فوائد متنوعة منتقاة من بعض الكتب (9)
المجموعة التاسعة من الفوائد المتنوعة المنتقاة من بعض الكتب, وقد ذكرت في نهاية كل فائدة, اسم الكتاب الذي نقلت منه, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين, نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين...أما بعد: فهذه المجموعة التاسعة من الفوائد المتنوعة المنتقاة من بعض الكتب, وقد ذكرت في نهاية كل فائدة, اسم الكتاب الذي نقلت منه, أسأل الله الكريم أن ينفع بها الجميع.
& قال الإمام الصنعاني رحمه الله: إطلاق لفظ الجلالة منفردًا عن إخبار عنها بقولهم: الله, الله. ليس بكلام ولا توحيد, وإنما هو تلعب بهذا اللفظ الشريف, بإخراجه عن لفظه العربي, ثم إخلاؤه عن معنى من المعاني, ولو أن رجلًا عظيمًا...يُسمى زيدًا, وصار جماعة يقولون: زيد, زيد. لعُدّ ذلك استهزاءً وإهانة وسخرية. [تطهير الاعتقاد عن أدران الإلحاد]
& قال أبو المثني رحمه الله: كنا مع عبدالله بن الزبير رحمه الله, والحجاج محاصره, فكان عبدالله بن عمر يصلي مع ابن الزبير, فإذا فاتته مع ابن الزبير, فسمع مؤذن الحجاج يصلي مع الحجاج, فقيل له: اتصلي مع ابن الزبير, ومع الحجاج, فقال: إذا دعونا إلى الله عز وجل اجبنا, وإذا دعونا إلى الشيطان تركناهم.
[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام اللالكائي]
- رجال الدين:
& قال العلامة أحمد محمد شاكر: ليس في الإسلام شيء يسمى ( رجال الدين ) بل كل مسلم يجب عليه أن يكون رجل الدين والدنيا. [كلمة حق]
- ابتلاء الرسل والأولياء بالمحن تكريمًا وتشريفًا:
& قال الإمام ابن جرير الطبري رحمه الله: الحمد لله...الذي اختار الإسلام لنفسه دينًا فأمر به وأحاطه....ثم اصطفى من خلفه رسلًا ابتعثهم بالدعاء إليه, وأمرهم بالقيام به, والصبر على ما نابهم فيه من جهلة خلقه, وامتحنهم من المحن بصنوف, وابتلاهم من البلاء بضروب تكريمًا لهم غير تذليل, وتشريفًا غير تخسير. ورفع بعضهم فوق بعض درجات فكان أرفعهم عنده درجة: أجدّهم إمضاءً مع شدة المحن, وأقربهم إليه زلفًا: أحسنهم نفاذًا لما أرسله به مع عظيم البلية, فلم يُخل جل ثناؤه أحدًا من مكرمي رسوله ومقربي أوليائه من محنة في عاجلة دون آجلة, ليستوجب بصبره عليها من ربه من الكرامة ما أعدّ له, ومن المنزلة لديه ما كتبه له.[صريح السنة]
- لحوم العلماء مسمومة:
& قال الحافظ ابن عساكر رحمه الله: اعلم يا أخي وفقنا الله وإياك لمرضاته, وجعلنا ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته _ أن لحوم العلماء مسمومة, وعادة الله في حق هتك أستار منتقصيهم معلومة, لأن الوقيعة فيهم بما هم منه براء أمره عظيم, والتناول لأعراضهم بالزور والافتراء مرتع وخيم, والاختلاق على من اختاره الله منهم لنعش العلم حلق ذميم, والاقتداء بما مدح الله به قول المتبعين من الاستغفار لمن سبقهم وصف كريم, إذ قال مثنياً عليهم في كتابه, وهو بمكارم الأخلاق وضدها عليهم: {﴿والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا ربنا إنك رءوف رحيم ﴾} [الحشر: 10] والارتكاب لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن الاغتياب وسب الأموات جسيم: {﴿ فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تُصيبهم أو يصيبهم عذاب أليم ﴾} [ [النور:63] [تبيين كذب المفتري]
- القاصد لوجه الله يقبل الهدى ممن أهداه:
& قال الإمام محمد بن إبراهيم الوزير رحمه الله: القاصد لوجه الله تعالى لا يحاف أن ينتقد عليه خلل في كلامه, ولا يهاب أن يُدلّ على بطلان قوله, بل يحب الحق من حيث أتاه, ويقبل الهدي من أهداه, بل المُخاشنة بالحقّ والنصيحة أحبّ إليه من المداهنة على الأقوال القبيحة, وصديقك من صَدَقك لا من صدّقك
[الروض الباسم]
- وصية جامعة:
& قال الإمام المزني رحمه الله: دخلت على الشافعي عند وفاته فقلت له: كيف أصبحت يا أبا عبدالله؟ قال أصبحت من الدنيا راحلاً وللإخوان مُفارقاً وعلى الله وارداً, ولكأس المنية شارباً ولسوء أعمالي ملاقياً فلا أدري نفسي إلى الجنة فأُهنيها أو إلى النار فأُعزيها. فقلت: يا أبا عبدالله رحمك الله عظني فقال: اتق الله, ومثّل الآخرة في قلبك, واجعل الموت نُصب عينيك, ولا تنسَ موقفك بين يدي الله عز وجل, وكُن من الله تعالى على وجل, واجتنب محارمه, وأدّ فرائضه, وكُن مع الحق حيث كان, ولا تستصغرن نعم الله عليك وإن قلت, وقابلها بالشكر, وليكن صمتك تفكراً, وكلامك ذكراً, ونظرك عبرة, اعف عمن ظلمك, وصل من قطعك, وأحسن إلى أساء إليك, واصبر على النائبات, استعذ بالله من النار بالتقوى[مناقب الشافعي للبيهقي]
- من ترك الصلاة وهو يقدر عليها, لقي الله وهو عليه غضبان:
& عن ابن عباس رضي الله عنه, أنه وقع في عينه الماء, فقيل له: ننزع الماء من عينك, على أنك لا تصلي سبعة أيام؟ فقال: من ترك الصلاة وهو يقدر عليها, لقي الله وهو عليه غضبان.[شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام اللالكائي]
كتبه/ فهد بن عبدالعزيز بن عبدالله الشويرخ
- التصنيف: