بعث الأنبياء في أصعب لحظات التاريخ
ينبغي على الدعاة النظر في تشكل عقول ونفوس أبناء جيلهم ثم الاجتهاد في طريقة دعوتهم وإقامة الحجة عليهم.
فتنة أقوامهم بالأصنام وتعظيمهم للآباء أعظم من فتنة من يأتي بعدهم بمعبوداتهم ..
ينبغي على الدعاة النظر في تشكل عقول ونفوس أبناء جيلهم ثم الاجتهاد في طريقة دعوتهم وإقامة الحجة عليهم ..
الإشكال الذي يقع عند الكثير المقارنة بين المعبودات من غير استحضار لأثر النفوس والعقول !
فتنة الأصنام عند قوم كانوا يعظمون الآباء لن تكون كفتنة الأصنام عند قوم وجدوا بعد قضاء الإسلام عليها وعدم تعظيمهم للآباء كما كان عند العرب !
لم تكن عند العرب الذين بعث فيهم النبي -صلى الله عليه وسلم- شبهات عقلية بل كانت نفسية أغلقت العقول وسيطرت عليها .. وتشبثات النفس أشد بكثير من شبهات العقل .. لعدم قبول النفس الحجج !
قال الله تعالى على لسانهم: {إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَىٰ أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَىٰ آثَارِهِم مُّهْتَدُونَ}.
وسبب موت أبي طالب على الكفر مع معرفته للحق هو عدم الرغبة في الموت على غير ملّة عبدالمطلب !
ولمّا سئل خالد بن الوليد -رضي الله عنه- عن سبب تأخر إسلامه قال: (كان أمامنا رجال كنا نرى أحلامهم كالجبال)
ولمَّا سئل عمرو بن العاص -رضي الله عنه-عن نفس السؤال قال:
إنَّا كنَّا مع قومٍ لهم علينا تقدُّمٌ وسنٌّ، توازي حلومُهم الجبال، ما سلكوا فجًّا فتبعناهم إلا وجدناه سهلاً، فلما أنكروا على النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم أنكرنا معهم، ولم نفكِّر في أمرنا، وقلَّدناهم، فلَّما ذهبوا وصار الأمر إلينا؛ نظرنا في أمر النبيِّ صلَّى الله عليه وسلَّم فإذا الأمر بيِّنٌ؛ فوقع في قلبي الإسلام
القصد من ذلك:
١- بيان أنّ كل زمان له فتنته، ومن الخطأ قياس الفتن من غير النظر إلى أثرها في أهل الزمان.
٢- لا يظن الداعية أن زمانه وفتنه أشد من زمان وفتن الأنبياء ولا أنّ أعداءه سيكونوا أشد من أعداء الأنبياء.
٣- معرفة الداعية هذه المعاني يقلل من نسبة التأسي والتذمر والتحجج -المبالغ فيه- بفتن هذا العصر، ويصرف الهم للاستعانة بالله وسؤاله الثبات والهداية والاجتهاد في التعرف على الإسلام وامتثاله مادام في العمر بقية.
- التصنيف:
عنان عوني العنزي
منذ