دلائل ووسائل معية الملائكة للمؤمنين

منذ 2024-12-12

المؤمنون يحسُّون معية الله والملائكة بهدايتهم وتثبيتهم: فتجدهم مثبتين على الحق، محبِّين للخير دائمين دائبين عليه.

الحمد لله، {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ} [البقرة: 278].

 

الله سبحانه وتعالى مع المؤمنين، ومع الذين اتقوا والذين هم محسنون، ومع الصابرين، ومع المؤمنين، ولا ريب أن المؤمنين يحسُّون بوجود معية الله معهم، ووجود الملائكة معهم، يحسُّونهما بتوفيق الله لهم في أمورهم؛ فتجدهم موفقين في اختيارهم لأصحابهم ومساكنهم ودراستهم، وفي أعمالهم، وفي أولادهم وأهلهم، وفي ترتيب أوقاتهم.

ألا ترى الله سبحانه يختار لك أمورًا قد لا تقتنع فيه ابتداءً، لكن عاقبتها تكون خيرًا لك، وهذا هو التوفيق. والمثل يقول: "الخير فيما اختاره الله". نعم، الرضا بالله ربًّا والرضا بالقدر هو الخير كل الخير {فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا} [النساء: 19]. 
ألم تكن أم موسى عليه السلام خائفةً على ابنها موسى عليه السلام من الغرق ومن قتل فرعون له؟ فماذا كانت النتيجة غلبة موسى وهزيمة فرعون ونجاة بني إسرائيل؟ ألم يكن يعقوب عليه السلام حزينًا على ابنه يوسف عليه السلام؟ فماذا كانت النتيجة؟ تمكين يوسف عليه السلام ورجوع أبويه وإخوانه.

ألم تكن أم سلمة حزينة أن مات زوجها ولا تتوقع أن تجد خيرًا منه؟ فخطبها رسول الله صلى الله عليه وسلم. ألم يكن الصحابة متضايقين أن فاتتهم عير قريش يوم بَدْر؟ فماذا كانت النتيجة؟ لقوا الجيش بقيادة زعماء قريش فقتلوا جميعًا، ونصر الله رسوله والمؤمنين ورفع قدرهم.

 

المؤمنون يحسُّون معية الله والملائكة بتيسير أمورهم، فتجد أمورهم ميسرة، ومقضية، وسلسة، وكثيرًا من المصاعب تبتعد عنهم، وكثيرًا من المصائب تجانبهم، تتيَسَّر لهم أبواب الرزق، والعلم، والذرية، والعلاج، وقد قال سبحانه: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ} [الطلاق: 2، 3].

 

المؤمنون يحسُّون معية الله والملائكة بدفع الأذى عنهم؛ فتجد الله سبحانه يدفع عنهم كيد الكائدين، ويرد عنهم حقد الحاقدين، فينتقم الله من عدوِّهم، ويخذله، ويكله إلى نفسه، ويصير إلى ذل، والشواهد من القرآن الكريم أوضح مثال في أعداء الأنبياء عليهم السلام والصالحين.

 

المؤمنون يحسُّون معية الله والملائكة بهدايتهم وتثبيتهم: فتجدهم مثبتين على الحق، محبِّين للخير دائمين دائبين عليه. ولولا معية الله لهم لما ثبتوا، قال سبحانه: {يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ} [إبراهيم: 27]، تأتيه الإغراءات والشبه والخواطر والنماذج الممسوخة من المفتونين، فيصرفها الله عنهم، قال الصحابة رضي الله عنهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم: إن أحدَنا لَيَجد في نفسه ما يتعاظم أن يتكلم به. قال صلى الله عليه وسلم: «أو قد وجدتموه» ؟، قالوا: نعم. قال: «ذاك صريح الإيمان»؛ (رواه مسلم). وفي رواية: جاء رجلٌ إلى النبيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ فقال: يا رسولَ اللهِ، إنَّ أحدَنا يجدُ في نفسِه، يُعَرِّضُ بالشيء، لأنْ يكونَ حُمَمةً أحبَّ إليه من أن يتكلَّم به، فقال صلى الله عليه وسلم: «اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، اللهُ أكبرُ، الحمدُ للهِ الذي ردَّ كيدَه إلى الوسوسةِ»؛ (رواه أبو داود).

 

كل تلك أدلة على مصاحبة الملائكة للمؤمنين، وحومها حولهم.

 

وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ضربَ اللهُ تعالى مثلًا صراطًا مستقيمًا، وعلى جنْبَتَيِ الصراطِ سورانِ، فيهما أبوابٌ مُفَتَّحَةٌ، وعلَى الأبوابِ ستورٌ مُرْخَاةٌ، وعلى بابِ الصراطِ داعٍ يقولُ: يا أيُّها الناسُ، ادخلوا الصراطَ جميعًا ولَا تَتَعَوَّجوا، وداعٍ يدعُو مِنْ فَوْقِ الصراطِ، فإذا أرادَ الإِنسانُ أنْ يفتحَ شيئًا مِنْ تِلْكَ الأبْوابِ قال: وَيْحَكَ لا تَفْتَحْهُ، فإِنَّكَ إِنْ تَفْتَحْهُ تَلِجْهُ، فالصراطُ الإسلامُ، والسُّورانِ حدودُ اللهِ، والأبوابُ الْمُفَتَّحَةُ محارِمُ اللهِ تعالى، وذلِكَ الدَّاعِي على رأسِ الصراطِ كتابُ اللهِ، والداعي مِنْ فوقٍ واعظُ اللهِ في قلْبِ كُلِّ مسلِمٍ»؛ (رواه أهل السنن بسند صحيح). واعظ الله سبحانه في القلب هو الدليل على التوفيق.

 

وقال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ لِلملَكِ بقلب ابن آدم لَمَّةً، وللشيطان لَمّةً، فلمّةُ الملَك إيعادٌ بالخير وتصديقٌ بالوعد، ولَمَّةُ الشيطان إيعاد بالشرِّ وتكذيب بالحق»؛ (رواه الترمذي).

 

الملائكة تأوي إلى قلوب المؤمنين؛ لأنها خلقت من نور، وقلوب المؤمنين مليئة بالنور.. نور الوحي، الذي يهديهم في الدنيا في ظلمات المعاصي والفتن، ويضيء لهم في الآخرة في المحشر وعلى الصراط، كما قال الله سبحانه: {يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ} [الحديد: 12، 13].

 

وهذا النور من القوة الكافية لدحر أي شيطان، وكشف أي ظلمة، قال سبحانه: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [النور: 35].

 

كيف نحصل على هذا النور؟ وكيف تكون قلوبنا مضيئة صافية؟

أولًا: بتقوية الإيمان بالله سبحانه؛ لأنه سبحانه وتعالى النور: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}، وحجابه النور، قال صلى الله عليه وسلم: «حجابه النور»، وقال صلى الله عليه وسلم: «نور أنَّى أراه»، وبقدر إيمانك بالله سبحانه يزيد النور في قلبك، والضياء في حياتك.

 

ثانيًا: بكثرة العبادة لله سبحانه؛ لأن العبادات تنوِّر ظاهر العبد وباطنه، قال صلى الله عليه وسلم: «الصلاة نور»، وقال صلى الله عليه وسلم: «إنَّ أمتي يأتون يوم القيامة غرًّا مُحجَّلين من أثر الوضوء»، فمن أكثر الوضوء والصلاة والذكر والصدقة والعمرة وصلة الرحم والإحسان للخلق؛ ازداد نوره.

 

ثالثًا: بتلاوة القرآن وختمه؛ لأن القرآن نور، قال سبحانه: {قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللَّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُبِينٌ} [المائدة: 15]، وقال عز وجل: {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُبِينًا} [النساء: 174].بينما أُسَيْد بن حُضَيْرٍ رضي الله عنه لَيْلَةً يَقْرَأُ في مِرْبَدِهِ، إذْ جَالَتْ فَرَسُهُ، فَقَرَأَ، ثُمَّ جَالَتْ أُخْرَى، فَقَرَأَ، ثُمَّ جَالَتْ أَيْضًا، قالَ أُسَيْدٌ: فَخَشِيتُ أَنْ تَطَأَ يَحْيَى، فَقُمْتُ إلَيْهَا، فَإِذَا مِثْلُ الظُّلَّةِ فَوْقَ رَأْسِي فِيهَا أَمْثَالُ السُّرُجِ، عَرَجَتْ في الجَوِّ حتَّى ما أَرَاهَا، فلما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم قالَ: «تِلكَ المَلَائِكَةُ كَانَتْ تَسْتَمِعُ لَكَ، ولو قَرَأْتَ لأَصْبَحَتْ يَرَاهَا النَّاسُ ما تَسْتَتِرُ منهمْ»؛ (رواه مسلم).

 

رابعًا: بحب الرسول صلى الله عليه وسلم واتِّباعه وتوقيره؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نور، قال سبحانه: {يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا * وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَسِرَاجًا مُنِيرًا} [الأحزاب: 45، 46]، فهو صلى الله عليه وسلم سراج لأُمَّته، بهدايتها، أنار لها الطريق، وتركها على المحجَّة البيضاء، ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها إلا هالك. وقال كعب بن زهير بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم:

إن الرسول لسيفٌ يُستضاء به   **   مُهنَّد من سيوف الله مسلول 

 

فكافأه وألبسه بُرْدَتَه.

 

خامسًا: بالدعاء، وكان من دعاء النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهمَّ اجعلْ في قلبي نورًا، وفي لساني نورًا، وفي بصري نورًا، وفي سمعي نورًا، وعنْ يميني نورًا، وعنْ يساري نورًا، ومنْ فوقي نورًا، ومنْ تحتي نورًا، ومنْ أمامي نورًا، ومنْ خلفي نورًا، واجعلْ لي في نفسي نورًا، وأَعْظِمْ لي نورًا»؛ (رواه البخاري ومسلم).

 

فليس نور المؤمن في قلبه فقط؛ بل في كل جوانحه وجوارحه، يبدأ النور من القلب، ثم ينتقل للأطراف والجوارح، والمقصود بهذا النور العلم والهداية كما استدل القرطبي رحمه الله بقوله تعالى: {أَفَمَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ} [الزمر: 22]، وقال سبحانه: {أَوَمَنْ كَانَ مَيْتًا فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُورًا يَمْشِي بِهِ فِي النَّاسِ} [الأنعام: 122]، يعني أن كل عضو يضع الله فيه نورًا يهديه للحق ويمنعه ويبعده من الباطل.

عصام بن عبد المحسن الحميدان

أستاذ مساعد بقسم الدراسات الإسلامية والعربية بالجامعة - الظهران

  • 0
  • 0
  • 89
  • عبد الرحمن محمد

      منذ
    صفات الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة • ثالثا: أن يكون ساترا لجميع البدن ومنه الوجه والكفان: قال تعالى: {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن ذٰلك أدنىٰ أن يعرفن فلا يؤذين وكان الله غفورًا رحيمًا} [الأحزاب: 59]، وفي هذه الآية أمر الله سبحانه نبيه -صلى الله عليه وسلم- أن يأمر النساء عموما، ويبدأ بزوجاته وبناته لشرفهن ولأنهن آكد من غيرهن، أن يغطين وجوههن من فوق رؤوسهن بالجلابيب، والجلباب هو ما يكون فوق الثياب من رداء وإزار وخمار ونحوه [تفسير ابن كثير وتفسير السعدي]. رابعا: أن لا يكون لباس شهرة: قال رسول الله، صلى الله عليه وسلم: (من لبس ثوب شهرة في الدنيا ألبسه الله ثوب مذلة يوم القيامة ثم ألهب فيه نارا) [أخرجه أبو داود وغيره وحسنه المنذري]، والمراد بلباس الشهرة: هو اللباس الذي يثير الاستغراب والاستقباح عند الناس! بتعبير آخر: هو اللباس الذي يعرض صاحبه للتشهير وحديث الناس لغرابة لونه أو صفته أو كيفية خياطته، ويختلف ثوب الشهرة من زمن لآخر ومن مكان لآخر، فقد يعد لباس في زمن ما أو بلد ما لباس شهرة، ولا يعتبر كذلك في زمان آخر أو بلد آخر، وفق الأعراف. خامسا: أن لا يشبه لبس الكافرات: فمن أهم أصول الدين مخالفة الكفار والمشركين، وهذا الأصل ثابت وراسخ في الكتاب والسنة الصحيحة، من ذلك قوله -صلى الله عليه وسلم- لعبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنه- حينما رآه لابسا ثوبين معصفرين: (إن هذه من ثياب الكفار فلا تلبسها) [رواه مسلم]، ومن لباس الكافرات اليوم ما تلبسه النصرانيات واليهوديات والعلمانيات والوثنيات. سادسا: أن لا يشبه ملابس الرجال: فعن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: (لعن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الرجل يلبس لبسة المرأة، والمرأة تلبس لبسة الرجل) [رواه أبو داود وغيره وصححه الحاكم]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (ليس منا من تشبه بالرجال من النساء ولا من تشبه بالنساء من الرجال) [رواه الإمام أحمد]. سابعا: أن لا يكون لباس زينة يلفت الأنظار: لقوله تعالى: {ولا يبدين زينتهن} [النور: 31]، وقوله سبحانه: {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولىٰ} [الأحزاب: 33]، وقوله صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا، وأمة أو عبد أبق فمات، وامرأة غاب عنها زوجها وقد كفاها مؤنة الدنيا فتبرجت بعده، فلا تسأل عنهم) [حديث صحيح رواه الإمام أحمد]، فإذا كان حجاب المرأة في ذاته زينة فلا يسمى حجابا، لأن العلة من تشريع الحجاب هي منع ظهور الزينة للأجانب، فلا يعقل حينئذ أن يكون الحجاب نفسه هو زينة! فعلى المسلمة التي تريد أن تحقق هذا الشرط أن تراعي في ثوبها بأن يكون خاليا من الزخارف وأن لا يجذب لونه أنظار الرجال. ثامنا: أن لا يكون مطيبا (معطرا أو مبخرا): قال صلى الله عليه وسلم: (أيما امرأة استعطرت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية) [أخرجه النسائي وغيره، وقال الترمذي: حديث حسن صحيح]، وقال صلى الله عليه وسلم: (إذا خرجت إحداكن إلى المسجد فلا تقربن طيبا) [حديث صحيح رواه الإمام أحمد]، قال ابن دقيق العيد: «وفيه حرمة التطيب على مريدة الخروج إلى المسجد لما فيه من تحريك داعية شهوة الرجال» [فيض القدير للمناوي]. أختاه المسلمة: هذه هي صفات حجابك الشرعي التي يحرم عليك مخالفة إحداها أمام الرجال الأجانب، وهم جميع الرجال غير المحارم، ومحارم المرأة التي لا حرج عليها من عدم التحجب عنهم هم الذين ذكرهم الله تعالى في سورة النور في الآية 31 حيث قال سبحانه: {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ عَوْرَاتِ النِّسَاءِ}، فليس من محارمك أيتها العفيفة أخو زوجك وابن عمك وابن خالك وغيرهم من أقاربك، فإياك أن تتكشفي أمامهم فقد قال نبيك، عليه الصلاة والسلام: (إياكم والدخول على النساء) فقال رجل: يا رسول الله أفرأيت الحمو؟ قال صلى الله عليه وسلم: (الحمو الموت) [متفق عليه]، قال النووي: الأحماء -جمع حمو- هم أقارب الزوج، ووصفهم الحديث بالموت لأن الخلوة بقريب الزوج أكثر من الخلوة بغيره والشر يتوقع منه أكثر من غيره لتمكنه من الوصول إلى المرأة والخلوة بها من غير نكير بخلاف الأجنبي [شرح النووي على مسلم]. ◽ المصدر: صحيفة النبأ – العدد 23 السنة السابعة - الثلاثاء 12 جمادى الآخرة 1437 هـ مقتطف من مقال: صفات الحجاب الشرعي للمرأة المسلمة

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً