{ فاستبقوا … }
في هذه الأيام نعيش ما يشبه (الماراثون) فالأيام المعدودات تنقضي بسرعة مذهلة، وحالنا هذا يقودني لاستحضار جمال التعبير القرآني في قوله عز وجل: {فاستبقوا الخيرات}
في هذه الأيام نعيش ما يشبه (الماراثون) فالأيام المعدودات تنقضي بسرعة مذهلة، وحالنا هذا يقودني لاستحضار جمال التعبير القرآني في قوله عز وجل: {فاستبقوا الخيرات} في موضعين من كتاب الله.
والعادة أن يُعبّر بـ (سابقوا إلى الخيرات) ولكن جاءت الألف والسين والتاء مع الفعل (سابق) = للطلب والمبالغة في الأمر به، وبغير حرف الجر (إلى) فاتسع المعنى، وكأنك ترى ذلك الميدان بعينيك.
وبعد النظر في كلام المفسرين، كانت هذه التأملات:
• أنت في الدنيا في سباق دائم! وكلٌ يجري في ميدانه، فاختر لنفسك ميدانك.
•كل سبق يحتاج إلى استعداد، فابذل جهدك، وتأهب، ولا تبخل بوقتك، واطمح بالفوز.
•تأمل! لو التفت المتسابقون لضاعت منهم ثوانٍ ودقائق، كانت سببًا لخسارتهم، فلا تمدنّ عينيك، ولا تلقِ بسمعك للناس!، فأخلص وركز تصل بإذن الله.
• إن كنت ولابد ناظر، فانظر لمن سبقوا كيف سبقوا !
•كل الميادين فيها تعب ونصب، فليكن تعبك في رضا ربك، وقل كما قال موسى عليه السلام {وعَجِلتُ إليكَ ربِّ لترضى}، وهون عليك؛ فالوجهة النهائية جنة عرضها السموات والأرض، غمسة واحدة فيها تنسيك كل حزن وألم.
•أعمال الخير كلما سعيت في تكميلها وإتقانها كانت الجائزة المنتظرة بحسب إحسانك، والله يحب المحسنين.
•اغتنم الخيرات فالفرص إن لم تستبقها قد تتفلت منك، أو يقطعك عنها نداء الرحيل، ونهاية زمن السباق. {سابقوا إلى مغفرةٍ من ربكمْ وجنةٍ عرضها كعرض السماءِ والأرض}.
فلما دعانا ربنا إلى المنزل البعيد جاء الفعل (سابق) والحرف (إلى)، وحينما كانت الدنيا مضمار الاستباق لم يذكر حرف جر! ففي دنياك لا مسافة بينك وبين الخيرات فاقتنصها، لتصل (إلى) الجنات.
•الطريق واسع والجوائز والدرجات متوافرة، وخزائن الملك المالك الغني ﷻ تفيض، فلا تقلق {ولكل وجهةٌ هوَ مُوَلِّيها}.
•نتائج المتسابقين محفوظة عند رب العالمين {فاستبقوا الخيراتِ أين ما تكونوا يأتِ بكمُ اللهُ جميعاً} فكلٌ إلى ربه راجع، وهو العليم بالنيات، البصير بالخطوات.
•اليقين بيوم الدين = محركك القلبي لزيادة سرعتك، وتكرار محاولاتك، وأجرك ثابت عند الشكور العليم.
___________________________________________________
الكاتب: أ.فاطمة السعيد
- التصنيف: