من نفحات الحرم

منذ يوم

هناك أمراً مشاهداً لمن أكثر الزيارة والتردد على هذا البيت الحرام والطواف به، وهذا الأمر هو حصول الهداية وزيادة النور والبركة والقرب من الله ونوال الهبات والعطايا الدينية والدنيوية.

من نفحات الحرم

لا يخفى ما لزيارة بيت الله الحرام من فضائل عظيمة وبركات وأنوار على زائره ونفحات البيت المباركة لا يعلم مداها إلا الله. بيد أن هناك أمراً مشاهداً لمن أكثر الزيارة والتردد على هذا البيت الحرام والطواف به، وهذا الأمر هو حصول الهداية وزيادة النور والبركة والقرب من الله ونوال الهبات والعطايا الدينية والدنيوية.

جرني الحديث عن هذا المعنى حينما كنت أحدِّثُ شخصًا ممن يكثر التردد على بيت الله الحرام، فقلت له: ما أكثر شيء رأيتَ أثره عليك من كثرة الزيارة والجوار لبيت الله الحرام ؟

فقال: أكثر شيء رأيته ولمست أثره من ذلك هو زيادة الهداية وزيادة القرب من الله. ثم قال بهذا اللفظ : (والله كلما زرت هذا البيت إلا ويعطيني الله عطايا عظيمة، وغالب هذه العطايا والهبات تكون عطايا في أمر الدين).

منذ أن حدثني بذلك، وأنا أتأمل في كلامه، وأستحضره دومًا، وأبثه لمن حولي ممن يعاني من بعض المشكلات والمتاعب والصعوبات.

وإني أعرف أشخاصًا كانت زيارة واحدة لهذا البيت سببًا في هدايتهم وصلاح أحوالهم صلاحًا عظيما، عاشوا بقية حياتهم يتفيؤون بركات تلك الزيارة.

وآخرين كانت أمورهم متعسرة ليس لها من دون الله كاشفة فيسرها الله لهم ببركة هذا البيت والطواف به والدعاء عنده. قال سعيد بن جبير : ما أتى هذا البيت طالب حاجة لدين أو دنيا إلا رجع بحاجته. ولا عجب فقد قال الله: جَعَلَ اللَّهُ الْكَعْبَةَ الْبَيْتَ الْحَرَامَ قِيَامًا لِّلنَّاسِ وَالشَّهْرَ الْحَرَامَ وَالْهَدْيَ وَالْقَلَائِدَ .. . . وقال سبحانه: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ}.

(وإذا أراد المسلم أن ينال ما سبق الإشارة إليه من الهدايات والبركات فعليه أن يتحلّى بالأدب مع الله، ويقبل على ربه بالتعظيم والافتقار والمسكنة، ويحرص على آداب الزيارة ويقبل على تعظيم هذا البيت.

فالمعاني القلبية واستحضارها في مثل هذه المواطن يزيد من الانتفاع بهذه العبادات ويجعل أثرها في القلب عظيمًا.

جميل أن يكثر العبد من سؤال الله البركة والعون على العبادات، ويكثر من هذا الدعاء النبوي العظيم : ( اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.

__________________________________________________

د. طلال بن فواز الحسان

  • 0
  • 0
  • 54

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً