هَمَسات .. في كلمات ... (25)

منذ 2023-09-29

(هَمَسات .. في كلمات) في نسختها الـ (25) بفضل من الله وتوفيق

(هَمَسات .. في كلمات) في نسختها الـ (25) بفضل من الله وتوفيق:

عبارة (أنا حُر) يكثر تداولها بين الذين ضاقت نفوسهم من التشريعات الربانية كونها حالت بينمه وبين شهواتهم الجنسية أو جشعهم المالي أو تكبرهم على عباد الله، العجيب أن عبارة (أنا حُر) لا وجود لها في الواقع، لأن أي إنسان إما أن يكون عبدًا لله، مطيع، خاضع لأوامره، ومجتنب لنواهيه، وفي هذا سعادة الدنيا والآخرة، ولا تنس قبل ذلك أن عبوديتك لله وخضوعك له مقتضى العقل والحكمة والمنطق والفطرة، فقد خلقك الله من العدم وأنت وما تعمل ملك له سبحانه، ولا تستغني عنه طرفة عين، وأنت متوعد إن خالفت بشقاء في الدنيا وعذاب في الأخرى، وإن خضعت فزت بالنعيم المقيم، أما من رفض هذه العبودية فلن يكون حرًا، كل ما في الأمر أن سيخضع للمخلوق بدل الخالق، هذا المخلوق قد يكون الشيطان أو هواه، أو هوى غيره من المخلوقين، ويصاحب ذلك المعيشة الضنك في الدنيا والعذاب المهين بعد الموت، فالواقع هو أنك إما أن تخضع للخالق فتفلح وتنجح، أو تخضع لمخلوق فتخيب وتخسر.

---------------

(العلم صيد والكتابة قيده ...) هذا البيت المشهور يحث على تقييد الفوائد العلمية بالكتابة، ولعل هذا ينطبق على الأفكار أيضًا، فالأفكار تهبط عليك أحيانًا دون اعتبار لزمان أو مكان أو استعداد ذهني وعقلي، المشكلة ليست هنا فتوارد الأفكار ظاهرة صحية  ودليل عقل سليم، ولكن إذا لم تقدي هذا الصيد الثمين فإنك غالبًا تنساه، فإذا انتظرت المكان المناسب وأحضرت أدوات التدوين تكون الفكرة قد هربت وتكون ذاكرتك قد خاتنك في تذكرها مرة أخرى بعد ذلك  تندم ولات حين مندم، والحل السهل الذي يتجاهله الكثير هو التشبث بأي فكرة ترد على خاطرك ولو كانت بسيطة فربما تتطور لتكون عظيمة، المهم هنا الإمساك والتدوين، ومن فضل الله علينا أن الجوالات لا تكاد تفارقنا ويمكن تسجيل الأفكار والملاحظات التي تمر بذهنك أو ببصرك ليتم إنضاجها لاحقًا وينتفع بها صاحبها وينفع غيره أيضًا،

---------------

الزواج هو اللبنة الأولى لبناء الأسرة، يبدأ الزواج سعيداً ثم بمرور الأشهر والسنوات  تخبو نار الفرحة وقد يتسلل إلى عش الزوجية الروتين اليومي والرتابة المملة، وهناك عوامل كثيرة لإعادة جو البهجة وتجديد النشاط أبرز هذه العوامل السفر، وما أجمله إذا كان إلى بيت الله الحرام وزيارة مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهذه الأمنية -أي السفر- لا تأتَّى لمعظم الناس؛ لقلة ذات اليد أو انشغال رب أسرة بالعمل، وهناك صورة مصغرة للسفر وهي النزهات وهي أيضا مكلفة لكثير من الأسر، فإن لم يكن هذا ولا ذاك فلا أقل أن تغير الأسرة مكان تناولها للوجبات، فبدلاً من الأكل في غرفة النوم أو مطبخ البيت، يمكن أن تأخذ الأسرة طعامها أحياناً لسطح البيت أو قارعة الطريق، أو على شاطئ البحر، أو مشارف الصحراء، أو في حديقة عامة، أو حتى بقرب المزارع، المهم هو التفنن في التغيير، وكسر الروتين، هذا التغيير الذي ربما يراه رب الأسرة بسيطا وهامشيًا يكون له أثر كبير على الزوجة والأولاد، وتعود الأسرة بنفسية غير التي خرجت بها، وهكذا فلتتكيف الأسر لتدخل البهجة والسرور وتعيد النشاط إلى المملكة الصغيرة، وبهذا تقل المشاكل، ويقترب الوالدين من أبناءهم ولا يتركوهم لقرناء السوء الذين يستغلون حب الأولاد للنزهات فيميل إليهم الأولاد في غياب ملاحظة الآباء.

---------------

من عجائب عصرنا الحاضر انتشار الجوال، وهو جهاز يحوي الكثير من المزايا وأيضاً المخاطر، فهو كسكين يمكن أن تقطع به خبزاً لتطعم يتيم أو تبقر به بطن بريء، والناظر إلى الناس سواء في بيوتهم أو خارجها، لا تكاد أعينهم ترتفع عن الشاشة الصغيرة حتى تعود إليها في حال أشبه بالإدمان، وسبحان الله ترى من ينظر في جواله لتلاوة آيات من كتاب ربه، أو يكتسب علما نافعاً شرعياً أو دنيويا بقراءة كتاب أو استماع محاضرة أو مشاهدة مقطع مرئي، وصنف ينظر في شاشة جواله لمتابعة التوافه كالرياضة مثلاً وما أكثرها في عالم الأجهزة المحمولة، أما الصنف الأسوأ وأكثرهم من الشباب فيحشو جواله بمآت الأغاني والمسلسلات والأفلام التي تدعو للرذيلة وهدم الأخلاق وربما مست العقيدة، والكثير في عنقه غل يصعب عليه التخلص منه أو وهو الإدمان على المواد الإباحية التي يتبعها غالبا الولوغ في العادة السرية، فالجوال قد يكون نعمة يدر على صاحبه جبال الحسنات، وربما كان موردا للأوزار والسيئات، والموفق من وفقه الله، {(وَمَنْ يُبَدِّلْ نِعْمَةَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)}

---------------

الجهاد ذروة سنام الإسلام، ومنزلته لا تكاد تخفى على عامة المسلمين، والتالي للقرآن يلمس ذلك بسهولة، وعندما يُذكر الجهاد يتبادر إلى أذهان البعض أنه القتال في سبيل الله، ولكن هذا جزء من الجهاد ليس إلا، وتوجد أنواع أخرى من الجهاد أعظمها الجهاد بالعلم والحجة والبرهان ودحض شبهات أهل الباطل وما أكثرهم في زماننا وما أشد قوتهم السياسية والمالية وامتلاكهم لترسانة إعلامية ضخمة يسخرونها في تضليل الناس وتشويه الإسلام والمسلمين سواء في بلادهم أو بين أوساط المسلمين، فجهاد هؤلاء وبيان ضلالهم وتلبيسهم على الناس أمر غاية في الأهمية وهو وظيفة الأنبياء وورثتهم، والسلاح الفتاك في هذا النوع من الجهاد الحجة البرهان واكتسابهما يكون عن طريق طلب العلم الشرعي، فالعلماء وطلاب العلم المنافحين عن دين الله شوكة في حلوق أهل الأهواء وسد منيع وسيل جارف لخرافاتهم والحمد لله، فالله الله في طلب العلم أو إعانة طلابه بالمال والكفالة وتفريغ المتمكنين منهم لكي يقفوا في وجه الباطل وأهله، فأهل الباطل من الكفار والمنافقين لا يدخرون جهدا في الصد عن سبيل الله كما قال الله {:(الَّذِينَ يَسْتَحِبُّونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا عَلَى الْآخِرَةِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا أُولَئِكَ فِي ضَلَالٍ بَعِيدٍ)} .

---------------

[email protected]

 

  • 7
  • 0
  • 325

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً