الغيبة والصوم!
فالغيبة وإن كانت لا تفسد الصوم وفق النظر الفقهي كما قال جمهور أهل العلم إلا أنها تفسده وفق النظر المقاصدي وتجعله صوما ناقصا، لا معنى له.
روى ابن أبي شيبة عن مجاهد قال خصلتان من حفظهما سَلِمَ له صومه الغيبة، والكذب.
عن أبي عبيدة بن الجراح قال سمعت رسول الله ﷺ يقول: «الصوم جُنَّةٌ ما لم يخرقها».
قال أبو محمد الدارمي: يعني بالغيبة ومعنى ( جُنَّةً ) أي ساتر له من النار. وعن حفصة بنت سيرين :قالت الصيام جُنَّة، ما لم يخرقها صاحبها، وخرقها الغيبة. المحلی: ( 4 / 308 ).
وليس في المعاصي ما يهدد الصوم ويحبط ثوابه مثل الغيبة مع تساهل الكثير فيها وخفاء صورها، حتى أنه جاء عن عائشة والأوزاعي أن الغيبة تفسد الصوم وتوجب القضاء وما هذا إلا لعظيم ذنبها.
وقال النووي في تعريفها ذكر المرء بما يكرهه، سواء كان ذلك في بدن الشخص أو دينه أو دنياه أو نفسه أو خلقه أو خلقه أو ماله أو والده أو ولده أو زوجه أو خادمه أو ثوبه أو حركته.
أو طلاقته أو عبوسه أو غير ذلك مما يتعلق به، سواء ذكرته باللفظ أو بالإشارة والرمز. فحري بك أيها الصائم وأيتها أن تحفظ صيامك مما يخدشه ويُذهِب بثوابه فلا يكن حظك من صيامك الجوع والعطش.
فتمسك عما أحله الله لك وتطلق العنان فيما حرمه الله عليك فليس هذا مراد الله من الصيام.
الغيبة من أعظم ما يهدد الصوم.
تأملت تبويبات الحفّاظ أصحاب السنن كأبي داود والترمذي وابن ماجه.. وكأنهم يرون أن المراد بقول الزور في حديث النبي: من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة أن يدع طعامه وشرابه". أنها "الغيبة".
لذا قال أبو داود باب الغيبة للصائم.
والترمذي: باب التشديد في الغيبة للصائم.
وابن ماجه باب ما جاء في الغيبة والرفث للصائم.
فالغيبة وإن كانت لا تفسد الصوم وفق النظر الفقهي كما قال جمهور أهل العلم إلا أنها تفسده وفق النظر المقاصدي وتجعله صوما ناقصا، لا معنى له.
- التصنيف: