إشكالية انعدام المسؤولية وانتشار التفاهة

منذ 6 ساعات

باتت السرعة سمة بارزة في هذا العصر، فانتقلنا من المنتديات إلى تويتر ومن الأشرطة ومقاطع اليوتيوب الطويلة إلى الريلز والشورتس، ومن الجد بالدارسة إلى البحث عن الملخصات.

باتت السرعة سمة بارزة في هذا العصر، فانتقلنا من المنتديات إلى تويتر ومن الأشرطة ومقاطع اليوتيوب الطويلة إلى الريلز والشورتس، ومن الجد بالدارسة إلى البحث عن الملخصات.... هذه التغيرات التي اجتاحت الجيل وصارت سمة أساسية لعصرنا، تثمل تهديداً حقيقياً على مستويات عديدة.

فضمرت الجدية ومالت النفوس لسهل المنال، ولا يقوم جيل ناجح ولا تصنع النهضة بجيل يستثقل محاضرة من ساعتين، او لا يستطيع أن يتم كتاباً، وانعدمت انجازاته إلا ما كان من هوى النفس أو ما يكره عليه بموجب الحياة
ويزيد الأمر إشكالاً أن هذه السرعة والسهولة صارت طبعاً مع النفس فلا تقبل الا ما وافق طبعها الجديد الكسول الذي ألفته، والذي يكون أغلب المحتوى الموافق له هو محتوى تافه ،منزوع القيمة والقيم.

وهذا النزول لرغبات النفس واستكانة للهوى لا يوصل إلى مراد ولا يبلغ غاية لا على المستوى الفردي فضلا عن المستوى الجماعي العام.

وإن من المواضيع ذات الأولوية التي ينبغي أن نحرص عليها في أنفسنا ومن نحبهم وفي المتربين والطلاب هو انتشالهم من حفرة التقاعس والرضوخ للهوى، أو بالمصطلح الدارج اليوم: منطقة الراحة Comfort Zone، فيخرجون منها إلى منطقة الهمة والبصيرة بالواقع والحال والواجب، وإلى دائرة القوة والعمل، بلا هذه الخطوة لا يرتجى الصلاح

وإنه وإن كان الناظر يقول بصعوبة تغير الحال أو قلب فتى قابع في منطقة الراحة من ألعاب وسوشيل ميديا إلى همة وعمل وتحمله هم نفسه وأعباء أمته -وهو كذلك صعب فعلاً- لكنه ممكن وقد شهناه في كثير ممن نعرف من الأصدقاء والطلاب، انقلب حالهم وحسن سيرهم حتى سبقوا من كان لهم أسبق، وتبدلت حياتهم وغاياتهم 

ومن وسائل رفع الترقي بهمة الطلاب وإخراجهم من هذه القوقعة الآتي:
طرق عملية للعلاج:

- التبصير بصعوبة حال الأمة في الواقع الراهن (مثلاً أخر مئة سنة)
- تبيين تربص أعدائهم وجلدهم
- بناء القدوات الصحيحة، والتذكير بالأمجاد 
- رفع مستوى التزكية في النفوس وترسيخ دعائم الإيمان، . مع التركيز على: -الإيمان بالله ومحبته والعبودية له و - ترسيخ مركزية الآخرة.
- التبصير بحجم مآسي الأمة وكثرة مشاكلها، والحاجة لمن يقوم بالدين
- التعريف بواجب المسلم تجاه أمته (مع ذكر لشخصيات أصلحت في الواقع ببذلها)
. يفيد في هذا أبواب متن المنهاج من ميراث النبوة: باب في تحمل الفرد مسؤولية التكليف تجاه نفسه وغيره، والباب الذي يليه.
- مع أهمية العلاقة الخاصة التي تكون بين الطلاب واستاذه أو مربيه
- مع شيء من التوجيه المباشر للتخفف من استهلاك هذا المحتوى
- استعراض لبعض البودكاستات أو المقاطع التي تكلمت عن ضرر السوشيل ميديا والألعاب وما تبعها، أو عن خطر التفاهة...
- ومن الأمور الفعالة: إقامة ورشات عمل يقومون هم فيها بكتابة:
1- أضرار هذه الأمور وخطرها.
2- كيف يمكن التخلص منها.
3- كيف يمكن أن أصرف وقت بشكل فعال (بدل الوقت الذي كان يضيع فيها..)
ويضيف لها المشرف ما يراه مناسب بحسب الطلاب وحالهم

ومزاحمة النفس بالخير يؤول ولو بعد حين لاضمحلال الشر فيها، ودوام تماس الطلاب مع المضامين العالية والمحتوى الخير يصلح نفوسهم وقلوبهم وأحوالهم ويبعدهم تدريجياً عن مواطن الزلل ويرتقي بهم شيئاً فشيئاً

وكلما كان عالج المشكلة في عمر أبكر كلما كان أسهل في الاقناع وأفضل في الثمرة، وصلاح حال الطالب في هذا يعظّم من حسنات المربي الذي انتشله من الغياهب وأرشده سبيل الهدى.

وتحمل المسؤولية ونبذ الكسل أول خطوات الترقي وتحته كل خير.

  • 0
  • 0
  • 42

هل تود تلقي التنبيهات من موقع طريق الاسلام؟

نعم أقرر لاحقاً