طغيان بني إسرائيل في الأرض
هذا النموذج الصارخ للشر في العالم نراه شاخصًا لكل البشر الآن في قتل اليهود لأهل غزة وتدمير الشجر والحجر، والأطفال والشيوخ والنساء، القتل والتنكيل بالأحياء والأموات تحت سمع وبصر المسلمين.
أيها المسلم: لقد جاء هذا الأمر من الله لنا بتلاوة هذا الحدث {نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ} وتدبره ودراسته وتدريسه لكل من يشهد أن لا إله إلا الله دراسة واعية متقنة في كل مراحل التعليم؛ تنفيذًا لأمر من الله، وطاعة لله، لما فيه النفع لنا وللبشرية جميعًا في الدنيا والأخرة.
قال تعالى: {وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الْآخَرِ قَالَ لَأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ * لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لِأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ * إِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَبُوءَ بِإِثْمِي وَإِثْمِكَ فَتَكُونَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ وَذَلِكَ جَزَاءُ الظَّالِمِينَ * فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ * فَبَعَثَ اللَّهُ غُرَابًا يَبْحَثُ فِي الْأَرْضِ لِيُرِيَهُ كَيْفَ يُوَارِي سَوْءَةَ أَخِيهِ قَالَ يَا وَيْلَتَا أَعَجَزْتُ أَنْ أَكُونَ مِثْلَ هَذَا الْغُرَابِ فَأُوَارِيَ سَوْءَةَ أَخِي فَأَصْبَحَ مِنَ النَّادِمِينَ} [المائدة: 27 - 31].
أيها المسلم: اعلم أن أمر الله ( وَاتْلُ ) قد جاء في القرآن 5 مرات، مما يشير إلى أهمية موضوعات هذ الأمر.
وهذا الأمر بالتلاوة من الله لرسوله على البشرية في موضوع (ابني آدم) يفيد:
1- الاستمرارية في تربية المسلمين لهذا الأمر على مر العصور..
2- أن هذا الحدث سيتكرر على مر العصور.
3- أهمية هذا الموضوع في حياة المسلمين.
4- أن موضوع هذا الحدث يتصف به اليهود من بني إسرائيل، لأنه جاء كمثال لآيات تناولت بعض جوانب من أفعال بني إسرائيل، قبل هذه الآيات.
أيها المسلم:
إن هذه الآيات تعطي لنا نموذجًا فريدًا من نوعه، نموذجًا لطبيعة الشر والعدوان؛ نموذجًا للعدوان الصارخ الذي لا مبرر له. وترسم الجريمة المنكرة التي يرتكبها الشر، والعدوان الصارخ الذي يثير الضمير.
ففي هذه القصة بيان أن الحسد دأب قديم في بني إسرائيل. وأن لديهم حب أنفسهم وتفضيلها على الآخرين، وحب التملك وسلب الأخرين ما يملكون بغيا وعدوانا ومكرا وخداعا، ويحلون لأنفسهم كل شيء، ويحرمونه على غيرهم. فيحلون نهب ممتلكات الآخرين وسفك دمائهم، دون وازع من دين ولا ضمير.
فهم قتلة الأنبياء، وهم الذين تطاولوا على ذات الله بوقاحتهم، وهم الذين يشعلون الحروب، وينشرون الفساد بكل أنواعه، في كل بقاع الأرض.
وهذه بعض الآيات القرآنية التي تؤكد بعض هذه الصفات في يهود بني إسرائيل:
قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ} [المائدة: 18].
وقال تعالى: {قَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى} [البقرة: 111].
وقال تعالى: {مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِقِنْطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ} [آل عمران: 75].
وقال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ} [المائدة: 64].
وقال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُوا يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ الْأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ} [آل عمران: 112].
أيها المسلم:
إن أحداث التاريخ تأكد لنا أن اشتعال الحربين العالميتين كان من تدبير اليهود.
وأن معظم الحروب الأخرى كان أيضا من تدبيرهم.
هذا النموذج الصارخ للشر في العالم نراه شاخصًا لكل البشر الآن في قتل اليهود لأهل غزة وتدمير الشجر والحجر، والأطفال والشيوخ والنساء، القتل والتنكيل بالأحياء والأموات تحت سمع وبصر المسلمين.
أيها المسلم:
هل تعلم أن النظام الاقتصادي العالمي، من بنوك وعملة وتكتلات اقتصادية كله من تخطيت وسيطرة اليهود على الاقتصاد العالمي ونهب ثروات البشرية بطريقة ماكرة.
أيها المسلم:
هل تعلم أن كل وسائل الاتصال والنشر والإعلام كلها تقريبا تحت سيطرة وإدارة اليهود، لإفساد البشرية وتوجيهها إلى الفساد بكل أشكاله.
أيها المسلم:
هل تعلم أن معظم النظم التعليمية في العالم يقودها اليهود ويمتلكونها.
فلا يوجد أي نشاط للبشرية إلا ولليهود يد خفية تعمل فيه.
إن للصهيونية العالمية مؤسسات تعمل على مدار الساعة لإدارة وتوجيه الحياة على الأرض بمكر وخداع لا يتصوره عقل.
أيها المسلم:
إن هذا قد حدث في غيبة وغيبوبة من تخلي المسلمين عن دورهم القيادي في الحياة الذي أوكلهم الله به. قال تعالى: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} [آل عمران: 110].
فهل لنا أن نتوب إلى الله ونحقق هذه الخيرية طاعة لله. وتحقيق الشروط الثلاثة بالآية الكريمة.
إن ما نشاهده الآن من عمل بطولي قد لا يتصوره العالم كله، من فئة مؤمنة من أهل غزة في الجهاد ضد فساد اليهود، ليعيد لنا الأمل في أن نرى راية الإسلام في قيادة البشرية إلى هدى الله ونوره، واقتلاع شر اليهود وفسادهم في الأرض.
إن المتابع لأحداث غزة، ليرى معجزات للفئة المجاهدة في غزة تتجلى صورها للعالم كما لو كنا في الصدر الأول للإسلام في عهد النبوة: تضحية، فداء، صبر، عقيدة، إيمان، إصرار، عزيمة، رضا من الله، فيوضات لا يتصورها عقل بشر، أزهلت البشرية في كل بقاع الأرض.
كل هذا اختبار لكل مسلم، ماذا قدم لنصرة الإسلام والدفاع عن المسلمين في غزة.
___________________________________________________
الكاتب: أ. د. فؤاد محمد موسى
- التصنيف: