فضل إماطة الأذى عن الطريق

منذ 2024-09-27

في السُّنَّة الشريفة بيانٌ عظيم لمن تحلَّى بهذا المعروف، فإماطةُ الأذى عن الطريق من موارد الصدقاتِ

 

حسين أحمد عبد القادر

بسم الله، والحمد لله، والصلاةُ والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد، فإن إماطةَ الأذى عن الطريق من أبواب الخير التي يقصِدُ بها المسلم رضا الله تعالى، وبالسعيِ إلى فعل الخير يَحظَى المسلم بالفلاح، قال الله سبحانه: {﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾} [الحج: 77]، وفي الآية الكريمة يقول الشيخ السعدي رحمه الله تعالى: "يأمر الله تعالى عبادَه المؤمنين بالصلاة، وخصَّ منها الركوع والسجود؛ لفضلِهما وركنيتهما، وعبادته التي هي قرَّة العيون، وسلوة القلب المحزونِ، وأن ربوبيَّته وإحسانه على العباد يقتضي منهم أن يُخلِصوا له العبادة، ويأمرهم بفعل الخير عمومًا، وعلَّق الله تعالى الفلاحَ على هذه الأمور، فقال الله سبحانه: {﴿ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴾} [الحج: 77]؛ أي: تفوزون بالمطلوب المرغوب، وتنجون من المكروه المرهوب، فلا طريقَ للفلاح سوى الإخلاصِ في عبادة الخالقِ، والسعْيِ في نفع عبيدِه، فمن وُفِّق لذلك، فله القدح المعلَّى من السعادة والنجاح والفلاح"؛ (تفسير السعدي).

 

وفي السُّنَّة الشريفة بيانٌ عظيم لمن تحلَّى بهذا المعروف، فإماطةُ الأذى عن الطريق من موارد الصدقاتِ، ومن السبل الميسرة للطاعات، فعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: ( «(لقد رأيتُ رجلًا يتقلَّبُ في الجنة في شجرة قطعَها من ظَهْرِ الطريق كانت تؤذي الناسَ» ))؛ (مسلم)، وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( «بينما رجلٌ يمشي بطريقٍ وجَد غُصنَ شَوكٍ على الطريق فأخَّره، فشَكر الله له؛ فغَفَر له» ))؛ (متفق عليه)، وعن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( «(الإيمانُ بضع وسبعون - أو بضع وستون - شُعبةً، فأفضلُها قول: لا إله إلا الله، وأدناها إماطةُ الأذى عن الطريق، والحياءُ شعبة من الإيمان» ))؛ (مسلم)، وعن أبي ذرٍّ الغفاري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: « ((يُصبحُ على كل سُلامَى من ابن آدم صدقةٌ: تسليمُه على من لقي صدقةٌ، وأمره بالمعروف صدقةٌ، ونهيه عن المنكر صدقةٌ، وإماطته الأذى عن الطريق صدقةٌ، وبُضْعتُه أهلَه صدقةٌ))، قالوا: يا رسول الله، يأتي شهوةً وتكون له صدقة؟! قال: ((أرأيتَ لو وضعها في غير حقِّها، أكان يأثم؟ قال: ويجزئ من ذلك كلِّه ركعتان من الضحى))» ؛ [أبو داود، وصحَّحه الألباني] ، وعن أبي ذرٍّ الغفاري رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( «عُرِضت عليَّ أعمالُ أمتي: حسَنُها وسيِّئُها، فوجدتُ في محاسن أعمالها الأذى يُماط عن الطريق، ووجدتُ في مساوئ أعمالِها النُّخاعة تكون في المسجد لا تُدفَنُ» ))؛ [مسلم] .

 

ولذا؛ فعلى المسلم أن يحصِّل الفوائد النبويَّة التي وردت في الأحاديث الشريفة، ولا يَستصغِر هذا العمل؛ فلعله سببٌ بفضل الله سبحانه لدخول الجنة، والتقلُّب في نعيمها، ويحتسبُ الأجرَ؛ طلبًا للثواب من الله الكريم، وسعيًا للنجاة، وذلك بالعمل على تجنُّب وضع الأذى في الطريق، والحرص على إماطة الأذى، سواء بطريقة فرديةٍ أو جماعية بالتعاون مع المسلمين، وملازمة قواعدِ المرور؛ حرصًا على سلامة الناس في الطريق، وتجنُّبًا للمخاطر التي قد تكون سببًا في الضرر على الغير، والعمل على تهيئة الطريقِ للمارَّة بكل سبيل متاحٍ من إزالة للقمامةِ، وكل ما يشكِّل خطرًا على المارَّة من زجاجٍ وشوك وما شابه ذلك، والوفاء بحقِّ الطريق الذي علَّمنا إياه خيرُ خلق الله تعالى رسولُ الله صلى الله عليه وسلم، فعن أبي سعيد الخدريِّ رضي الله تعالى عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( «(إياكم والجلوسَ في الطُّرقات» ))، فقالوا: ما لنا بُدٌّ، إنما هي مجالسُنا نتحدَّث فيها، قال: (( «فإذا أبَيتم إلا المجالسَ، فأعطوا الطريقَ حقَّها» ))، قالوا: وما حقُّ الطريق؟ قال: (( «غضُّ البصر، وكفُّ الأذى، وردُّ السلام، وأمرٌ بالمعروف، ونهيٌ عن المنكر» ))؛ [البخاري] .

 

نسأل الله تعالى أن يرزقَنا الحقَّ واتباعه، والحمدُ لله ربِّ العالمين، ونصلِّي ونسلم على الصادق الأمين رسولِنا صلى الله عليه وسلم، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن اتَّبعه بإحسان إلى يوم الدين.

 

  • 1
  • 0
  • 178
  • منير الخالدي

      منذ
    أمير المؤمنين (تقبله الله) لليهود والصليبيين والمرتدين (فتربّصوا إنّا معكم متربّصون) • وجه خليفة المسلمين الشيخ أبو بكر البغدادي - تقبله الله - كلمة خاطب بها الأمة الإسلامية والمجاهــدين حراس العقيدة.. وتضمنت الكلمة كذلك رسائل عدة وجهها أمير المؤمنين إلى أعداء الدولة الإسلامية من يهود وصليبيين ونصيرية ورافضة ومرتدين.. وتنشر (النبأ) النص الكامل لكلمة خليفة المسلمين الشيخ المجاهد أبي بكر البغدادي: إن الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا - صلى الله عليه وسلم - عبده ورسوله، أما بعد: قال الله تعالى: (قُلْ هَلْ تَرَبَّصُونَ بِنَا إِلَّا إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَن يُصِيبَكُمُ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِّنْ عِندِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا فَتَرَبَّصُوا إِنَّا مَعَكُم مُّتَرَبِّصُونَ). أيها المسلمون، إننا نقاتل طاعة لله وقربة له، نقاتل لأنه - سبحانه - أمرنا بالقتال ورغبنا فيه، وجعله أفضل وسيلة إليه، ونحمد الله - سبحانه - أن أمرنا بالقتال ووعدنا إحدى الحسنيين، فلم يكلفنا بالنصر، قال تعالى: (وَمَن يُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيُقْتَلْ أَوْ يَغْلِبْ فَسَوْفَ نُؤْتِيهِ أَجْرًا عَظِيمًا)، فإنما علينا القتال والصبر، وعلى الله النصر، فلذا لا يهولنّنا اجتماع أمم الكفر علينا أو يخيفنا أو يفت من عزمنا، لأننا الفائزون على كل حال، بحول الله وقوته، قال تعالى: (إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَىٰ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ مِنَ اللَّهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)، وقال سبحانه: (وَأُخْرَىٰ لَمْ تَقْدِرُوا عَلَيْهَا قَدْ أَحَاطَ اللَّهُ بِهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا وَلَوْ قَاتَلَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوَلَّوُا الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يَجِدُونَ وَلِيًّا وَلَا نَصِيرًا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلُ وَلَن تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا) فإن صمدنا في وجه العالم وقارعنا جيوشه جميعا بقدراتها وانتصرنا، فلا عجب وهو وعد الله لنا، (وَأُخْرَىٰ تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ). وإن أصابنا القـتل وكثرت الجراح وعصفت بنا النوائب وعظمت المصائب فلا عجب أيضا، وهو وعد الله لنا، بل إن الابتلاء قدر محتوم، قال تعالى: (أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّىٰ يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَىٰ نَصْرُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ)، وعن خباب - رضي الله عنه - قال: شكونا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو متوسدٌ بردةً في ظل الكعبة فقلنا: ألا تستنصر لنا ألا تدعو لنا، فقال: (قد كان مَن قبلكم يؤخذ الرجل فيحفر له في الأرض، فيجعل فيها، فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه، فيُجعل نصفين، ويمشط بأمشاط الحديد ما دون لحمه وعظمه فما يصده ذلك عن دينه، والله ليَتمنّ هذا الأمر، حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت لا يخاف إلا الله والذئب على غنمه، ولكنكم تستعجلون). مقتطف من الكلمة الصوتية لأمير المؤمنين الشيخ أبو بكر البغدادي - تقبله الله - بعنوان: (فتربّصوا إنّا معكم متربّصون)
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    فضائل القرآن 4 ¦ باب ما جاء في تقديم أهل القرآن وإكرامهم • وكان القراء أصحاب مجلس عمر كهولا كانوا أو شبابا، عن أبي مسعود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يؤم القوم اقرؤهم لكتاب الله. فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة. فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة. فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سنا" وفي رواية سلما "ولا يؤمن الرجل الرجل في سلطانه، ولا يقعد في بيته على تكرمته إلا بإذنه" رواه مسلم. وللبخاري عن جابر: أنه صلى الله عليه وسلم كان يجمع بين الرجلين من قتلى أُحد في ثوب ( واحد ) ثم يقول: أيهم أكثر أخذا للقرآن فإذا أشير له إلى أحدهما قدمه في اللحد". وعن أبي موسى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم، وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان" حديث حسن رواه أبو داود. [ فضائل القرآن للشيخ المجدد الإمام محمد بن عبد الوهاب - رحمه الله - ]

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً