الاستعداد للحج والعمرة

منذ 2023-06-03

إن تعلُّم مناسك الحج والعمرة فرضٌ على كل من ذهب لأداء هذه المناسك؛ لأن الله تعالى لا يُعبَد إلا بما شُرع، وعلى المسلم دائمًا أن يحرص على سؤال أهل العلم فيما خفِيَ عليه من المناسك؛ حتى لا يقع فيما يُبْطِل حجه أو عمرته.

إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهدِهِ الله فلا مضلَّ له، ومن يضلل فلا هاديَ له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه، ومن تبِعهم بإحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا؛ أما بعد:

 

فإن للاستعداد لرحلة الحج والعمرة أمورًا ينبغي على المسلم معرفتها؛ فأقول وبالله تعالى التوفيق:

تعريف الحج:

الحج: هو الذهاب إلى البيت الحرام بمكةَ والمشاعر المقدسة؛ لأداء أعمال مخصوصة في وقت مخصوص؛ [فتح الباري لابن حجر العسقلاني، ج: 4، ص: 442].

 

حكم الحج:

الحج فريضة على كل مسلم، بالغ، عاقل، حرٍّ، قادر على الذهاب لأداء مناسك الحج؛ وذلك بدليل الكتاب والسنة وإجماع علماء الأمة.

 

يقول الله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ} [آل عمران: 97]، وقال تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196].

 

روى الشيخان عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بُنِيَ الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان»؛ (البخاري حديث: 8، مسلم حديث: 16).

 

وروى مسلم عن أبي هريرة قال: خطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: «أيها الناس، قد فرض الله عليكم الحج فحُجُّوا، فقال رجل» : أكلَّ عام يا رسول الله؟ فسكت حتى قالها ثلاثًا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو قلتُ: نعم، لَوجبت، ولَما استطعتم»، ثم قال: «ذروني ما تركتكم؛ فإنما هلك من كان قبلكم بكثرة سؤالهم واختلافهم على أنبيائهم، فإذا أمرتكم بشيء، فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فَدَعُوه»؛ (مسلم حديث: 1337).

 

وأجمعت الأمة على وجوب الحج في العمر مرةً واحدة؛ [المغني لابن قدامة، ج: 5، ص: 6].

 

كيفية الاستطاعة لأداء مناسك الحج:

الاستطاعة تتحقق بالصحة وملك ما يكفي المسلم لذهابه وعودته من المشاعر المقدسة، فاضلًا عن حاجة مَن تلزمه نفقته، وبأمن الطريق مع وجود مَحْرَمٍ بالنسبة للمرأة، فإذا لم تجد محرمًا، فليست بمستطيعة؛ [المغني لابن قدامة، ج: 5، ص: 30 – 32].

 

فتوى دار الإفتاء المصرية بخصوص حج المرأة بدون محرم معها:

لا يجب الحج على المرأة إلا إذا كان معها زوجها، أو ذو محرم لها، بالغ، عاقل، ولا يحل لها أن تحج بدون ذلك، وإذا حجَّت بدون محرم، فحجُّها صحيح؛ (فتاوى دار الإفتاء المصرية، ج: 1، فتوى رقم: 43، ص: 132، 133).

 

حكم حج الصبي والعبد:

لا يجب الحج على الصبي ولا العبد، ولكن إذا حجَّا، صحَّ حجهما، ولا يُجزِئهما عن الفريضة إذا بلغ الصبي، أو أُعتِق العبد.

 

روى مسلم عن ابن عباس قال: ((إن امرأةً رفعت صبيًّا، فقالت: يا رسول الله، ألهذا حَجٌّ؟ قال: «نعم ولك أجر»؛ (مسلم حديث: 1336).

 

وروى البيهقي عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أيما صبي حجَّ، ثم بلغ الحِنْثَ، فعليه حِجَّة أخرى، وأيما أعرابي حج ثم هاجر، فعليه أن يحج حجة أخرى، وأيما عبد حج ثم عُتق، فعليه حجة أخرى»؛ (حديث صحيح، إرواء الغليل للألباني، ج: 4، حديث: 986).

 

تعريف العمرة:

العمرة: زيارة البيت الحرام للطواف حوله، والسعي بين الصفا والمروة، وحلق شعر الرأس أو تقصيره؛ (فقه السنة، للسيد سابق، ج: 2، ص: 278).

 

العمرة سُنَّة مؤكدة، وليست واجبة، وهذا مذهب أبي حنيفة، ومالك، وأحد قولي الشافعي، ورواية عن أحمد، ورجَّحه ابن تيمية، والصنعاني، والشوكاني، وغيرهم من أهل العلم رحمهم الله جميعًا.

 

قال الإمام ابن تيمية رحمه الله: "العمرة في وجوبها قولان للعلماء، هما قولان في مذهب الشافعي وأحمد، والمشهور عنهما وجوبها، والقول الآخر: لا تجب، وهو مذهب أبي حنيفة ومالك، وهذا القول أرجح؛ فإن الله إنما أوجب الحج بقوله: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} [آل عمران: 97]، ولم يُوجِب العمرة وإنما أوجب إتمامهما، فأوجب إتمامهما لمن شرع فيهما، وفي الابتداء إنما أوجب الحج، وهكذا سائر الأحاديث الصحيحة ليس فيها إلا إيجاب الحج، ولأن العمرة ليس فيها جنس غير ما في الحج؛ فإنها إحرام وإحلال، وطواف بالبيت، وبين الصفا والمروة، وهذا كله داخل في الحج، وإذا كان كذلك، فأفعال الحج لم يفرِض الله منها شيئًا مرتين، فلم يفرض وقتين، ولا طوافين، ولا سعيَين، ولا فرض الحج مرتين"؛ [مجموع فتاوى ابن تيمية، ج: 26، ص: 5 – 9].

 

وقال الصنعاني رحمه الله بعد أن ذكر اختلاف العلماء في وجوب العمرة أو عدم وجوبها: "الأدلة لا تنهض عند التحقيق على الإيجاب الذي الأصل عدمه"؛ (سبل السلام للصنعاني، ج: 2، ص: 602).

 

وقال الشوكاني رحمه الله بعد أن ذكر اختلاف العلماء في وجوب العمرة أو عدم وجوبها: "والحق عدم وجوب العمرة؛ لأن البراءة الأصلية لا يُنتقَل عنها إلا بدليل يثبُت به التكليف، ولا دليل يصلح لذلك، لا سيما مع اعتضادها بما تقدم من الأحاديث القاضية بعدم الوجوب.

 

ويؤيد ذلك اقتصاره صلى الله عليه وسلم على الحج في حديث: «بُنِيَ الإسلام على خمس»، واقتصار الله جل جلاله على الحج في قوله تعالى: {وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ} [آل عمران: 97]، وأما قوله تعالى: {وَأَتِمُّوا الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ لِلَّهِ} [البقرة: 196]، فلفظ التمام مُشعِر بأنه إنما يجب بعد الإحرام لا قبله.

 

ويدل على ذلك ما أخرجه الشيخان وأهل السنن وأحمد والشافعي وابن أبي شيبة، عن يعلى بن أمية قال: ((جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو بالجِعْرانة عليه جُبَّة، وعليها خَلُوق، فقال: كيف تأمرني أن أصنع في عمرتي؟ فأنزل الله تعالى على النبي صلى الله عليه وسلم الآية))، فهذا السبب في نزول الآية، والسائل قد كان أحرم، وإنما سأل كيف يصنع"؛ (نيل الأوطار للشوكاني، ج: 4، ص: 405).

 

حكم الحج عن الغير:

من كانت لديه القدرة المالية التي تغطي تكاليف الحج، ولكنه عجز عنه؛ بسبب كبر سنٍّ، أو مرض لا يُرجى الشفاء منه يمنعه من السفر، أو من أداء مناسك الحج، فإنه يلزمه أن يقيم من يحج عنه من ماله، فإن قدَّر الله لهذا المريض الشفاء، أجزأته هذه الحجة عن حجة الإسلام.

 

روى الشيخان عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما قال: ((كان الفضل رديف النبي صلى الله عليه وسلم، فجاءت امرأة من خَثْعَمَ، فجعل الفضل ينظر إليها وتنظر إليه، فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يصرف وجه الفضل إلى الشق الآخر، فقالت: إن فريضة الله أدركت أبي شيخًا كبيرًا لا يثبت على الراحلة، أفأحُج عنه؟ قال: «نعم»؛ (البخاري حديث: 1855، مسلم حديث: 1334).

 

شروط الحج عن الغير:

يشترط فيمن ينوب عن غيره بالحج أن يكون قد سبق له الحج عن نفسه أولًا، ويجوز أن يحج الرجل عن المرأة، وأن تحج المرأة عن الرجل.

 

روى أبو داود عن ابن عباس: ((أن النبي صلى الله عليه وسلم سمع رجلًا يقول: لبيك عن شُبْرُمة، قال: من شبرمة؟ قال: أخ لي أو قريب لي، قال: حججت عن نفسك؟ قال: لا، قال: حُجَّ عن نفسك، ثم حُجَّ عن شبرمة))؛ (حديث صحيح، صحيح أبي داود للألباني، حديث: 1596).

 

من مَلَكَ القدرة المالية والجسمية، ولكنه مات قبل أن يحج، جاز أن يحج أحدٌ نيابة عنه، على أن تكاليف رحلة الحج من رأس مال الميت، ويكون الحج مقدمًا على ديون الناس.

 

روى النسائي عن ابن عباس، قال: ((أمرت امرأةٌ سنانَ بن سلمة الجهني أن يسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أمَّها ماتت، ولم تحج، أفيُجزئ عن أمها أن تحج عنها؟ قال: «نعم، لو كان على أمها دَينٌ فقضتْهُ عنها، ألم يكن يُجزِئ عنها؟ فلتحج عن أمها»؛ (حديث صحيح، صحيح النسائي للألباني، ج: 2، ص: 241، مسلم حديث: 1149).

 

كيف نستعد لرحلة الحج والعمرة؟

يمكن أن نوجز كيفية الاستعداد لأداء مناسك الحج والعمرة في الأمور الآتية:

1- إخلاص العمل لله تعالى:

يجب على المسلم أن يعلم أن إخلاص العمل لله، ومتابعة النبي صلى الله عليه وسلم هما أساس قبول أي عمل؛ ولذا يجب عليه أن يجعل رحلة الحج أو العمرة خالصة لوجه الله سبحانه، لا يريد بذلك رياءً ولا لقبًا بين الناس؛ لأن ذلك مُحبِطٌ للأعمال الصالحة؛ يقول الله سبحانه وتعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاءَ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [البينة: 5].

 

ويقول سبحانه: {وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ} [الزمر: 65، 66].

 

روى الشيخان عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه على المنبر، قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى»؛ (البخاري حديث: 1، مسلم حديث: 1907).

 

2- المبادرة إلى التوبة النصوح:

يجب على المسلم أن يبادر بالتوبة النصوح في كل وقت، خاصة عند أداء الحج أو العمرة؛ لأنه لا يدري هل يمد الله تعالى له في عمره بعد هذه الرحلة الربانية، أو ينتهي أجله وهو يؤدي المناسك؟ وهذه التوبة تكون من جميع الذنوب صغيرها وكبيرها؛ لقوله تعالى: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 31].

 

وحقيقة التوبة:

تكون بالإقلاع عن المعصية، والندم على فعلها، والعزم على عدم العودة إليها، هذا إن كانت المعصية في حق الله تعالى، وأما إن كانت في حق الناس، فإنه يُضاف إلى ما سبق رد المظالم إلى أهلها، وطلب السماح والعفو ممن أخطأ في حقهم؛ (رياض الصالحين، ص: 16، 17).

 

روى البخاري عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «من كانت عنده مظلمة لأخيه، فَلْيَتَحَلَّلْه منها؛ فإنه ليس ثَمَّ دينار ولا درهم، من قبل أن يُؤخَذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات، أُخِذَ من سيئات أخيه، فطُرحت عليه»؛ (البخاري حديث: 6534).

 

3- اختيار المال الحلال:

إن أفضل ما ينفق فيه المسلم الأموال هو إنفاقها فيما يُرضي الله تعالى، الذي وعدنا بإخلاف النفقة، والبركة في الرزق؛ يقول الله تعالى: {وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ} [سبأ: 39].

 

ولذا يجب على المسلم أن يختارَ لحَجِّه وعمرته المال الحلال، البعيد عن الشبهات؛ وذلك لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا، والله تعالى لا يقبل من الصدقات إلا ما كان من مال طيب حلال، ولا يقبل من الأقوال إلا ما كان طيبًا.

 

يقول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُلُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَاشْكُرُوا لِلَّهِ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ} [البقرة: 172].

 

4- الوصية بتقوى الله في السر والعلانية:

يجب على المسلم أن يوصي نفسه وأهله دائمًا بتقوى الله تعالى، واجتناب معاصيه، خاصة عند السفر لأداء مناسك الحج والعمرة؛ فإنه لا يدري هل يعود إليهم مرة أخرى أم لا؟ وتقوى الله تعالى هي وصية الله سبحانه للأولين والآخرين من بني آدم؛ يقول الله تعالى في كتابه العزيز: {وَلَقَدْ وَصَّيْنَا الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَإِيَّاكُمْ أَنِ اتَّقُوا اللَّه} [النساء: 131].

 

وتقوى الله تعالى هي السبيل إلى جنة عرضها السماوات والأرض، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمِعت، ولا خطر على قلب بشر.

 

5- وجوب معرفة مناسك الحج والعمرة:

إن تعلُّم مناسك الحج والعمرة فرضٌ على كل من ذهب لأداء هذه المناسك؛ لأن الله تعالى لا يُعبَد إلا بما شُرع، وعلى المسلم دائمًا أن يحرص على سؤال أهل العلم فيما خفِيَ عليه من المناسك؛ حتى لا يقع فيما يُبْطِل حجه أو عمرته.

 

ختامًا: أسأل الله تعالى بأسمائه الـحسنى وصفاته العلا أن يجعل هذا العمل خالصًا لوجهه الكريم، كما أسأله سبحانه أن ينفع به طلاب العلم الكرام، وأرجو كل قارئ كريم أن يدعو الله سبحانه لي بالإخلاص، والتوفيق، والثبات على الحق، وحسن الخاتمة؛ فإن دعوة المسلم الكريم لأخيه المسلم بظهر الغيب مستجابة؛ وأختم بقول الله تعالى: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ} [الحشر: 10].

 

وآخر دعوانا أن الـحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا مـحمد، وآله، وأصحابه، والتابعين لـهم بإحسان إلى يوم الدين.

____________________________________________________

الكاتب: الشيخ صلاح نجيب الدق

  • 1
  • 0
  • 943

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً