فوائد مختصرة من شرح العلامة العثيمين لكتاب رياض الصالحين (17)
بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين....أما بعد: فهذه بعض الفوائد المختارة من شرح العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله, لكتاب رياض الصالحين للإمام النووي رحمه الله, وهذه الفوائد فوائد مختصرة لا تتجاوز الفائدة الواحدة ثلاثة أسطر وهي مختارة من: "باب الكرم والجود والانفاق في وجوه الخير", إلى " باب استحباب العزلة عند فساد الناس والزمان ", أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
- المال فتنة:
& المال الذي أعطاه الله بني آدم, أعطاهم إياه فتنة, ليبلوهم هل يحسنون التصرف فيه أم لا.
- أحوال الناس مع المال:
& من الناس من ينفقه في شهواته المحرمة, وفي لذائذه التي لا تزيده من الله إلا بعداً, فهذا يكون ماله وبالاً عليه.
& ومن الناس من ينفقه ابتغاء وجه الله فيما يقربه إلى الله على حسب شريعة الله, فهذا ماله خير له.
& ومن الناس من ينفق ماله في غير فائدة, ليس في شيء محرم, ولا في شيء مشروع, فهذا ماله ضائع عليه, وقد نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن إضاعة المال
& مالك الذي تقدمه لله عز وجل تجده أمامك يوم القيامة, ومال الوارث ما يبقي بعدك من مالك, فينتفع به ويأكله الوارث, فهو مال وارثك على الحقيقة, فأنفق مالك فيما يرضي الله, وإذا أنفقت فإن الله يخلفه وينفق عليك.
- دعوة الكفار والفساق إلى الله عز وجل:
& لا ينبغي لنا أن نبتعد عن أهل الكفر وعن أهل الفسوق, وأن ندعهم للشياطين تلعب بهم, بل نؤلفهم, ونجذبهم إلينا بالمال, واللين, وحسن الخلق حتى يألفوا الإسلام
& الفساق...انصحهم باللين, وبالتي هي أحسن, ولا تقل: أنا أبغضهم لله, ابغضهم وادعهم إلى الله, بغضك إياهم لله لا يمنعك أن تدعوهم إلى الله بل ادعهم إلى الله عز وجل وإن كنت تكرههم, فلعلهم يكونون من أحبابك في الله يوماً من الأيام.
- من تواضع لله فإن يرفعه ويعلي شأنه:
& بعض الناس تراه متكبراً ويظن أنه إذا تواضع للناس نزل, ولكن الأمر بالعكس, إذا تواضعت للناس فإنك تتواضع لله أولاً, ومن تواضع لله فإن يرفعه ويعلي شأنه.
& الظلم: هو العدوان على الغير, وأعظم الظلم الشرك بالله عز وجل...ويشمل الظلم ظلم العباد, وهو نوعان: ظلم بترك الواجب لهم, وظلم بالعدوان عليهم بأخذ أو بانتهاك حرماتهم.
& ممانعة الإنسان الذي عليه دين عن الوفاء وهو غني قادر على الوفاء ظلم...وكل ساعة أو لحظة تمضي على المماطل فإنه لا يزداد بها إلا إثماً والعياذ بالله, وربما يعسر الله عليه أمره فلا يستطيع الوفاء إما بخلاً وإما إعداماً.
& من الظلم اقتطاع شيء من الأرض.
& من الظلم الاعتداء على الناس في أعراضهم بالغيبة أو النميمة أو ما أشبه ذلك.
& الظلم من كبائر الذنوب, لأنه لا وعيد إلا على كبيرة من كبائر الذنوب, فظلم العباد وظلم الخالق عز وجل رب العباد, كله من كبائر الذنوب.
من خداع النفس الأمارة بالسوء:
& ما تحدثك به نفسك أنك إذا عفوت فقد ذللت أمام من اعتدى عليك, فهذا من خداع النفس الأمارة بالسوء ونهيها عن الخير, فإن الله تعالى يثيبك على عفوك هذا عزاً, ورفعة في الدنيا والآخرة.
- من ييسر لليسرى:
& الإنسان المصدق بالحق المعطي ما يجب إعطاؤه وبذله من علم ومال وجاه, المتقي لله عز وجل هذا ييّسر لليسرى, أي ييسره الله تعالى لأيسر الطرق في الدنيا والآخرة.
- تذكر الموت وتذكر الآخرة:
& ينبغي للإنسان العاقل كلما رأى من نفسه طموحاً إلى الدنيا واشتغالاً بها واغترارًا بها أن يتذكر الموت, ويتذكر حال الآخرة, لأن هذا هو المآل المتيقن, وما يؤمله الإنسان من الدنيا فقد يحصل وقد لا يحصل.
& الموت يكون له مذاق مرّ يكرهه كل إنسان, لكن المؤمن إذا حضره أجله وبشر بما عند الله عز وجل أحبّ لقاء الله ولا يكره الموت.
- ليس كل مطر يسمى غيثاً:
& ليس كل مطر يسمى غيثاً, فإن المطر أحياناً لا يجعل الله فيه بركة, فلا تنبت الأرض, كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (( «ليس السنة ألا تمطروا» )) يعني ليس الجدب ألا تمطروا (( {بل السنة أن تمطروا ولا تنبت الأرض شيئًا} ))
- الرابح:
& الرابح من اشتغل بذكر الله عز وجل وذكر الله ليس هو قول لا إله إلا الله فقط بل كل قول يقرب إلى الله فهو ذكر له, وكل فعل يقرب إلى الله فهو ذكر له.
& حسن الخلق يكون في عبادة الله, ويكون في معاملة عباد الله.
& حسن الخلق في عبادة الله: أن يتلقى الإنسان أوامر الله بصدر منشرح, ونفس مطمئنة, ويفعل ذلك بانقياد تام, بدون تردد, وبدون شك, وبدون سخط.
& وأما في معاملة الناس بأن يقوم ببر الوالدين, وصلة الأرحام, وحسن الجوار, والنصح بالمعاملة وغير هذا, وهو منشرح الصدر, واسع البال, لا يضيق بذلك ذرعاً ولا يتضجر منه, فإذا علمت من نفسك أنك في هذه الحال فإنك من أهل البر
- الاهتمام بصلاح القلب:
& الإنسان مدار صلاحه وفساده على القلب ولهذا عليك...أن تعتني بصلاح قلبك فصلاح الظواهر وأعمال الجوارح طيب, ولكن الشأن كل الشأن في صلاح القلب
& انظر قلبك هل فيه شيء من الشرك؟ هل فيه شيء من كراهة ما أنزل الله؟ هل فيه شيء من كراهة عباد الله الصالحين؟ هل فيه شيء من الميل إلى الكفار؟ هل فيه شيء من موالاة الكفار؟ هل فيه شيء من الحسد؟...هل فيه شيء من الحقد؟
& أصلح قلبك يا أخي, لا تكره شريعة الله, لا تكره عباد الله الصالحين, لا تكره أي شيء مما أنزل الله, فإن كراهتك لشيء مما أنزل الله كفر بالله تعالى, دليل على عدم إيمانك, ودليل على أن الإيمان لم يتمكن من قلبك.
- ضحك سيعقبه بكاء دائم:
& ﴿ {فاليوم الذين آمنوا من الكفار يضحكون} ﴾ [المطففين:34] وهذا الضحك الذي لا بكاء بعده,...ضحك الكفار من المسلمين في الدنيا, فإنه سيعقبه البكاء الدائم والعياذ بالله.
العزلة والاختلاط بالناس:
& الأفضل أن المؤمن...يخالط الناس ويصبر على أذاهم, هذا أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم...فالأصل أن الاختلاط هو الخير يختلط الإنسان بالناس فيأمر بالمعروف وينهي عن المنكر يدعو إلى حق يبين السنة للناس.
& أحياناً تحصل أمور تكون العزلة فيها خيراً من الاختلاط بالناس من ذلك إذا خاف الإنسان على نفسه فتنة مثل أن يكون في بلد يطالب فيه أن ينحرف عن دينه أو يدعو إلى بدعة, أو يرى الفسوق الكثير فيها أو يخشى على نفسه من الفواحش.
- الأجرة على فعل الحرام حرام:
& تأجير بعض الناس دكاكينهم على الحلاقين الذين يحلقون اللحى فإن هذه الأجرة حرام ولا تحل لصاحب الدكان, لأنه استؤجر منه لعمل محرم.
& تأجير البنوك حرام, لأن البنك معاملته كلها أو غالبها حرام...فإذا أجَّر الإنسان بيته أو دكانه للبنك فتعامل فيه بالربا فإن الأجرة حرام ولا تحل
- الإنسان الغني:
& الغني: الذي استغنى بنفسه عن الناس غني بالله عز وجل عمن سواه لا يسأل الناس شيئاً, ولا يتعرض للناس بتذلل, بل هو غني عن الناس مستغن بربه, لا يلتفت إلى غيره.
- الإنسان الخفي:
& الخفي: هو الذي لا يظهر نفسه, ولا يهتم أن يظهر عند الناس أو يشار إليه بالبنان, أو يتحدث الناس عنه, تجده من بيته إلى المسجد, ومن مسجده إلى بيته, ومن بيته إلى أقاربه وإخوانه يخفي نفسه.
زيارة القبور عند غفلة القلب:
& كلما غفل قلبك واندمجت نفسك في الحياة الدنيا, فاخرج إلى القبور, وتفكر في هؤلاء القوم الذين كانوا بالأمس مثلك على الأرض يأكلون ويشربون ويتمتعون, والآن أين ذهبوا؟ صاروا مرتهنين بأعمالهم, لم ينفعهم إلا ما قدموا.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: