إلى دعاة التقريب.. انتظروا الذبح!
لا ينقضي من الإنسان العجبُ عندما يرى ويسمع مَن يجادل في المسلَّمات، ويُماري في البَدَهيَّات، ويرد الجليَّات الواضحات، وكأنَّ الله -تبارك وتعالى- لم يجعل لنا عند الاختلاف ما إليه نحتكم..
بسم الله، والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، ومَن والاه.
وبعدُ:
فلا ينقضي من الإنسان العجبُ عندما يرى ويسمع مَن يجادل في المسلَّمات، ويُماري في البَدَهيَّات، ويرد الجليَّات الواضحات، وكأنَّ الله -تبارك وتعالى- لم يجعل لنا عند الاختلاف ما إليه نحتكم.
ومع أنه سبحانه جعل الحق أبلج وأوضح من الشمس، لكنه تعمى عنه أبصار أو تتعامى.
ولكن من تردَّى في حمأة الجهْل، واكتوى بناره، ورفع شعار المصلحة الدنيوية فوق الدينية، هذا لعمري يصدق فيه قولُ المتنبي:
فيطلع علينا مَن يدعو للتقريب بين السنة والشيعة! ويقول: "ديننا ودينهم واحد، ونبينا ونبيهم واحد، وكتابنا وكتابهم واحد، وقِبْلتنا وقبلتهم واحدة، ولَم نختلف إلا في فرعيَّات يسوغ فيها الخلاف، ولهم مذهب فقهي مُعتبر"! وغير ذلك من التُّرهات والمضلات المضحكات المبكيات، كأنه يتحدث عن أناسٍ بادوا، أو قوم لا نرى ما يفْعلون، ولا نسمع ما يفترون، ولا نُدرك ما إليه يرمون، ولا نلمس ما بديارنا يُشعلون، ولا نرى ما بحقِّ إخواننا يجرمون وينتهكون.
فأحببتُ أن أعرض شيئًا يسيرًا من عقيدة القوم وما يفعلون، لننظر هل يسوغ التقريب بيننا وبينهم ويليق؟ أو هو ضرب من المحال، وفخ من الشباك يحاولون إيقاعنا فيه؟
والآن دونك -عزيزي القارئ- هذه الحقائق الموجعة من عقيدة الروافض:
• كانت بدايتهم على يد هذا اليهودي (عبدالله بن سبأ) الذي ادعى الإسلام، وادعى محبة أهل البيت، وغالى في علي -رضي الله عنه- وادعى له الوصية بالخلافة، ثم رفعه إلى مرتبة الألوهيَّة، وهذا ما تعترف به كُتُب الشيعة نفسها.
• يقول الكشي في (رجاله، ص184): "إن عليًّا قال: أنا وجْه الله، وأنا الأول، وأنا الآخر، وأنا الظاهر، وأنا الباطن ، وأنا وارث الأرض".
• يقول الخميني في (مصباح الهداية، ص145) في تفسير قول الله -عز وجل-: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ} [الرعد: 2] قال: "أي ربكم الذي هو الإمام".
• يروي الكليني في (أصول الكافي، باب: أن الأئمة إذا شاؤوا أن يعلموا علموا) عن جعفر أنه قال: "إن الإمام إذا شاء أن يعلم علم، وإن الأئمة يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم".
• حَكَم الروافض بكفر الصحابة إلا أربعة، أو سبعة.
• لعنوا (الشيخين) -رضوان الله عليهما-.
• ادعوا أن عمر كان به داء لا يبرأ منه إلا بماء الرِّجال!
• يدعو أكابرهم أن يحشروا مع أبي لؤلؤة المجوسي، ويلقبونه بـ"بابا شجاع الدين"، وله عندهم مشهد يُزار، ويُقيمون له مولدًا.
• قال قائلهم: "الشيعة هم الذين قتلوا عثمان -جزاهم الله خيرًا-".
• اتهموا عائشة -رضي الله عنها- بما برأها الله منه.
• اتهموا عائشة وحفصة بقتْل النبي -صلى الله عليه وسلم-.
• يُكَفِّرون جميع أهل السنة.
(أقول: وإذ لم يرقبوا في الأصحاب الكرام والزوجات الطاهرات إِلًّا ولا ذمة، فهل يرقبون فينا؟!).
• قالوا بتحريف القرآن، كما ذكر ذلك الطبرسي صاحب كتاب (فصل الخطاب في إثبات تحريف كتاب رب الأرباب).
• صرح الخميني بأن الأئمة يعلمون الغيب، وأن ذرات الكون خاضعة لإرادة الأئمة.
• وقال هذا الهالك: "لَم نجتمع معهم -أي: مع أهل السنة- على إله، ولا على نبي، ولا على إمام، إن الرب الذي خليفة نبيه أبو بكر ليس ربنا".
(أقول: هذه أصدق كلمة قالها).
ودونك اعتقادهم فينا -نحن أهل السنة -:
• السني ناصبي كافر في عقيدتهم.
• دماء أهل السنة عندهم لا تُساوي شيئًا، فمَن لَمْ يكنْ شيعيًّا فهو حلال الدم.
• روى شيخهم ابن بابويه القمي -الملَقَّب عندهم بالصدوق وبرئيس المحدثين- في كتابه (علل الشرائع، ص 601 طبع النجف): "وعن داود بن فرقد قال: قلت لأبي عبدالله: ما تقول في قتْل الناصب؟ قال: حلال الدم، ولكن اتَّقِ عليه، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطًا أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد به عليك فافعل".
• روى شيخ طائفتهم أبو جعفر الطوسي في (تهذيب الأحكام، 4/ 122) عن أبي عبد الله أنه قال: "خذ مال الناصب حيث ما وجدته وادفع إلينا الخمس".
• قال الخميني في (تحرير الوسيلة، 1/ 352): "والأقوى إلحاق الناصب بأهل الحرب في إباحة ما اغتنم منهم وتعلق الخمس به، بل الظاهر جواز أخذ ماله أين وجد وبأي نحو كان ووجوب إخراج خمسه".
• أهل السنة عندهم أنجاس نجاسة عينية لا يطهرون أبدًا.
• يقولون: إن نوحًا حمل في السفينة الكلب والخنزير ولم يحمل ولد الزنا، والناصب شر من ولد الزِّنا.
• قال الجزائري في (الأنوار النعمانية): "وأما الناصب وأحواله فقد ورد أنه نجس وأنه كافر نجس بإجماع علمائهم".
• لا يجوز أن يصلي الرافضي على أحد مِنْ أهل السنة، وإذا اضطر لعنه.
• عن الصادق قال: "إنَّ الله خلقنا من عليين، وخلق أرواح شيعتنا من عليين". (أصول الكافي، 2 – 4).
• عن جعفر أنه قال: "ما من مولود يولد إلا وإبليس من الأبالسة بحضرته، فإن علم الله أن المولود من شيعتنا حجبه من ذلك الشيطان، وإن لم يكن المولود من شيعتنا أثبت الشيطان إصبعه في دبر الغلام فكان مأبونًا، وفي فرج الجارية فكانت فاجرة"، (تفسير العياشي: 2/218، البرهان 2/139).
وإليك طرفًا من قاذوراتهم:
• الإيمان بالمتعة عند الشيعة أصل من أصول الدين ومنكرها منكر للدين، (من لا يحضره الفقيه 3/ 366).
• الخميني يبيح التمتع بالبنت الرضيعة، يقول في كتابه: (تحرير الوسيلة ص 241 مسألة رقم 12): "وأما سائر الاستمتاعات كاللمس بشهوة والضم والتفخيذ فلا بأس بها حتى في الرضيعة".
• أبو القاسم الخوئي يبيح لعب الرجل بعورة الرجل، والمرأة بعورة المرأة من باب المزاح! (صراط النجاة في أجوبة الاستفتاءات، ج3).
• لا داعي لسؤال المرأة التي يتمتع بها إن كانت متزوجة أو كانت عاهرة، (الاستبصار، للطوسي 3/ 145).
(وأقول: إذ التنطع منهي عنه!).
• نقل الطوسي عن محمد بن مسلم عن أبي جعفر -عليه السلام- قال: قلتُ له: الرجل يحل لأخيه فرْج جاريته؟ قال: "نعم لا بأس به، له ما أحل له منها"، (الاستبصار، ج3 ص 136).
(ولن أتعرض هنا للرد على هذه الضلالات وتفنيد ودحض هذه الكفريات، لأن مجرد ذكرها يغني عن إبطالها).
الروافض سبب كل بلاء:
لماذا ننسى أو نتناسى أن الرافضة شر من وطئ الحصى، وأنهم أكذب أهل الأرض، وأنهم سبب البلاء الحال بديار الإسلام منذ أن أشعلوا الفتنة بين الأصحاب -رضوان الله عليهم- وإلى يومنا هذا؟!
لماذا نغمض أعيننا حتى لا نرى، ونصم آذاننا حتى لا نسمع؟!
هذا لعلمنا أنها الحقيقة المرة، لكننا نلتمس المعاذير لهوى في النفوس.
وهذه بعض طوامهم على ديار الإسلام:
• قام الشيعة بأهم دور لإسقاط الخلافة، ونقل الحضارة الإسلامية إلى الغرب بإسقاطهم بغداد، وهذا السقوط لم يكن ممكنًا لولا مساعدة الشيعة للمغول.
يقول ابن كثير في (البداية والنهاية، 13/ 234): ووصل -أي: هولاكو- بغداد بجنوده الكثيرة الكافرة الفاجرة الظالمة الغاشمة، ممن لا يؤمن بالله ولا باليوم الآخر، فأحاطوا ببغداد من ناحيتها الغربية والشرقية، وجيوش بغداد في غاية القلة ونهاية الذلة، لا يبلغون عشرة آلاف فارس، وهم وبقية الجيش، كلهم قد صرفوا عن إقطاعاتهم حتى استعطى كثير منهم في الأسواق وأبواب المساجد، وأنشد فيهم الشعراء قصائد يرثون لهم ويحزنون على الإسلام وأهله، وذلك كله عن آراء الوزير ابن العلقمي الرافضي، وذلك أنه لما كان في السنة الماضية كان بين أهل السنة والرافضة حرب عظيمة نهبت فيها الكرخ ومحلة الرافضة حتى نهبت دور قرابات الوزير، فاشتد حنقه على ذلك، فكان هذا مما أهاجه على أن دبَّر على الإسلام وأهله ما وقع من الأمر الفظيع الذي لم يؤرخ أبشع منه منذ بنيت بغداد، وإلى هذه الأوقات".
• أقام العبيديون -الذين ادعوا النسب الشريف زورًا وبهتانًا- دولتهم بمصر، وأنزلوا العقاب بكلِّ شخص يُنكر مُعتقداتهم.
وقد ذكر ابن كثير في (البداية والنهاية، 11/ 322) عن المعز: "وهو مع ذلك متلبس بالرفض ظاهرًا وباطنًا، كما قاله القاضي الباقلاني: إن مذهبهم الكفر المحض، واعتقادهم الرفض، وكذلك أهل دولته ومن أطاعه ونصره ووالاه، قبحهم الله وإياه".
وقد أُحضر إلى بين يديه الزاهد العابد الورع الناسك التقي أبو بكر النابلسي، فقال له المعز: بلغني عنك أنك قلت: لو أن معي عشرة أسهم لرميت الروم بتسعة ورميت المصريين بسهم، فقال: ما قلت هذا، فظن أنه رجع عن قوله فقال: كيف قلت؟ قال: قلت: ينبغي أن نرميكم بتسعة ثم نرميهم بالعاشر.
قال: ولم؟ قال: لأنكم غيَّرتم دين الأمة، وقتلتم الصالحين، وأطفأتم نور الإلهية، وادعيتم ما ليس لكم.
فأمر بإشهاره في أول يوم، ثم ضرب في اليوم الثاني بالسياط ضربًا شديدًا مبرحًا، ثم أمر بسلخه في اليوم الثالث، فجيء بيهودي فجعل يسلخه، وهو يقرأ القرآن، قال اليهودي: فأخذتني رقة عليه، فلما بلغت تلقاء قلبه طعنته بالسكين فمات -رحمه الله-".
• الحملات الصليبية على بلاد المسلمين ليست إلا من تدبير الشيعة، كما يذكر ابن الأثير وغيره من المؤرخين.
• اضطرت دار الخلافة العثمانية في إستانبول لسحب جيوشها الفاتحة التي كانت على مشارف فيينا -عاصمة النمسا- بسبب هُجُوم الدولة الصفَويَّة الشيعية في إيران عليها.
وفي عصرنا الحاضر:
• كانت دولة إيران مِنْ أوائل الدول التي اعترفتْ بالكيان اليهودي سنة 1948م.
• قال شارون: لم أَرَ في إيران أعداء لإسرائيل.
• أعلن محمد علي أبطحي نائب الرئيس الإيراني للشؤون القانونية والبرلمانية مساء الثلاثاء 15/1/2004م: أن بلاده إيران "قدمت الكثير من العون للأمريكيين في حربَيْهم ضد أفغانستان والعراق"، وأكد أنه "لولا التعاوُن الإيراني لمَا سقطتْ كابول وبغداد بهذه السهولة"!
• ثم نجد المفتونين بخميني العرب (حسن نصر) الذين يلقبونه بـ"صلاح الدين"، ولا يعرفون عنه إلا البطولات الورقية والخُزعبلات المرويَّة بالكذب الذي هو دينهم.
تأثر (حسن نصر) في بداية حياته بموسى الصدر، وانضم إلى حركة أمل الشيعية التي ارتكبت مجازر (صبرا وشاتيلا) في ذلك الوقت، وارتكبوا من الفظائع ما هو معلوم، وانشق حزب الله عن حركة أمل.
وقد تربى في إيران على يد الخمينى، بل يعلن (حزب الله) دائمًا أن الخميني هو المرشد الروحي لهم، فولاؤهم لإيران ولمصالحها، لا يستحيون من ذكر هذا، ولا ينكرونه، فهو وحزبه ينفذون المحدد لهم سلفًا من مخططات إيران.
• كذلك الحوثي التابع لحزب الله التابع لطهران، والذي يقتل أهل السنة، وهو في الأصل زيدي جعفري، ثم انتقل إلى الرفض.
• بعد الاحتلال الأمريكي الشيعي للعراق قُتِل حوالي مائتي ألف سني: قُتِل منهم مائة ألف على يد الأمريكان، وقتِل منهم مائة ألف على يد (جيش المهدي) التابع للزعيم الشيعي مقتدى الصدر والميليشيات الشيعية الأخرى.
وفي الختام أقول للروافض:
لكم دينكم ولنا ديننا، الذي هو الإسلام العظيم الذي جاء به محمد الأمين -صلى الله عليه وسلم-، ونقله عنه أصحابه الأطهار الميامين الذين -رضي الله عنهم ورضوا عنه- على رغم كيد الكائدين وحقد أعداء الدين.
وأنتم لم تحبوا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يومًا ولا آل بيته، ورحم الله الإمام مالك حين قال عن الشيعة: "إنما هؤلاء قوم أرادوا القدح في النبي -صلى الله عليه وسلم- فلم يمكنهم ذلك، فقدحوا في أصحابه حتى يقال: رجل سوء، ولو كان صالحًا كان أصحابه صالحين"، (الصارم المسلول، ج 3 ص 108).
وأخيرًا أقتطف من كلام الأستاذ سعيد حوى في كتابه: (الخمينية شذوذ في العقائد وشذوذ في المواقف) هذه الفقرات فهي قد رفعت عني عناء ما أود أن أقوله:
• ألا فليعلم شباب أهل السنة والجماعة من هذه الأمة رأي الخميني في أهل السنة والجماعة عامة، ولينتبهوا إلى خداعه ومراوغته وخداع أتباعه، فما هم إلا دعاة ضلالة، وما هم إلا دعاة إلى النار.
• وقد آن لشباب الإسلام أن يدركوا خداع هؤلاء، وأن يعرفوهم على حقيقتهم، فهنالك عقيدة صحيحة واحدة هي عقيدة أهل السنة، وهي التي ينبثق عنها كل خير، أما هؤلاء فعقيدتهم زائفة، ولا يُجتنى من الشوك العنب.
• إن بعض من نفترض عندهم الوعي غاب عنهم الوعي، فلم يدركوا خطر الخمينية، وإن بعض من نفترض عندهم العلم قصروا عن إبراز خطر الخمينية فكادتْ بذلك تضيع هذه الأمة، ولذلك فإننا نناشد أهل الوعي أن يفتحوا الأعين على خطر هذه الخمينية، ونُناشد أهل العلم أن يطلقوا أقلامهم وألسنتهم ضد الخمينية.
• لقد آن لهذا الطاعون أن ينحسر عن أرض الإسلام، وآن للغازي أن يكون مغزوًّا، فالأمة الإِسلامية عليها أن تفتح إيران للعقائد الصافية مِنْ جديد، كما يجب عليها أن تنهي تهديدها الخطير لهذه الأمة، وليعلم أصحاب الأقلام المأجورة والألسنة المسعورة الذين لا يزالون يضللون الأمة بما يكتبونه وبما يقولونه، أن الله سيحاسبهم على ما ضلوا وأضلوا، فليس لهم حجة في أن ينصروا الخمينية، فنصرة الخمينية خيانة لله والرسول والمؤمنين، ألَم يروا ما فعلتْه الخمينية وحلفاؤها بأبناء الإسلام حين تمكّنوا؟ ألم يعلموا بتحالُفات الخمينية وأنصارها مع كل عدوٍّ للإسلام؟ لقد آن لكل مَن له أذنان للسمع أن يسمع، ولكل من له عينان للإبصار أن يبصر، فمن لم يبصر ولم يسمع حتى الآن فما الذي يبصره وما الذي يسمعه؟ فهؤلاء أنصار التتار والمغول وأنصار الصليبيين والاستعمار يظهرون من جديد، ينصرون كل عدو للإسلام والمسلمين، وينفذون بأيديهم كل ما عجز عنه غيرهم من أعداء الإسلام والمسلمين، ألا فليسمع الناس وليبصروا، ولات ساعة مندم!
اللهم إني أبرأ إليك من الخميني والخمينية ومن كل من والاهم وأيدهم وحالفهم وتحالف معهم، اللهم آمين، وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(انتهى كلام الأستاذ/ سعيد حوى).
وأقول لدعاة التقريب:
لمصلحة مَن ندافع عن أعدى أعدائنا الذين هم شَر من الأعداء الأصليين؟!
لمصلحة من تذوب عقيدة الولاء والبراء وتذوي؟!
لمصلحة من نؤول كفرهم الصراح، ونحمله ما لا يخطر على بالهم هم أن يحملوه، ولا يستحيون من التصريح به؟!
لمصلحة من لا نقرأ التاريخ جيدًا، ولا نعي ما يبيَّت لنا؟!
لمصلحة من لا نقرأ، وإن قرأنا لا نفهم، وإن فهمنا أوَّلنا وحرَّفنا، والتمسنا المعاذير، كأننا نخادع أنفسنا، وكأننا نستعطفهم ألا يُحرجونا مع أبناء جلدتنا أكثر من هذا؟!
لمصلحة مَن لا نعلن أن ديننا أعز ما نملك، وأن أرواحنا فداء للدفاع عنه، وأن من مس معتقداتنا وسبَّ نبينا وآذاه في زوجاته وفي أصحابه نحن براء منه إلى يوم الدين؟!
ولا أظن عاقلاً يجيب بأن هذا لمصلحتنا، بل بلا أدنى شك إنه لمصلحة أعدائنا.
كيف بنا إن أسيء إلى ذواتنا، أو إن طعنا في شرفنا، أو إن رمينا في أمهاتنا؟!
والله يقول: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ} [الأحزاب: 6].
فمحبة النبي يجب أن تكون أكثر من محبتنا لأنفسنا، ومحبة الأصحاب والآل دين نتقرب به إلى الله -عز وجل-. وزوجاته -صلى الله عليه وسلم- أطْهَر مِن أمهاتنا اللاتي ولدننا، فهن أطهر من ماء المُزْن.
كيف يقبل عاقل أن يضعَ يده في يد من يرمي أمه بالزنا؟!
كيف يقبل أن يتقارب مع من يلعن الشيخين، ولهما من الفَضْل علينا ما لا يخفى إلا على كل حاقد لئيم ماكر؟!
كيف يكون ديننا ودينهم واحدًا، ولا ندري مَن يعبدون؟! أيعبدون عليًّا، أم فاطمة، أم الحسن، أم الحسين، أم الأئمة؟!
كيف يكون نبينا ونبيهم واحدًا، وهم يرمون النبي -صلى الله عليه وسلم- في عِرْضه، ويكفرون أصحابه، ومنهم من يقول: "أخطأت يا رسول الله، لأنك لم تنص على إمامة علي"، ويضعون الأحاديث المكذوبة عليه -صلى الله عليه وسلم- ومنهم من يرفع عليًّا فوق مرتبته -صلى الله عليه وسلم- بل منهم من يصل به إلى مرتبة الألوهية، ويرفعون الأئمة فوق مرتبة النبوة؟!
كيف يكون كتابنا وكتابهم واحدًا، وهم يقولون بتحريف كتاب ربنا المحفوظ، وعندهم مصحف فاطمة المزعوم؟!
كيف تكون قبلتنا واحدة، وهم يحجون إلى النجف إذ قبلتهم هناك على هيئة الكعبة، ويحجون إلى مشهد الحسين، ويعظمون زيارته ويوجبونها أكثر من الحج إلى بيت الله الحرام؟!
فبالله عليكم على أي شيء نتقارب، وعلى أي عقيدة نتصالح ونتفق ونعمل ونتعاون؟!
بالله عليكم أهذا دين يقبله ذو مسكة من عقل؟!
انتبهوا، فهؤلاء الروافض شعوبيون، لمَّا جدع الإسلام أنوفهم، وكسر شوكة الكفر عندهم بعدما كانوا يعبدون النار ويعبدون كسرى، عملوا على تدميره، لأنه سلبهم ما كانوا فيه.
فماذا تنتظرون منهم؟!
تمدون أيديكم للتقريب، وبكل أسف من جانب واحد، فهم لن يتزحزحوا عما اعتقدوه من دين الرفض الذي أصَّلوه، إذ فيه الزعامة، وفيه المال (الخمس)، وفيه المتعة (أقصد الزنا).
فاربأوا بأنفسكم عن هذا المستنقع الآسن، وأعلنوا البراءة من أعداء الله، وأعداء رسوله -صلى الله عليه وسلم- وأعداء أصحابه، وأعداء دينه، قبل أن تأتي ساعة لا ينفع فيها الندم، ولا تظنوا أنهم سيفرِّقون بين هذا أو ذاك، لا، فالكل عدا الشيعة عندهم سُنَّة، شئتم أم أبيتم، ويجب أن نعتبر بما يحدث في العراق واليمن وسوريا ولبنان وغيرها، وإلا فانتظروا الذبح!
وعند الله تجتمع الخصوم.
عراقي محمود حامد
- التصنيف: