ينادون بتحرير المرأة من ربقة الدين

منذ 2023-07-28

جاء الإسلام رفع قدرها، وأعلى شأنها، وجعل لها ما للرجل من حقوق، وساوى بينها وبينه في الأجور والحسنات، ولم يكن ثَمَّ منظمات تدعو للمساواة، ولا هيئات تنادي بالحقوق

قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19].

 

تأمل قول الله تعالى: {لَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَرِثُوا النِّسَاءَ كَرْهًا}، لتعلم مدى عناية الإسلام بالمرأة!

 

يقال هذا الكلام لأناس كانوا يعتبرون المرأة من سقط المتاع، وكانوا يتوارثونها، فضلًا عن أن يكون لها حظٌ في الميراث.

 

قال ابْنُ عَبَّاسٍ: كَانَتِ الْمَرْأَةُ فِي الْجَاهِلِيَّةِ إِذَا تُوفِّي عَنْهَا زَوْجُهَا فَجَاءَ رَجُلٌ فَأَلْقَى عَلَيْهَا ثَوْبًا، كَانَ أَحَقَّ بِهَا.

 

فلما جاء الإسلام رفع قدرها، وأعلى شأنها، وجعل لها ما للرجل من حقوق، وساوى بينها وبينه في الأجور والحسنات، ولم يكن ثَمَّ منظمات تدعو للمساواة، ولا هيئات تنادي بالحقوق؛ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} [النساء: 124].

 

فرفع عن المرأة ظلمًا توارثته الأجيال، درج عليه الصغير وشاب عليه الكبير، وكان إنكاره من أعظم المنكرات، وتغييره ضربًا من الخيال.

 

ثم رفع عنها ظلمًا آخر فقَالَ: {وَلا تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُوا بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ} ، والعضل: أن يسيء الزوج عشرتها حتى تفدي نفسها منه بمهرها، وتُبْرئه مِنْ حَقِّهَا، وربما ظلَّ هذا الظلم على المرأة طول عمرها، إلى أن تموت كمدًا، أو تترك حقًا مرغمةً، ولم ينادي برفع هذا الظلم أحدٌ، ولا تبنت الدفاع عنها منظمة، ولا احتاج النساء لتأسيس جمعية لحقوق المرأة، وإنما حرمه الله تعالى ابتداءً، ونهى عنه نهيًا قاطعًا.

 

قد يقول قائل: فما بال أولئك الذين ينادون بحرية المرأة؟ وأي مساواة يريدون؟

والجواب: ينادون بتحرير المرأة من ربقة الدين وقيود الشرع، التي تلزم الرجال والنساء على حد سواء.

 

وينادون بالمساواة فيما لا يستطاع، لتغرق المرأة في أوحال الرذيلة، وتحيا مهينة ذليلة، سلعة تباع وتشترى، غاية مرادها، أن تجد لقمة تسد جوعتها، أو ثوبًا يستر عورتها، أو مسكنًا تأوي إليه، وحال النساء في الغرب خيرُ شاهدٍ.

_______________________________________________
الكاتب: سعيد مصطفى دياب

  • 1
  • 0
  • 323

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً