الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون أبناءهم ..
الملفت للنظر في الأمر أنه في كل زاوية من زوايا الحديث عن تحويل قبلة المسلمين من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام يحضر الحديث عن موقف اليهود من المسلمين حضوراً قوياً..
أيها الإخوة الكرام: كلما دخل علينا شهر شعبان .. كلما حضر الحديث عن رفع الأعمال إلى الله سبحانه وتعالى..
وكلما اقترب النصف من شعبان ، كلما حضر الحديث عن تحويل قبلة المسلمين من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام..
{﴿ سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّىٰهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ ٱلَّتِى كَانُوا۟ عَلَيْهَا ۚ قُل لِّلَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِى مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾}
ورد الحديث عن تحويل القبلة في موضع واحد فقط من سورة البقرة ، الملفت للنظر في الأمر أنه في كل زاوية من زوايا الحديث عن تحويل قبلة المسلمين من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام يحضر الحديث عن موقف اليهود من المسلمين حضوراً قوياً.. حضور الحقد والحسد والكبر والتعالى وجحود الحق الذي أتاهم مثل فلق الصبح ..
لنعلم أن أحد أهم الدروس المستفادة من الحديث عن تحويل قبلة المسلمين من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام بيان شدة عداوة اليهود للعرب وتحديداً النبي محمد صلى الله عليه وسلّم والذين آمنوا معه...
هذا هو أبرز درس مستفاد: فأول حديث القرآن الكريم عن تحويل القبلة تكلم عن اليهود { ﴿ سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّىٰهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ ٱلَّتِى كَانُوا۟ عَلَيْهَا ۚ }}
وفي سياق الحديث عن تحويل القبلة حضر الحديث عن اليهود للمرة الثانية في موقف واحد {{وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَٰبَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴾}
ثم حضر الحديث عن اليهود للمرة الثالثة في موقف واحد {﴿ وَلَئِنْ أَتَيْتَ ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَٰبَ بِكُلِّ ءَايَةٍ مَّا تَبِعُوا۟ قِبْلَتَكَ ۚ وَمَآ أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ ۚ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ ۚ وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُم مِّنۢ بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ ۙ إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾}
ثم حضر الحديث عن اليهود للمرة الرابعة في موقف واحد { ﴿ ٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَٰهُمُ ٱلْكِتَٰبَ يَعْرِفُونَهُۥ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمْ ۖ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾}
تحويل قبلة المسلمين من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام في شعبان من العام الثاني من هجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو أول موقف أعلنت فيه اليهود حجودها وحقدها على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى المسلمين عياناً بياناً ..
هذا التحويل أثار حفيظة اليهود لأن الله تعالى دعاهم إليهم فضلوا عنه فامتلأت قلوبهم على المسلمين حين استجابوا لله ورسوله حسداً ، وامتلأت نفوسهم فوق ذلك غيظاً أن كان نبي آخر الزمان من غيرهم ولم يكن منهم ..
ففحقدوا عليه، وحسدوه على نعمة النبوة، وناصبوه العداء، وأحد المواقف التي حسدوه عليها أن الله تعالى هداه إلى القبلة الحق، قبلة إبراهيم عليه السلام..
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت «: ( جاء ناس من اليهود إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم – فقالوا : السآم (الموت) عليك يا أبا القاسم ، فال النبي عليه الصلاة والسلام وعليكم.. قالت عائشة فقلت : بل السام عليكم أنتم إخوان القردة والخنازير ، فعل الله بكم وفعل ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : مه يا عائشة؟! فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش ، قالت عائشة فقلت : يا رسول الله ، ترى ما يقولون ؟ ، فقال : ألست تريني أرد عليهم ما يقولون وأقول : وعليكم )؟! »
قالت عائشة فنزلت هذه الآية في ذلك : {{ أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نُهُوا عَنِ النَّجْوَى ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَيَتَنَاجَوْنَ بِالإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَمَعْصِيَةِ الرَّسُولِ وَإِذَا جَاءُوكَ حَيَّوْكَ بِمَا لَمْ يُحَيِّكَ بِهِ اللَّهُ وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ حَسْبُهُمْ جَهَنَّمُ يَصْلَوْنَهَا فَبِئْسَ الْمَصِيرُ }}
في أعقاب هذا الموقف قال النبي صلى الله عليه وسلم يا عائشة إنهم ليحسدوننا.. ولايحسدوننا على شيء كما يحسدوننا على القبلة التي هدانا الله إليها وضلوا عنها، وعلى الجمعة التي هدانا الله إليها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام آمين..
الحقد والحسد هو الذي منع اليهود من تصديق النبي محمد عليه الصلاة والسلام وإلا فهم يعرفونه ويعرفون سمته ويعرفون صفته ونعته ويعرفون زمانه {{الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنْ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمْ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمْ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ}}
في سورة البقرة حديث عن اليهود وعداوتهم لرسول الله صلى الله عليه وسلّم وذلك في قول الله عز وجل {﴿ وَلَمَّا جَآءَهُمْ كِتَٰبٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا۟ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُوا۟ كَفَرُوا۟ بِهِۦ ۚ فَلَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَٰفِرِينَ ﴾}
ووفي موضع آخر من نفس السورة يقول الله عز وجل {﴿ وَلَمَّا جَآءَهُمْ رَسُولٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ نَبَذَ فَرِيقٌ مِّنَ ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَٰبَ كِتَٰبَ ٱللَّهِ وَرَآءَ ظُهُورِهِمْ كَأَنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ ﴾}
ذكر المفسرون في سبب نزول مثل هذه الآيات آثارا متعددة، من ذلك ما جاء عن عاصم بن عمرو بن قتادة الأنصارى عن رجال من قومه قالوا: مما دعانا إلى الإسلام مع رحمة الله وهداه، أنا كنا نسمع من رجال يهود حين كنا أهل شرك وكانوا أهل كتاب، عندهم علم ليس عندنا، وكانت لا تزال بيننا وبينهم شرور، فكنا إذا نلنا منهم بعض ما يكرهون قالوا لنا: قد تقارب زمان نبي يبعث الآن، نتبعه فنقتلكم معه قتل عاد وإرم..
قال: فلما بعث الله محمدا صلّى الله عليه وسلّم رسولًا من عند الله أجبنا حين دعانا إلى الله وعرفنا ما كانوا يتوعدوننا به فبادرناهم إليه، فآمنا به وكفروا به، ففينا وفيهم نزل قوله- تعالى- { ﴿ وَلَمَّا جَآءَهُمْ كِتَٰبٌ مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُصَدِّقٌ لِّمَا مَعَهُمْ وَكَانُوا۟ مِن قَبْلُ يَسْتَفْتِحُونَ عَلَى ٱلَّذِينَ كَفَرُوا۟ فَلَمَّا جَآءَهُم مَّا عَرَفُوا۟ كَفَرُوا۟ بِهِۦ ۚ فَلَعْنَةُ ٱللَّهِ عَلَى ٱلْكَٰفِرِينَ ﴾}
«عن أم المؤمنين صفية بنت حيي بن أخطب ـ رضي الله عنها ـ وكان أبوها (يهودياً) قالت : " كنت أحَبَّ ولد أبي إليه، وإلى عمي أبي ياسر ، لم ألقهما قط مع ولد لهما إلا أخذاني دونه» ..
« قالت : فلما قدم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ المدينة ونزل قباء في بني عمرو بن عوف ، غدا عليه أبي حيى بن أخطب ، وعمى أبو ياسر بن أخطب مُغَلِّسِين، قالت : فلم يرجعا حتى كانا مع غروب الشمس، قالت : فأتيا كَالَّيْن كسلانين ساقطين يمشيان الهُوَيْنَى . قالت : فهششت إليهما كما كنت أصنع، فوالله ما التفت إلىَّ واحد منهما، مع ما بهما من الغم . قالت : وسمعت عمى أبا ياسر ، وهو يقول لأبي حيي بن أخطب : أهو هو؟ ، ق : نعم والله ، قال : أتعرفه وتثبته ؟ ، قال : نعم ، قال : فما في نفسك منه ؟ ، قال : عداوته والله ما بقيت » .
كان اليهود يتطلعون أن يكون نبي آخر الزمان من بينهم ، كانوا يطمعون أن تبقى النبوة في ولد إسحاق، فلما بعث الله رسوله محمدًا ـ صلى الله عليه وسلم - من العرب ، من ولد إسماعيل، غضبت اليهود وطارت عقولهم حسدًا من عند أنفسهم أن النبوة نقلت إلى غيرهم ؟ ، فأجمعوا أمرهم وقرروا أن لا يؤمنوا بهذا النبي العربي أبداً..
أحسوا بخطورة هذا الدين على مصالحهم ، وعلى عقيدتهم المنحرفة القائمة على الاستعلاء واحتقار الناس عدا الجنس اليهودي . فقد جاء رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ينادي بعقيدة التوحيد وهم يقولون عزير ابن الله، وجاء ينادي بالمساواة ، جاء رسول الله ينادي بأن الناس سواسية كأسنان المشط وهم يرون أنهم شعب الله المختار يقولون {{ نَحْنُ أَبْنَٰٓؤُا۟ ٱللَّهِ وَأَحِبَّٰٓؤُهُۥ ۚ} }
فأضمروا شراً وشنوا على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حملات إعلامية لتشويه صورته ، وتنفير الناس منه ومن دينه ودعوته ، وما موقفهم من تحويل القبلة ببعيد ( شككوا وكذبوا وتعجبوا وأثاروا الشبهات حول قبلة المسلمين الأولى وحول القبلة الثانية وحول صلاة المسلمين الذين ماتوا قبل التحويل.. فما حكم صلاتهم مقبولة أو مردودة)؟!
{ ﴿ سَيَقُولُ ٱلسُّفَهَآءُ مِنَ ٱلنَّاسِ مَا وَلَّىٰهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ ٱلَّتِى كَانُوا۟ عَلَيْهَا ۚ قُل لِّلَّهِ ٱلْمَشْرِقُ وَٱلْمَغْرِبُ ۚ يَهْدِى مَن يَشَآءُ إِلَىٰ صِرَٰطٍ مُّسْتَقِيمٍ ﴾ ﴿ وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَٰكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا۟ شُهَدَآءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَيَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ وَمَا جَعَلْنَا ٱلْقِبْلَةَ ٱلَّتِى كُنتَ عَلَيْهَآ إِلَّا لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَيْهِ ۚ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِينَ هَدَى ٱللَّهُ ۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَٰنَكُمْ ۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَّحِيمٌ ﴾ ﴿ قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِى ٱلسَّمَآءِ ۖ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَىٰهَا ۚ فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ ۚ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّوا۟ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُۥ ۗ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَٰبَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ ٱلْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ ۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَٰفِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ ﴿ وَلَئِنْ أَتَيْتَ ٱلَّذِينَ أُوتُوا۟ ٱلْكِتَٰبَ بِكُلِّ ءَايَةٍ مَّا تَبِعُوا۟ قِبْلَتَكَ ۚ وَمَآ أَنتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ ۚ وَمَا بَعْضُهُم بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ ۚ وَلَئِنِ ٱتَّبَعْتَ أَهْوَآءَهُم مِّنۢ بَعْدِ مَا جَآءَكَ مِنَ ٱلْعِلْمِ ۙ إِنَّكَ إِذًا لَّمِنَ ٱلظَّٰلِمِينَ ﴾ ﴿ ٱلَّذِينَ ءَاتَيْنَٰهُمُ ٱلْكِتَٰبَ يَعْرِفُونَهُۥ كَمَا يَعْرِفُونَ أَبْنَآءَهُمْ ۖ وَإِنَّ فَرِيقًا مِّنْهُمْ لَيَكْتُمُونَ ٱلْحَقَّ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ﴾ }
أحد أهم الدروس المستفادة من الحديث عن تحويل قبلة المسلمين من المسجد الأقصى إلى المسجد الحرام بيان شدة عداوة اليهود للعرب وتحديداً النبي محمد صلى الله عليه وسلّم والذين آمنوا معه، ومن يوم أن بعث عليه الصلاة والسلام نبياً وإلى أن تقع الملحمة الكبرى بين المسلمين وبين اليهود، فيتكلم الحجر والشجر، فيقول يا مسلم يا عبد الله ورائي يهودي تعال فاقتله، إلا الغرقد فإنه من شجر يهود..
الخطبة الثانية
بقى لنا في ختام الحديث أن نقول : بما أننا نتحدث عن شعبان ، وبما أننا لم نبلغ منه النصف منه بعد ، وبما أننا نؤمن يقينا أنه ليس من الحكمة تأخير البيان عن وقت الحاجة أود الآن أن أحدثكم عن ليلة النصف من شعبان ...
ليلة النصف من شعبان : من الناس من بالغ فيها مبالغة شديدة حتى حسبناها أفضل من ليلة القدر .. وهذا كلام لا يصح .
ومن الناس من جرد ليلة النصف من جميع المكارم والفضائل وكأنها لا شيء .. وهذا أيضاً كلام لا يصح .
ثم إن الحديث عن ليلة النصف من شعبان لم يرد في القرآن الكريم مطلقا، وما يقال بأن قول الله تعالى {﴿ إِنَّآ أَنزَلْنَٰهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَٰرَكَةٍ ۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ﴾﴿ فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ ﴾} فهذه صفة ليلة القدر لا صفة ليلة النصف من شعبان..
قلت: وقد ورد الحديث عن ليلة النصف من شعبان وعن فضلها فقط في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم يرد أن في ليلة النصف من شعبان دعاء مخصوص، ولا صلاة مخصوصة في ليلة النصف من شعبان ، ولا عبادة مخصوصة، ولم يرد أن في يوم النصف من شعبان صيام مخصوص فلا صيام يعرف بصيام النصف من شعبان .. وأما قولهم قوموا ليلها وصوموا نهارها فهذا لم يثبت عن النبي ولا تصح نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلّم..
فيما عدا ذلك نثبت لليلة النصف من شعبان أنها ليلة مباركة، ليلة يمن الله تعالى فيها على المؤمنين بعفوه وغفرانه..
قال النبي عليه الصلاة والسلام «يطلع الله تعالى إلى عباده ليلة النصف من شعبان فيغفر لهم جميعا إلا لمشرك أو مشاحن» ..
غاية ما يميز ليلة النصف من شعبان عن غيرها من ليالي السنة أن كل ليلة من ليالي السنة محل مغفرة (لمن استغفر الله عز وجل) وكل ليلة من ليالي السنة محل توبة ( لمن تاب إلى الله عز وجل) أما ليلة النصف من شعبان فالمغفرة فيها إنعام وإحسان وإكرام من الله تعالى بلا طلب وبلا سؤال..
نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يجبر كسرنا وأن يرحم ضعفنا وأن ينصرنا على عدونا إنه ولي ذلك ومولاه وهو.على كل شىء قدير
- التصنيف: