فوائد مختصرة من شرح الكافية الشافية " نونية ابن القيم" للعلامة العثيمين[6]
الجزء السادس من الفوائد المختصرة من شرح الكافية الشافعية في الانتصار للفرقة الناجية, المعروفة بــ "نونية ابن القيم" للعلامة العثيمين رحمه الله, من البيت [3654] إلى البيت [4107]
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذا الجزء السادس من الفوائد المختصرة من شرح الكافية الشافعية في الانتصار للفرقة الناجية, المعروفة بــ "نونية ابن القيم" للعلامة العثيمين رحمه الله, من البيت [3654] إلى البيت [4107] وهي فوائد مختصرة لا تتجاوز الواحدة منها ثلاثة أسطر, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
التكفير بين أهل البدع وأهل السنة:
& من شأن أهل البدع أن بعضهم يكفر من سواهم من أهل البدع الآخرين, ويكفر أهل السنة, ولا يبالون في هذا, فالتكفير عندهم كالتهليل والتسبيح فهو من أسهل ما يكون بخلاف أهل السنة فأهل السنة لا يكفرون إلا بدليل صريح.
خفاء الحق بسبب الذنوب:
& لا ينجلي للإنسان الحق بسبب الذنوب انظر الذي قال: {﴿ إِذَا تُتۡلَىٰ عَلَيۡهِ ءَايَٰتُنَا قَالَ أَسَٰطِيرُ ٱلۡأَوَّلِينَ ﴾} [المطففين:13]قال الله تعالى: {﴿ كَلَّاۖ ﴾ } أي ليست أساطير الأولين {﴿ كَلَّاۖ بَلۡۜ رَانَ عَلَىٰ قُلُوبِهِم مَّا كَانُواْ يَكۡسِبُونَ ﴾} فمنعهم أن يروا الحق حقًا
أهل الكلام:
& الكلام...إثبات العقائد بالعقول المبنية على المجادلات والمناظرات, ولهذا سموا أهل الكلام لكثرة كلامهم وثرثرتهم وخوضهم في أمور لا تعنيهم في أمور يصدق عليها قول النبي صلى الله عليه وسلم: (( «هلك المُتنطعون» ))
& أهل الكلام وأهل المنطق أجهل الناس بالله, نسأل الله العافية.
سؤال الله الدائم الثبات على الدين:
& الإنسان يخشى على قلبه...ويجب عليه أن يسأل الله دائمًا الثبات, لأنه أضلَّ قومًا أذكياء كبار العقول التي ليست عقول الرشد, بل عقول الإدراك, فليسأل الله الثبات, {﴿ رَبَّنَا لَا تُزِغۡ قُلُوبَنَا بَعۡدَ إِذۡ هَدَيۡتَنَا ﴾} [ آل عمران:8]
الغافل عن ذكر الله:
& الغافل عن ذكر الله يتبع هواه ويضيع عليه أمره, كما قال جل وعلا: {﴿ وَلَا تُطِعۡ مَنۡ أَغۡفَلۡنَا قَلۡبَهُۥ عَن ذِكۡرِنَا وَٱتَّبَعَ هَوَىٰهُ وَكَانَ أَمۡرُهُۥ فُرُطا ﴾} [الكهف:28] أي ضياعًا لا بركة فيه, لكن ذاكر الله عز وجل يُنزل الله له البركة غي قوله وفعله وسعيه
أنواع ذكر الله عز وجل:
& الذكر أنواع, يكون بالقلب, ويكون باللسان, ويكون بالجوارح,
& الذكر...بالقلب كأن يكون قلب الإنسان دائمًا متعلقًا بربه, يذكر الله عز وجل كلما شاهد آية من آيات الله.
& الذكر باللسان هو قول: لا إله إلا الله, وسبحان الله, والحمد لله, وما أشبه ذلك, ونَصِفُه بصفِة العموم فنقول: كل قول يقرب إلى الله فهو من ذكر الله, فيشمل قراءة القرآن, والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, ودراسة العلم وغير ذلك.
& الذكر بالجوارح فهو التعبد لله تعالى بالجوارح, فالصلاة مثلًا تجمع أنواع الذكر.
& الذاكرون على مرتب بحسب ما قام في فلوبهم من تعظيم الله عز وجل والتعلق به, فأعلاهم أولو الإيمان والعرفان بصفاته العليا, يعني: أعلاهم من آمن بصفات الله وعرف صفات الله, فهؤلاء أعلى أهل الذكر منزلة.
وحدة الأديان:
& ما بدأ يتكلم به أذناب الغرب من محاولة التوفيق بين اليهود والنصارى والمسلمين أعوذ بالله هل يمكن أن يحاول هذا مؤمن بالله واليوم الآخر؟ هل يمكن لأحذ أن يجمع بين الماء والنار؟ الجواب: لا يمكن.
& لو سرى هذا الفكر _ لا أقامه الله _ ما بقي للجهاد موضع, ولا بقي لمعاداتهم موضع, ولأصبح الكافر وليًا للمؤمنين, والمؤمن وليًا للكافر, لأن الاختلاف على حد زعمهم كالاختلاف بين الحنابلة والشافعية والمالكية فقط, وهذا مبدأ خطير.
& يجب على طلبة العلم إنكاره بكل وسيلة, والتأمل والتفكر في المفاسد التي يُفضي إليها هذا الفكر الخبيث.
التأن وعدم التسرع في الفتيا وترجيح الأقوال:
& إذا رأيت أو توهمت من الأدلة ما يخالف رأي الجمهور فإياك والتسرع, لأن الجمهور لهم وزنهم, وهم كانت لهم فهمهم, وقد يكون فهمهم أقوى من فهمك وعلمهم أكثر من علمك, فتأن.
& ما جرى عليه الناس في البلد لا تتسرع في نقل الناس منه إلى ما تراه صوابًا, لأنهم قد اقتدوا بعلماء, قد يكون الصواب في رأي العلماء الآخرين, ولهذا يخطئ كثيرًا من يريد أن ينقل الناس عمّا هم عليه وعما عليه علماؤهم إلى قولٍ يراه راجحًا.
الأسماء لا تغير الحقائق:
& الأسماء لا تغير الحقائق, ولهذا أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يأتي أناس يشربون الحمر يسمونها بغير اسمها....فالآن عند الكفار والفساق والفجار يسمون الخمر الشراب الروحي ولكنه الشراب الجنوني في الواقع لأنه يجعل الإنسان في جنون
التعامل مع السلطان:
& إذا عاملت السلطان بما تقتضيه المصلحة من كون ذلك سرًا بينك وبينه فإن ذلك فإن ذلك أقرب إلى القبول والإجابة لأن السلطان يرى نفسه أنه السلطة وهو له السلطة حقًا فمنابذته ليست بالهينة.
& ليس من شرط وجوب طاعة السلطان ألا يعصي السلطان.
& لا تضلوا كما ضلّ بعض العاطفين الذين عواطفهم عواصف عليهم وعلى غيرهم من أهل الخير وعلى الأمة كلها.
& ننظر طريق السلف ولا ننظر طريق من نابذ الولاة وعاكسوهم...من خرج عن جادة السلف ماذا حصل؟ إراقة دماءٍ, وانتهاك أعراض, وتعطل مصالح, كله بسبب فهم النصوص على غير مراد الله ورسوله, وبسبب الغفلة عن طريق السلف الصالح
عدم تسمية النصارى بالمسيحيين:
& النصارى...ينبغي أن نُسميهم بالاسم الحقيقي لهم وهو النصارى, لأن تسميتنا إياهم بالمسيحيين إقرار لهم بأنهم على دين المسيح, ومعاذ الله أن يكون المسيح عليه الصلاة والسلام يدعوهم إلى أن الله ثالث ثلاثةٍ, أو إلى أنه ابنُ الله, أو ما أشبه ذلك
إذا كان قصدك الحق وفقت إليه:
& كل إنسان لا يريد الحق فالغالب أن يُعمى عنه وألا يوفق له لقوله تعالى: {﴿ فَلَمَّا زَاغُوٓاْ أَزَاغَ ٱللَّهُ قُلُوبَهُمۡۚ ﴾} [ الصف:5] فعليك يا عبدالله بقصد الحق حتى توفق له, لا يكن همك أن تنصر ما قلت, اجعل همتك أن تنصر الحق
& الحق...إن كنت قلته تظن أنه الحق فتبين لك أنه غير الحق فاعدل عنه.
ما دُمت على الحق فاثبت:
& لا تتغير بكثرة الهجوم عليك أو التشنيع على قولك, ما دُمت على حق فاثبت, فالحق لا يمكن أن يُزحزح, اصبر, ثم بعد ذلك دافع....لا تقل: الناس كلهم على خلاف ذلك, بل اثبت فلك أتباع.
الصحيحان:
& صحيح البخاري, وصحيح مسلم...أصحُّ الكتب فيما أُلف في الحديث, والبخاري أصحُّ من مسلم وإن كان ترتيب مسلم _ رحمه اله _ أجود لكن من حيث الصحة, فالبخاري أصحُّ.
مصنفات شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
& له " منهاج السنة " في الرد على الشيعة على الكتاب المعظم عندهم كتاب "منهاج الكرامة في إثبات الإمامة "...هذا الكتاب لا يوجد له نظير فيما نعلم في الرد على الروافض, كل ما يستدلون به موجود في كتاب المنهاج مردود عليه.
& كتاب التأسيس, للرازي كتاب مقدس عند أهل الكلام, وشيخ الإسلام رحمه الله نقض هذا التأسيس, وصار يأتي به جمله وينقضه نقضًا تامًا بالنقل والعقل.
& كتاب الاستقامة مطبوع معروف...وهو كتاب جيد في موضوعه.
& شرح عقيدة للأصبهاني...وهو في الحقيقة شرح مختصر لكن مفيد جدًا.
& نقد المنطق...كتاب لطيف كما قال ابن القيم, لكن فيه قواعد عظيمة في إبطال كلام أهل المنطق وقواعدهم.
& كتب أهل السنة ككتب شيخ الإسلام وابن القيم كلها مملوءة باليقين والاستدلال والإيمان...مؤلفات شيخه [ابن تيمية رحمه الله]....عظيمة مفيدة غاية الفائدة
أمور إذا اجتمعت في الكلام صار كاملًا:
& إذا اجتمع في الكلام تمام العلم وتمام النصح وتمام الفصاحة والبيان فإنه يكون بذلك كاملًا ولا يحتاج إلى ما يكمّلُه لأن أكثر ما يعيب الكلام أن يكون الكلام ركيكًا لا يفهم المراد منه أو أن يكون القائل به جاهلًا...أو أن يكون غير ناصح لا يوثق به
& هناك وصف رابع لم يذكره المؤلف وهو الصدق, أن يكون صادقًا.
متفرقات:
& فائدة العالم ألا يحقن طلابه علمًا فقط, بل ينبغي أن يضيف إلى ذلك الإيمان, فيأتي بالأشياء التي تقوي إيمانهم ما استطاع.
& أهل الكلام....تجد كتبهم مملوءة بالتشكيك الناتج عن شكهم فأكثر الناس شكًا هم أهل الكلام.
& كل إنسان يخالف الحق لا بُد أن يأتي بما يضحك العقلاء.
& الصواب أن مكة أفضل من المدينة.
& ما زعمه بعض العلماء من أن الحجرة النبوية أفضل من المسجد الحرام وأفضل من الكعبة فهذا قول باطل.
& صار الحِجرُ الآن مفتوحًا وله بابان باب يدخل منه الناس وباب يخرجون منه, والذي يدخل مع الباب الشرقي ويخرج من الغربي كأنما دخل الكعبة وخرج منها
& من الأدب ألا ترفع الصوت في السجد النبوي بل ولا في المساجد الأخرى أيضًا, حتى إن الرسول جعل رفع الأصوات في المساجد من علامات الساعة.
& يقال: استدل ثم اعتقد ثم اعمل, ولا تعتقد ثم تستدل, لأنك إن اعتقدت ثم استدللت فربما تميل إلى اعتقادك, وتصرف نصوص الكتاب والسنة إليه.
كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: