فوائد من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة العثيمين [2]
المجموعة الثانية, من فوائد مختصرة, من المجلد الأول, من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة العثيمين, رحمه الله أسال الله أن ينفع بها
فوائد مختصرة من المجلد الأول من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة العثيمين [2]
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه المجموعة الثانية, من فوائد مختصرة, من المجلد الأول, من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة العثيمين, رحمه الله أسال الله أن ينفع بها
فضل العلم:
& العلم الشرعي لا يعدله شيء في الفضيلة, كما قال الإمام ابن حنبل رحمه الله: طلب العلم أفضل الأعمال لمن صحت نيته. قيل: فأي شيءٍ يصحح النية؟ قال: ينوي بتواضع, وينفي عنه الجهل.
& العلم أفضل ما يتطوع به من العبادات, يعني أفضل من التطوع براتب الفريضة, وأفضل من التهجد, وأفضل من الوتر, وأفضل من جميع نوافل العبادات,
& إن قال قائل: أيهما أفضل العلم أو الجهاد؟ فالجواب: العلم أفضل من حيث هو, بقطع النظر عن أسباب أو عوامل تُرجّح الجهاد, فهذا شيء آخر, فالعلم أفضل, لأن العلم يحتاج إليه المسلمون في كل شيء...فالعلم يدخل في جميع الحياة.
& الجهاد محتاج إلى العلم, يعني لا بُد أن تعلم كيف تجاهد, وكيف تقسم الغنيمة, وكيف تحجم عن القتال, وكيف تُقدِم عليه, فالعلم الشرعي إذن أفضل من الجهاد في سبيل الله.
أمور تجب في طلب العلم:
& أن ينوي الإنسان امتثال أمر الله تعالى في طلب العلم.
& أن تنوي بالعلم حفظ الشريعة.
& أن تنوي بالعلم حماية الشريعة عن المخرفين والمُبدلين, والغالين والجافين, فإن الشريعة لها أعداء يحرفون الكلم عن مواضعه, ويضلون عباد الله, وبالعلم يحصل الدفاع, والحماية للشريعة الإسلامية.
& أن ينوي بالعلم رفع الجهل عن نفسه, فينوي بطلب العلم رفع الجهل عن نفسه, لأن الأصل في الإنسان الجهل.
آداب طالب العلم:
& من الآداب الواجبة أن يعمل طالب العلم بعلمه, وهذا هو المهم, فالتطبيق العملي للمعلوم الذهني أن تعمل بالعلم, فأي فائدة لعلم لا ينتفع به الإنسان ولا يعمل به؟ لا فائدة, بل إن هناك مضرة...فإذا لم يعمل كان علمه عليه وبالًا.
& لا بد من العمل بالعلم, والعمل بالعلم يظهر أثره في العبادة, بأن يكون طالب العلم حريصًا على العبادة بجميع أنواعها, من عبادة بدنية أو مركبة منهما, من عبادة تتعلق بالآدميين, ومن عبادة خاصة بالخالق. المهم أن يظهر أثر العلم عليه في العبادة.
& من آداب طالب العلم أن يظهر أثر علمه في سلوكه ومعاملته للخلق, وذلك بأن يكون حريصًا على نفع إخوانه المسلمين بالعلم والمال والجاه بقدر استطاعته, حتى يظهر أثر العلم في سلوكه ومنهجه.
& من أهم شيء في المنهج أن يكون علمه مُمسكًا له عما يُثير الأُمة, ويُوجب البلبلة باسم الغيرة والدين وما أشبه ذلك, وأنا لا أقول: اجعلوا غيرتكم تموت, ولكن أقول: أحيوا الغيرة, ولكن اجعلوها على حسب الشريعة.
& من آداب طالب العلم أن يكون متزنًا في منهجه, لا ثائرًا ولا دائرًا, بل يكون معتدلًا, يُقدمُ في موضع الإقدام, ويُحجم في موقع الإحجام, ويُوازن بين المصالح والمفاسد, وينظر بالعقل وبالحسِّ ماذا حصل من الاندفاع والغلو في جميع البلاد.
& من آداب طالب العلم أن يكون متخلقًا بالأخلاق الفاضلة من السماحة واللين والوقار...لأنه كلما كان الإنسان أشدّ وقارًا كان أعظم احترامًا في قلوب الناس.
&من آداب طالب العلم الواجبة ألا يتسرع في الإفتاء لأن المفتي مُعبر عن شريعة الله عن الله ورسوله, فإذا أفتى على وجه لا يجوز له فيه الفتوى كان كاذبًا على الله ورسوله
& ومن آداب طالب العلم المهمة جدًا: الدعوة إلى الله عز وجل...فادع يا طالب العلم إلى الله, يُبارك لك الله في العلم, وتحقق بذلك ميراث محمد صلى الله عليه وسلم
فادع إلى الله ولكن بالعلم وبالحكمة والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن.
& ألا يتخذ من الخلافات التي تقع ومصدرها الاجتهاد ألا يتخذ من ذلك سببًا للتفرق والطعن في الآخرين, فإن ذلك خلاف طريقة السلف, وهو في الحقيقة خلاف ظاهري, وإلا فإن الهدف هو الوصول إلى الحق وإن اختلفنا في المشرب.
& فهده الآدابُ ينبغي لطالب العلم أن يراعيها, وهناك آداب أُخرى جانبية, كاحترام المعلم, والاجتهاد في طلب العلم, وتقييد المسائل النادرة, لأنه يمُرُّ بالإنسان مسائل نادرة لا يجدها في كتب العلماء, فإذا لم يقيدها ضاعت.
الموعظة:
& كثير من الإخوة الذين يحبون الخير ويحبون نشر العلم إذا قاموا في موعظة بالمساجد ربما يستغرقون نصف ساعة أو أكثر, وهذا ليس من العرض السليم بل العرض السليم أن تخرج من إرشادك ونصحك والناس يقولون: ليته استمر.
& لا شك أن اللغة العربية أشرف اللغات, وأفضل اللغات لأن القرآن نزل بها, والقرآن أشرف الكتب, ولأن أفضل الأنبياء كان ينطق بها, وهو محمد صلى الله عليه وسلم, ولأنه روي أنها لسان أهل الجنة, وحق لنا أن نفخر بهذه اللغة وأن نعتز بها.
& اللغة العربية...تعلمها مما يعين على فهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام أهل العلم...وتعلم اللغة العربية الذي يتوقف عليها فهم كتاب الله وسنة رسوله فرض كفاية وقد يكون فرض عين, بخلاف اللغات الأخرى.
& مع الأسف الشديد فإن بعض المخدوعين بالكفار من الغربيين وغير الغربيين أصبح بعضهم يتنكر للغة العربية, فصار يُخاطب باللغة العربية...ولا شك أن هذا انتكاس وضعف مُنتاه في الشخصية.
& العجب أن العجم, وهم كل من سوى العرب, إذا سلوا فإنهم يسلمون باللغة العربية, لكن من العرب الذين أهانوا أنفسهم من لا يعلمون أولادهم أن يسلموا باللغة غير العربية, يقول لابنه إذا أراد أن ينصرف: ( باي باي)
& أقبح من هذا أن يرى الإنسان أنه إذا استعمل اللغة غير العربية, فإن هذا تقدُّم ورقي, والواقع أن هذه الأعمال تأخُّرًا وانحطاطًا, والإنسان يجب أن يحافظ على قيمه وعلى قينته وعلى ما يُثمِّرُ دينه.
& يجب ألا نتهاون بهذه الأمور, ولا ننسلخ من قيمنا, ولا ننسلخ من عروبتنا, لأن اللغة من أكبر مقومات الشعوب
& كان أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يضرب الرجل إذا رآه يتكلم بالرطانة الأعجمية, لأن هذا مسخ للغة العربية.
كتاب " اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم " لشيخ الإسلام:
& يحسن بطالب العلم أن يقرأ بتمهُّل وتدبّرٍ ما ألفه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في كتابه " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ", فإنه قرر الأدلة السمعية والعقلية على وجوب مخالفة أصحاب الجحيم بتقريرات لا نجدها في غيره.
العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية:
& كتاب مختصر في العقيدة, لم أعلم له نظيرًا, ولهذا ينبغي لطالب العلم أن يحفظه عن ظهر قلب, وأن يتمعن معناه.
الأصول الثلاثة للشيخ محمد بن عبدالوهاب:
& من ربك؟ وما دينك؟ ومن نبيك؟...على هذه الثلاث الكلمات بنى شيخ الإسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله رسالته الصغيرة الكبيرة " الأصول الثلاثة "
& احفظ ألفية ابن مالك إذا كنت تريد معرفة النحو, فإنها خلاصة النحو, قال رحمه الله:
أحصى من الكافية الخلاصـــــــة كما اقتضى غني بلا خصاصة
& إني أوجه إلى الشباب الصغار نصيحة بأن يعتنوا بحفظ ألفية ابن مالك, لأنها خلاصة علم النحو, وفيها خير كثير, وإذا حفظها الإنسان استطاع أن يستشهد بكل بيتٍ على كل مشكلة ترِد عليه.
القواعد الفقهية لابن رجب رحمه الله:
& ابن رجب رحمه الله....كتابه " القواعد الفقهية ", وهو كتاب جيد أنصحُ به كل من يريد الفقه على وجه مقعدٍ.
فتح الباري لابن حجر رحمه الله:
& له نظير يسمى فتح الباري لابن رجب ولكل واحد منهما اتجاه من جهة الكلام على الفقه واختلاف العلماء وكلاهما نافع لطالب العلم ولكن من جهة الكلام على الجمل والإعراب وخلاف العلماء وما أشبه ذلك ففتح الباري لابن حجر أكثر فائدة
& الكتاب نافع جدًا, وإذا كان فيه بعض الآراء المنحرفة التي يسوقها إما إقرارًا أو إنكارًا, فهذا لا يوجب أن نغفل الحسنات التي تُغطي السيئات.
تفسير ابن جرير الطبري:
& تفسير جامع, ولكن لا بد من تتبع آثاره بأسانيدها, وأسالُ الله تعالى أن يُيسر من إخواننا أئمة الحديث في زماننا هذا من يُخرج آثار تفسير ابن جرير, وإن كان الشيخ أحمد محمد شاكر قد حصل منه ذلك.
& تفسير الصحابة كثير, وأجمعُ ما يكون فيما أعلم في تفسير ابن جرير الطبري رحمه الله.
تفاسير المتأخرين والأولين:
& تفاسير المتأخرين قشور كثيرة واللب قليل, وقد يكون فيها الحنظل والمرُّ والمنتن.
& تفاسير الأولين هي النقية, كتفسير ابن كثير وتفسير البغوي على ما فيه من بعض شطحات لكنه تفسير قيم, وكذلك تفسير الشيخ عبدالرحمن السعدي فإنه تفسير سهل يعرفه العامي وطالب العلم, وتفسير أبي بكر الجزائري.
& التفاسير والحمد لله كثيرة لكن عليكم بالصافي منها وإياكم وما فيه الكدر, لأن ما فيه الكدر ولا سيما إذا كان المفسر جيدًا في التعبير جذابًا للقلوب خطير جدًا, لأن الإنسان قد يتمشى مع فقه هذا المفسر ولا يشعر لقوة أسلوبه وبلاغته.
دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب, للشيخ الشنقيطي:
& ما أحسن...ما ألفه الشيخ محمد ال شنقيطي رحمه الله صاحب " أضواء البيان", ...رسالة سماها " دفع إيهام الاضطراب عن آي الكتاب " وهو كتاب جيد يبين فيه الآيات التي ظاهرها التعارض, ويجمع بينها.
& لكني أذكركم بأن كلام الله عز وجل أعلى الكلام, وأصدق الكلام, وأحسن الكلام, وأبلغ الكلام, وأنه لا يمكن أن يوجد فيه تناقض.
تفسير سورة الفاتحة:
& هذه السورة سورة عظيمة, وما رأيتُ تفسيرًا أحسن من تفسير ابن القيم لها رحمه الله في أول كتاب " مدارج السالكين ", فقد تكلم عليها كلامًا لا تجده في غير كتابه رحمه الله.
فائدة عمل الإنسان بعلمه:
& عمل طالب العلم بما علم له فائدتان: الفائدة الأولى: بقاء علمه, لأن الإنسان إذا عمل بعلمه بقي فلا ينساه. الفائدة الثانية: زيادة العلم إذا عمل الإنسان بعلمه.
الخلاف بين طلبة العلم:
& من المهم الذي يجب علينا جميعًا أن نتجنبه ما يقع من الخلاف والنزاع والتعصب لأحدٍ دون أحد بين طلبة العلم من الدعاة أو العلماء أو غيرهم, فإن هذا يُوجب تفرق الأمة وتنازعها, وإذا تنازعت الأمة تفرقت ذهبت قوتها.
كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: