التعليم الإلكتروني : المفهوم ومعايير التصميم

منذ 2024-10-08

التعليم الإلكتروني يمثل عملية تحول كامل في مجال التعليم والتدريب حيث يتحول طور التلقين  بالتدريج ومروراً بأطوار الفهم والتطبيق والتحليل والتركيب إلى طور الإبداع والابتكار.

الحمد لله رب العالمين

      التعليم الإلكتروني يمثل عملية تحول كامل في مجال التعليم والتدريب حيث يتحول طور التلقين  بالتدريج ومروراً بأطوار الفهم والتطبيق والتحليل والتركيب إلى طور الإبداع والابتكار، ويتطور فيه دور المعلم إلى مرشد وموجه ومصمم تعليمي ويتطور فيه دور المتعلم من متلقي سلبي إلى متعلم نشط وتستخدم فيه أدوات تكنولوجيا التعليم والاتصالات الإلكترونية لتسهيل التواصل وتبادل الخبرات وتسريع الوصول إلى مصادر التعلم.(تعريف إجرائي لكاتب المقال)

أولاً– مفهوم التدريب الإلكتروني:

     عرفته الجمعية الأمريكية للتدريب والتطوير ASTD(2020) بأنه مجال يحوي تطبيقات متعددة وكبيرة ترتبط بالتعليم المبني على الحاسوب CBL والتعليم عن بعد وتعتمد على  الشبكات بأنواعها في نقل المحتوى وتقديمه،وتقوم على التعلم التعاوني الإلكتروني حيث يتم تقديم المحتوى في بيئة تفاعلية.

      كما عرفه مصطفى جودت (2020) بأنه نوع من التدريب المعتمد على الحاسوب يتم تقديمه عبر الشبكة العنكبوتية بأساليب تزامنية وغير تزامنية، ويقوم على تطبيقات وأدوات الويب في عملياته التفاعلية، وقد يقدم بطريقة إلكترونية، أو يجمع بين الطريقة الإلكترونية والتقليدية حيث يدمج بين مميزات التدريب التقليدي الصفي ومميزات التدريب القائم على الحاسوب وهنا يسمى مدمجًا.(ويتفق البحث الحالي مع هذا التعريف لشموله وحداثته)

     وعرفهWidyanti, (2020) بأنه عملية تحول كاملة تتم في مجال التدريب حيث يتحول من طور التلقين والتقليد إلى طور الإبداع والابتكار في بيئة تتسم بالتفاعل وتنمية المهارات ويجمع كل الأشكال الإلكترونية للتدريب والتعليم والتعلم ويستخدم أحدث طرق التدريب والنشر عن طريق تطبيقات الحاسوب والوسائط التخزينية والشبكات، حيث أن تلك النقلات الهائلة في مجال التكنولوجيا والمعلومات تمخضت عن ظهور أنماط حديثة في مجال التدريب والتعليم والتعلم، رسخت مفاهيم التدريب الفردي والذاتي، التي تسمح للمتدرب بالتعلم حسب قدراته وطافاته وسرعته  الذاتية في التدريب وتراعي خبراته ومهاراته السابقة، وأضاف محمد عطية خميس، (2018) أن التدريب الإلكتروني يعتبرتطورا وامتدادًا للتعليم المعتد على الحاسوب والتعليم عن بعد، الذي يعتمد على الشبكات في تنمية المهارات ونقل الخبرات المعرفية عبر الويب والفصول الافتراضية والتواصل والإلكتروني بشتى صوره ويتم تقديم المحتوى التدريبي بصورة رقمية.

     وقد استفاد البحث الحالي من هذه التعريفات كلها لأنها متوافقة ويكمل بعضها بعضًا في وصف بيئات وأدوات التعليم الإلكتروني.

 ثانياً -معايير تصميم بيئات التدريب الإلكترونية:

     أشار جميل أطميزي، (2020) إلى أن منظمة المعايير العالمية الأيزو (ISO) نشرت معيارًا مصادقًا عليه برقم  (ISO/IEC 2475)  في مجال تكنولوجيا التعليم حول معايير تصميم بيئات التدريب الإلكترونية والتي ارتكزت على المكونات الأساسية لوحدات التعليم والتدريب الرقمية والتي تتكون من النصوص – والصور – والرسوم بنوعيها الثابت والمتحرك – ومقاطع الفيديو-  والخرائط – وأساليب المحاكاة – وصفحات الويب التدريبية، حيث يتم تقسيم المحتوى التعليمي إلى أقسام بحيث يحقق كل منهم هدفًا تربويًا واحدًا.

ويتكون المعيار من ثلاثة أجزاء.

الجزء الأول : وصف حاجات المتدربين وتحديد تفضيلاتهم، ووصف المصادر التدريبية الرقمية، ثم مطابقة تفضيلات المتدرب واحتياجاته مع أدوات واجهات الاستخدام.

 الجزء الثاني: وصف كيفية وصول المتدرب للمحتوى الرقمي للتدريب المباشر، والتطبيقات التي تخدم وصول المتدرب للمعلومات في حالة التدريب غير المتزامن.

الجزء الثالث: وصف مكونات نظام الحاسوب والشبكات التي تلبي احتياحات المتدربين وتفضيلاتهم، وسهولة التصفح والإبحار.

      وقد اتفق كل من جاد الله حامد ،عمرو جلال ، عصام أبو الخير،(2020) ؛ Jennifer,Berry and Gruber,(2021)على معايير لتصميم بيئات التدريب الإلكترونية منها:

معايير تخص المقرر الإلكتروني:

     أكد جاد الله حامد وآخرون،(2020) أن من أهم معايير تصميم بيئات التدريب الإلكترونية  تحديد اسم المقرر بوضوح وبلا أخطاء،وتحديد الأهداف الإجرائية والسلوكية للمقرر، وتحديد المتطلبات القبلية لدراسة المقرر، وتحديد الجهة المسئولة عن تأليف وإنتاج المقرر وأهدافها الخاصة من المقرر، وتحديد تاريخ النشر وتحديثات المقرر.

معايير التصميم التعليمي للمحتوى الإلكتروني:

    أشارت Jennifer et al.(2021) إلى أن من أهم معايير التصميم التعليمي للمحتوى الرقمي مدى الارتباط بين المحتوى الرقمي والأهداف المحددة مسبقًا، ومدى تغطية المحتوى الرقمي للمعارف والكفايات والمهارات المحددة سلفًا، ومدى التوائم والتكاملية بين مكونات المحتوى الرقمي، ومدى السلامة العلمية والخلو من الأخطاء اللغوية، وإتاحة التطوير المستمر للمحتوى الرقمي.

معايير تصميم أنشطة التعلم والمهام التشاركية:

     أكد جميل أطميزي، (2020)  أن أنشطة التعلم والمهام التشاركية يجب في تصميمها مراعاة معايير هامة، منها أن تهدف الإنشطة إلى الوصول إلى مهارات التفكير العليا والابتكار والإبداع، ومشاركة المتدربين وفاعليتهم في اختيار وتطوير الأنشطة التدريبية، ومشاركة المتدربين في عمليات التقويم الذاتي والبنائي والنهائي، ومراعاة الفروق الفردية وخصائص المتدربين.

كفاءة تصميم الوسائط المتعددة  للمحتوى الإلكتروني:

أشار جاد الله حامد وآخرون،(2020) إلى أن خلو الوسائط المتعددة من أخطاء الإنتاج الفني يعد من أول وأهم معايير كفاءة تصميم الوسائط المتعددة للمحتوى الرقمي،وكذلك التوازن بين الخطوط والأولان والصور والفيديوهات، وسهولة استخدام أدوات الإبحار، واستخدام الخطوط الواضحة والمعروفة لدى القاريء، وعدم التطويل في العناوين وجودة صياغتها، والتوازن في أحجام خطوط العناوين والنصوص، والابتعاد عن المشتتات الذهنية، وتزامن الأصوات مع الرسوم والكلمات.

معايير تصميم الروابط داخل المقرر الإلكتروني :

     أكدت Jennifer et al.(2021)أن من معايير تصميم الروابط داخل المقرر الرقمي إشارة الروابط إلى مصادر تعلم صحيحة ومناسبة، ووضوح الروابط عن باقي النصوص باستخدام الألوان والخطوط التحتية وتغطية الروابط لكافة جوانب المقرر الرقمي واحتياجات المتدربين.

دعم التفاعل والتشارك في بناء المحتوى الإلكتروني:

     ضرورة وجود أدوات الحوار المتزامنة في بيئة التدريب من المعايير التي تدعم التفاعل في بناء المحتوى الرقمي وتوزيع أدوار التشارك بين المتدربين وإتاحة تسجيل توقيتات الرسائل والأحداث والمشاركات وإتاحة وصول التنبيهات لكل حدث من الأحداث.

معايير تقويم الأداء:

أشار جميل أطميزي، (2020)  إلى ضرورة مراعاة معياروضوح إجراءات تقييم المتدربين أثناء تقويم الأداء وتكامل أدوات التقييم ومناسبتها للمحتوى الرقمي والبداية بالتقويم القبلي ثم التكويني وصولًا للتقويم النهائي وتنوع أدوات وطرائق التقويم المتعددة وتحديد مدة التقويم وزمن البداية والانتهاء وتوزيع درجات التقييم بعدالة على الأسئلة وتقديم التغذية الراجعة وأن يعمل التقويم الإلكتروني بكفاءة على جميع نظم التشغيل

معايير التوثيق والمرجعية:

أكدت Jennifer et al.(2021) أن تحديد المؤسسة القائمة على بناء المقرر الإلكتروني والبيئة الإلكترونية من المعايير الهامة في التوثيق والمرجعية وتحديد بيانات المؤلفين بدقة ودون أسماء وهمية وتحديد المصادر العربية والأجنبية بدقة وصياغة المراجع بطريقة علمية ولغوية سليمة وعمل قائمة بالمراجع والمصادر ومراجعة الترقيم والتسلسل الصحيح في سرد المراجع.

     ويضيف البحث الحالي أن تصميم بيئات التعلم وفقًا للمعايير يجب فيه مراعاة التشارك داخل بيئات التدريب الإلكترونية وتفاعل المتدربين معًا مما يعمل على نقل الخبرات واكتساب المهارات معًا داخل مشروع مشترك.

د. محمد أحمد علي درويش

دكتوراة المناهج وطرق التدريس تخصص تكنولوجيا التعليم

المراجع العربية :

جاد الله حامد، عمرو جلال، عصام أبو الخير.(2020).معيير تصميم المقررات الإلكترونية المفتوحة واسعة الانتشار، مجلة البحث العلمي في التربية،7، (21) ،ص ص 480-511.

جميل اطميزي .(2020) . معايير التعليم الإلكتروني.موقع  مجلة جامعة القدس الرقمية، متاح عبر الرابط: http://dspace.alquds.edu/

محمد عطية خميس.(2018) بيئات التعلم الإلكتروني "الجزء الأول".القاهرة: دار السحاب للنشر والتوزيع.

مصطفى جودت.(2020). التعليم الإلكتروني المفهوم والمجال ج 2.بوابة تكنولوجيا التعليم المصرية، متاح عبر الرابط:https://drgawdat.edutech-portal.net/archives/13739

المراجع الأجنبية:

ASTD.(2020). E.Learning، Retrieved from: https://astdnefl.org.

Widyanti, A. (2020). e-Learning Readiness and Perceived Learning Workload among Students in an Indonesian University،Knowledge Management & E-Learning, 12 (1),p p18-29.

Jennifer, E, Barry, M& Gruber,A.(2021). Assessing Service-Learning Programs in Academic Libraries: A Rubric in Action,Olivia – portal: Libraries and the Academy.

 

 

 

أبو الهيثم محمد درويش

دكتوراه المناهج وطرق التدريس في تخصص تكنولوجيا التعليم من كلية التربية بجامعة طنطا بمصر.

  • 2
  • 0
  • 481
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    هم العدو فاحذرهم • ولا يخرج حال أولئك الخونة عن اثنين، إما توافق كامل مع أجهزة المخابرات لبلدانهم التي يعيشون بها نصرانية كانت أو علمانية أو منتسبة للإسلام، حيث إنهم يرون في الإخبار عمن تجاوز الحدود التي وضعها الطواغيت، واجبا متحتما عليهم، يحفظون به حظائرهم التي يقتاتون منها ويطيعون فيها راعيهم، أو أنه التقاء مصالح نابع عن حقد دفين لديهم، والمبدأ عندهم أن لا تنفض الناس من حولهم وتلتحق بالمجاهدين، فتخبو سوقهم وتكسد بضاعتهم التي لم يريدوا بها وجه الله أصلا، فإذا ظهرت الاستقامة على الفتى ونأيه عن كل تلك المناهج الضالة، صرخوا بهم إنهم أناس يترفعون، لتكمل "أجهزة الترويع" عملها معهم! يضاف إليهم الجماعات المنحرفة التي حملت السلاح، وتعلقت بنفس التيار، وأملوا المساكين بالشريعة ومنوهم بالخلافة وخدروهم بالنضال والمقاومة، فاستزلوا بذلك كثيرا من الشباب، ثم وبغمضة عين سلموا أسلحتهم وصافحوا قاتلهم ورضوا بقليل من الفتات وكثير من الذل، ويخيل لهم أنهم الذين ختموا الجهاد ونجحوا بامتحاناته وتخرجوا في خنادقه، ووصلوا الغاية وبلغوا المرام، وتراهم الآن يزاولون مهنهم "المدنية" بلقب مجاهد!، ويعطلون أي عمل جهادي باسم التجربة والخبرة!. والحقيقة أن أولئك وغيرهم رأوا في القعود حكمة، وأن الجهاد ليس له مستقبل!، فوضعوا له شروطا مستحيلة من الإعداد والتنفيذ، ودخلوا عوالم أخرى من الخيالات، ببرامج هي أطول من تدرج الإخوان المرتدين، ونظريات إلى تغلغل في أنظمة الحكم وقوات الجيش، ثم انقلابات عسكرية، ومنهم من اكتفى بمخططات لإصلاحات لا تسمن بل وبعيدة المدى، ولا يخفى على أحد كم حوت هذه الطرق من انحرافات منهجية، زد عليها أنه لا أرضية واقعية عند أصحابها للبدء بتطبيقها. بل الأمر أنهم غاصوا عميقا في الحسابات المادية، ولجؤوا إليها واستعاذوا بها فزادتهم رهقا، وسبب ذلك كله انعدام الإيمان بالله، وعدم الوثوق بموعوده لعباده، سواء في الآخرة أو في الدنيا من الغلبة والتمكين، ذلك بأنهم وقعوا في فخاخ "القوى العالمية" وما معها من الأرقام والأوهام، فظنوا ألن يقدر عليها أحد، فأخلدوا حتى تورمت جنوبهم من طول القعود، وصاروا حجر عثرة في طريق أي مجاهد، لأن نجاح أي عمل يكشف باطلهم ويؤكد أن تنظيراتهم سراب في سراب، فأطلقوا عدوانهم على المجاهدين في البداية، ثم ابتلاهم الله بأن صاروا أنصارا لطوائف ردتها وطوامها كعين الشمس، وما كل ذلك إلا بغيا وحسدا من عند أنفسهم، وكبرا عن التنازل والاعتراف بالحق، فغدوا على علمهم أجهل الجهال كما قال تعالى: {سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ}، وهذا جواب لمن يتساءل حين يرى تخبطهم الشرعي، كيف تخفى المسائل التي يعلمها الغلمان عن تلك اللحى؟!؛ إنما هو نور الله يقذفه حيث شاء وينزعه ممن شاء. فيا طالب الحق ومريد الجهاد، الساعي خلف الهداية، لا تبالِ بتنظيرات المرجفين، وتقريرات المنحرفين، ولتنفض عنك ذنب ومذلة القعود، وتخفف من كل تلك الشروط والقيود المبتدعة التي وضعوها لتعقيد الجهاد، فالأمر في أصله أيسر بكثير، أخرج البخاري في صحيحه عن البراء: "أتى النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم رجل مقنّع بالحديد، فقال : يا رسول اللّه، أقاتل وأسلم؟ قال: (أسلم ثمّ قاتل)، فأسلم ثمّ قاتل، فقتل، فقال رسول اللّه -صلى الله عليه وسلم-: (عمل قليلا وأجر كثيرا)، فمن أراد القعود وجد في المنظرين ملاذا من تأنيب النفس، وأما من صدق وعزم فلا موطأ له معهم، ومن أدمن الفلسفة والتنظير بدون امتثال خرج من الجهاد، ودوننا علماء السلف وأئمة الجهاد السابقين، كلهم وضعوا أسس الجهاد بدمائهم ومهّدوا سبيله بأشلائهم، فدونك يا طالب الحق العلماء المجاهدين العالمين العاملين الذين قضوا نحبهم في ساحاته وارحم نفسك ولا تطع من أعمى الله بصيرته {وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}. ▫️ المصدر: مقتطف من افتتاحية النبأ صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 468 الخميس 5 جمادى الأولى 1446 هـ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً