استحباب صيام تاسوعاء مع عاشوراء

منذ 2024-07-15

صام رسول الله ﷺ يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع».

روى عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع». قال: فلم يأت العام المقبل حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم. (رواه مسلـم).

 

وروى مسلم أيضاً من وجه آخر عن ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع»، فمات قبل ذلك.

 

قال الشافعي وأصحابه وأحمد وإسحاق وآخرون: يستحب صوم التاسع والعاشر جميعاً؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم صام العاشر، ونوى صيام التاسع.

 

قال الإمام النووي رحمه الله في كتابه المجموع: ذكر العلماء من أصحابنا وغيرهم في حكمة استحباب صوم تاسوعاء أوجهاً:

أحدها: أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر.

الثاني: أن المراد به وصل يوم عاشوراء بصومٍ، كما نهى أن يُصام يوم الجمعة وحده، ذكرهما الخطابي وآخرون.

الثالث: الاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال، ووقوع غلطٍ، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر.

 

وأقوى هذه الأوجه هو مخالفة أهل الكتاب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه الفتاوى الكبرى: نهى صلى الله عليه وسلم عن التشبه بأهل الكتاب في أحاديث كثيرة مثل قوله في عاشوراء: لئن عشت إلى قابل لأصومن التاسع.

 

وقال ابن حجر العسقلاني رحمه الله في كتابه فتح الباري في تعليقه على حديث: «لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع»، (ما همّ به من صوم التاسع يُحتمل معناه أن لا يقتصر عليه بل يُضيفه إلى اليوم العاشر إما احتياطاً له وإما مخالفة لليهود والنصارى وهو الأرجح).

 

وبما أن الصيام في شهر الله المحرم أفضل الصيام بعد شهر رمضان، ولأجر الصيام العظيم، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ما من عبد يصوم يوماً في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفاً» (رواه البخاري ومسلم)، على المسلم أن يجاهد نفسه على اغتنام هذه المواسم العظيمة وأني صوم تاسوعاء وعاشوراء وغيرها من أيام شهر الله المحرم.

_______________________________________________
الكاتب: د. محمد رفيق مؤمن الشوبكي

  • 3
  • 0
  • 746

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً