(1) الحج وجوبه وفضائله

منذ 2023-06-10

قال سبحانه:  {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ}.

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، أما بعد:

فقال تعالى:  {لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} [الحج: 28].

 

وقال تعالى:  {فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِين} [آل عمران: 97].

 

وقال سبحانه:  {وَأَذِّنْ فِي النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَى كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ} [الحج: 27].

 

روى البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالْـحَجِّ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ»[1].

 

وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في خطبته: «أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ فَرَضَ اللهُ عَلَيْكُمُ الْـحَجَّ فَحُجُّوا»[2].

 

فهذه الآيات والأحاديث المتقدمة، فيها بيان أن الحج ركن من أركان الإسلام، وفريضة من فرائضه.

 

والقول الراجح من كلام أهل العلم أن الحج يجب على الفور، فمن استطاع الوصول إلى البيت الحرام ولم يحج، فهو على خطرٍ عظيم، وما يُدريه لعله يأتيه الأجل وهو لم يقضِ هذه الفريضة العظيمة.

 

قال عمر رضي الله عنه: من أطاق الحج فلم يحجَّ، فسواء عليه مات يهوديًّا أو نصرانيًّا[3]، وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث الفضل بن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ ‌أَرَادَ ‌الْحَجَّ ‌فَلْيَتَعَجَّلْ، ‌فَإِنَّهُ ‌قَدْ ‌يَمْرَضُ ‌الْمَرِيضُ، ‌وَتَضِلُّ ‌الضَّالَّةُ، ‌وَتَعْرِضُ ‌الْحَاجَةُ»[4]، وروى الإمام أحمد في مسنده من حديث ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «تَعَجَّلُوا إِلَى الْحَجِّ - يَعْنِي: الْفَرِيضَةَ - ‌فَإِنَّ ‌أَحَدَكُمْ ‌لَا ‌يَدْرِي ‌مَا ‌يَعْرِضُ ‌لَهُ» [5].

 

اللهم إنا نسألك حجًّا مبرورًا، وسعيًا مشكورًا وذنبًا مغفورًا، ربنا تقبل منا إنك أنت السميع العليم، واغفِر لنا إنك أنت الغفور الرحيم.

 

والحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا وعلى آله وصحبه أجمعين.

 

الأسئلة:

1- اذكر النصوص الشرعية التي تدل على وجوب الحج وفضله.

2- كم يجب على المسلم أن يحج في عمره؟

3- هل يجب الحج على الفور أم التراخي؟

 


[1] صحيح البخاري برقم (8)، وصحيح مسلم برقم (16).

[2] صحيح مسلم برقم (1337).

[3] ابن أبي شيبة (8/337) وسنن البيهقي (9/227) برقم 8734 مطولًا، وقال ابن كثير رحمه الله: إسناده صحيح إلى عمر بن الخطاب، تفسير ابن كثير (3/128).

[4] مسند الإمام أحمد (3/333) برقم 1834 وقال محققوه: حديث حسن.

[5] مسند الإمام أحمد (5/58) برقم (2867)، وقال محققوه: حديث حسن.

  • 0
  • 0
  • 548

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً