أهمية العمل للشباب

منذ 2025-01-26

أيها الشباب، العمل له أثر كبير على حياة الأسرة وخاصة الرجال؛ فهو يجعل الرجل مسؤولًا عن بيته وأسرته ومجتمعه، ويُشعره بالرضا عن النفس، وأن له قيمة في أسرته وبين مجتمعه.

أهمية العمل للشباب

العمل هو نشاط يعتمد على وجود جهدٍ عقليٍّ أو بدني، يُقدِّمه الشخص من أجل تحقيق هدف مادي أو نفسي أو اجتماعي، وهو أساس بناء الفرد والمجتمع؛ قال تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} [الملك: 15]؛ قال ابن كثير رحمه الله في تفسيره: "أي: فسافروا حيث شئتم من أقطارها، وترددوا في أقاليمها وأرجائها في أنواع المكاسب والتجارات".

 

والإسلام حثَّ أفراد المجتمع على العمل والكسب الحلال، وعدم تعريض النفس لذُل السؤال؛ قال صلى الله عليه وسلم: «لأن يحتطب أحدكم حُزمةً على ظهره خيرٌ له من أن يسأل أحدًا، فيعطيه أو يمنعه»؛ (أخرجه البخاري)، وأخبر صلى الله عليه وسلم أن أطيب الكسب ما كان من كسب يدِ الإنسان؛ حيث قال: «ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبيَّ الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده»؛ (أخرجه البخاري).

 

يقول أحد الآباء: ابني منذ سنتين لا يريد إكمال دراسته، ولا يريد أن يعمل، يضيع وقته بين النوم وسهر الليالي مع أصحابه، أو الجلوس على الألعاب الإلكترونية، تعبت معه، ماذا أعمل؟

 

وتقول فتاة: تزوجت منذ 9 سنوات، من رجل يكره الوظيفة وطلب الرزق، يصرف علينا من مال والدته، يعتمد عليها في كل شيء، حاولت معه أكثر من مرة وهو يرفض بحجة وجود المال عند أمه، والمشكلة أن والدته تقف معه، أنا خائفة من المستقبل، وأفكر بالانفصال.

 

أيها الشباب، العمل له أثر كبير على حياة الأسرة وخاصة الرجال؛ فهو يجعل الرجل مسؤولًا عن بيته وأسرته ومجتمعه، ويُشعره بالرضا عن النفس، وأن له قيمة في أسرته وبين مجتمعه، والعمل يوفر للأسرة احتياجاتها من طعام وملبس، ومسكن ومركب، ويحميه من الفقر والحاجة، والعمل يساعد الفرد على تكوين علاقات اجتماعية جديدة، ويُطور من مهاراته وقدراته، ويُشعره بالانتماء للمجتمع، ويُوظِّف طاقاته في تطوير وبناء الوطن.

 

ونحن كآباء وأمهات مسؤولون عن أبنائنا وبناتنا، علينا أن نُهيِّئهم لسوق العمل، وأن نساعدهم ليكونوا لَبِناتٍ صالحات في المجتمع؛ بالحرص على التالي:

• تعويد الشباب منذ الصغر على الاعتماد على النفس، وتدريبهم على بعض المهارات اليدوية؛ مثل: السباكة والكهرباء والنجارة، واستخدام الحاسوب.

 

• الحوار معهم عن أهمية العمل واتجاهاته، والخيارات التعليمية له وأدواته، مع التحفيز عند إتقانهم لبعض المهارات الأساسية لسوق العمل.

 

• إبراز القدوات الصالحة والمتميزة والمبدعة في عملها في شتى المجالات، وزيارتها أو دراسة حياتها ومدى أثرها على المجتمع.

 

• الربط بين التعلم والعمل، وذلك باستثمار ما تعلموه من علوم في الحاسب والرياضيات واللغة، في إيجاد فرص وظيفية تُنمي قدرات الشباب.

 

• تقييم الشباب ومعرفة نقاط القوة والضعف في شخصياتهم، وما الذي يناسبهم من العمل والذي يصعب عليهم؛ حتى يستطيعوا تحقيق النجاح في حياتهم.

 

• الجلوس معهم والتعرف على أهدافهم وأحلامهم وتطلعاتهم، ثم السعي والعمل والتخطيط على تحقيقها.

 

• طلب الاستشارة من المتخصصين والموثوق بهم؛ حتى يرشدوهم لطريق الصواب، خاصة عند مواجهة المشكلات.

 

• البحث وجمع المعلومات عن الوظيفة التي يرغبون في التقدم لها؛ عن مكانها وطبيعة العمل بها، وساعات العمل، وغيرها من المعلومات المهمة.

 

• تصميم ملف شخصي عن الشاب، يجمع فيه أهم خبراته وشهاداته وقدراته؛ حتى يستطيع أصحاب العمل الاطلاع عليها.

 

• المشاركة في الأعمال التطوعية؛ فهي فرصة مناسبة للتعرف على أشخاص جُدُدٍ، وتكوين علاقات اجتماعية، قد تساعد الشباب في المستقبل في الحصول على عمل مناسب.

 

• الحصول على شهادات احترافية في تخصصات متنوعة، ما يحفز أصحاب العمل على قبول الشباب معهم.

 

أسأل الله العظيم أن يصلح أولادنا، وأن ينبتهم نباتًا حسنًا، وأن يُطهِّر قلوبهم من الشهوات والشبهات، وأن يحفظهم من كل شر وفتنة، وصلى الله على سيدنا محمد.

___________________________________________________
الكاتب: عدنان بن سلمان الدريويش

  • 2
  • 0
  • 83

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً