الجوع والقتل والدمار ..ثلاثية الإبادة الصهيونية تفتك بشمال غزة

منذ 2024-10-16

يواصل الجيش الصهيوني حرب الإبادة والتجويع في شمال قطاع غزة، بهدف تهجير المواطنين الفلسطينيين عبر ممارسات قاتلة تنتهك القانون الدولي

البيان/الأناضول: يواصل الجيش الصهيوني حرب الإبادة والتجويع في شمال قطاع غزة، بهدف تهجير المواطنين الفلسطينيين عبر ممارسات قاتلة تنتهك القانون الدولي.

ويعمق الجيش حالة المجاعة عبر استمرار منع دخول الغذاء والمياه والوقود والدواء إلى المنطقة المحاصرة بشكل محكم، وسط قصف متواصل وإطلاق نار وتدمير لمنازل ومربعات سكنية.

وفي 6 أكتوبر الجاري، أعلنت الدولة العبرية بدء اجتياح شمال القطاع بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، بينما يقول الفلسطينيون إنها تعمل على تهجير المواطنين واحتلال المنطقة وفصلها عن بقية القطاع.

وفي تقرير نشرته وكالة أنباء الأناضول قالت إن البنية التحتية في مخيم جباليا تعرضت لدمار واسع، وسط انقطاع الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه، كما يواجه الفلسطينيون نقصا حادا في المواد الغذائية والأدوية.

وقال مصدر محلي إن الجيش الصهيوني فجَّر مربعا سكنيا بالكامل مقابل مخازن صافي في مخيم جباليا شمالي القطاع، باستخدام روبوت آلي مفخخ.

والسبت، قال مصدر أمني  إن هذا السلاح استُخدم أول مرة خلال اجتياح مخيم جباليا السابق في مايو الماضي، حينما اكتشف الفلسطينيون دخول ناقلة جند بين المنازل السكنية، واعتقد مقاتلون أنها مأهولة فاستهدفوها ما أحدث انفجارا هائلا في المنطقة، ليتبين لاحقا أنها "روبوت يحمل براميل نارية متفجرة".

من جهته، قال المدير العام للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة، إن الجيش الصهيوني يستخدم "روبوتات متفجرة وبراميل مفخخة في إطار التطهير العرقي" شمال القطاع.وأضاف أن "الجيش الإسرائيلي نسف وأحرق مباني سكنية في محيط مخيم جباليا، ضمن عملية تدمير ممنهجة، شملت البنية التحتية للمخيم والمباني السكنية والخدماتية".والأربعاء، كثّف الجيش الصهيوني إطلاق النار والقذائف المدفعية على المناطق الشمالية الغربية لمخيم جباليا وبلدة بيت لاهيا.

وأضاف الشهود أن الآليات الصهيونية والطائرات المسيّرة أطلقت النار بكثافة تجاه منطقة الصفطاوي غرب مخيم جباليا وشمالي مدينة غزة؛ ما أسفر عن جرحى فلسطينيين.وتعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إلى كثير من الأماكن المستهدفة شمال قطاع غزة، بفعل الاستهداف الصهيوني المباشر لها، وفق المراسل.

وقال جهاز الدفاع المدني الفلسطيني بغزة: "طواقمنا انتشلت 5 شهداء و8 جرحى إثر قصف صهيوني استهدف منزلا لعائلة القرم في حي النصر شمال غرب مدينة غزة".

وأضاف في بيان، الأربعاء، أن المنزل المستهدف "بداخله نازحون من عدة عائلات وهم: البردويل وأبو نصر وحسين، ونستمر في البحث عن 4 مفقودين".وقصفت المدفعية الصهيونية بشكل مكثف جنوب حيي الزيتون والصبرة جنوب مدينة غزة، دون وقوع إصابات.

وبدعم أمريكي، أسفرت حرب الإبادة الجماعية الصهيونية المستمرة على غزة منذ 7 أكتوبر 2023 عن أكثر من 141 ألف قتيل وجريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.

  • 1
  • 0
  • 143
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    الرجل يقاتل شجاعة • جاء في السُّنة المطهرة ضمن صور القتال الباطلة: (الرجل يقاتل شجاعة) أي أنّ طبعه مجبول على الشجاعة فهو يقاتل بها وتغلب عليه، و (يقاتل حميّة) يعني عن قومه ووطنه كما هو حال أغلب قتال "حركات التحرُّر" اليوم، ومع ذلك لم تكن الشجاعة وحدها كافية لتصحيح النية وتزكية القتال أو المقاتل، ما لم يكن في سبيل الله تعالى، نصرة للشريعة ومراغمة لأعدائها. وبالتالي، فالشجاعة بغير توحيد لا تنفع صاحبها سوى في الدنيا، كقولهم: إنّ فلانا شجاع، وقد قيل! أما في الآخرة فلا اعتبار للشجاعة بدون توحيد صاف وعقيدة سليمة توافق اعتقاد أهل السنة والجماعة الذين ليس منهم بالقطع "الإمام الخميني!" ولا "سوريّة الأسد!" ولا حزب الشيطان "الذي يمثل الشطر الأهم من جند الشام!" بحسب تعبير "جيفارا العرب". وقد جاء في حديث آخر أورده الإمام البخاري في باب: (إذا بقي حثالة من الناس)، يصف فيه حال آخر الزمان حين تختل موازين الناس، فيتمادحون ويتفاخرون بكل شيء إلا الإيمان، (ويقال للرّجل: ما أعقله وما أظرفه وما أجلده، وما في قلبه مثقال حبّة خردل من إيمان!)، أي يكون الرجل فطنا، فصيحا، وقويا شجاعا وليس في قلبه أدنى درجات الإيمان. ولذلك أشكل على الناس فهم كيف يُقتل الرجل "شجاعا مُشتبكا" وهو على غير عقيدة التوحيد، بل هو مفارق محاد لها، في صفوف خصومها مواليا لهم مكثّرا سوادهم، مع أن الماضي والحاضر يضجّان بقصص مقاتلين شجعان قاتلوا حتى آخر رمق، لكن في سبل باطلة وتحت رايات جاهلية، وماذا سيفعل عُمّار الجاهلية الثانية، لو رأوا شجاعة وجلد قادة الجاهلية الأولى؟! وجريا على طريقة المتطفلين على أصول الفقه الهادمين لأصول الشريعة؛ الذين برّروا موالاة الرافضة بـ "انفكاك الجهة" تلبيسا وتضليلا؛ ألا يصح أن يكون في مقتل "الشجاع المشتبِك" هذا "انفكاك جهة"؟! ألا تنفكّ جهة الشجاعة عن جهة صحة التوحيد، فيكون الرجل مقاتلا شجاعا من جهة؛ ناقضا للتوحيد من جهة أخرى؟ أم أنه لا تنفك الجهة عندهم إلا في أسلمة الروافض والترقيع لمحورهم؟! ومن سوء جريرتهم، فتنوا الناس في دينهم أحياء وأمواتا، فكانت حياتهم فتنة وموتهم فتنة، قعودهم فتنة وقتالهم فتنة، إنه شؤم مسلكهم الذي سلكوه ومسارهم الذي اتبعوه، وكيف يفلح من ارتمى في أحضان الرافضة مدافعا عنهم مفارقا هدي النبوة والصحابة لأجلهم، كيف يفلح من عدّ بشار وأوباشه "جند الشام!" وحزب الشيطان "الشطر الأهم من جند الشام!"، ولا نعرف أحدا من غلاة الفرق الضالة سبق إلى هذا وتجرأ عليه كما فعل هؤلاء، فما أجرأهم على الشريعة وما أصبرهم على النار! وقد طغى على المشهد لوثة الغلو في الرجل وتقديسه على طريقة الرافضة والمتصوفة، خلافا لطريقة أهل السنة الذين يقدّرون ولا يقدسون، حتى تجرأ سفهاؤهم ودراويشهم على تشبيهه بنبيّ الله موسى -عليه السلام- لِعلّة العصا! وهل فَضُل وعلا مقام موسى بالعصا؟! إنه تقزيم للأنبياء واستخفاف بجناب الشريعة والديانة، وهم في الحقيقة أبعد الناس عن نبي الله موسى، فقد جاء -وسائر الرسل- بالتوحيد ونبذ الشرك، وهؤلاء نبذوا التوحيد ونقضوه وأقروا الشرك وبرروه وهونوه وصرح الولاء والبراء هدموه. من زاوية أخرى، فالقوم يناقضون أنفسهم، فالإشادة والتفاخر بمقتل رجلهم خارج نفق، يشعرك وكأن الأنفاق التي حفروها مذمة! والموت فيها منقصة! مع أن العشرات منهم قضوا فيها من قبل ومن بعد، وإن تعجب فهناك الأعجب، طار القوم بمشهد مقتل الرجل على هذا النحو، وهو قائد الهرم، وكأنهم أكبروا ذلك عليه أو كانوا يتوقعون خلافه، مع أنه بحسب بثوثهم المرئية، فالعديد من جنودهم قُتلوا على نحو مشابه، فهل كانوا ينظرون إلى قائدهم نظرة دونية أقل من جنودهم؟! ثم أليس في ذلك اعتراف ضمني بأن مقتل غيره من القادة وسط الزحام وليس بين الركام، أو تحت الأرض لا فوقها، أو خارج البلد لا داخلها، أو مقتلهم بملابس مدنية لا عسكرية، أليس كل ذلك يعني -بمفهوم المخالفة-، مذمة وانتقاص لهؤلاء القادة، فإن كان كذلك فيا للتناقض! وإن كان غير ذلك فأين المدهش في المشهد؟ إن كل هذه الأوصاف التي بدرت من القوم ليست شرعية ولا اعتبار لها في الشرع للحكم على الأفراد، ثم إننا طفنا في نصوص الكتاب والسنة وأفهام علماء الملة، فلم نجد أن من قُتل مشتبكا مرتديا بزّته العسكرية حاملا عصاه جالسا على أريكته... لم نجد أن من قتل على هذه الحالة فقد سلِم مذهبه وصحّ معتقده، إنها تبعات طوفان الانحراف في العقيدة، وطغيان العاطفة على الشريعة. وإن منهج الإسلام في الحكم على الأفراد والجماعات صحة أو بطلانا؛ لا يعتمد على ما تبثه القنوات أو تحجبه، ولا على ما تحبه الجماهير أو تبغضه، بل يعتمد على ميزان الشرع العدل، فما حكم له الشرع بالصحة فهو الصحيح، وما حكم له بالبطلان والفساد فهو كذلك، ولو جاءت بضده كل بثوث الأرض وشعوبها. ▫️ المصدر: افتتاحية النبأ صحيفة النبأ الأسبوعية العدد 466 الخميس 21 ربيع الآخر 1446 هـ

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً