بشائر الرحمن باليسر والفرج لأهل الصبر والإيمان
الصبر ليس مجرد تحمُّل البلاء بصمت، بل هو رضا وتسليم لحكمة الله، وانتظار جميل لفرجه؛ تأملوا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرَج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا»
إن الله سبحانه وتعالى وعَد عباده المؤمنين أن يجعل مع العسر يسرًا، ومع الشدة فرجًا، ومع الضيق مخرجًا؛ قال تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا} [الشرح: 5، 6].
وها نحن نرى في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم بشائرَ عظيمة لأهل الصبر والإيمان؛ منها قوله تعالى: {وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ} [البقرة: 155]، هؤلاء الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا: {إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ} [البقرة: 156]، فكانت النتيجة: {أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ} [البقرة: 157].
أيها الأحِبَّة:
الصبر ليس مجرد تحمُّل البلاء بصمت، بل هو رضا وتسليم لحكمة الله، وانتظار جميل لفرجه؛ تأملوا قول النبي صلى الله عليه وسلم: «واعلم أن النصر مع الصبر، وأن الفرَج مع الكرب، وأن مع العسر يسرًا»؛ (رواه أحمد).
أيها المسلمون:
مهما اشتدت المصائب، وتكاثرت الكروب؛ فإن وعد الله حقٌّ، وفرَجه قريب، فاصبروا واحتسبوا، وأيقنوا أن الله معكم ولن يخذلكم.
فلقد أخبرنا الله سبحانه أن الصبر مفتاح لكل خير؛ قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [آل عمران: 200].
وجعل الله للصابرين جزاءً عظيمًا؛ فقال سبحانه: {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ} [الزمر: 10].
فلنتذكر - عبادَ الله - أن الصبر ليس ضعفًا، بل هو قوة داخلية تبني شخصية المؤمن، وهو دليل على حسن الظن بالله، والإيمان بقدرته ورحمته.
أيها الإخوة الكرام:
في نهاية هذه الخطبة أوصيكم بالصبر، وتذكروا أن الله معكم برحمته وبشائره، وإن كان العسر قريبًا فإن اليسر أقرب، وإن كان الكرب عظيمًا فإن الفرَج أعظم.
وصلُّوا وسلِّموا على من أُمرتم بالصلاة والسلام عليه؛ قال تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [الأحزاب: 56].
__________________________________________________
الكاتب: محمد عبدالله التركي
- التصنيف: