أرذل الرذائل

منذ 2023-09-14

أرذل الرذائل هو الداء الخطير الذي بدأ يتفشى في مجتمعاتنا المسلمة ألا وهو المثلية الجنسية أو اللواط والسحاق.

 

أرذل الرذائل هو الداء الخطير الذي بدأ يتفشى في مجتمعاتنا المسلمة ألا وهو المثلية الجنسية أو اللواط والسحاق.

واللواط كبيرة من الكبائر وذنب قبيح وعادة مقززة لا تصدر من شخص سوي. فالمؤمن ليس بلوطي ولا فاجر. ومن يمارس هذه العادة غالباً ما يكون ذو مرض نفسي أو مصاب بعقدة إجتماعية ما. فالإنسان السوي بفطرته لا يميل لمثله ... بل يغنيه الزواج الحلال عن مثل ذلك الشذوذ. وربما للإعلام الدور الأكبر في الترويج لهذه الأفكار الغريبة ونشر هذه العادة القبيحة التي لا سائغ ولا مبرر لها. واللوطي حلال دمه بيد السلطان لتماديه في الغواية والرذيلة ... وهو نجس وفعله شنيع ومشين ... ويخل بميزان النسل والإنسانية ... وينشر الأمراض العضال ... ويهدم قيم الأجيال وموازين الأسرة والزواج ... ثم هو بعد ذلك قليل الحياء ... تعرفه بسيماه ومن لغة جسده ونظراته الخبيثة التي تعكس سواد نفسه وسوء نيته وفساد حاله ... فهو مريض بهذا الداء العضال الذي لا يتقبله العقل البشري ... الذي إن أصاب الإنسان أصبح متلبس به الجن وصعب علاجه ... تماما كالسهل الممتنع ... فهو سهل الرفض بالعقل ... ومع ذلك تجد مرضاه كثر ويصعب علاجهم لاسيما في هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن واختلطت فيه الأمور فأصبح الحق باطلاً والباطل حقاً ... تماما كما تنبأ نبينا الكريم... فنعوذ بالله من الفتن ما ظهر منها وما بطن.

اللواط: تعريفه وحكمه:

واللواط هو المثلية بين الرجال ... وهو محرم بالكتاب والسنة والاجماع، وعاقب الله تعالى عليه قوم لوط. قال تعالى: {(وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ مَا سَبَقَكُم بِهَا مِنْ أَحَدٍ مِّنَ الْعَالَمِينَ * إِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاءِ بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ مُّسْرِفُونَ)} [i]. وقال صلى الله عليه وسلم: «(لعن الله من عمل عمل قوم لوط، ولعن الله من عمل عمل قوم لوط، ولعن الله من عمل عمل قوم لوط)» [ii]. وقال: «(إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط)» [iii]. واللواط عملية مُستقذرة ينفر من فعلها الحيوان، فكيف للإنسان الذي كرمه الله يقبل يقدم عليه.

أضرار اللواط الصحية:

أثبت العلم الحديث أن اللواط يسبب مشاكل صحية كثيرة، منها التمزقات في فتحة الشرج، والبواسير وسلس البراز والالتهابات البكتيرية والفيروسية التي تؤدي إلى أمراض كثيرة مثل الكلاميديا، والسيلان، والتهاب الكبد، وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز)، والهربس، وسرطان فتحة الشرج، وغيرها[iv]. وهذا يتناقض مع مقصد صلاح الأحوال الفردية والجماعية.

أضرار اللواط الإجتماعية:

اللواط فيه تضييع فرص الزواج للعازبين والعازبات، حيث سيكتفي الرجال بالرجال والنساء بالنساء وفي هذا تضييع للطريق الفطري المشروع في الزواج. حيث ستقل فرص الزواج على رغم قلتها في مجتمعاتنا ابتداءً، وذلك نتيجة الفقر أو كثرة عدد النساء على الرجال أو الامتناع عنه إتباعاً للغرب في أفكارهم وتحررهم مثل إنتشار ظاهرة الصداقة بين الجنسين وإنتشار الفاحشة. وفي اللواط والسحاق تضييع للنسل، فمعلوم أن الجنين يتكون من جماع الرجل بالمرأة، وفي اللواط والسحاق لا يتوفر هذا الشرط مما يتعارض مع استمرار النسل. وهذا يتناقض مع مقصد صلاح الأحوال الفردية والجماعية أيضا.

أضرار اللواط السلوكية:

اللواط يؤثر سلبا على نفسيات وسلوك الفاعل والمفعول به لان فيه مخالفة للفطرة ويصحبه ما يصحب كل الذنوب من الشعور بالذنب، ولكنه سيكون على أشد، لتكرار الفعل واتخاذه عادة تسيطر على الشخص وتفسد عليه حياته؛ فيفقد راحة البال والضمير ويشعر بالخوف لقيامه بكبيرة واصراره عليها. وقد يسيطر عليه الشعور بكراهية الذات واحتقارها مما قد ينتج عنه إكتئاب وأمراض نفسية يصعب علاجها ما لم يقلع عنه. هذا غير ما ينتج من إصابة الفاعل والمفعول به بالأمراض الخبيثة مثل الإيدز والزهري والسيلان وغيرها. كما أنه كثير ما يفسد على الفاعل القدرة على إشباع الغريزة بالطريق الفطري في الزواج كما يحدث في حالات المتزوجين. حيث يُفسد عليهم حياتهم الزوجية، وذلك لان الطرف الآخر يُصبح مُهمَل وغير مرغوب فيه ولا يجد ما يُشبع غريزته فينتهي الأمر بالطلاق.

السحاق: تعريفه وحكمه:

ويقابل اللواط في الجانب الأخر السحاق وهو المثلية بين النساء. ويجمعه مع اللواط مصطلح الشذوذ الجنسي. وحرمه العلماء بدليل قوله تعالى: ( «وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ * إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ * فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ)» [v]. والسحاق بمثابة الزنا، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (السحاق بين النساء زناً بينهن). وقال أيضاً: « (لا تباشر المرأة المرأة، ولا يباشر الرجل الرجل)» [vi]. وفي هذا دليل بيّن وحجة على من يقول بأنه لم يرد في حرمة السحاق شيء. حيث في قوله {(إلا على أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم) } يبين أن غير هذين الحلالين لا يحل شيء، لا لواط ولا سحاق وبهذا قال علمائنا الأ

أضرار السحاق الصحية والسلوكية والإجتماعية:

  • السحاق يسبب أضرار صحية أيضاً، فهو يجعل المرأة عرضة للالتهابات المهبلية البكتيرية والفطرية التي يصعب علاجها أحياناً.
  • السحاق يفسد فطرة المرأة في حبها لزوجها وابنائها وقد تتعرض للطلاق إذا علم زوجها بحالها. خاصة إذا أصبحت لا تستمتع بمجامعة زوجها بعد فعلها السحاق، مما يجعل الزوج غير مرغوب به وتظلمه حقه. وفي هذا وعيد شديد، حيث قال صلى الله عليه وسلم: (إذا دعا الرجل امرأته إلى فراشه فأبت، فلم تأته فبات غضبان عليها، لعنتها الملائكة حتى تصبح)[vii].
  • السحاق يفسد فطرة المرأة بجعلها تتشبه بالرجال، فكثيرا ما نرى في زواج المثليين من النساء أن إحدى العروسين مسترجلة وتلبس لباس الرجال، وتمثل الزوج بينما الأخرى تمثل الزوجة. وفي هذا وعيد بالطرد من رحمة الله. فعن عبد الله بن عباس أنه قال: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهات بالرجال من النساء والمتشبهين بالنساء من الرجال)[viii].
  • السحاق دمر بيوت كانت مفتوحة، حتى بين الكفار. فقد سمعنا بقصص واقعية عدة في هذا الباب، ونذكر منها أن هناك زوجان من الصين عاشا معا خمسة عشر عاما، وقبل سنتين فقط بدأت الزوجة بممارسة السحاق مع صديقتها. ومن حينها بدأت المشاكل بين الزوجين وانتهت بهجر الزوجة لزوجها، ورحيلها مع صديقتها بعد زواج دام طويلاً. وقصة أخرى من بلد عربي مسلم وردت في شكل سؤال للفتوى، وخلاصتها أن امرأة متزوجة ولها أربعة أبناء كانت تعيش حياة هادئة مع زوجها. حتى انتقلت اخت زوجها المطلقة للعيش معهم. وعندها بدأت المصائب، حيث علّمتها اخت الزوج ممارسة السحاق معها وأفسدتها على زوجها الذي هو أخيها. ووصل الأمر لأن تطلب المرأة الطلاق لأنها لم تعد تحب زوجها أو تطيق مجامعته. والقصص كثيرة في هذا الشأن ونكتفي بهذين المثالين.
  • أضرار اللواط والسحاق المادية:

في اللواط والسحاق ضياع للمال، حيث يصرفوا الأموال في زواجهم الزائف الذي لا تعترف به معظم الأديان بما في ذلك ديننا الحنيف، وكذلك كثير من حكومات دول العالم، بل كان الأمر مرفوض حتى في أكثر الدول انفتاحاً وعلمانية كأمريكا ولم يقبل به إلا في السنوات القليلة الماضية. وهذا يعني ضياع المال فيما لا ينفع، فزواجهم ليس بزواج حقيقي. وضياع المال يتناقض أيضا مع مقصد صلاح الأحوال الفردية والجماعية.

اللواط والسحاق من منظور مقاصد القرآن الكريم:

  • اللواط والسحاق كبيرة من كبائر الذنوب وهذا يتناقض مع مقصد التشريع.
  • الاضرار الصحية التي يسببها اللواط والسحاق تضر بصحة الممارسين لهذه الرذيلة، وهذا يتناقض مع مقصد صلاح الأحوال الفردية والجماعية.
  • وفي نشر أفكار المثليين بين الناس ما يضيع الورع في المجتمع المسلم ويفسد الدين. فنجد هؤلاء المثليين ينشرون الصور الخليعة ويظهرون بملابس فاضحة وليس لهم حياء ولا رادع ولا وازع ديني يثنيهم عن نشر المقاطع الفاضحة. وفي هذا إصرار ومجاهرة بمعصية الله تعالى، مما يجعل افراد هذه الفئة من اشد الناس عداوة لدين الله. وهذا يتناقض مع مقصد المواعظ، والإنذار، والتحذير، والتبشير.
  • النصائح والضوابط المقترحة:
  • النهي عن اللواط وإقامة الحد فيه لزجر الأمة، والنهي عن السحاق والعقاب عليه. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به)[ix].
  • نشر التعليم بين المسلمين عن حرمة اللواط والسحاق.
  • يجب على ولاة الأمر حجب القنوات التي تدعوا لهذه الفاحشة من بلاد المسلمين ما أمكن.
  • نشر الوعي بين الشباب والفتيات بأضرار اللواط والسحاق النفسية والسلوكية والإجتماعية.

 

 

 

د. منال أبو العزائم

٣ صفر ١٤٤٥هـ

 

 

[i] سورة الأعراف، آية ٨٠-٨١.

[ii] أخرجه أحمد شاكر في تخريج المسند لشاكر وقال إسناده صحيح. وأخرجه ابن حبان (٤٤١٧)، والطبراني (١١/٢١٨) (١١٤٥٦)، والحاكم (٨٠٥٢) باختلاف يسير.

[iii] أخرجه السيوطي في الجامع الصغير (٢١٨٦) عن جابر بن عبد الله، والجامع الصغير وزيادته (٢٤٣٢)، وصحيح الجامع (١٥٥٢)، وصححه الألباني.

[iv] انظر موقع الطبي، طاقم الطبي، https://altibbi.com.

[v] سورة المؤمنون، آية ٥-٧.

[vi] أخرجه شعيب الأرناؤوط في تخريج المسند (١٠٤٥٦) عن أبي هريرة وصححه، وأخرجه الطبراني في الكبير، وأبو يعلى وحسنه السيوطي عن واثلة.

[vii] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب بدء الخلق، باب إذا قال أحدكم آمين والملائكة في السماء، جزء ٤، صفحة ١١٦، حديث رقم ٣٢٣٧. أخرجه مسلم في صحيحه، كتاب النكاح، باب تحريم امتناعها من فراش زوجها، جزء ٤، صفحة ١٥٧، حديث رقم ١٤٣٦. 

[viii] أخرجه البخاري في صحيحه، كتاب اللباس، باب المتشبهون بالنساء والمتشبهات بالرجال، جزء ٧، صفحة ١٥٩، حديث رقم ٥٨٨٥.

[ix] أخرجه أبو داود (٤٤٦٢)، والترمذي (١٤٥٦)، وابن ماجه (٢٥٦١)، وأحمد (٢٧٣٢)، والألباني في صحيح الترمذي (١٤٥٦) عن ابن عباس.

منال محمد أبو العزائم

أستاذ مساعد بقسم القرآن الكريم وعلومه بالجامعة الاسلامية بمينيسوتا.

  • 3
  • 1
  • 1,269

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً