فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين (15)
بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله, وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر وهي مختارة من: "باب النفقة على العيال" , إلى " باب علامات حب الله تعالى للعبد والحث على التخلق بها والسعي في تحصيلها ", أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
- من تلاعب الشيطان بالإنسان:
& الشيطان يرغب الإنسان في التطوع ويزهده في الواجب, فتجده مثلاً...مديناً يطالبه صاحب الدين بدينه وهو لا يوفي ويذهب يتصدق على المساكين, وربما يذهب للعمرة أو لحج التطوع...ويدع الواجب وهذا خلاف الشرع وخلاف الحكمة.
- تعليم الأولاد وتربيتهم:
& ليعلم أن تعليم الصغار...الآداب لا ينسى, يعني أن الطفل لا ينسى إذا علمته وهو صغير, لكن إذا كبر ربما ينسى إذا علمته وربما يتمرد عليك بعض الشيء إذا كبر, لكن ما دام صغيراً وعلمته يكون أكثر إقبالاً.
& بعض الصغار لا ينفعهم الكلام في الغالب, ولكن الضرب ينفعهم أكثر, فلو أنهم تركوا بدون ضرب لضيعوا الواجب عليهم, وفرطوا في الدروس وأهملوا, فلا بد من ضربهم ليعتادوا النظام, ويقوموا بما ينبغي أن يقوموا به, وإلا صارت المسألة فوضى.
& لابد أن يكون الضرب للتأديب لا للإيلام والإيجاع, فيضرب ضرباً يليق بحاله, ضرباً غير مبرح.
- عدم طاعة الوالدين في طلاق الزوجة:
& إذا أمر أبوك أو أمك بأن تطلق امرأتك, وأنت تحبها, ولم تجد عليها مأخذاً شرعياً, فلا تطلقها, لأن هذه من الحاجات الخاصة التي لا يتدخل أحد فيها بين الإنسان وبين زوجته.
- أنت تسيء إلى من تشهد له زوراً:
& ما أرخص شهادة الزور اليوم عند كثير من الناس يظن أنه أحسن إلى من شهد له ...ولكنه أساء...إلى من شهد له...لأنه سلطه على ما لا يستحق وأكله الباطل... لا تظن أنك إذا شهدت لأحد زوراً أنك محسن إليه, لا والله بل أنت مسيء إليه.
- منعاً وهات:
& قوله عليه الصلاة والسلام: " منعاً وهات" يعني أن يكون الإنسان جموعاً منوعاً يمنع ما يجب عليه بذله من المال, ويطلب ما ليس له, فهات: يعني أعطوني المال, ومنعاً: أي يمنع ما يجب عليه, فإن هذا...مما حرمه الله عز وجل.
- إضاعة المال:
& المال قيام الناس, تقوم به مصالح دينهم ودنياهم, فإذا بذله الإنسان في غير ذلك فهذا إضاعة له, وأقبح من ذلك أن يبذله في محرم, فيرتكب في هذا محظورين: المحظور الأول: إضاعة المال. والمحظور الثاني: ارتكاب المحرم.
- الإحسان إلى أصدقاء الوالدين من البرِّ بهما:
& سعة رحمة الله عز وجل حيث إن البر بابه واسع, لا يختص بالوالد والأم فقط, بل حتى أصدقاء الوالد وأصدقاء الأم, إذا أحسنت إليهم فإنما بررت والديك فتثاب ثواب البار بوالديه.
ــــــــــــــــــ
- إثار توقير وإهانة العلماء:
& بتوقير العلماء توقر الشريعة, لأنهم حاملوها, وبإهانة العلماء تهان الشريعة, لأن العلماء إذا ذلوا وسقطوا أمام أعين الناس, ذلت الشريعة التي يحملونها, ولم يبق لها قيمة عند الناس, وصار كل إنسان يحتقرهم ويزدريهم فتضيع الشريعة.
- احترام ولاة الأمر وطاعتهم حسب ما جاءت به الشريعة:
& ولاة الأمر من الأمراء والسلاطين يجب احترامهم وتوقيرهم وتعظيمهم وطاعتهم, حسب ما جاءت به الشريعة, لأنهم إذا احتقروا أمام الناس, وأذلوا, وهون أمرهم, ضاع الأمن, وصارت البلاد فوضى, ولم يكن للسلطان قوة ولا نفوذ.
& الشعب كما نعلم الآن أكثرهم مفرط في الواجبات, وكثير منتهك للحرمات, ثم يريدون أن يولي الله عليهم خلفاء راشدين, فهذا بعيد, لكن نحن علينا أن نسمع ونطيع وإن كانوا هم أنفسهم مقصرين فتقصيرهم هذا عليهم.
- طرد الصبيان عن الصف الأول بالمسجد:
& لا يجوز طرد الصبيان عن الصف الأول إلا أن يحدث منهم أذية, فإن لم يحدث منهم أذية فإن من سبق إلى ما لم يسبق إليه أحد أحق به.
& نقول أن أولئك الذين يطردون الصبيان عن الصف الأول أخطأوا من جهة أنهم منعوا ذوي الحقوق حقوقهم...ومن جهة أخرى أنهم يُكرِّهون الصبيان عن المسجد, وهذا يؤدي إلى أن ينفر الصبي عن المسجد إذا كان يطرد عنه.
- محبة أهل الخير ومجالستهم:
& أهل الخير هم أهل العلم والإيمان والصلاح, ومحبتهم واجبة, لأن أوثق عرى الإيمان: الحب في الله والبغض في الله...وأهل الخير إذا جالستهم أنت على خير.
ـــــــــــــــــــ
- الزيارة لله عز وجل:
& يقال لمن زار أخاه لغير أمر دنيوي ولكن لمحبته في الله: إن الله أحبك كما أحببته فيك والزيارة لها فوائد: منها هذا الأجر العظيم ومنها أنها تؤلف القلوب, وتجمع الناس وتذكر الناسي وتنبه الغافل وتعلم الجاهل وفيها مصالح كثيرة يعرفها من جربها.
- طلب الدعاء من الغير:
& لا ينبغي أن يطلب أحد الدعاء من غيره ولو كان رجلاً صالحاً, وذلك لأن هذا ليس من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا من هدي خلفائه الراشدين.
& لو أراد الإنسان أن يسأل من غيره الدعاء وقصده مصلحة الغير يعني يريد أن الله يثيب هذا الرجل على دعوته لأخيه, أو أن الله تعالى يستجيب دعوته, لأنه إذا دعا الإنسان لأخيه بظهر الغيب قال الملك آمين ولك بمثله, فالأعمال بالنيات.
- المحبة في الله عز وجل:
& المحبة من كمال الإيمان, ولا يكمل إيمان العبد حتى يحب أخاه.
& من أسباب المحبة أن يفشي الإنسان السلام بين إخوانه, أي يظهره ويعلنه, ويسلم على من لقيه من المؤمنين, سواء عرفه أو لم يعرفه.
& يجب على الإنسان أن يسعى لكل سبب يوجب المودة والمحبة بين المسلمين, لأنه ليس من المعقول ولا من العادة أن يتعاون الإنسان مع شخص لا يحبه, ولا يمكن التعاون على الخير والتعاون على البر والتقوى إلا بالمحبة.
& من السنة إذا أحببت شخصاً أن تقول إني أحبك, وذلك لما في هذه الكلمة من إلقاء المحبة في قلبه, لأن الإنسان إذا علم أنك تحبه أحبك, مع أن القلوب لها تعارف وتآلف وإن لم تنطق الألسن.
ـــــــــــــــــ
- حلاوة الإيمان:
& حلاوة الإيمان ليست حلاوة السكر والعسل, وإنما هي حلاوة أعظم من كل حلاوة, حلاوة يجدها الإنسان في قلبه ولذة عظيمة لا يساويها شيء, يجد انشراحاً في صدره, رغبة غي الخير حباً لأهل الخير, حلاوة لا يعرفها إلى من ذاقها بعد أن حُرمها
- علامة محبة الله عز وجل للعبد:
& محبة الله للعبد لها علامة, منها كون الإنسان متبعاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه كلما كان الإنسان لرسول الله صلى الله عليه وسلم أتبع, كان لله أطوع, وكان أحبّ إلى الله تعالى.
& أن يسدد الإنسان في أقواله وأفعاله, فإذا سُدِّد دلّ ذلك على أن الله يحبه.
& من علامات محبة الله أن يوضع للإنسان القبول في الأرض, بأن يكون مقبولاً لدى الناس, محبوباً إليهم, فإن هذا من علامات محبة الله تعالى للعبد, نسأل الله تعالى أن يجعلنا والمسلمين من أحبابه وأوليائه.
- من أسباب محبة الله جل وعلا:
& من أسباب محبة الله أن تكثر من النوافل ومن التطوع, نوافل الصلاة, نوافل الصدقة, نوافل الصوم, نوافل الحج, وغير ذلك من النوافل.
- متفرقات:
& من اتقى الله في أولاده اتقوا الله فيه, ومن ضيع حق أولاده ضيعوا حقه إذا احتاج إليهم. & إكرام صديق الإنسان بعد موته يعتبر إكراماً له, وبراً به.
& إذا كان يمين الصف بعيداً, وأيسر الصف أقرب منه بشكل واضح, فإن الصف الأيسر أفضل من الأيمن, من أجل دنوه من الإمام.
ـــــــــــــــ كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: