يعجب الله ممن يقيم الليل ويضحك إليه
قَالَ ﷺ: «عَجِبَ رَبُّنَا عز وجل مِنْ رَجُلَيْنِ: رَجُلٍ ثَارَ عَنْ وِطَائِهِ وَلِحَافِهِ، مِنْ بَيْنِ أَهْلِهِ وَحَيِّهِ إِلَى صَلَاتِهِ، فَيَقُولُ رَبُّنَا: أَيَا مَلَائِكَتِي، انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي...»
روى الإمام أحمد، وحسنه الألباني عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «عَجِبَ رَبُّنَا عز وجل مِنْ رَجُلَيْنِ: رَجُلٍ ثَارَ عَنْ وِطَائِهِ وَلِحَافِهِ، مِنْ بَيْنِ أَهْلِهِ وَحَيِّهِ إِلَى صَلَاتِهِ، فَيَقُولُ رَبُّنَا: أَيَا مَلَائِكَتِي، انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي، ثَارَ مِنْ فِرَاشِهِ وَوِطَائِهِ، وَمِنْ بَيْنِ حَيِّهِ وَأَهْلِهِ إِلَى صَلَاتِهِ، رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي، وَرَجُلٍ غَزَا فِي سَبِيلِ اللهِ عز وجل، فَانْهَزَمُوا، فَعَلِمَ مَا عَلَيْهِ مِنَ الْفِرَارِ، وَمَا لَهُ فِي الرُّجُوعِ، فَرَجَعَ حَتَّى أُهْرِيقَ دَمُهُ، رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي، وَشَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي، فَيَقُولُ اللهُ عز وجل لِمَلَائِكَتِهِ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي، رَجَعَ رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي، وَرَهْبَةً مِمَّا عِنْدِي، حَتَّى أُهَرِيقَ دَمُهُ»[1].
معاني المفـردات:
عَجِبَ رَبُّنَا: أي عجبا حقيقيا يليق به سبحانه لا يشبه عجب المخلوقين.
ثَارَ: أي قام بهمة، ونشاط، ورغبـة.
عَنْ وِطَائِهِ: أي فراشه اللين.
لِحَافِهِ: أي ثوبه الذي فوقه.
رَغْبَةً فِيمَا عِنْدِي: أي من الثواب، لا رياء، ولا سمعة، بل مَيلا.
شَفَقَةً مِمَّا عِنْدِي: أي خوفا من عذابي.
أُهَرِيقَ دَمُهُ: أي أريق دمه، أي جاهد حتى أفنى نفسه، وماله في سبيل الله.
روى البيهقي بسند حسن عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: «ثَلَاثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللَّهُ عز وجل، يَضْحَكُ إِلَيْهِمْ، وَيَسْتَبْشِرُ بِهِمْ: الَّذِي إِذَا انْكَشَفَتْ فِئَةٌ قَاتَلَ وَرَاءَهَا بِنَفْسِهِ لِلَّهِ عز وجل، فَإِمَّا أَنْ يُقْتَلَ، وَإِمَّا أَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ عز وجل وَيَكْفِيهِ، فَيَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي كَيْفَ صَبَّرَ لِي نَفْسَهُ، وَالَّذِي لَهُ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ وَفِرَاشٌ لَيِّنٌ حَسَنٌ، فَيَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ فَيَذَرُ شَهْوَتَهُ فَيَذْكُرُنِي وَيُنَاجِينِي وَلَوْ شَاءَ لَرَقَدَ، وَالَّذِي يَكُونُ فِي سَفَرٍ وَكَانَ مَعَهُ رَكْبٌ فَسَهَرُوا وَنَصَبُوا، ثُمَّ هَجَعُوا فَقَامَ فِي السَّحَرِ فِي سَرَّاءٍ، أَوْضَرَّاءٍ» [2].
معاني المفردات:
يَضْحَكُ إِلَيْهِمْ: أي ضحكا حقيقيا يليق به سبحانه لا يشبه ضحك المخلوقين.
انْكَشَفَتْ فِئَةٌ: أي انهزمت طائفة من المسلمين.
يُنَاجِينِي: أي يدعوني.
نَصَبُوا: أي تعبوا.
هَجَعُوا: أي ناموا.
ما يستفاد من الحديثين:
1- إثبات العَجَب، والضحك، والكلام، والمحبة لله تبارك وتعالى ما يليق به.
2- الحث على فعل المذكورات في الحديثين؛ فإنها سبب لمحبة الله للعبد.
3- كلما كان الصارف عن العبادة عظيما كان الأجر أعظم.
[1] حسن: رواه أحمد (3949)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (3981).
[2] حسن: رواه البيهقي في الأسماء والصفات (983)، وقال الهيثمي في المجمع (2/ 255): «رجاله ثقات».
______________________________________________
الكاتب: د. خالد بن محمود بن عبدالعزيز الجهني
- التصنيف: