عوائق الهمة والطموح
لا بد أن تعلم يا من كَبَّلته العوائق أن طلب العُلى وتحقيق العلو والرفعة لا يمكن أن يكون بالتمني ولا بالترجِّي؛ إنما يكون بالهمَّة العالية، والإصرار المستمر، والعزيمة القوية، لتحقيق الهدف
(ما أعرف - ما أقدر - مستحيل - جرَّبت وفشلت - إمكانياتي لا تؤهلني - غير ممكن)، هذه العبارات التي تَعْلَق في أذهان بعض الناس وخاصة الشباب؛ فيصابون بالانهزامية، يرى مراكب الناجحين تخوض غمار البحار، وتتجاوز أمواج العقبات، لتصل إلى النهايات محققةً أعلى مراتب النجاح، وتمر عليه الأيام والليالي وهو يحوم في دائرة العوائق، حيران، ما يدري ما يصنع، يؤنِّبُه ضميره، وتلوح له أحلام الأمنيات؛ لكن هيهات هيهات تحقيق شيء من تلك الأحلام، ما دام سدُّ العوائق لم يكسر، ونفض الغبار عن الكسل لم ينفض، وتحريك الهمَّة لم يبلغ مداه.
لا بد أن تعلم يا من كَبَّلته العوائق أن طلب العُلى وتحقيق العلو والرفعة لا يمكن أن يكون بالتمني ولا بالترجِّي؛ إنما يكون بالهمَّة العالية، والإصرار المستمر، والعزيمة القوية، لتحقيق الهدف، والأخذ في الاعتبار أن كل عائق يقف أمام الطموح يمكن تجاوزه، وكل تحدٍّ يقف أمام الوصول لنهاية الطريق يمكن تخطِّيه، ولتأخذ في اعتبارك أن بلوغ المراد يحتاج إلى أن تحققه ١٠٠٪١٠٠، منها ١٠٪ خطة وإمكانيات، و٩٠ ٪ تكون إصرارًا وعزيمة وعرق جبين، فإذا علقت هذه النسبة في ذهنك واستشعرت أنك قادر على تطبيقها؛ فإنها ستكون أول مؤشرات النجاح، وما يبقى من وسائل وآليات، كُلُّها يمكن التعامل معها حسب قربها من الهدف أو بُعْدها، فالرجل الطموح الذي يرى كل عائق أمام تحقيق هدفه صغيرًا ويمكن تخطيه بسلام؛ هو الرجل الذي نظر لقدراته وإمكاناته بأنها هي الأقوى في مواجة رياح الكسل، وإعصار التسويف، وضعف الهمَّة؛ لذا تجده منافسًا للعقول الناجحة، والنفوس العالية الطموحة، مسابقًا لهم على الوصول لنقطة النهاية، مستشعرًا الثناء بالفوز من الآخرين بعد ذلك الجهد والتعب الذي حقَّقه، قد هان أمام لذة النجاح، وتحقيق الأحلام.
ولتعلم أيها الشاب الذي يطلب العُلى أنه لا يمكن لمتردد خائف قلق أن يعانق نهايات الطريق، وفي المقابل، أغلب الذين بلغوا أهدافهم، وحققوا أحلامهم، هم الذين بدؤوا والصورة الذهنية لنهاية الطريق أمامهم، سائرين إلى الأمام، لا رجوع ولا التفات إلى الخلف.
_____________________________________________
الكاتب: د. صلاح بن محمد الشيخ
- التصنيف: