من الأعمال المثقلة للميزان:  كظم الغيظ وعدم الغضب إلا لله عز وجل

منذ ساعتين

ما من جرعة أعظم أجرًا عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله»

 

فعن عبد الله بن عمر رضى الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ««ما من جرعة أعظم أجرًا عند الله من جرعة غيظ كظمها عبد ابتغاء وجه الله»»  (صححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب).

وكم نتعرض كثيرًا لمثل هذا، فهل نستحضر هذا الحديث والأجر العظيم فنكظم لله تعالى فنؤجر؟

ولقد أثنى الرب - جل وعلا - على من كظم غيظه مع القدرة على إمضائه؛ بالمغفرة ودخول الجنة فقال تعالى: { " الَّذِينَ يُنْفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ * وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ * أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ "}  [آل عمران:134-136].

وفوق هذا الثواب الجزيل سيخير من فعل ذلك من الحور العين ما شاء، حيث روى سهل بن معاذ عن أبيه رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: « «من كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه، دعاه الله عز وجل على رؤوس الخلائق يوم القيامة حتى يخيره الله من الحور العين ما شاء»»  (حسنه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب) فهل تفرط في هذا الثواب الجزيل من أجل أمر تافه من أمور الدنيا؟ فليس الشديد الذي يصرع الناس وإنما الشديد الذي يصرع غضبه، فقد روى أبو هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ««ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب» » (والبخاري ومسلم).

كتاب الأعمال المثقلة للميزان ، للمؤلف

  • 0
  • 0
  • 19

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً