قوة المسلمين تكمن في وحدتهم

منذ 2024-10-22

في تاريخنا الإسلامي، كانت الأزمات والنكبات أحيانًا منطلقًا لبعث الروح من جديد في الأمة، ففي مقتل هؤلاء الأبطال وفي تضحيّاتهم تكمن رسائل الإحياء والتحفيز للأمة.

على مر التاريخ، لم تستطع القوى الكبرى، مثل الروم، أن تهزم المسلمين إلا في حال انشغال الأمة بحروب داخلية وصراعات بين صفوفها.

فقد أدرك الأعداء أن قوة المسلمين تكمن في وحدتهم، وإذا نجحوا في زعزعة هذه الوحدة، تصبح الأمة فريسة سهلة لغزوهم ومؤامراتهم.

لكن التاريخ أيضًا يحمل بين طياته صفحات مشرفة، تبين أن هذه الأمة ما تلبث أن تستعيد عافيتها، وأن الله يبعث فيها الروح من جديد ويقودها نحو النصر.

في تاريخنا الإسلامي، كانت الأزمات والنكبات أحيانًا منطلقًا لبعث الروح من جديد في الأمة، كما حدث في القرن الخامس الهجري، حينما تفرقت صفوف المسلمين وتعرضت بلادهم لغزو الفرنج.

إلا أن الله سبحانه وتعالى بعث للأمة قائدًا شجاعًا، هو الشهيد عماد الدين زنكي، الذي قاد المسلمين نحو استعادة كرامتهم وأراضيهم المغتصبة، مما مهّد الطريق لنهضة جديدة. لقد أعاد هذا القائد ترتيب الصفوف وغرس روح الصمود في النفوس، ليعود الأمل ويزدهر النصر.

واليوم، ونحن نشهد ما يجري، ففي مقتل هؤلاء الأبطال وفي تضحيّاتهم تكمن رسائل الإحياء والتحفيز للأمة. رغم أن استشهادهم يشكل خسارة فادحة، إلا أن دماءهم تسري في عروق الأمة لتجدد الأمل في قلوب أبنائها، ولتشعل فيهم روح المقاومة والتحدي. 

إن سقوط القادة لا يعني نهاية الطريق، بل قد يكون بداية جديدة لصمود الأمة، إذ تستلهم من تضحياتهم شجاعة لمواصلة المسيرة.

إن استشهادهم، كما هو حال عظماء من قبلهم، يُظهر أن الأمة في لحظات ضعفها قد تجد في دماء الشهداء مصدر إلهام وقوة، وكما قال الله تعالى: {ولا تحسبن الذين قُتلوا في سبيل الله أمواتًا بل أحياءٌ عند ربهم يُرزقون}. 
فالشهداء في حياتهم أو بعد استشهادهم يبقون منارات للأمة، تحفزها على المضي قدمًا في مسار الكرامة والحرية.

وهكذا، فإن الأمل يظل معقودًا بأن الله سبحانه يبعث في الأمة من يحمل راية النصر، حتى في أحلك الظروف. وإن كان التاريخ قد علمنا شيئًا، فهو أن الأمة الإسلامية لا تنهار بغياب قادتها، بل تستمد من تضحياتهم القوة لتنهض وتواجه التحديات. 

ومهما اشتد بأس العدو، فإن روح التضحية والصمود لدى الأمة لا يمكن أن تنطفئ، بل تظل وقودًا لإحياء الأمل وبعث العزيمة في قلوب الأجيال القادمة.

______________________________________________

الكاتب: كتبه إياد العطية

  • 1
  • 0
  • 146
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    حيدرة الأحواز أبو عزام تاب من الرفض ولبى داعي الجهاد، فقتل على ثرى دولة الإسلام! سار من الأحواز قاصدا أرض الجهاد، باحثا عن رضى الرحمن، وخشيةَ ليلةٍ صبحُها بين يدي الديّان، فإما رزْق كريم وفردوس وجنان، أو خزْي وعذاب وكبٌّ للوجوه في كبد النيران... لم يُعِر لدنياه بالا، ولم يمنعه تعلق بأهل ولا حب لجاه أو مال، ما رده عن النفير القول "إن الوصول لأرض الجهاد من المحال"، فقد حسم أمره، وعقد النية، وتوكل على رب البرية، فهاجر كي يكون له الإسلام الحق هوية.   إنه أبو عزام الأحوازي، الذي عرف التوحيد وسلك دربه، بعدما كان رافضيا حتى النخاع، فقد اكتشف الضلال الذي كان يدور في فلكه، فهداه الله وشرح قلبه للإسلام، فسعى لأن تكون كل عائلته على المنهج الصافي ذاته الذي عرفه، بعيدا عن الشرك الرافضي وأهله.   لم يحتمل أن يجلس في تلك البقعة المنسية، فحينما عرف التوحيد رفض عيش الذل، بعدما أوجعته جراح أمته، لهذا قرر أن يتخلى عن عار القعود، يتخلى عن ماضيه، عن ذكرياته، عن حياته، وعن أهله وأحبائه، ويسخّر شبابه - ما مد الله عمره - في نصرة الإسلام والمسلمين، وسبيله في ذلك الجهاد، فذاك هو طريق الحق، وهو الذي يضمن له جنة عرضها السماوات والأرض، إنْ أخلص النية لله في سيره نحو فردوسها الأعلى.   لقد كان قرار أبي عزام أن يهاجر إلى سوح الوغى، ويتّجه إلى أرض الخلافة، أرض دولة الإسلام ودين الإسلام حيث تجتمع ملل الكفر كلها لمحاربة دين الله، فأخذ يبحث عمَّن هو قادر على إيصاله إليها، فيسّر الله له العثور على من يعينه ويساعده على تحقيق حلمه المنشود.   وحينما جاء ذلك اليوم الموعود، وحلّت ساعة الصفر، أخرج أبو عزام حقيبته، ووضع فيها بعض ما يحتاجه في طريق السفر، ثم اتجه لقريب له تائب من الرفض، ليكون رفيق رحلته، بعدما اتّفقا على النفير سويّة.   غادر ولم يلتفت خلفه، فهو قد طلّق الدنيا، وقرّر أنْ لا تقف بوجه هجرته أي عوائق، فانطلقا في رحلة لا عودة منها، وكان الأحوازي يدرك ذلك جيدا، بل يسعى أن تكون رحلته لا عودة منها، رحلة خاتمتها الشهادة، شهادة متقبلة عند الله، لعل الله يغفر له تلك السنوات التي عاشها في ضلال دين الرافضة، أو أن يرزق الله دولة الإسلام نصرا، يمكّنها من الوصول إلى الأحواز فيكون أبو عزام من بين فاتحيها، وحينها فقط له أن يدخل داره ثانية كما كان يردد.   قطع صاحبا السفر عدة مدن إيرانية، حتى وصلا إلى شخص يظنانه المهرّب الذي سيتولى عملية نقلهما إلى نهاية حدود إيران، لكنهما - وحينما تحدثا إليه - تبيّن أنه ليس الشخص المقصود، فخطفهما، بعدما أشهر السلاح بوجهيهما، ليقتادهما بعد ذلك إلى سجن سري في دار منعزلة، ويطالبهما بدفع فدية، وإلا سيقوم بتسليمهما للسلطات الإيرانية الرافضية، وحينها ستكون النتيجة محسومة في نظرهما، الموت على أيدي الروافض... ولأن أبا عزام وقريبه لم يكونا يملكان من المال شيئا سوى دولارات معدودة، لا تكاد تكفي أجرة السيارة، التي من المفترض أنْ تُقلّهما إلى نقطة العبور الحدودية، فقد جعل ذلك حبسهما يطول لأسابيع!   بعد أن طالت أيام السجن، عرض أبو عزام ورفيق رحلته على خاطفهما أن يسمح لهما بالاتصال على أحد الأشخاص، لعله يستطيع تأمين المبلغ الذي طلبه، وقدره عشرة آلاف دولار عن كل واحد منهما، فوافق الخاطف، وسلمهم أحد الهواتف النقالة التي صادرها منهما، ليتصلا على الشخص الذي تكفّل بمساعدتهما للوصول إلى أراضي الدولة الإسلامية، وما أن سمع بخطفهم، حتى سارع إلى تأمين مبلغ عشرين ألف دولار، ليوصلها بطريقته الخاصة إلى ذلك الخاطف، وليُخرِج أبا عزام وصاحبه من فوهة الموت، ومن عنق الزجاجة التي علقا بها. بعد تحريرهما من الخاطف عثرا على من يساعدهما على عبور الجبال، فاستقلا حافلة، قطع بهما سائقها كثيرا من الأودية، وصعد بهما شواهق الجبال، لكنهما كانا قلقين جدا، فجُلُّ همّهما أن يخرجا من حدود إيران الرافضية بسلام.   طيلة مدة الرحلة كان أبو عزام صامتا، فهو لا يجيد الحديث بالفارسية على الإطلاق، ما جعله يسلّم مقاليد الرحلة لرفيقه، الذي كان يتقنها بطلاقة، طالبا من أبي عزام أن يدّعي المرض، وأن تورّماً أصاب لثته وأسنانه جعله يعجز عن الكلام من شدة الوجع، وهو ما فعله أبو عزام ولأيام، خشية أن تُكتشف حقيقتهما بأنهما عربيان أحوازيان، حيث يمكن أن يعتقلهم الرافضة لمجرد وجودهما خارج الأحواز. مقتطف من صحيفة النبأ – العدد 12 السنة السابعة - الثلاثاء 24 ربيع الأول 1437 هـ قصة شهيد: حيدرة الأحواز أبو عزام تاب من الرفض ولبى داعي الجهاد، فقتل على ثرى دولة الإسلام!

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً