فوائد مختصرة من شرح مشكاة المصابيح " للعلامة العثيمين [3]
الجزء الثالث من الفوائد المختصرة من شرح كتاب مشكاة المصابيح للعلامة العثيمين رحمه الله تعالى, من كتاب الصلاة (باب من صلى صلاة مرتين ), إلى كتاب المناسك ( باب ما يجتنبه المحرم )
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذا الجزء الثالث من الفوائد المختصرة من شرح كتاب مشكاة المصابيح للعلامة العثيمين رحمه الله تعالى, من كتاب الصلاة (باب من صلى صلاة مرتين ), إلى كتاب المناسك ( باب ما يجتنبه المحرم ) وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الواحدة منها ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها.
الخلاف شر, والوفاق خير:
& عثمان رضي الله عنه في الحج في منى...صلى ركعتين ثم صار يصلى أربعًا, فحدث بذلك عبدالله بن مسعود فقال: إنا لله وإنا إليه راجعون.. وكان يصلي خلفه أربعًا وهو ينكرها...فقيل له كيف تنكر على عثمان...وأنت تصلى خلفه؟ قال الخلاف شر
& كلمة تستحق أن تكتب بماء الذهب على صفائح الفضة, كلمة عظيمة لها وزنها الخلاف شر, فانظر كيف كان هدى الصخابة يوافقون الإمام في الزيادة في نفس الصلاة الواحدة, ويقولون الخلاف شر.
& الإمام أحمد رحمه الله يرى أن القنوت في الفجر بدعة كما رآه الصحابة, ويقول: إذا صلى الإنسان خلف إمام يقنت في الفجر, فليتابع الإمام ويؤمن على دعائه, لماذا خروجًا من الاختلاف, فالوفاق كله خير.
شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
& شيخ الإسلام رحمه الله بحر, ما هو نهر أو جدول, بل بحار, رحمه الله, ما تكلم بفن إلا قلت: هو إمامه...ما تكلم بشيء من نحو, أو منطق, أو فلسلفة, أو عقيدة, أو فقه, إلا قلت: هو إمامه, كأن العلم يتفجر بين عينيه رضي الله عنه ورحمه.
الإلحاح في الدعاء:
& عليك بالدعاء في السجود والإلحاح على الله عز وجل, وأحسن الظن بالله, فإن الله ما وفقك للدعاء إلا ليجيبك, كما قال عز وجل: {﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ٱدۡعُونِيٓ أَسۡتَجِبۡ لَكُمۡۚ إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾} [غافر:60]
تأخر إجابة الدعاء:
& ربما يؤخر الله إجابتك من أجل أن تكرر الدعاء, ويكون هذا أفيد لك مما لو حصل المطلوب, لأن الدعاء عبادة وافتقار لله عز وجل, وإذا شعر الإنسان بأنه مفتقر لربه فسيجد حلاوة العبادة, فلا تستبطئ الإجابة, واستمر.
الإفتاء:
& يوجد أحداث صغار العلم صغار السن, يفتون بغير علم, وإذا جلسوا بين العوام فكأن الواحد شيخ الإسلام ابن تيمية, أعطاه الله ذلاقة لسان وفصاحة بيان وليس حوله إلا جهال فتجده يُجمل ويُفصّل في دين الله ويقول كذا وكذا.
& مسألة الإفتاء مسألة خطيرة, لأن المفتي يتكلم عن الله عز وجل, فيا ويله إذا قيل له يوم القيامة: افتريت على الله كذبًا...
& كان السلف يتدافعون الفتيا كل واحد يقول: اذهب إلى الآخر, حتى تعود إلى الأول, وذلك من ورعهم وشدة خوفهم من الله عز وجل, أما الآن فكأن الفتيا سلع, يتسابق الناس إلى التقاطها.
& يا أخي اصبر ولا تستعجل السيادة إن كان الله أراد أن تكون سيدًا في قومك بالعلم فستكون, وإلا خذلك وفضحك.
ومهما تكن عند امرئٍ من خليقةٍ.....وإن خالها تخفى على الناس تُعلمِ
صلاة الاستخارة:
& صلاة الاستخارة...يصلي ركعتين من غير الفريضة, صلاة مستقلة, فإذا سلم دعا بهذا الدعاء اللهم إني استخيرك بعلمك...إن لم يقع في قلبك شيء فأعد الاستخارة, كما قال العلماء رخمهم الله في صلاة الاستسقاء فإن نزل المطر وإلا أعادوا الصلاة.
& صلاة الاستخارة لا تكون في وقت النهي, إلا في أمر عاجل يفوت لو أخرت الصلاة إلى ما بعد وقت النهي.
الاحتفال بعيد الأضحى وعيد الفطر:
& لا احتفال أبدًا إلا بهذين العيدين: عيد الأضحى وعيد الفطر, وإنما يحتفل فيهما باللعب, كالمسابقة على الأقدام, ورمي الرماح, والضرب بالدف, وما أشبه ذلك مما يعطي الإنسان فرحًا وسرورًا, والمسألة يسيرة, والله الموفق.
الخسوف والكسوف:
& الخسوف والكسوف معناهما واحد, والله عز وجل يخوف بهما عباده من عقوبة انعقدت أسبابها, فهما إنذار من الله عز وجل للعباد إذا تمادوا في معصية الله عز وجل
& اليهود قوم بهت, قوم غدر, قوم خيانة, عاهدوا النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة ونقضوا العهد حتى أخرجهم منها.
& الشهيد لا يُسأل في قبره عن ربه ودينه ونبيه, فالميت يسأل في القبر: من ربك؟ ما دينك؟ من نبيك؟ لكن الشهيد لا يسأل, لأنه اجتاز أكبر فتنة حيث وضع رقبته تحت سيوف الأعداء لله عز وجل لتكون كلمة الله هي العليا.
عودة المسجد الأقصى:
& لن يرجع المسجد الأقصى إلا إذا قاتل المسلمون لله عز وجل لتكون كلمة الله هي العليا, مهما عمل الناس.
الحمل الذي سقط من بطن أمه:
& الحمل إذا سقط من بطن أمه...فإن كان تم له أربعة أشهر غسل وكفن وصلى عليه وسمى وعق عنه ودفن مع الناس...لكن لا يدعى له بالمغفرة والرحمة, لأنه لم يحصل على ذنوب, فهو لم يعمل شيئًا قط بل يدعي لوالديه بالمغفرة والرحمة.
استقبال رمضان:
& الذي ينبغي للمسلم في استقبال رمضان أن يستقبله بصدر منشرح, ونفس مطمئنة, عازمة على فعل الخير, وترك المنكر, وليس كما يفعله بعض الناس اليوم, يستقبل رمضان بكثرة الموائد والأطعمة, والسهر بالليل, والنوم بالنهار
قلة الشرور في شهر رمضان:
& شهر رمضان...تسلسل أو تصفد الشياطين يعني تُغلُّ وتحبس عن الناس...وليس المعنى أن الشر لا يقع أبدًا, فإنه لا بد أن يقع, لكن يقل الشرُّ, ولا سيما من أهل العلم والإيمان وهذا شيء مشاهد فتجد الناس في رمضان تقل منهم الشرور.
ما صام وإن كانت ذمته برئت:
& مسألة: ما رأيكم في رجل يصوم وفي نهار رمضان يرى التلفاز ويسمع الغناء ويرى النساء...ويتكلم بالكلام البذيء؟ نقول رب صام حظه من صيامه الجوع والظمأ هذا في الحقيقة لم يصم وإن كانت ذمته برئت ولا نلزمه بقضاء الصيام لكنه حقيقة ما صام
معاملة من جاء تائبًا نادمًا:
& ينبغي أن يعامل كل إنسان بما يليق به, فإذا جاءك الرجل تائبًا نادمًا يسأل الخلاص, فابحث له عن الخلاص, ولا توبخه ولا تلومه, لأنه جاء يطلب الخلاص نادمًا, أما أن توبخه فهذا لا ينبغي.
& هناك فرقًا بين رجل يُعثر عليه أنه فعل معصية, ورجل آخر لا يُعثر عليه لكن يأتي تائبًا, فالثاني يعامل بالرفق واللين, ويُشرح له الصدر ترغيبًا له في التوبة.
متفرقات:
& إذا كان يمين الصف ويسار الصف متقاربين فاليمين أفضل, وأما إذا بعُد اليمين فاليسار أفضل, لدنوه من الإمام, ولأجل أن يكون الإمام في الوسط.
& الله عز وجل إذا بارك للإنسان في عمله وفي عمره, تجده يفعل الشيء الكثير في الزمن القليل.
& القتال للقومية أو العصبية ليس من القتال في سبيل الله.
& الجهاد في سبيل الله هو الذي يقاتل فيه المقاتل لغرض واحدٍ وهو أن تكون كلمة الله هي العليا
& شيخ الإسلام رحمه الله....كتابه...التسعينية, أجاد فيه وأفاد رحمه الله.
كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: