للأسف هذا واقعنا وتلك جمراته...(1)
تلك المرجعية التي تمتح من العدل وسطيته الطوباوية، فتمنح لكل منزلته ودرجته ومكانته اللائقة
في مجتمع تركب فيه "شيخة" سيارة قد تجاوز رقم اقتنائها ثلاثة مليون درهم "ثلاثة مائة مليون سنتيم" وتسكن المغاني (الفيلات) المحاذية للبر والبحر والجبل، وتمضي نهاية الأسبوع المليئة بالأعمال خدمة للفن ولرسالته المهمة جدا للنهوض بأحوالنا المزرية وأوضاعنا الكارثية!!!... قلت تمضيه في ضيعاتها المزهرة المورقة...
في مثل هذا المناخ لا تنتظر من الموظف والطبيب والقاضي والمحامي والمهندس والأستاذ والمعلم أن يؤدوا الذي عليهم بكل تفان وتضحية ورحمة ومسؤولية...
اللهم من تجاوز منهم إيمانه القنطرة، واكتمل في دواخله حب الوطن، واستوطن تجاويف فؤاده حب المساكين والعطف على المحتاجين من أبناء وبنات ورجال ونساء وشيوخ وعجائز وطنه الغالي سيما أولئك المنتمين للطبقات المطحونة اجتماعيا، وكل ذلك وهو لا يفتأ معاينا الآخرة، يخشى الله، ويرجو ما عند ربه، قد استوى عنده التبر والتراب، وذلك الرباط، وذلك الرباط، وتلك معاني المواطنة الحقة التي بها تنتهض الأمم، ويصير لها مقعد صدق في سلم التحضر بضوابطه الأخلاقية ذات المرجعية المعتبرة عقلا ونقلا وحسا وطبعا وفطرة، تلك المرجعية التي تمتح من العدل وسطيته الطوباوية، فتمنح لكل منزلته ودرجته ومكانته اللائقة بنوعه حسب جهده ودوره وما يقدمه لوطنه من خدمات جليلة وأعمال ومواقف عظيمة، كما تعطي للتافهين والمترفين الدركة المواتية لجنسهم ولطبيعة صنيعهم جزاء وفاقا.
محمد بوقنطار
محمد بوقنطار من مواليد مدينة سلا سنة 1971 خريج كلية الحقوق للموسم الدراسي 96 ـ97 الآن مشرف على قسم اللغة العربية بمجموعة مدارس خصوصية تسمى الأقصى.
- التصنيف:
عنان عوني العنزي
منذ