فوائد مختصرة من المجلد الثاني من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة العثيمين [2]

الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه المجموعة الثانية من فوائد مختصرة, من المجلد الثاني, من دروس وفتاوى من الحرمين الشريفين للعلامة العثيمين, رحمه الله

الحق منصور:

& الباطل له صولة فربما يُدارُ الباطل على الحق امتحانًا واختبارًا ولكن العاقبة للحق قال الله عز وجل {﴿بَلۡ نَقۡذِفُ بِٱلۡحَقِّ عَلَى ٱلۡبَٰطِلِ فَيَدۡمَغُهُۥ فَإِذَا هُوَ زَاهِق﴾} [الأنبياء:18] كلمات عظيمة كبيرة والقذف هو الرمي بشدة فاصبر ما دمت على حق

& الحق منصور, يقول ابن القيم رحمه الله في النونية, القصيدة المشهورة في العقيدة:

والحــــق منصـــور وممــــتحن فلا      تعجب فهذي سُنةُ الرحــــمن

فإذا صبرت ظفرت وإن انخذلت فاتك النصر وأدار الله بحكمته الباطل على الحق

& كثير من الإخوة الدعاة يريدون أن ينتصروا بين عشية وضحاها, وهذا ليس من الحكمة.

خوف الكفار من المسلمين:

& أهل الكفر يخافون من المسلمين حقًا, لا رسمًا واسمًا, لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال:  « نصرت بالرعب مسيرة شهر»  فمن كان من أهل الإسلام وحزبه فلا بد أن يرعب منه عدوه, شريطه أن يكون إسلامه خالصًا.

من يصوم ولا يصلي:

& من العجيب أن الناس يعظمون الصيام أكثر مما يعظمون الصلاة, مع أن الصلاة أعظم, ومن صام وهو لا يصلى فلا صيام له, لأنه ليس بمؤمن بل كافر.

البخل والبخيل:

& الضابط للبخل أن يمنع الإنسان ما يجب عليه بذله من مالٍ, أو علمٍ, أو جاه.

& البخيل إنما يبخل على نفسه, فيمنع الخير عن نفسه, والمتصدق هو الذي بذل المال لنفسه.

ما يحتاجه العلم:

& العلم يحتاج إلى علم وفهم وعقل وتربية, فأنت إذا ملأت رأس الطالب علمًا دون فهم فلن يستفيد شيئًا, ولو ملأته علمًا وفهمًا دون تربية فلن يستفيد أيضًا.

الاحتفال بعيد الميلاد:

& يحرم على الإنسان أن يحتفل بعيد الميلاد إن كان مسلمًا, ويحرم عليه أن يهنئهم بهذا العيد إن كان مسلمًا, ويحرم عليه أن يرد تهنئتهم إذا هنؤونا به إن كان مسلمًا, سبحان الله! هل نهنئهم بعيدٍ من الشعائر الدينية. وهل هذا إلا رضا بالكفر؟!

&غالب من يهنئونهم لا يقصدون تعظيم دينهم أو شعائرهم وإنما يقصدون المجاملة وهذا غلط فإذا قال: أنا أُجاملهم لأنهم يجاملوني فيهنونني بعيد الفطر وعيد الأضحى قلنا الحمد لله إذا هنؤونا بعيد الأضحى وعيد الفطر فقد  هنؤونا بعيد شرعي.

من تمسك بالقرآن الكريم:

&القلوب تظلم بالمعاصي وتنار بالطاعة التي هي امتثال ما جاء في هذا القرآن الكريم ولهذا لا تجد أحدًا أنعم بالًا وأنور قلبًا وأسفر وجهًا ممن تمسك بهذا القرآن

عنوان السعادة وعنوان الشقاء:

& إذا يسر الله للأمة علماء أجلاء ربانيين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويدعون إلى الخير ويبينون للناس ما أنزل الله إليهم, فهذا عنوان السعادة وإذا كان الأمر بالعكس فهذا عنوان الشقاء.

شر الخلق:

& لو قيل لك: من شر الخلق؟ فقل: الكفار من يهود ونصارى ومشركين وبوذيين وشيوعيين وغيرهم, فهم شر الخلق, وأشر من كل ذي شر في كلام الله عز وجل, العالم بأحوال خلقهم, أعاذنا الله وإياكم من الكفر.

& العجب أن هؤلاء الكفار الذين هم شر الخلائق, العجب أنهم عند قوم هم في القمة, ولكنهم قمة عند من نكس الله قلبه وعقله, وإلا فالذي يتأمل يجد أن كل ما يتمتع به هؤلاء من نعيم الدنيا فإنه إنما يكون كتمتع البهائم تمامًا.

الاختلاف في الرأي وتضليل المخالف:

& من الناس اليوم من إذا رأى أحدًا خالفه في الرأي قام يضلله: هو ضال! هو مبتدع! هو فاسق! وربما قال: هو كافر, وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من رمى أخاه بالكفر, أو قال يا عدو الله, ولم يكن كذلك فإنه يعود إلى القائل.

& احذر أن تسب إخوانك بالبدعة أو الفسوق أو بالكفر وهم مجتهدن, لكن يجب أن نبيّن الحق, وأن نبطل الباطل.

& الصحابة رضي الله عنهم اختلفوا, لكن قلوبهم متفقة على دين الله, وهذا الخلاف لا يضر ما دام الإنسان باذلًا جهده للوصول إلى الحق, لكنه لم يوفق له. واعلم أن من أراد الحق وسعى في الأسباب الموصلة إليه فإن الله تعالى سوف يهديه إليه.

الحثُّ على قراءة كتب شيخ الإسلام ابن تيمية, وتلميذه ابن القيم:

& شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من أهدى الناس سبيلًا وليس بمعصوم... لكن الرجل رحمه الله له كتب عظيمة تزيد الإنسان إيمانًا وتوحيدًا, وإخلاصًا, ومعرفة للهدى من الضلال, وأحثّ إخواننا المسلمين أن يقرؤوا كتبه, وأن يتمسكوا بِغرره.

& هذا العالم أكثر اختياراته موافقة للصواب تمامًا, ولهذا ينبغي للإنسان أن يقرأ كتبه وأن يستفيد منها, لأنني لا أعلم أحدًا ألّف في الكتب لا في علم التوحيد ولا في علم الفقه ولا في علم السلوك ولا غيرها مثل هذا الرجل أعني شيخ الإسلام

& ابن القيم رحمه الله...وشيخه شيخ الإسلام أحمد بن تيمية رحمه الله, هما الشخصان اللذان أوصي كل مسلم بقراءة مؤلفاتهما, وأشهد أن تصنيفهما خير ما صنف في مسألة العقيدة.

& من أراد العقيدة الصافية فعليه بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم فإن الإنسان إذا قرأهما علم أن هذا هو الحق, لأن ما يذكرانه في العقيدة مدعم بالأدلة السمعية والأدلة العقلية.

& إني أقول من باب النصيحة: من أراد العقيدة الخالصة السالمة الصافية فعليه بقراءة كتب عالمين من علماء المسلمين, وهما: شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله, وتلميذه ابن القيم, فقد حققا في التوحيد والعقيدة ما لم يحققه عالم غيرهما فيما نعلم.

& لم أجد إلى الآن كتبًا أنقع ولا أبلغ من كتب هذين الرجلين.

& هذا ما أنصح به لإخواني, وأنا أتحمل أن ما قلته إنما هو نصيحة لهم, ولقد استفدت من كتبهما كثيرًا, وطالعت ما شاء الله أن أُطالعه من الكتب الأخرى في علم الكلام وغيره, فوجدت الفرق العظيم.

كتاب " إعلام الموقعين " لابن القيم

& ابن القيم رحمه الله...كتابه " إعلام الموقعين " كتاب ينبغي للقاضي أن يقرأه, لأنه كتاب مبني على كتاب عمر بن الخطاب رضي الله عنه, لأبي موسى الأشعري في القضاء, وهو كتاب عظيم.

هاجر أم إسماعيل:

& كلمة أحبُّ أن أعلق عليها, يقولُ: ستنا هاجر, يعني سيدتنا, فنقول: نسميها باسمها الذي جاء في الحديث, ولسنا نحن أشدّ تكريمًا لها من رسول الله صلى الله وعلى آله وسلم...فما قال: سيدتنا هاجر, وإنما قال: هاجر أم إسماعيل.

كل ممسوح يكره تكرار مسحه:

& كل ممسوح فإنه يكره تكرار مسحه, فالعمامة تمسح ويكره تكرار مسحها, والجبيرة على جرح تمسح, ويكره تكرار مسحها, والجورب يمسح, ويكره تكرار مسحه, وكل ممسوح فإنه يكره تكرار مسحه, وهذه قاعدة مفيدة لطالب العلم.

الأمة الغضبية اليهودية:

& بنو إسرائيل من أشدّ بني آدم عتوًا واستكبارًا, وإذا شئت أن ترى معايبهم فارجع إلى كتاب " إغاثة اللهفان " لابن القيم رحمه الله, تجد العجب العجاب من هذه الأمة الغضبية اليهودية.

الاتعاظ بآيات الله الكونية:

& نسمع عن تدمير...الرياح للقرى ويحدث بها من الفيضانات العظيمة التي تهلك الحرث والنسل وكثير من الناس يقولون إن هذا فعل الطبيعة ولا ينسبون هذا الأمر إلى قدرة الخالق جل وعلا فالواجب علينا أن نتعظ ونزداد به قربًا إلى ربنا وتمسكًا بديننا.

البر بالوالدين, والحذر من عقوقهما:

& تذكر حينما كنت في المهد تتألم أمك لألمك, وتسهر لسهرك, وتنظفك من البول والغائط والقيء,...وتذكر أباك يجوب الفيافي, ويطرق الأبواب للرزق من أجل أن يقوم بكفايتك فتعب الأم والأب على أولادهما تعبًا لا يدركه إلا من آتاه الله أولادًا.

& تذكر حينما كنت لا تملك لنفسك نفعًا ولا ضرًّا, فمن قامن بتربيتك جسميًا وعقليًا وذهنيًا؟ إنهما الوالدان بأمر الله عز وجل, وبما جعل الله في قلوبهما من الرحمة, فيجب علينا القيام بحق الوالدين كما أمرنا الله تعالى.

& ورد في الحديث قصة الثلاثة نفر الذين آواهم الليل على غار.....في هذا الحديث دليل على أن برَّ الوالدين سبب لتفريج الكربات, والإغاثة من الشدائد, وهذا هو ما نريدُ أن يكون الإنسان قائمًا به, ليُيسِّر الله له الأمور ويفرج الكروب.

& عقوق الوالدين من الكبائر, ثم اعلم أيها الابن أنك ستعامل من أولادك بمثل ما تُعامل به والديك, هذا هو الغالب, إن بررت بهما برَّ بك أبناؤك وبناتك, وإن كانت الأخرى عقك أبناؤك وبناتك.

دعوة الناس بالإقناع:

& أدعو إخواني الذين يدعون إلى الله أن تكون وسيلة دعوتهم إلى الله هي الإقناع, أي: إقناع المدعوين حتى يأتوا الأمر عن يقين وعن محبة وعن اعتراف بالحق.

& كوننا نسلك في سبيل الدعوة سبيل السلطة والسيطرة والتسلط هذا لا يغني, وإن كان قد ينفع ظاهرًا لكن النتيجة تكون عكسية فيما بعد, قال تعالى: {﴿ ٱدۡعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ بِٱلۡحِكۡمَةِ وَٱلۡمَوۡعِظَةِ ٱلۡحَسَنَةِۖ وَجَٰدِلۡهُم بِٱلَّتِي هِيَ أَحۡسَنُۚ﴾ } [النحل:125]

الشدة:

& لا تحملك الغيرة على الشدة, فالشدة في الغالب لا ينجح صاحبها, اللهم أن يكون ذا أمر وسلطان ويرى أن الشدة لها موضع أكثر تأثيرًا فهذا إليه, لكن عامة الناس لا تشدد عليهم, فإن كنت تريد أن يقبل منك فلا تشدد.

متفرقات:

& كل عبادة أشرك الإنسان فيها مع الله غيره, فهي باطلة مردودة, لا تنفع صاحبها

&صلة الرحم من أسباب سعة الرزق وطول العمر اللهم اجعلنا من الواصلين البارين

& قال  بعض الذين يعبِّرون الرؤيا: إذا رأيت الرجل في المنام عاريًا, فإنه قليل التقوى لله, لأن التقوى لباس ساتر, وهو خير من اللباس الحسي.

& سمى بعض السلف سورة التوبة بسورة الفاضحة لأنها فضحت النافقين تمامًا.

& الغالب أن الإنسان إذا تسلط على عباد الله فاغتابهم, سلط الله عليه من يغتابه, فتكون العقوبة حاضرة. 

& المنافق من أحسن الناس لسانًا أمام الناس, فتجده يلقى المسلم فيرحب به ويبجله ويعظمه, وهو أن يود أن يعضه بأنيابه, لكنه حسن الأسلوب.

& الشيخ يصعب أن يرجع عما كان عليه, والشباب لين, طري, يرجع بسرعة, فبمجرد ما تقول له: هذا غير صحيح, ويدخل عقله, يرجع, وهذا شيء مجرب.

                كتبه / فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ