فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين (16)

منذ 2023-04-23

بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله

                   الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله,  وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر وهي مختارة من: "باب التحذير من إيذاء الصالحين والضعفة والمساكين", إلى " باب الأخذ من غير مسألة ولا تطلع إليه ", أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.

  • التحذير من أذية المؤمنين والصالحين:

& الأذية: هي أن تحاول أن تؤذي الشخص بما يتألم منه قلبياً, أو بما يتألم منه بدنياً, سواء كان ذلك بالسب, أو بالشتم, أو باختلاق الأشياء عليه, أو بمحاولة حسده, أو غير ذلك من الأشياء التي يتأذى بها المسلم.

& الله سبحانه وتعالى بيّن أن الذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماناً مبيناً.

& الذي يعادي أحداً من أولياء الله فإن الله تعالى يعلن عليه الحرب, ومن كان الله حرباً لله تعالى فهو خاسر بلا شك.

& اعلم أن العبرة في الدنيا بما في الظواهر, اللسان والجوارح. وأن العبرة في الآخرة بما في السرائر بالقلب. فالإنسان يوم القيامة يحاسب على ما في قلبه...فاحرص يا أخي على طهارة قلبك قبل طهارة جوارحك كم من إنسان يصلي...لكن قلبه فاسد.

& لا تغتر بصلاح جوارحك, وانظر قبل كل شيء إلى قلبك

  • العبد يكون دائراً بين الخوف والرجاء:

& العبد...إن نظر إلى ذنوبه وكثرة أعماله السيئة خاف, وإن نظر إلى أعماله الصالحة وأنه قد يشوبها شيء من العجب والإدلال...والرياء خاف, وإن نظر إلى عفو الله ومغفرته وكرمه وحلمه ورحمته رجا فيكون دائراً بين الخوف والرجاء.

& يجب أن يكون سير الإنسان إلى الله عز وجل دائراً بين الخوف والرجاء لكن أيهما يغلّب؟ هل يغلّب الرجاء؟ أو يغلب الخوف؟ أو يجعلهما سواء؟ قال الإمام أحمد رحمه الله: ينبغي أن يكون خوفه ورجاؤه واحداً, فأيهما غلب هلك صاحبه.

& الإنسان يجب عليه أن يكون طبيب نفسه, إذا رأى من نفسه أنه أمن من مكر الله, وأنه مقيم على معصية الله, ومتمن على الله الأماني, فليعدل عن هذه الطريق وليسلك طريق الخوف.

& الإنسان...إذا رأى فيه وسوسة, وأنه يخاف بلا موجب, فليعدل عن هذا الطريق وليغلب جانب الرجاء حتى يعتدل خوفه ورجاؤه.

  • النهي عن  اتخاذ مكان في المسجد لا يصلي الإنسان إلا فيه:

& ينهي الإنسان أن يتخذ في المسجد مكاناً لا يصلي إلا فيه, مثل أن لا يصلي النافلة, لا تحية المسجد, ولا غيرها إلا فيه, فإن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن استيطان كاستيطان البعير يعنى عن اتخاذ موطنٍ كأعطان الإبل تأوي إليه وتبيت فيه.

& الإنسان إذا أذنب فليستغفر الله, فإنه إذا استغفر الله عز وجل بنية صادقة وقلب موقن فإن الله تعالى يغفر له: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم﴾ } [الزمر:53]

إحسان الظن بالله عز وجل:

& متى يكون العبد محسناً الظن بالله عز وجل؟ يكون كذلك إذا فعل ما يوجب فضل الله ورحمته, فيعمل الصالحات ويحسن الظن بأن الله تعالى يقبله, أما أن يحسن الظن وهو لا يعمل, فهذا من باب التمني على الله.

& أن تحسن الظن بالله مع مبارزتك له بالعصيان فهذا دأب العاجزين الذين ليس عندهم رأس مال يرجعون إليه.

  • البكاء من خشية الله عز وجل:

& البكاء من خشية الله إما خوفاً وإما شوقاً إليه تبارك وتعالى, فإذا كان البكاء من معصية فعلها الإنسان, فهذا البكاء سببه الخوف من الله عز وجل, وإن كان بعد طاعة فعلها, كان هذا البكاء شوقاً إلى الله سبحانه وتعالى.

& أنت يا أخي إذا ذكرت الله فاذكر ربك خالي القلب, لا تفكر في شيء, إن فكرت في شيء لم يحصل لك البكاء من خشية الله أو الشوق إليه, لأنه لا يمكن أن يبكي الإنسان وقلبه مشغول بشيء آخر.

  • القرآن أعظم واعظ:

& القرآن أعظم واعظ, يعظ الله به القوب, لكنه إذا ورد على قلوب كالحجارة والعياذ بالله فإنها لا تلين ولكنها تزداد صلابة, نسأل الله العافية.

  • إنصات الإنسان لقراءة غيره قد يكون أخشع لقلبه:

& الإنسان قد يكون إنصاته لقراءة غيره أخشع لقلبه مما لو قرأ هو, وهو كذلك أحياناً, فأحياناً إذا سمعت القرآن من غيرك خشعت وبكيت, لكن لو قرأته أنت ما حصلت لك هذه الحال.

عدم الركون إلى الدنيا:

& قال النبي عليه الصلاة والسلام: (( «إن الدنيا حلوة خضرة» )) حلوة المذاق, خضرة المنظر, تجذب وتفتن, فالشيء إذا كان حلوا ومنظره طيباً فإنه يفتن الإنسان

& الدنيا إذا فتحت نسأل الله أن يقينا وإياكم شرها, أنها تجلب الشر وتطغي الناس ﴿ «كلا إن الإنسان ليطغى * أن رآه استغنى» ﴾ [العلق:6-7]

& انظر إلى حالنا نحن لما كان الناس إلى الفقر أقرب, كانوا لله أتقى, وأخشع, وأخشى ولما كثر المال, كثر الإعراض عن سبيل الله, وحصل الطغيان, وصار الإنسان الآن يتشوف لزهرة الدنيا وزينتها...يباهي الناس...ويعرض عما ينفعه في الآخرة

& لا ينبغي للعاقل أن يركن إلى الدنيا, أو يغتر بها, أو يلهو بها عن الآخرة, أو تكون مانعاً له من ذكر الله عز وجل.

& كم من أناس عشت معهم عاشوا في هذه الدنيا عيشة راضية, وفي رفاهية وأنس وأولاد وزوجات وقصور وسيارات, ثم انتقلوا عنها كأن لم يكونوا بالأمس, انتقلوا هم عنها, أو يأتي دنياهم شيء يتلفها.

& العاقل إذا قرأ القرآن وتبصر عرف قيمة الدنيا, وأنها ليست بشيء, وأنها مزرعة للآخرة, فانظر ماذا زرعت فيها لآخرتك؟ إن كنت زرعت خيراً فأبشر بالحصاد الذي يرضيك, وإن كان الأمر بالعكس فقد خسرت الدنيا والآخرة.

& أيهما تريد؟ هناك عذاب شديد لمن آثر الحياة الدنيا على الآخرة, وهناك معفرة من الله ورضوان لمن آثر الآخرة على الدنيا.

& إذا أغنى الله الإنسان, وصار غناه عوناً على طاعة الله, ينفق ماله في الحق, وفي سبيل الله, صارت الدنيا خيراً.  

لا نيأس من هداية أحد:

& لا نيأس من شخص تجده على الكفر أو على الفسق, ربما يهديه الله في آخر لحظة, ويموت على الإسلام.

  • علامة محبة النبي عليه الصلاة والسلام:

& علامة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم أن يكون الإنسان أشد اتباعاً له, وأشد تمسكاً بسنته, كما قال تعالى: ﴿ {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}  ﴾ [آل عمران:31]

& الصلاة...الذين يضيعونها عن وقتها, فلا يصلون إلا بعد خروج الوقت, فإن هؤلاء إما أن يكون لهم عذر من نوم أو نسيان, فصلاتهم مقبولة ولو بعد الوقت, وإما ألا يكون لهم عذر فصلاتهم مردودة لا تقبل منهم, ولو صلوا ألف مرة.

  • سؤال الناس أموالهم من غير حاجة من كبائر الذنوب:

& من سأل الناس أموالهم ليكثر بها ماله, فإنما يسأل جمراً فليستقل أو ليستكثر, إن استكثر زاد الجمر عليه, وإن استقل قلً الجمر عليه, وإن ترك سلم من الجمر, ففي هذا دليل على أن سؤال الناس بلا حاجة من كبائر الذنوب.

  • العمل والمهنة وعدم سؤال الناس:

& العمل والمهنة ليست نقصاً, لأن الأنبياء عليهم الصلاة والسلام كانوا يمارسونها, ولا شك أن هذا خير من سؤال الناس...وأن هذا هو الخلق النبيل ألا يخضع الإنسان لأحد ولا يذل له, بل يأكل من كسب بيده من تجارته أو صناعته أو حرثه.

 

ـــــــــــــــ             كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ

  • 0
  • 0
  • 586

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً