لا تحسبنّ صغير الذنب هين
ومن هذه المفاسد أن يقول الإنسان ما لا يفعل فيتناقض الفعل مع القول وهذا ما يمقته الله عزوجل والمقت هو شدة الكراهة لهذا الفعل فقال تعالي:
أ - شيرين حسن
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
عندما كثُر الكلام وقل العمل وانشغل الناس بدُنياهم صغُر حجم الذنب في نظرهم وهذا من المفاسد الخطيرة التي انتشرت في المجتمع..
ومن هذه المفاسد أن يقول الإنسان ما لا يفعل فيتناقض الفعل مع القول وهذا ما يمقته الله عزوجل والمقت هو شدة الكراهة لهذا الفعل فقال تعالي:
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ (٢) كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ (٣)} [الصف] ..
وسبب نزول هذه الأيات أن أُناس من المؤمنين قبل أن يُفرض الجهاد قالوا للنبي ﷺ لو دلنا الله عزوجل على أحب الأعمال إليه فنعمل به، فأخبر الله نبيه أن أحب ألأعمال (إيمان به لا شك فيه وجهاد أهل المعصية) فلما نزل الجهاد كره ذلك بعض المؤمنين وشق عليهم الأمر فنزلت هذه الآيات، والإستفهام فيها للإنكار والتوبيخ وأيضاً للإرشاد والتأديب لهم بإن لا يقولوا شئ ولا يفعلوه فهذا عظيم عند الله..
فالإيمان هو قول اللسان وعمل الجوارح معاً ونأخذ من هذه الآيات قاعدة عامة، بإن يتوافق الفعل مع القول في كل الأمور فلا يعِد الإنسان ولا يوفِ، أو يأمر بالمعروف ولا يأتيه، أو ينهي عن المنكر ويأتيه،أو يدعوا للصدق وهو كاذب وغيرها ويدل علي ذلك قوله تعالي: {«أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ»} [البقرة ٤٤] ..
ويدل علي ذلك أيضاً حديث أسامة بن زيد قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: « يؤتى بالرجل يوم القيامة فيلقى في النار، فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار في الرحى فيجتمع إليه أهل النار فيقولون: يا فلان ما لك؟ ألم تك تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: بلى، كنت آمر بالمعروف ولا آتيه، وأنهى عن المنكر وآتيه » [أخرجه البخاري ومسلم] ..
فليس من الطبيعي أن تأمر بشئ لا تفعله فالأولي أن تأمر نفسك أولاً ثم تأمر الناس وتدلهم علي فعل الخير فتأخذ الثوابين ثواب فعلك للخير وثواب الدال عليه..
- التصنيف: