقد يصيب.
- مقابلة أخطاء الصغار بكل سماحة:
& رسول الله صلى الله عليه وسلم...أتي بصبي فبال عليه...في الحديث حسن خلق النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حيث لم يغضب لما بال عليه الصبي, ولم يدع عليه, ولم ينهره, بل قابل ذلك بكل سماحة عليه الصلاة والسلام.
- يعذبان في قبريهما في أمر يسهل عليهما تركه:
& مرّ رسول الله على قبرين فقال: ( «إنهما ليعذبان وما يعذبان في كبير, أما أحدهما فكان يمشي بالنميمة, وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله» ) قوله صلى الله عليه وسلم
( «ما يعذبان في كبير» ) أي لا يعذبان في أمر شاق عليهما بل يسهل عليهما اجتنابه.
- تعلم أحكام الحيض:
& الحيض...له أحكام كثيرة تتعلق بالصلاة, والصيام, والعِدد, وغير ذلك, ولهذا يحسن بالإنسان أن يفهم أحكام الحيض ويتقنها بقدر المستطاع.
& يذكر أن بعض طلبة العلم لما قرأ ما كتبه الفقهاء في الحيض عن المتحيرة والشاكة, وما أشبه ذلك, فكأنه عجز عن فهم هذا الباب, فقال لشيخه: يا شيخ نحن لا نحيض, فقد أراحنا الله منه قدراً, فأرحنا منه شرعاً.
& الغالب أن النساء أعلم بالحيض من الرجال, كما تقدم...عن بعض السلف أنه كان يُسأل عن الحيض, فيقول: النساء أعلم من الرجال.
السؤال مفتاح العلم:
& السؤال مفتاح العلم, وقد قيل لابن عباس رضي الله عنه بم أدركت العلم؟ قال: بلسان سؤول, وقلبٍ عقول, وبدن غير ملول, فلا ينبغي للإنسان أن يستحي من الحق أبداً, بل يسأل عن كل ما يشكل عليه.
- التعليم بالفعل لأنه أبلغ:
& ينبغي للإنسان أن يعلم الناس بالفعل كما يعلمهم بالقول, لأنه أبلغ, ولأن التعليم بالفعل يحصل به فهم المعنى, وارتسام صورة الفعل في الذهن, حتى لا ينساه.
- تبكى لأنها تترك الصلاة:
& قوله: " يرحم الله هنداً! لو سمعت بهذه الفتيا والله إن كانت لتبكي, لأنها كانت لا تُصلي ", هذه امرأة معروفة عندهم وكأنها _ والله أعلم _ كانت تظن أن الاستحاضة تمنع الصلاة, فكانت تبكى, لأنها تترك الصلاة.
- كثرة ذكر الله تجعل البركة في وقت الإنسان وعمله:
& الإنسان إذا وفقه الله لكثرة الذكر بارك الله الله له في وقته وبارك له في عمله... والعبد إذا عرف أن الله يبارك له في وقته بسبب ذكره لربه, فليداوم عليه, وليس ذكر اللسان, بل ذكر القلب...نسأل الله أن يعيننا بمنه وكرمه على هذا.
- من أسباب مسّ الجن:
& لا أستبعد أن كثرة مسّ الجن _ في الوقت الحاضر _ من أسباب الغفلة عن ذكر الله تعالى في مواضع الذكر.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: