الأمين العام

منذ 2024-06-14

لو عُرض عليك أن تشغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة -المنظمة التي تأسست على الظلم ولا زالت تقتات عليه-  فهل سترفض هذه الوظيفة وترى أنها صعبة، في الحقيقة هي أسهل بكثير مما تتصور

الأمين العام لركوب الطائرات والنزول في الفنادق والشعور بالشبع والقلق !

لو عُرض عليك أن تشغل منصب الأمين العام للأمم المتحدة -المنظمة التي تأسست على الظلم ولا زالت تقتات عليه-  فهل سترفض هذه الوظيفة وترى أنها صعبة، في الحقيقة هي أسهل بكثير مما تتصور، ومع سهولتها تجلب الكثير من المال والشهرة ويكون العالَم بين يديك كطاولة شطرنج أو كمائدة إفطار رمضانية منوعة، كل ما عليك فعله هو التنقل من طائرة فاخرة إلى سيارة فارهة، ومن فندق سبعة نجوم إلى مقعد درجة أولى في طائرة عملاقة.

        الطائرات بالنسبة لك مثل سيارات الأجرة لكنها مجانية؛ بحيث تتناول فطورك في قارة وغداءك في قارة أخرى، وتتعشى وتيبت في قارة ثالثة، وتصبح تارة أخرى عند على بعد خمس درجات شمال غرب خط الاستواء، وفي هذه الأثناء تنتقل من دول متجمدة درجات الحرارة فيها واحد وعشرين درجة تحت الصفر إلى دولة حارة تبحث فيها عن التكييف في منتصف الليل وقبيل الفجر.

وعند التاسعة والنصف تظهر في صالة الفندق الفاخرة الموجودة في الطابق السابع والثلاثين من الفندق ذي النجوم المتعددة وذلك للقيام بالمهمة الرئيسية وهي عقد مؤتمر صحفي تعلن فيه أنك تشعر بالقلق إزاء ما يحدث، نعم .. هذه أحد مهامك الرئيسية!

        ثم اركب سيارة الأجرة - اقصد الطائرة - وابحث عن فندق آخر في بلد ما لتعلن فيه شعورك بالقلق مرة أخرى، والفرق فقط في الطائرة التي ركبتها والفندق الذي ستنزل فيه والطعام الذي سيُقدَّم لك، وحجم صالة المؤتمرات وفخمامتها التي ستعلن فيها الشعور بالقلق، وأيضا ستقابل تشكيلة جديدة من الصحافيين والمراسلين والمصورين والفضوليين، وهواة الشعور بالقلق.

فإذا استحدث العالم جائزة عالمية للشعور بالقلق، فلا تشعر بالقلق لأنها ستكون من نصيبك حتمًا، بل وفي كل عام.

وهذا المنصب الخطير يتيح لك السياحة المجانية لجميع أنحاء العالم، كما أنك ستصبح أحد الرحَّالين الذي طافوا العالم في وقت قصير، فمن يستطيع أن يذرع الجو كل يوم متنقلا بين البلدان وكأنه طفل معه دراجة جديدة يستكشف بها حارته.

والأولى تغير التسمية من الأمين العام للأمم المتحدة إلى: (الأمين العام لركوب الطائرات والنزول في الفنادق والشعور بالشبع والقلق) وحتى لا يشعر القراء أو الصحفيين أو المذيعين في الأخبار بالقلق لطول الاسم يمكن اختصاره إلى (أعرطنفششق).

مهمة سهلة ومربحة لكنها لأسف لا يشغلها إلا شخص واحد فقط ويشترط أن يكون عنده قلب مدرّع حتى يتحمل الشعور اليومي بالقلق.

هذه هي مهمة الأمين العام لأكبر منظمة إجرامية على وجه الأرض، وتمارس الظلم بأنواعه بدء بالشرك بالله ونشره واعتبار من الحقوق، إلى أنواع الظلم الأخرى، ولها الآن أكثر من سبعين سنة عانى فيه المسلمين الأمرين بسبب وقوف هذه المنظمة مع الظلمة ونشر الباطل والرذلة والساد في الأرض.

إن الأمم المتحدة ومشتقاتها خصوصًا مجلس الأمن كلها أذرع للبغي والعدوان وقد بُنِيَتْ على، وما بُنِي على باطل فهو باطل، وهذه الأذرع التابعة لها تحارب شرع الله علانية وتنشر الرذيلة جهارًا نهارًا بالخداع والتظليل وبالقوة إذا لزم الأمر.

وليكفي نظرة بسيطة لميثاق هذه المنظمة الإجرامية لتدرك حجم الكارثة التي حلت بالمسلمين خصوصًا والمستضعفين عمومًا من جراء هذا الوكر الفاسد المفسد.

هذا جزء من الواقع المؤلم والله المستعان، وصدق الله القائل: {(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَىٰ أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ * بَلِ اللَّهُ مَوْلاكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ ) }  والقائل سبحانه: {( إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُّبِينًا )}

 

 

  • 0
  • 0
  • 209

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً