هل أنت متخاذل؟

منذ 2023-05-13

الفارق بين الناجح وغير الناجح هذه السمة خاصة، نلخصها في جانبين "المداومة، والاستمرارية".

سؤال صعب حقًّا، غير أنه في السياق المطلوب؛ فالأهداف تحتاج تصميمًا والتزامًا، وربما يصيبك تَمَلْمُلٌ حيالها، وتتأفف في أحيان كثيرة؛ لأن الوصول للهدف يقتضي أن تبذل الجهد اللازم.

 

الفارق بين الناجح وغير الناجح هذه السمة خاصة، نلخصها في جانبين "المداومة، والاستمرارية"، مثل البناء الذي تشيده تمامًا، فتضع المخطط الأوليَّ له، ثم توفر المواد الضرورية، ثم تستعين بالعمال لتنفيذ العمل، ثم تضع الأساس والأعمدة، وتفصيلًا تفصيلًا يرتفع شاهقًا، لتشعر بعدها بنتائجِ تعبك.

 

تفكَّر فقط في الرياضيين المتسابقين للمسافات الطويلة، لا يتوقفون أبدًا في منتصف الطريق، بل يواصلون حتى خط الوصول، مهما بلغ منهم التعب مبلغَه؛ لأن في قناعاتهم الذاتية يعتبر الانقطاع في منتصف الطريق هزيمةً نفسية، ويستحيل عليهم تقبل تبِعاتها مطلقًا.

 

إليك مثالًا آخر ندعم به أقوالنا، أولئك الذين يعشقون تسلق الجبال العالية وفي أحلك الشروط شتاءً أو صيفًا، كان الجو متقلبًا أو صحوًا، أجَهِدوا في أجسادهم أو لم يجهدوا، حسبهم حماية أنفسهم والتجهز الكامل، ويضعون غايةً نُصب أعينهم، اللحاق بقمة الجبل، وتوثيق الانتصار الباهر، وهذا نموذج من النماذج الناجحة والرائعة.

 

المقصود من الكلام ألَّا تَتَمَلْمَل، إنما تبذل كل أسباب النجاح، ومن استقلَّ بِساط النجاح، فهو بالغ مراده دون ريب، وهي سُنَّة من سنن الوجود، ألم تطرق أذنيك مقولة: من جدَّ وجد، ومن زرع حصد؟

 

إذًا فلا تتخاذل؛ فالتخاذل هزيمة نفسية بالمرتبة الأولى، واعتبِرْ ذلك تحديًا تخوض محطاته، وكن على ثقة أنك ستجني الكثير من الخبرات، والحياة أصلًا حصيلة خبرات يجمعها الفرد منا.

_____________________________________________________
الكاتب: أسامة طبش

  • 2
  • 0
  • 439

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً