{وإن خفتم شقاق بينهما}

منذ 2024-12-21

الشِّقاق الزوجي: ذلك المرض الخبيث الذي ما عاد نادرًا كما كنا نسمع عنه من ذي قبل في الأزمنة البعيدة؛ بسبب شيوع الأجواء الْمُجَرْثَمة التي خَلَت من هدايات الوحي وأنوار النبوة، وخَوَت من عبير المودة، ونسائم الرحمة.

يأتي هذا المقال بعنوانه الدقيق اللافت في أجواء اجتماعية حداثية حسَّاسة، فمما لا يخفى على كل لبيب تلك الاضطراباتُ المجتمعية المتنوعة التي تضرب المجتمع في أعماقه ليلَ نهارَ؛ ومنها موضوع (الشِّقاق الزوجي).

 

ذلك المرض الخبيث الذي ما عاد نادرًا كما كنا نسمع عنه من ذي قبل في الأزمنة البعيدة؛ بسبب شيوع الأجواء الْمُجَرْثَمة التي خَلَت من هدايات الوحي وأنوار النبوة، وخَوَت من عبير المودة، ونسائم الرحمة.

 

ولمَّا كان العلاج الناجع - دائمًا وأبدًا - لأدواء البشرية في كتاب الله تعالى وسُنَّة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، كان من اللازم أن تلتفت القلوبُ قبل العقول إليهما لحلِّ هذه المشكلة الْمُزْمِنة حلًّا راقيًا لا يتأتَّى كماله وجماله وتمامه من أي كتاب آخر في الوجود.

 

إذ العنوان الذي يتصدر المقال هو آية قرآنية من حُزمة آياتٍ تلتفُّ حول وحدة موضوعية واحدة، تلتقي دلالات تلك الوحدة الموضوعية الهادفة باسم السورة الكريمة التي تحيط بالآيات التقاءً انسجاميًّا معجزًا؛ سورة (النساء).

 

وهذا دليل على ما أفاءه الله عزَّ وجلَّ على بنات حوَّاءَ في عالم الزواج من اهتمام وعناية، فحيثما تشتعل نيران الفرقة بين الزوجين، ويُطِلُّ شبح الشِّقاق برأسه الشيطانية اللعينة، فسرعان ما يحتوي القرآن الكريم هذه الأجواء الملتهبة، ويزرع ورودَ الأمل في كل مكان زلزلته براثن الألم.

 

ومن أبرز مظاهر الإعجاز القرآني العظيم في هذه الآية الكريمة التي مسَّت شَغافَ القلب قبل التسلُّل إلى دَوحة العقل؛ لحل هذه المشكلة الشائكة، وتفكيكه لما تعقَّد من عُراها الْمُوثَقة.
 

أولًا: ضرورة المرجعية:

حيث نجد أن الله سبحانه وتعالى يوجِّه الخطاب في هذه الآية المباركة للمَعْنِيِّين بالزوجين، وللحريصين على استقرار حياتهما، وهذا يشير إلى معنًى عظيم في أعماق الآية الكريمة؛ وهو خطورة المرجعية في حياة الأزواج، وضرورتها لاستدامة الحياة بينهما في أمان وسلام، فلو أن الآية العظيمة أتَتْ في أي أسلوبٍ آخرَ بعيدٍ عن أسلوب التحديد والتعيين لأشخاص مخصوصين، يُناط برقابهم مسؤولية حسَّاسة تجاه طرفي الزواج - لكان لها في رَواقِ الفَهم وضعٌ آخر.

 

ثانيًا: الخوف الإيجابي:

ويتأتى ذلك من عَبَقِ المستوى الدِّلالي الرفيع للفظة القرآنية الواردة في الآية الكريمة {خِفْتُمْ}؛ إذ يرتقي هذا المستوى الصاعد عن مستويات دَلالية أخرى لألفاظ عربية عديدة، كان من الممكن أن تحِلَّ - بإذن الله تعالى - محلَّ هذه اللفظة، كلفظة (استشعرتم) مثلًا، لولا أن لفظة {خِفْتُمْ} مقصودة لعلاج هذا الداء الْمُسْتَعِر، فإيحاءات هذه اللفظة ترمي إلى الأثر النفسي الضارب في نفوس الذين تقع على عواتقهم مسؤولية رأب الصدع في رَواقِ الحياة الزوجية المقدَّسة؛ من خوف شديد يتأتَّى من حساسية استشعارهم، ودقة إدراكهم لشبح الشِّقاق الزوجيِّ الفتَّاك، الذي يستفحل في دوحة الحياة الزوجية الوارفة، فيُحيلها هشيمًا تذروه الرياح، فشدة الخوف – إذًا - تدفع إلى شدة الحذر والحيطة، وشدة الحذر والحيطة تدفع بالضرورة إلى مضاعفة المجهود، ومضاعفة المجهود تُذيب العراقيل، وتسحق السدود، بفضل الله تعالى وعونه.

 

ثالثًا: إحسان التوصيف:

يتضح ذلك من وسائل العلاج العبقرية التي تفيض من جلال الآية الكريمة، التي تتألَّق على جبين هذا المقال؛ حيث اصطفاء الله تعالى للفظة (شقاق) الواردة في الآية، دون غيرها من الألفاظ التي قد تؤدي المعنى في النفس الإنسانية؛ كلفظة (الخلاف) مثلًا.

 

حيث إن لفظة (الشقاق) تُوحي بمعنى الانقسام في الجزء الواحد، واللُّحمة الواحدة، فليست الحياة الزوجية - إذًا - كما يتوهم البعض جزأين منفصلين، وقطاعين متباينين، وإنما هي تُبنى بجزأين متمايزين، ثم بالعشرة الطيبة ينصهر كلٌّ منهما في الآخر حتى يصيرا جزءًا واحدًا، فإذا ما استقر هذا المعنى استقرارًا راسخًا في نفوس الذين يتصدرون للعلاج، أنتجت عقولهم أقصى ما يمكن إنتاجه من حلول لتطهير رَواقِ الزواج الشريف مما علِق به من أدران، وحلَّ فيه من أوضار.

 

ثم إن من الدروس العلاجية المستفادة من إيحاءات اللفظة القرآنية (شِقاق) دون سواها من الألفاظ العربية، إرشادَه تعالى للمتصدِّرين للعلاج بطبيعة الداء ومجاله وحدوده، الذي يتأتى من جرس اللفظة وإيقاعها الدقيق اللافت إلى خطورة الأمر الواقع بين الزوجين، الذي قد تتفاقم ضخامته إلى حد نسف الحياة الزوجية من قواعدها المكِينة، فيكون وصف الدواء على قدر توصيف الداء، والشعور به، والإدراك له.

 

واللفظة تغمُر النفس بمعنى انقسام الجزء الواحد إلى قسمين، التحما قديمًا بطول العشرة، وسحائب المعروف، حتى فجعهما انفجارٌ مهولٌ عنوانه الشقاق، فَلَقَ الكلَّ فأحاله إلى جزأين، ودمغ الواحد فصيَّره نصفين، فيتم على إثر هذا التوصيف الدقيق المُحدَّد إدراك البواعث، وملامسة الآثار، واستشعار العواقب، ثم استشفاف الحلول النافذة التي تمرِّغ أنوف أبالسة التفريق في الرغام، وتُحصِّن الأجواء الزوجية الطاهرة من تسرُّب جراثيم الشقاق إليها، وسريان سرطان الفُرقة في بنيانها الشامخ.

 

رابعًا: ثمرة الشقاق:

طَلْعُ شجرة الشقاق تحدده الآية الكريمة تحديدًا موجزًا رائعًا في كلمة واحدة؛ وهي قوله تعالى: {بَيْنِهِمَا}، وهذه الكلمة هي آخر جزء من بناء الآية الكريمة التي معنا، والثمرة هي آخر مرحلة من مراحل الغِراس، وثمة علاقة شفيفة بين آخر كلمة في بناء الآية، وآخر مرحلة من مراحل الشقاق الزوجي، فكأن آخرَ كلمة في الآية الكريمة تصِف نهاية الشقاق في علاقة الزواج؛ وهي (البينية)، تلك البينية التي ترسم بدقة معنى الانفصال والانقسام، ليجسِّد لنا القرآن العظيم شناعة هذا الشقاق المؤلم أدقَّ تجسيد، ويصف شؤمه، ويُجلِّي بشاعته، ويُبرز ثمرته، تلك الثمرة المريرة التي تعود بالعلاقة المترابطة المتينة التي امتزجت أجزاؤها حتى صارت جزءًا واحدًا، إلى أساس بنائها من الثنائية والتمايز.

 

ومما سبق يتضح أن خلاصة القول في هذا المقال تتبلور فيما يأتي:

١- الشقاق الأسري ليس أمرًا هامشيًّا في واقع الحياة المعاصرة، وإنما هو داء مستفحل يستوجِب الهِمَّة، وتشمير السواعد لمجابهته، والقضاء على كل بواعثه، وجميع أسبابه بعِلْمٍ وحكمة.

 

٢- القرآن الكريم والسُّنَّة النبوية المطهَّرة يمثِّلان القِبلة العظيمة التي نتوجه إليها في الاستشفاء من كلِّ ما يحيق بالإنسانية من أدواء وأوصاب.

 

٣- الآية القرآنية - عنوان هذا المقال - تشير إلى الداء، وتحمل في طياتها الإعجازية دقائق الدواء، وهذه العظمة الشامخة يستحيل أن تتأتى في غيرِ القرآن الكريم.

 

٤- المرجعية الرشيدة من العدول وأهل الخبرة هي الوسيلة الأولى والأساسية من أهم وسائل العلاج الناجع للشقاق الزوجي؛ إذ لا يتصور أن يتم احتواء مثل هذه الأمور الخطيرة بأصحاب الأيادي المرتعشة، والعقول القاصرة، والأنفاس القصيرة، والصدور الضيقة، والقلوب الملتاثة.

 

٥- الخوف الإيجابي لا يُعاب على الرجال، بل إن من دلائل الرجولة الراشدة أن يحمل الإنسان في كيانه مَعينًا لا ينضُب من الخوف المعتدل، فهناك من مشكلات الحياة ما لا يتم علاجه، ولا يستقيم سداده، إلا باستشعار الخوف المعتدل من مغبَّة انتشاره، وكارثة استفحاله.

 

٦- إحسان التوصيف للداء، والتدقيق في الإبانة عن ملامحه وأعراضه محورٌ رئيس من أهم المحاور التي تدور عليها آليات العلاج السريع، وطرائق الشفاء النافذ.

 

٧- الوقوف على ثمرة الشقاق الزوجي طريقُ الاحتراز من تكراره في حالات أخرى، ودليل فلاح للذين يسعون في الإصلاح، ثم الوقوف على ثمرة الشقاق الزوجي - يمثِّل مرآة ينعكس على دقائق صدقها حجمُ هذا الداء الوبيل، وشدة خطورته، وآثار وبائيته.

_____________________________________________________
الكاتب: أحمد عبدالحكم صالح سلامة

  • 1
  • 0
  • 102
  • عنان عوني العنزي

      منذ
    صيدنايا والنفاق العالمي يغلب على السنوات الخدّاعات صبغتان متجذّرتان: صبغة "جاهلية" تصبغ المعتقدات، وصبغة "دجلية" تصبغ سلوك الأفراد والجماعات، ومن ذلك حالة الدجل والنفاق العالمي التي طغت على وسائل الإعلام في قضية سجن صيدنايا، الذي أدارته "الأقلية" النصيرية العلوية الكافرة لعقود، عذبت وقتلت فيه آلاف المسلمين. على مسرح الأحداث، وبغير سابق إنذار، صار الإعلاميون يمثلون دور المندهش والمصدوم من مآسي صيدنايا الجاثم على ثرى الشام لأكثر من ثلاثين عاما؛ وكأنّه كان غيبا كُشف حجابه للتو! وكأنّ جرائم النصيرية أمام الشاشات، أقل بشاعة من جرائمهم في أقبية المعتقلات! أو لعلها صدرت عن نظام وردي كان يرمى الناس بالخزامى وبراميل الورود!! إنه دجل ونفاق عابر للحدود. فهل خفيت على وسائل النفاق العالمي جرائم النشر بالمناشير والقصف بالبراميل والكيماوي وغيرها الكثير، وظهرت فقط جريمة صيدنايا؟! لماذا يحاول الدجالون إقناع الجمهور بأن جرائم صيدنايا كانت "استثناء" وليست سياسة معتمدة لدى سائر الطواغيت؟! لماذا يوهمون الناس أنها كانت "أسرارا تحت أرضية" لم تُكتشف إلا بسقوط الأسد من أعين النظام الدولي؟! وبما إنّ شهية الإعلام مفتوحة هذه الأيام على مآسي الأمة ودموع مراسليه غزيرة؛ فهذا بلاغ إلى جميع وسائل الإعلام المرهفة التي ذرفت دموع النفاق على ضحايا صيدنايا، هل ندلكم على أفرع أخرى لصيدنايا لم تسقط بعد من عين النظام الدولي؟! اذهبوا إلى صيدنايا أفرع لبنان، والأردن، وتركيا، وكلها قريبة؟! ومثلها صيدنايا فرع مصر، وأفرع السعودية والإمارات وبقية دول الخليج، ومثلها أفرع المغرب وتونس وليبيا والجزائر والسودان الجريح. بل اذهبوا إلى أفرع صيدنايا التي تملأ العراق حيث يتعرض فيها أسرى المسلمين لأبشع صور التعذيب والقتل البطيء على أيدي الرافضة الذين صار "عديم الشرع" حارسا لمعابدهم مؤاخيا لحكومتهم الرافضية "الموقرة! في"سوريا الحرة" تماما كما كان عليه الحال في "سوريا الأسد!" بل هل ندلكم على ما هو أقرب إليكم من ذلك كله، اذهبوا إن استطعتم إلى صيدنايا فرع "إدلب! " الذي يُمسي فيه المجاهد أسيرا، ولا يُصبح إلا داخل السجون العسكرية التركية، بعد الاستعانة بمصباح "عدو الدين" للخدمات الأمنية السحرية!! فإن أبيتم هذا وذاك، فاذهبوا إلى أكبر صيدنايا في سوريا، فرع الهول وغويران حيث الأهوال التي تُرتكب جهارا نهارا في أكبر سجون بشرية علنية يقبع فيها آلاف المجاهدين والمهاجرين الأبرار وعوائلهم الأطهار الذين جاهدوا على ثرى الشام منذ الأيام الأولى للثورة وأسقطوا النظام فعليا لولا تدخل طواغيت الشرق والغرب مع "الثوار!" إنّ في كل بلد طاغوت، ولكل طاغوت صيدنايا ولكنه الدجل الإعلامي والنفاق العالمي، إنها شبكات عالمية للاتجار بمعاناة الناس أو الانقلاب عليها بحسب تقلُّب المزاج الدولي! وأضوائه الخضر والزرق!! وللمفارقة، فإنه بينما تتوجه اليوم وسائل الإعلام إلى صيدنايا للتباكي على أسراه؛ كانت ذاتها تتوجه إلى أسرى غويران والهول، لا لتنقل معاناتهم ولا لتتباكى عليهم، وإنما لتتشفّى بمصابهم وتبتزهم وتساومهم على البث الحي!! وتمارس بحقهم أقذر صور الخِسّة الإعلامية! لعلها تظفر بتراجع أو استجداء تسوِّقه للغثاء، فلا تعود إلا خاسئة ذليلة. كانت وسائل الإعلام التي تبكي صيدنايا اليوم تذهب إلى الهول لتمارس التشبيح الإعلامي بحق المؤمنات الصابرات الطاهرات اللواتي دفعن وأزواجهن ضريبة الإيمان والانتصار لإخوانهم الشاميين في جهاد لا يرجون من أحد شكره ولا ذكره. كانت قنوات الدجل تذهب إلى الهول لتقدّم مادة إعلامية تشويهية بحق الأطفال الأسرى! المحتجزين بقرار ورغبة دولية في ظروف قاسية بتهمة "الإرهاب" التي يفرّ منها الخونة اليوم، ويقدّمون لتفاديها كل التنازلات. أسرى الهول وغويران الذين تتنافس الميليشيات الكردية والثورية والتركية على التقرب إلى الصليبيين بإمساك ملفهم وشد وثاقهم!، أسرى الأهوال الذين دأبت الحكومات الصليبية والمرتدة على التحذير من إطلاق سراحهم أو التساهل معهم أو حتى الانشغال عنهم! وهو ما عبّر عنه قبل أيام "سيناتور أمريكي" بقوله: "علينا ضمان عدم إطلاق سراح ما يقرب من ٥٠ ألف سجين من الدولة الإسلامية في شمال شرق سوريا"، محذّرا مُقرًا بأنّ هروبهم "سيكون كابوسا لأمريكا". هذا "الكابوس" لا يطارد أمريكا الصليبية وحدها، بل يطارد أذنابهم المرتدين من الحكومات والميليشيات، ولذلك لا تجد وسائل الإعلام في هذه السجون مادة للاتجار بالمأساة والمعاناة، بل مادة للمزايدة والتشويه والمعاداة ليس للمجاهدين فحسب، بل حتى لنسائهم وأطفالهم، فهؤلاء في عرف القوانين الجاهلية الدولية والثورية "إرهابيون" برتبة أطفال ونساء!! لا تشملهم "الثورة العوراء" ولا "إنسانيتها" الجوفاء. ولكن ما ضرّهم إن لم يشملهم هذا الغثاء؛ إن شملتهم رحمة المولى سبحانه ولطفه وحسن ثوابه، وقد قضى في كتابه: {أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ ۖ بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ}، فلن يُضيع عباده الذين هاجروا وجاهدوا وصبروا وأوذوا في سبيله، وسينتقم بعدله من الصليبيين والمرتدين وكل المتورطين في فصول هذه الجريمة التاريخية، بعذاب من عنده أو بأيدينا، فاللهم دبّر لنا فإننا لا نحسن التدبير. ومن مظاهر الدجل الإعلامي الذي رافق سقوط الأسد، تبدُّل سلوك الإعلام الموالي للنظام، حيث أقبل "شبيحة الأسد ثوار" يطبلون للثورة بعد أن كانوا قبل أيام ينبحون عليها، حتى غدا الفرق بين "الثوري" و"الشبيح" إسقاط علم ورفع آخر كلاهما من صنع "سايكس بيكو" فيا لهوان الثورة وهوان إعلامها. من الناحية الشرعية، فإنّ العاملين في وسائل الإعلام النصيرية هم كفار مرتدون محاربون، يستوي في ذلك ذكورهم وإناثهم من المراسلين والمحرِّرين والمصوِّرين و"الممثلين" وكل من له صلة بالمنظومة الإعلامية النصيرية التي عكفت سنوات تناصر الطاغوت وتنافح عنه وتؤيد جرائمه، وإنّ تبديل هؤلاء جلودهم بين ليلة وضحاها من "التشبيح إلى الثورة" يُعد استخفافا بالدماء وإمعانا في الإجرام، وإنّ حكم الإسلام فيهم هو القتل ردَّة جزاء وفاقا لأنهم أولياء وأعوان الطاغوت حكمهم حكمه لقوله تعالى: {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَىٰ إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ ۚ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}. كما أنّ تصنيفهم إلى إعلاميين "حربيين وغير حربيين" والدعوة إلى محاكمتهم بالقانون هو ضرب من ضروب الجاهلية المتجذّرة، فإنّ القانون هو الذي حماهم وجرأهم على دماء وأعراض المسلمين في عهد "سوريا الأسد، وهو الذي سيكفل حمايتهم في عهد "سوريا الضبع"، وإنّ من عفا عن القتلة والجزارين كسبا لرضى النظام الدولي؛ لن يجرؤ على المساس بمن هم دونهم من الإعلاميين و"الممثلين" الذين رسموا لوحة النظام من قبل! ويرسمون لوحة الثورة من بعد! من خشية النفاق العالي. ◽ المصدر: صحيفة النبأ العدد 474 الخميس 18 جمادى الآخرة 1446هـ المقال الافتتاحي: صيدنايا والنفاق العالمي

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً