لم يكن النبي - صلى الله عليه وسلم - فاحشًا ولا متفحشًا

منذ 2024-09-06

ونقصر الحديث في هذا المقصد عن نماذج من سيئ الأخلاق، وهي ما ابتعد عنه صلى الله عليه وسلم، وحذَّر منه.

 

أ. صالح بن أحمد الشامي

سبق القول: بأن الإنسان يكون حسن الأخلاق عندما تتطهر نفسه من الأخلاق السيئة، وتتحلى بالأخلاق الحسنة.

فهناك عملان:

♦ الطهارة.

♦ الزينة.

وسبق القول: بأن التلازم قائم بين الزينة والطهارة، إذ لا تكون الأولى حتى تكون الثانية، فلا يوجد الصدق إلا حيث ينتفي الكذب، فلا يوصف إنسان بالصدق إلا إذا انتفى الكذب من سلوكه.

ومن جراء هذا التلازم فقد سبق الحديث عن:

الرياء، والكذب، والغدر، والخيانة، والجبن، والبخل، والفحش، والكبر، والعجب بالنفس، والغلظة، وقسوة القلب، والغضب، والظلم، والخوض في الشبهات..

سبق الحديث عنها عند الحديث عن أضدادها من الفضائل.

ونقصر الحديث في هذا المقصد عن نماذج من سيئ الأخلاق، وهي ما ابتعد عنه صلى الله عليه وسلم، وحذَّر منه.

وقد يستغرب مثل هذا في "الشمائل"، ولكنه جزء منها، وإن أغفل ذكره أصحاب كتب الشمائل.

وقد كان فيما نقل الصحابة رضي الله عنهم، من شمائله ذكرُ بُعده عن الأخلاق السيئة، فهي جزء من السلوك السلبي الذي تكتمل به الصورة.

فعن عبدالله بن عمرو قال: « لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشًا ولا متفحشًا» [1].

وعن عائشة قالت: «لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فاحشًا ولا متفحشًا ولا صخابًا في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويصفح» [2].

وهكذا عدَّ كل من ابن عمر وعائشة رضي الله عنهما، الصفات السلبية، والتي هي في دائرة الامتناع عن الفعل من الشمائل. فقد امتنع صلى الله عليه وسلم عن الفحش والتفحش والصخب في الأسواق.

بل إن القرآن الكريم نفى عنه صلى الله عليه وسلم الفظاظة وقسوة القلب فقال: {﴿ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ ﴾} [3].

وقد كان من دعائه صلى الله عليه وسلم حين يفتتح صلاته قوله: «. «. اللهم اهدني لأحسن الأعمال وأحسن الأخلاق، لا يهدي لأحسنها إلا أنت، وقني سيء الأعمال، وسيء الأخلاق، لا يقي سيئها إلا أنت» »[4].

وكان من دعائه صلى الله عليه وسلم: «اللهم إني أعوذ بك من منكرات الأخلاق والأعمال والأهواء»[5].

 


[1] متفق عليه (خ 3559, م 2321).

[2] أخرجه الترمذي برقم (2016).

[3] سورة آل عمران, الآية (159).

[4] أخرجه النسائي برقم (895).

[5] أخرجه الترمذي برقم (3591).

 

  • 2
  • 0
  • 182
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    بعضُ مفاسدِ دينِ الوطنيّة: أولا: الوطنية شركٌ بالله تعالى: الوطنية دينٌ باطلٌ، ومنهجٌ جاهليٌّ يدعو لاتخاذ الوطن وثناً وطاغوتاً يُعبد من دون الله، فهي تُلزم الناس بالعمل لها وحدها، والتضحية والقتال في سبيلها، وصرف البغض والبراء لكل خارج عن حدود أرضها وإن كانوا أولياء لله، وصرف الحبّ والولاء لكل داخل في حدودها وإنْ كانوا من أعظم الناس كفراً وأغلظهم شركاً؛ وهي بهذا تكون نداً معبوداً من دون الله، قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللَّهِ أَندَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ} [البقرة: ١٦٥]. ثانياً: الوطنية تنقضُ عقيدةَ الولاء والبراء: ذلك أنَّ أصل الولاء والبراء في الإسلام قائمٌ على المفاصلة والمفارقة بين المسلمين وغيرهم على أساس الدّين، كما قال تعالى: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ} [المائدة: ٥٥]، وقال سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ} [المائدة: ٥٧]، أما الوطنيّون فالموالاة عندهم قائمة على أساس الانتماء للأرض التي تحيطها حدود الوطن، وهذا يلزم منه إزالة الفوارق التي وضعها اللهُ سبباً شرعياً للمفاصلة مع الكفار، وتلك مصادمة صريحة لنصوص الشّرع الصّحيحة، قال تعالى: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ} [النساء: ١٣٨-١٣٩]. ثالثاً: الوطنية تعطّلُ أحكام الديار والهجرة: ذلك أنّ جَعْلَ الرابط الوطنيّ مهيمناً على رابط الدّين يَلزم منه اختلاط الأحكام على الناس، فمن الأمور المستقرّة في الشريعة أنَّ دار الكفر التي تعلوها أحكام الكفر تختلف عن دار الإسلام التي تعلوها أحكام الإسلام وتُحكم بما أنزل الله، ولكلٍ منهما أحكامها التي تميّزها، ومن هذه الأحكام وجوب الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام، أما في دين الوطنية فلا مجال للكلام عن هذه المسائل البتّة، لأنَّ المواطن يلزم الوطن، بل ويدافع عنه وإن كان ذلك الوطن دارَ كفر وردّة وحرابة. رابعاً: الوطنيّة تلغي التمايز بين المسلمين والكفّار: فتخلط بذلك بين مسمّى الإيمان ومسمّى الكفر؛ لأنَّ جَعْلَ الانتماء للأرض أساساً لمعاملة الناس يُزيل حتماً الفوارق المبنية على أساس الدّين، والتي جعلها الله السّبب الشّرعي للتّمييز بين النّاس في الدّنيا والآخرة، فالوطنيّة تجعل الناس مؤمنَهم وكافرَهم، برّهم وفاجرهم في مرتبة واحدة، وهذا تكذيبٌ صريحٌ لنصوص الدّين القطعية، التي منها: {أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ * مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ} [القلم: ٣٥-٣٦]،ومنها: {أَمْ نَجْعَلُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي الْأَرْضِ أَمْ نَجْعَلُ الْمُتَّقِينَ كَالْفُجَّارِ} [ص: ٢٨]. مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 5 مقال: لله لا للوطن السنة السابعة - السبت 2 صفر 1437 هـ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً