علاقة الذكر بالإنجاز

منذ 2024-10-15

وليكثر العبد من قول "لا حول ولا قوة إلا بالله" فإنه بها يحمل الأثقال، ويُكابد الأهوال، وينال رفيع الأحوال

أذكر أني رأيتُ أحد الفضلاء من أهل العلمِ كثير البركة في وقته، ينجز في اليوم ما يضطلعُ به سواه في أيام.. أو حتى أسابيع! فسألته عن سرِّ ذلك ، فذكر لي أنه يردد كثيرا في ساعات الصباح الأولى: لا حول ولا قوة إلا بالله مستشعرا افتقاره وضعفه وحاجته .. ووجد لها مفعولا عجيبا!

ولشيخ الإسلام كلام شريف حول بركة (لا حول ولا قوة إلا بالله) على العبد، قال فيه: 
(وليكثر العبد من قول [لا حول ولا قوة إلا بالله] فإنه بها يحمل الأثقال، ويُكابد الأهوال، وينال رفيع الأحوال) 

وهناك من ذكر أنه وجد انتشار البركة في وقته بالقرآن، وكلما زاد من التلاوة وجد البركة تتضاعف في يومه وليلته!

كتب الشيخ الدكتور سعد بن مطر تغريدةً في حسابه بتويتر، قال فيها: سمعت الشيخ السيد نوح رحمه الله يقول ما معناه: 
(كلما زاد حزبي من القرآن زادت البركة في وقتي، ولا زلت أزيد حتى كان حزبي في اليوم عشرة أجزاء!)

وذكر الحافظ ابن رجب في ذيل طبقات الحنابلة نحو هذه القصة، وقد قال عماد الدين المقدسي موصيا الضياء المقدسي: 
(أكثر من قراءة القرآن ولا تتركه، فإنه يتيسر لك الذي تطلبه على قدر ما تقرأ، قال الضياء: فرأيت ذلك وجربته كثيرًا!)

وأود أن أنبه على أمرٍ مهم: إذا عزمت على امتثال هذه الوصايا الشريفة، فافعلها مستشعرا عظمة القرآن وعظمة المتكلم به تعالى وشدة حاجتك وافتقارك وعوزك لوصاياه وهداياته الخ الخ ،، 

وهكذا إن عزمت على الذكر بـ "لاحول ولا قوة إلا بالله" وسواها، افعلها مستحضرا معناها طالبا من الله الحول والطول والقوة وانشراح الصدر وجمعية القلب وحفظ الجوارح مستعيذا من أن يكلك الله لنفسك وطاقتك طرفة عين الخ..، 

فإن هذا المسلك يختلف عن من يفعل هذه الوصايا وأمثالها دون استشعار لمعناها ومقصودها وإنما باحث فقط عن الثمرة مستعجلٌ قطافَها !

فالعمل الصالح الواحد يفعله كثير من الناس، وهم يتفاوتون فيه وفي تحصيل ثمرته تفاوتا عظيما، وكما قال شيخ الإسلام ابن تيمية
(فضل الأعمال وثوابها ليس لمجرد صورها الظاهرة، بل لحقائقها التي في القلوب، والناس يتفاضلون ذلك تفاضلا عظيماً)

وذكر ابن تيمية أن أبا حامد الغزالي بلغه أن من أخلص لله أربعين يوماً تفجرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه.

قال أبو حامد: (فأخلصت أربعين يوما فلم يتفجر شيء فذكرت ذلك لبعض العارفين، فقال لي: إنك إنما أخلصت للحكمة، لم تخلص لله) .


الكاتب: سليمان العبودي

  • 5
  • 1
  • 371
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    لله لا للوطن "٤" • شبهات وردود: دائماً ما يُشغِّبُ الوطنيّون بأنَّ حبَّ الوطن من الإيمان! ويتغنَّون بأنَّ الموتَ في سبيل الوطن شهادة! وغيرهما من الشبه التي يُلقونها في أسماع رعيّتهم. وللردّ على ذلك نقول: أما مقولة (حبُّ الوطن من الإيمان) فلا هي بحديث ولا أثر، فهي مقولة ساقطة تعارض الشرع، لأنَّ جعل حبِّ الوطن أحد معايير أو درجات الإيمان فيه افتئات على شرع الله تعالى. وأما مقولة (الموت دفاعاً عن الوطن شهادة) فهذه فِرية واضحة، فالشهيد هو مَن ق、اتل لتكون كلمة الله هي العليا كما صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم، أما مقولة: "من قُتل دون أرضه فهو شهيد" فهي زيادة على حديث (من قتل دون ماله فهو شهيد، ومن قتل دون دمه فهو شهيد، ومن قتل دون دينه فهو شهيد، ومن قتل دون أهله فهو شهيد) الذي أخرجه أحمد وأبو داود والنّسائي والتّرمذي بسندٍ صحيحٍ، ولم نعثر على هذه الزيادة في كتب الحديث! ولو سلّمنا جدلاً بأنَّ هذه المقولة صحيحة؛ فإنَّ الأرض التي يقاتل المسلم دفاعاً عنها هي دارُ الإسلام التي تُحكَم بشريعة الله، فيُدافعُ عنها المجاهدُ ويقاتلُ كلَّ مَنْ يصولُ عليها حفاظاً على أحكام الإسلام التي تعلوها لا حفاظاً على تربتها التي قد تصيرُ في يومٍ ما دارَ كفرٍ وردةٍ وحرابةٍ كما في الكثير من البلدان اليوم. • مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 5 مقال: "لله لا للوطن" السنة السابعة - السبت 2 صفر 1437 هـ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً