منزلة الصلاة في الإسلام
يفتتح المسلم نهاره بالصلاة ويختتمه بالصلاة وهما أفضل أوقات الصلاة، قال سبحانه: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} [الكهف: 28]
صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم إمامًا بالأنبياء عليهم السلام ليلة المعراج، كما في صحيح مسلم، وهو دليل على أمرين:
الأول: أنها معروفة عند الأنبياء عليهم السلام، فكل الأنبياء كانوا يقيمون الصلاة، وذلك واضح في دعاء إبراهيم عليه السلام {رَبَّنَا لِيُقِيمُوا الصَّلَاةَ فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِي إِلَيْهِمْ} [إبراهيم: 37]، وإسماعيل عليه السلام {كَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا} [مريم: 55]، وقال موسى عليه السلام لقومه: {اجْعَلُوا بُيُوتَكُمْ قِبْلَةً وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ} [يونس: 87]، وقال عيسى عليه السلام: {وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا} [مريم: 31]، وقال لقمان عليه السلام لابنه: {يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ} [لقمان: 17].
الثاني: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إمام للأنبياء كلهم، وإمام لمن هو دونهم من باب أولى، فهو إمام لأنبياء بني إسرائيل جميعًا، وإمام لأمة بني إسرائيل، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «لو كان موسى حيًّا ما وسعه إلا اتباعي»، فلا يُقبل من يهودي ولا نصراني ولا غيرهم إلا الرضى بإمامة محمد صلى الله عليه وسلم وإمامة خلفائه من بعده.
إذا أردت أن تقيم ذكر الله فأقم الصلاة، فهي رأس الذكر، قال سبحانه: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} [طه: 14].
إذا أردت أن يطهر قلبك وكلنا يريد ذلك فأقم الصلاة، قال صلى الله عليه وسلم: «أرأيتم لو أن بباب أحدكم نهر جار يغتسل منه..» الخ (متفق عليه)، وقال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ لله ملكًا ينادي عند كلِّ صلاة: يا بني آدم... قوموا إلى ناركم التي أوقدتموها فأطفئوها» (رواه الطبراني عن أنس بسندٍ صحيح).
يفتتح المسلم نهاره بالصلاة ويختتمه بالصلاة وهما أفضل أوقات الصلاة، قال سبحانه: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ} [الكهف: 28]، وقال عز وجل: {وَاذْكُرْ رَبَّكَ كَثِيرًا وَسَبِّحْ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} [آل عمران: 41]، وقال تعالى: {وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الإنسان: 25]، وقال سبحانه: {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} [الأحزاب: 42].
ومع أهمية الصلاة في الإسلام إلا أن بعض الناس يتهاونون بها: إما بالتكاسل عنها وعدم أدائها أو تأخيرها عن وقتها عمدًا بلا عذر، وهؤلاء ينتظرهم الويل وهو العذاب أجارنا الله وإياكم ومن نحب، قال سبحانه: {فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ * الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ} [الماعون: 4، 5]، وقال: {فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلَاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا} [مريم: 59]، والغي وادٍ خبيث في جهنم.
وقال صلى الله عليه وسلم: «من لم يحافظ عليها لم يكن له عند الله عهد ولا برهان ولا نجاة، وحشر مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف» (رواه أحمد بسند جيد).
وقال «من ترك الصلاة فقد برئت منه ذمة الله ورسوله» (رواه ابن ماجه والحاكم).
إذا كانت الصلاة هذه مكانتها عند المسلمين إلا أن أعداء الإسلام من شياطين الإنس والجن يريدون ألَّا تكون للصلاة تلك المكانة والأهمية، والأهم ذلك الدور في حياتهم. فسعوا إلى عدة وسائل لتفريغ الصلاة من مضمونها الرئيس.
الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، الصلاة صلة بين العبد وربه، الصلاة مقياس لإمامة الحاكم، سُئل صلى الله عليه وسلم: أفلا ننابذهم بالسيف؟ قال: «لا، ما أقاموا فيكم الصلاة» الصلاة تعصم دم الإنسان، قال صلى الله عليه وسلم: «أعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في اليوم والليلة، فإن هم أجابوا لذلك فاقبل منهم وكفَّ عنهم».
فلماذا لا تؤدي الصلاة دورها في حياة بعض المسلمين؟ وما هي الوسائل التي سعوا لإلغاء دورها في حياة الناس؟
بعضهم يشغله الشيطان بالوسوسة فيها. فيقضي وقت الصلاة كله في التفكير في عدد الركعات والسجدات والآيات والتسبيحات، وهذا مرض يجب على المسلم أن يقضي عليه، كما يجب عليه أن يعالج مرض البدن بل أولى، لأن نتيجته ألا يستفيد من صلاته، فيقضي عمره كله في صلاة مجزوأة ناقصة، لا تقربه من الله، ولا تزيد إيمانه، ولا يحس بآثارها.
وأفضل علاج لذلك عدم الالتفات إلى تلك الوساوس لأنها وهم وتخييل، يظنها الموسوس حقيقة.
وبعضهم يشغله الشيطان بالتفكير في غيرها فيها، فيفتح عليه كل ما ذكره وما لم يذكره من بيت إلى عمل إلى مشروع إلى سفر إلى مشكلة إلى آخره، يحل جميع المشاكل في الصلاة، يراجع حساباته في الصلاة، يخطط لأعماله في الصلاة، ثم تأتي المكالمات الهاتفية تنهال عليه في الصلاة فتشغله بنغماتها وربما نظر في جهازه ليعرف من المتصل. خبروني بالله عليكم ماذا بقي للخشوع، ماذا بقي للتدبر في القرآن، ماذا بقي للاستغفار، على حد قول القائل: استغفارنا يحتاج إلى استغفار، هل نحن نؤدي الصلاة أم نقيم الصلاة؟ الصلاة إن لم يتم خشوعها وركوعها وسجودها لفت كما يلف الثوب الخلق وضرب بها وجه صاحبها وقالت: ضيعك الله كما ضيعتني.
اعزلوا أيها الإخوة أنفسكم عن دنياكم قليلًا، عيشوا في خلوة مع الله في صلواتكم، إنها مناجاة، ولذة.
شرع الله تعالى لنا الصلاة لحكمٍ كثيرة دينية واجتماعية ونفسية، منها: القوة حين يتوحّد المسلمون خلف الإمام، وينتظمون في حركاتٍ مدروسة، ويتآلفون ويتعارفون، وتزول بينهم الفوارق البشرية من لون وجنس ولغة ومكان، إن الله تعالى مع المصلّين، ومن كان الله معه فهو الغالب القوي المنتصر الشجاع، قال الله تعالى لبني إسرائيل: {وَقَالَ اللَّهُ إِنِّي مَعَكُمْ لَئِنْ أَقَمْتُمُ الصَّلَاةَ وَآتَيْتُمُ الزَّكَاةَ وَآمَنْتُمْ بِرُسُلِي وَعَزَّرْتُمُوهُمْ وَأَقْرَضْتُمُ اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا} [المائدة: 12].
ومن حكم الصلاة الرزق، كما قال الله تعالى: {كُلَّمَا دَخَلَ عَلَيْهَا زَكَرِيَّا الْمِحْرَابَ وَجَدَ عِنْدَهَا رِزْقًا قَالَ يَامَرْيَمُ أَنَّى لَكِ هَذَا قَالَتْ هُوَ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [آل عمران: 37].
- التصنيف: