أفلام الكرتون.. والرسائل الخفية

منذ 2025-04-09

هل نظرنا إلى الأمر بنظارة مكبرة قليلًا؟ لنرى ما وراء هذه الرسوم المتحركة من رسائل خفية!

أفلام الكرتون.. والرسائل الخفية:  

إن أفلام الكرتون هي أفلام مفضلة لدى الصغار، ولدى الكبار أيضًا، وخاصةً أفلام الـ (إنمي)، فهي تحظى باهتمام الأطفال والمراهقين، ومنهم مَن وصلت معه الدرجة إلى حدّ الإدمان.

وهي وإن كانت لها إيجابيات، مثل: تنمية حب الاطلاع، وتوسيع مدارك الطفل، مثل: (مدينة المعرفة)، و(الرحالة المكتشفون)، و(افتح يا سمسم)، فهي تجعل الطفل يسعى لاكتشاف ما هو جديد، وتنمي عنده روح المنافسة وأجواء السباق، كما أنها تساهم في تنمية اللغة العربية الفصحى، حيث إن الـ (دوبلاج) قد اعتمد على اللغة العربية في ترجمتها، فهي بالتالي تقوي اللغة لدى الأطفال، كما أنها ساهمت في تنمية الحس الجمالي وتنسيق الألوان..

ولكن..

هل نظرنا إلى الأمر بنظارة مكبرة قليلًا؟ لنرى ما وراء هذه الرسوم المتحركة من رسائل خفية! 

فهي تمثل ثقاقات صناع هذه الأفلام، التي صُنعت لمجتمعات غير مجتمعاتنا الإسلامية، فنرى فيها انحرافات عقائدية وأخلاقية وقيمية، من: شذوذ وإلحاد، ومنها ما يؤثر على الفطرة ويطمس الهوية.

ومنها ما يزعزع العقيدة عند الأطفال، ولو كانت مجرد حركات يقلدها الطفل، فالبطل فيها يتحدى الإله، ويتم تجسيد الإله بصورة مجسمة، ومحاولة الدخول مع الإله في صراع، والانتصار عليه، وفي مشهد آخر يتنظر أبطال العمل سقوط المطر، ويأتي كبيرهم، فيقول: لا يسقط المطر إلّا بالغناء، ويبدأ الغناء، فينزل المطر، وهذا من الاعتقاد في الطبيعة والإيمان بها، وقد يصورون الساحر على أنه رجل يحب الخير للجميع، ويساعد المظلومين، فيظهر في صورة أنه بيده إسعاد الناس أو عذابهم، وشخصية (سوبر مان) ذلك الرجل الخارق بقدراته، والمنقذ القادر على فعل أي شيء في أي وقت بقوته الخارقة، وهي أشبه بفكرة الإله، وهو ما يتعارض مع عقيدة المسلم .

كما أنه لا يخلو فيلم من هذه الأفلام من علاقات غرامية وحب بين الأبطال، ابتداءً من: (توم آند جيري)، ومرورًا بــ (ميكي وميني ماوس)، ووصولًا إلى (المحقق كونان)، و(بوكيمون) الذي يتناول خجل الذكور، ومدى جرأة الإناث، وتشجيعها للذكور على أن يتجاوبوا معهن.

من السلبيات أيضًا: التعري الذي انتشر في معظم هذه الأفلام، والذي قد تجاوز الحدود، حتى أن هناك من الأفلام الإباحية ما أصبح يعتمد على أفلام الكرتون تحت مسمى الحريات.

كما يظهر فيها التمرد على القيم وانتكاس الفطرة، فكلنا نحب الخير ونكره الشر، ولكن هذه الأفلام تجعل الإنسان في صراع داخلي مع نفسه، بدءًا من الاعتقاد أن الطبيعة تتحكم في مقدراته، وذلك على الرغم من أنها قد خُلقت أصلًا من أجله ولخدمته وأنها مسخرة له، ومرورًا بتصوير أبطال الخير الإيجابيين بصورة قبيحة سيئة، وأن الأبطال السلبيين هم الأفضل، وهذا يشوّه الفطرة عند الطفل.

والشركات العربية التي قامت بعمل الدبلجة، قد عرّبت الصوت، لكنها لم تعرّب الأخلاق والقيم! للأسف!  

قد يقول البعض.. إننا لا نشاهد هذه الأفلام إلّا للتسلية! كيف ذلك؟! وقد شغلت أطفالنا حدّ الإدمان، فراح الطفل يفضل مشاهدتها على الجلوس مع رفاقه، والتنزه مع أسرته، مما يؤثر عليه بشكل سلبي كبير، فتدخله في صراع بين ما يشاهده من أفكار، وبين ما تربى عليه في المجتمعات المسلمة، من قيمٍ ومُثلٍ عليا. 

من الآثار السيئة لهذه الأفلام: العنف الذي أصبح جزءًا من شخصية الطفل، حين يقلد أبطال هذه الأفلام، فيطير مثلهم، أو يضرب أقرانه، ويتخيل أنهم سيشكرونه على ذلك كما هو في الفيلم.

ففي الولايات المتحدة الأمريكية.. هناك طفل سرق مسدس أبيه، وذهب به إلى المدرسة، وقتل أصحابه به، كما كان يشاهد! تخيل! الطفل لم يستطع الفصلَ بين الواقع والخيال، وقيام أفلام الـ (إنمي) اليابانية على العنف، فالجميع يعلم أن اليابان قد خرجت من الحرب منهزمةً، ومع مرور الزمن.. خشي اليابانيون أن تموت روح العسكرية والوطنية لدى أفراد المجتمع، فكان من أسباب إنتاج هذه الأفلام، مثل: (بوكيمون)، و(أبطال الديجيتال)، وغيرها؛ بهدف تقوية هذا الجانب لدى النشء منذ الصغر.

وكم من ألعابٍ على مواقع التواصل الاجتماعى تطلب من الطفل أو المراهق أفعالًا تسوقه إلى الانتحار في النهاية!

كما أن من سلبيات هذه الأفلام: تعرض الطفل لكوابيس في نومه، والتبول اللاإرادي، وقد يصاب بالـ فوبيا من أمر معين، أو الهلوسة، حتى يصبح فاقدًا للثقة في أي شيء.

كما تتسبب في فقدان المراهق للقدرة على التواصل مع أفراد أسرته؛ بسبب طول فترة مكوثه أمام أفلام الـ (إنمي)، فيفقد الإحساس بمَن حوله، مما يؤدي إلى اتساع الفجوة بينه وبين والديه، ويصعب التخلص من هذه الآثار بعد ذلك..

ومن الآثار السيئة لها: أنها تجعل الطفل يعتاد رؤية المشاهد الجنسية على أنها أمور عادية، ويتطبع معها، فتذهب بحيائه وعفته، فلا يعرف معروفًا، ولا ينكر حرامًا.

كما أنها تورثه الكثير من العادات السيئة: كالأنانية، وحب الانتقام من الغير، والاحتيال والمخادعة، وغيرها من أمراض القلوب.

وتجعل المراهق يفضّل أن يعيش حياة اللامسؤولية إلى النهاية، فلا يتزوج، ولا ينجب، ولا يتحمل أعباء، فينظر إلى الحياة نظرةً فردية.

 فضلًا عن أن أصحاب هذه الشركات العالمية والقنوات أصلهم من اليهود الذين يبثون عقيدتهم، وحق اليهود في الأرض من خلال هذه الأفلام.

فاعتبروا يا أولي الألباب! فأعداء الإسلام يعملون  ليلًا ونهارًا في إفساد أجيال مسلمة منذ الصغر.

لذا.. فعلى المعنيين بما يُقدَّم للأطفال وبهذه الصناعة في عالمنا العربي والإسلامي.. إنتاج أفلام متحركة عربية مشابهة لهذه الأفلام في درجة التقنيات العالية التي تجذب الأطفال وتخاطب عقليتهم بما يتناسب مع قيمنا ومبادئنا الإسلامية، وإنتاج برامج تغرز فيهم الأمل وعدم اليأس والإحباط من مواصلة الحياة، كما كانت تفعل الأفلام المتحركة الغربية فيهم، والذي بدوره ينطبع على شخصية الطفل، ويتأثر به.

كما أن على صناع هذه الأفلام ألّا يفرطوا في استخدام الخيال؛ فيصعب على الطفل بعد ذلك الفصل بين الحقيقة والخيال، وأن يتم تعرفيهم بأبطال مسلمين حقيقيين، وما أكثرهم فى الإسلام! مثل: محمد الفاتح، وصلاح الدين، وأسامة بن زيد، وخالد بن الوليد، فنحن نمتلك  ميراث كبير من الرجال الذين قدموا الكثير للإسلام، وفتحت على أيديهم البلاد وقلوب العباد، وهؤلاء يستحقون أن يكونوا القدوات الحقيقية التي يقتدي بها الطفل، وذلك أفضل من صناعة بطلٍ من الخيال كما فعل الغرب بسبب افتقدادهم القدوات، فنجعل الطفل يحاكي حياة الرسول والصحابة والتابعين من القادة والفاتحين.

وأن ننتج قصصًا مناسبة للفتيات؛ للتربية على: الحياء، وغض البصر، والعفة.

وبصفةٍ عامة.. الاهتمام بتربية الطفل على الاعتزاز بدينه والفخر بهويته الإسلامية، الذي بدوره ينعكس على سلوكياته، ويحثه على إنكار المنكر، فإن وجد ما لا يتناسب مع تربيته وقيمه وأخلاق المجتمع المسلم، فإنه يستطيع إنكاره وبغضه، فهذا يجعله يتحول بعيدًا عن مشاهدة كل قبيح من تلقاء نفسه وبقرارٍ منه, حتى وإن لم يكن معه أحد، والذي بدوره سيغرز في الطفل معنى مراقبة الله عزّ وجلّ منذ الصغر.

وعلى الآباء والمربين.. تقليل فترات مشاهدة هذه الأفلام، واختيار الوقت المناسب لها، واختيار ما يناسب أعمارهم، وإيجاد البدائل المناسبة، وألّا تترك الأم طفلها أمام التلفاز أثناء عملها في المنزل؛ ظنًّا منها أنها تشغله بأي شيء، حتى وإن كان سيعود بالضرر عليه! ولتنتبه أنه في النهاية بشر يتأثر بكل ما يشاهده ويترسخ بداخله

من المهم أيضًا توسيع دائرة إدراك الطفل، وذلك عن طريق نشر مطبوعات وقصص ملونة، فما كان يصلح لنا منذ زمن، لا يصلح لأجيال اليوم والمستقبل.

إنشاء مراكز لتنمية مواهب الطفل وقدراته، والاهتمام به تربويًّا ودينيًّا ونفسيًّا.

وبالنسبة للمراهقين.. التنبيه على أهمية الوقت وملء الفراغ الذي تتركه أفلام الـ (إنمي)، وذلك عن طريق استثمار الوقت في شيء مفيد ويرضي الله، ومحاولة الاندماج في أنشطة جماعية، وعدم الاستسلام للوحدة والانغلاق على النفس.

 مثل: التطوع في الأعمال الخيرية ورؤية أنماط بشرية مختلفة، والمحافظة على ورد القرآن يوميًّا والاتصال بالله، وتعلم العقيدة الصحيحة؛ لأن ذلك سيجعل المراهق يتمسك بدينه وينفر من كل ما يخالف العقيدة، وتعلم علوم دنياوية مفيدة ، أو تعلم البرمجة، أو اللغات، هذة النشاطات أو غيرها  تجعل تشعر أنك تحقق  إنجازًا في شيء نافع، وستُرى ثمرة هذا الإنجاز، فيعود عليك بالفائدة والسعادة، لذلك فلا بدّ من بديلٍ يشغل الفراغ، وإلّا.. عاد إليه مرةً أخرى وفي النهاية يجب أن ننتبه لكل ما يصدره لنا الغرب من افكار تشوه فطرة الأطفال و لا تتناسب مع قيمنا الإسلامية 

 

 

  • 7
  • 0
  • 244

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً