ما يستحب في صلاة التراويح

منذ 2024-03-25

على الإمام أن يتقي الله فلا يسرع سرعةً تمنع المأموم من الإتيان برُكن كالطمأنينة، أو واجب كتسبيح ركوعٍ، وتسبيح سجود، أو قول: ربِّ اغفر لي، ومن المؤسف أن كثيرًا من الناس، أثقل الأئمة عنده من يصلي التراويح بخشوع وخضوعٍ واطمئنان؛ لذا يفرُّون منه ويذهبون إلى من يسرع بها، ولا يتمها على الوجه المشروع، ولا يطمئن بها، والطمأنينة ركنٌ من أركان الصلاة، وقد قال صلى الله عليه وسلم للمسيء في صلاته لما أخل بالطمأنينة: «ارجع فصلِّ، فإنك لم تصلِّ».

 

وقال صلى الله عليه وسلم: «صلُّوا كما رأيتموني أصلي»، وكان السلف يعتمدون على العصي من طول القيام.


وعن الأعرج قال: (ما أدركنا الناسَ إلا وهم يلعنون الكفرة في رمضان، وقال: وكان القارئ يقرأ سورة البقرة في ثمان ركعات، وإذا قام بها في اثنتي عشرة ركعةً رأى الناس أنه قد خفَّف).

 

وعن عبد الله بن بكر قال: سمعت أبي يقول: كنا ننصرِف في رمضان من القيام، فنستعجل الخدم بالطعام مخافةَ فوت السحور، وفي أخرى: (مخافة الفجر).

 

وعن السائب بن يزيد قال: أمر عمر أبي بن كعب، وتميمًا الداري - رضي الله عنهم - أن يقومَا للناس في رمضان بإحدى عشرة ركعة، فكان القارئ يقرأ بالمئين حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام، فما كنا ننصرف إلا في فروع الفجر.

 

ويُستحب أن يقرأ بسورة القلم في عشاء الآخرة من الليلة الأولى من رمضان بعد الفاتحة؛ لأنها أول ما نزل من القرآن، ويُستحب ألا ينقص عن ختمة في التراويح ليسمع الناس جميع القرآن، ويتحرى أن يختم آخر التراويح قبل ركوعه ويدعو.

 

شعرًا:

وليس فتى الفتيان من كان همَّه   **   جرائدُ يقرأها ومذياعٌ يسمع 

ولكن فتى الفتيان من كان همَّـه   **   قراءةُ قرآن فيتلو ويسمَـــــع 


ولشيخ الإسلام في ذلك دعاء جامعٌ شامل، وقال: رُوي أن عند كل ختمة دعوة مستجابة،


وقال العلماء: يُستحب لقارئ القرآن إذا ختمه أن يجمع أهله، فإنه رُوي عن أنس بن مالك أنه كان يجمع أهله عند ختم القرآن، وعنه أنه إذا أشْفى على ختم القرآن بالليل بقي أربع سور أو خمس، فإذا أصبح جمع أهله فختَمه ودعا، ويُستحب لمن علم بالختم أن يحضره، ورُوي عن قتادة أن رجلًا كان يقرأ في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكان ابن عباس يجعل عليه رقيبًا، فإذا أراد أن يختم قال لجلسائه: قوموا بنا حتى نحضر الخاتمة، وعن مجاهد: كانوا يجتمعون عند ختم القرآن ويقولون: الرحمة تنزل.

 

وعن الحكم بن عتيبة قال: كان مجاهد وعنده ابن أبي لبابة وأناس يعرضون القرآن، فإذا أرادوا أن يختموه أرسلوا إلينا وقالوا: إنا نريد أن نختم، فأحبَبْنا أن تشهدونا، فإنه يقال: إذا ختم القرآن نزلت الرحمة عند ختمه، أو حضرت الرحمة عند ختمه.

 

وقال وهيب بن الورد: قال لي عطاء: بلغني أن حميد الأعرج يريد أن يختم القرآن، فانظر إذا أراد أن يختم فأخبرني حتى أحضر الختمة.

_________________________________________
الكاتب: الشيخ عبدالعزيز السلمان

  • 3
  • 1
  • 436

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً