النقد ومردوده عليك

منذ 2023-05-24

من الأفعال السلبيَّة مراقبةُ أفعال وتصرُّفات الآخرين، وكأنَّك مسؤولٌ عنهم وعن توجيه تصرفاتهم وفقًا لرؤيتك الخاصَّة.

من الأفعال السلبيَّة مراقبةُ أفعال وتصرُّفات الآخرين، وكأنَّك مسؤولٌ عنهم وعن توجيه تصرفاتهم وفقًا لرؤيتك الخاصَّة.

لماذا النقدُ المستمرُّ لكلِّ مَن حولك، وتحليل وتقييم تصرُّفاتهم وأفعالهم، وحتى مصادرة انفعالاتهم ومشاعرهم؟

لماذا لا تقدِّم النصيحة إلا إذا طُلب منك؟

لماذا تتسرعُ بقول رأيك السلبيِّ ونقد غيرك؟

إنها من العادات السيئة يا بُني، فاحرص على ألا تكونَ شخصيةً ناقدةً لغيرها.

وقد تُصادفُ في حياتك أنماطًا من البشر يريدون دومًا التعليقَ على غيرهم، وللأسف يكون هذا التعليق سلبيًّا، ومحبِطًا، وبأسلوبٍ منفِّر.

 

كيف يمكنك التعاملُ مع هذه النَّوعية من البشر؟

• قد يكون التجاهلُ إحدى الطُّرق، وذلك من خلال عدم التعليقِ عليهم، وعدم الاستجابة لكلماتهم الهدَّامة.

وقد تُنهي الحوار معهم بكلمات يسيرة؛ مثل: أشكرك على نصيحتك ورأيك.

• وقد تكون المواجهةُ الصريحة بأن تطلبَ منهم أن يدَعُوك وشأنَك، وأن لك حريةَ التَّصرُّف الشخصيِّ طالما لم تؤذِ غيرَك.

• وقد تسعى نحو تقليلِ التَّعامل معهم، وإخفاء أخبارك وتفاصيل حياتك؛ حتى تسلَم من كلمات النَّقد الموجَّهة إليك.

هذا لا يعني أنهم لن يتكلموا عنك من ورائك، ويُبدون آراءَهم التي حتمًا ما يرونها الصوابَ، ويصنِّفونك بالمخطئ.

 

افترضْ حُسنَ النيات؛ فربما هؤلاء الناقدون أهدافُهم إيجابية، ويسعَون نحو الصَّالح لك؛ ولكنَّ أسلوبَهم وطريقتهم ونقدهم المستمرَّ أشعل نارَ الغضب داخلك، وجعلك في موقفِ المدافِع عن نفسك، أو المتَّهَمِ الذي يريدُ إثباتَ أدلةِ براءته، وكأنك في صراع وحرب لإثبات أنك على حقٍّ، وأن آراءهم خاطئةٌ.

 

عليك أن تحاول أن تتحكمَ في مشاعرك وردودِ أفعالِك، وهذا هو الأهمُّ بالنسبة لك، وتذكَّر يا بُنيَّ أن التحكمَ في المشاعر والانفعالات وردود الأفعال - يحتاجُ إلى تمرين وصبرٍ ووقت كثير، ويحتاجُ إلى اكتساب مهاراتٍ ترشدُك إلى التَّعامل بشكلٍ يحقِّق لك ولو نسبة من الرِّضا النفسيِّ.

الصورة التي يراها الآخرون عنك اعلم أنها رؤيتُهم الخاصَّة، وقد تكون صحيحةً، وقد تكون خاطئةً.

 

صورتُك عن نفسك هي مسؤوليتُك أن تُطورَها، أما تقييمُ الآخرين لك، فقد يكونُ غير دقيقٍ؛ فلا تجعلْ لكلامهم حيزًا كبيرًا من تفكيرك، وعليك أن تكتشفَ نفسَك بنفسك، وتتأملها وتتفحص مزاياها وعيوبَها، وتسعى إلى الوصول نحو الأفضل.

______________________________________________________
الكاتب: نهى فرج

  • 1
  • 0
  • 435

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً