المنافقون وأوقات الأمة الحرجة
ما تسلل العدو سابقًا ولاحقًا إلا من خلال الصفوف المنافقة، ولم يكن الضعف والتفرقة في هذه الأمة إلا من قِبَل أصحاب المسالك الملتوية: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً وَلأوْضَعُوا خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ}
أيها المؤمنون: بلغ النبي -صلى الله عليه وسلم- في السنة التاسعة الهجرية أن الروم تتجمع لحربه ولتهديد الدولة الإسلامية في ذلك الوقت، يريدون مبادرته بالحرب قبل أن يبادرهم؛ لكونه قد أذاقهم مرارة الهزيمة في غزوة مؤتة التي جلبوا لها مائتيْ ألف، ولم يتمكنوا من إبادة ثلاثة آلاف مقاتل؛ بل ولا هزيمتهم، عند ذلك أعلن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولأول مرة عن مقصده، وأعلن التعبئة، ووضع الخطة، واستعد لإدارة صراع مرير مع الكفر والنفاق.
ونادى صلى الله عليه وسلم في المسلمين فتجهز أقوام وأبطأ آخرون، تجهز ثلاثون ألف مقاتل قد باعوا أنفسهم لله، وأعلنوا نصرة لا إله إلا الله و تساقط المنافقون، ومَن يرد الله فتنته فلن تجد له سبيلاً! ها هو أحد المنافقين يقول المصطفى -صلى الله عليه وسلم- له: «هل لك في جلاد بني الأصفر؟!»، يعني الروم، فيقول: يا رسول الله: ائذن لي ولا تفتني؛ فوالله لقد عرف قومي أنه ما من رجل أشد عجبًا بالنساء منِّي، وإني أخشى إن رأيت نساء بني الأصفر أن لا أصبر.
فَرَّ من الموت وفي الموت وقع، أعرض عنه -صلى الله عليه وسلم- وعذَره، لكن الذي يعلم خائنة الأعين، والذي لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء فَضَحَهُ وأذلَّه وأنزل فيه قرآنًا يُتلى: {وَمِنْهُم مَّن يَقُولُ ائْذَن لي وَلاَ تَفْتِنِّي أَلا فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ} [التوبة:49].
ويأتي سبعة رجال مؤمنون صادقون، لكنهم فقراء لم يجدوا زادًا ولا راحلة، وعزّ عليهم التخلف، نياتهم صادقة لكن ليس هناك عدة، فأتَوْا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقولون: يا رسول الله: لا زاد ولا راحلة! ويبحث لهم -صلى الله عليه وسلم- عن زاد وراحلة فلا يجد ما يحملهم عليه؛ فرجعوا {وَأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُوا مَا يُنْفِقُونَ} [التوبة: 92].
عباد الله: ها هي ثمار المدينة تدنو للحصاد، و الحر شديد، والمسافة إلى بعيدة والعدو مئات الآلاف مدججين بأقوى أنواع الأسلحة ويبتلي الله مَن يشاء مِن عباده: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ} [العنكبوت:2].
ويخرج -صلى الله عليه وسلم-، وقبل مسيره تقوم فرقةٌ للصَدِّ عن سبيل الله من أهل النفاق، تُثبِّط الناس وتزهّد في الجهاد-: يقولون لا تنفروا في الحَرِّ! تشكك في الحق، وترجف برسول الحق، ويتولى الحق -سبحانه- الرد: {وَقَالُوا لاَ تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} [التوبة:81].
وينتهي المسير بمحمد -صلى الله عليه وسلم- وأصحابه إلى تبوك، ويقيم بضع عشرة ليلة حافلة بالأحداث المثيرة، ولما علم الروم بقوم جيش المسلمين ولوا هاربين فقد قذف الله الرعب في قلوبهم وكفى الله المؤمنين القتال.
عباد الله: إن الآيات التي أنزلها الله في كتابه المتعلقة بغزوة العسرة هي أطول ما نزل في قتال المسلمين وخصومهم، وقد بدأت باستنهاض الهمم لرد هجوم الروم، وإشعارهم بأن الله لا يقبل ذرة تفريط في حماية دينه ونصرة نبيه، وإن التراجع أمام الصعوبات الحائلة دون قتال الروم، يعد مزلقة إلى الردة والنفاق، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إذا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثَّاقَلْتُمْ إلى الأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الآَخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الآَخِرَةِ إِلاَّ قَلِيلٌ*إِلاَّ تَنفِرُوا يُعَذِّبْكُمْ عَذَابًا أَلِيمًا وَيَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ وَلاَ تَضُرُّوهُ شَيْئًا وَاللهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} التوبة: 38، 39.
بل عاتب القرآن الكريم من تخلف عتابًا شديدًا، وتميزت غزوة تبوك عن سائر الغزوات بأن الله حث على الخروج فيها -وعاتب من تخلف عنها- والآيات الكريمة جاءت بذلك، كقوله تعالى: {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالاً وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ} التوبة: 41.
أيها المؤمنون: من الدروس من غزوة تبوك أن الله تعالى كتب العزة والقوة لهذه الأمة متى صدقت وأخلصت؛ فها هي دولة الإسلام الناشئة تقف في وجه الكفر كله بقواه المادية فتهزمه وتنتصر عليه: {وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ}.
ومن هذه الدروس: أنه ما تسلل العدو سابقًا ولاحقًا إلا من خلال الصفوف المنافقة، ولم يكن الضعف والتفرقة في هذه الأمة إلا من قِبَل أصحاب المسالك الملتوية: {لَوْ خَرَجُوا فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً وَلأوْضَعُوا خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ} [التوبة:47].
أن النفاق داء عضال، وانحراف خلقي خطير في حياة الأفراد، والمجتمعات، والأمم، فخطره عظيم، وشرور أهله كثيرة، وتبدو خطورته الكبيرة حينما نلاحظ آثاره المدمرة على الأمة كافة.
قال ابن القيم -رحمه الله- وهو يتحدث عن المنافقين وخطرهم على الدين والأمة: فلله كم من معقل للإسلام قد هدموه! وكم من حصن له قد قلعوا أساسه وخربوه! وكم من عَلم له قد طمسوه! وكم من لواءٍ له مرفوع قد وضعوه! وكم ضربوا بمعاول الشُّبَهِ في أصول غراسه ليقلعوها! وكم عمّوا عيون موارده بآرائهم ليدفنوها ويقطعوها! فلا يزال الإسلام وأهله منهم في محنة وبلية، ولا يزال يطرقه من شُبَهِهِم سريةٌ بعد سرية، ويزعمون أنهم بذلك مصلحون، ألا إنهم هم المفسدون، ولكن لا يشعرون، يريدون ليطفئوا نور الله بأفواههم والله متم نوره ولو كره الكافرون. اهـ
إن النفاق اليوم له قيادة، وهذه القيادة تخطط وتنظم حركة أتباعه، ويغذونهم بالباطل والكفر والخيانة، والقرآن يسمي هذه القيادة بالشياطين: {وَإِذَا لَقُواْ الَّذِينَ ءامَنُواْ قَالُوا ءامَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ إِلَى شَيَـاطِينِهِمْ قَالُواْ إِنَّا مَعَكُمْ} [البقرة:14].
وقد أثبت التاريخ يومًا بعد يوم أن نكبة الأمة بالمنافقين تسبق كل النكبات، وأن نكايتهم فيها وجنايتهم عليها تزيد على كل النكايات والجنايات، فالكفر الظاهر -على خطره وضرره- يعجز في كل مرة يواجه فيها أمة الإسلام، ولن يحرز نصرًا عليها في أي موطن ما لم يكن مسنودًا بطابور خامس من داخل أوطان المسلمين، يتسمى بأسماء المسلمين، يمد الأعداء بالعون، ويخلص لهم في النصيحة، ويزيل من أمامهم العقبات، ويفتح لهم الأبواب.
عباد الله: إن خطورة المنافقين تكمن في موالاة الكافرين ونصرتهم على المؤمنين، قال تعالى: {بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَاباً أَلِيماً * الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعاً} [النساء:138-139].
وأما عن مناصرة المنافقين لليهود فلهم في ذلك صولات وجولات، فقد سطرت كتب التاريخ مواقف غدر وخيانة لهم مع بني قينقاع وبني النضير، سجل القرآن أحداثها، يقول الله -عز وجل-: {أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ نَافَقُوا يَقُولُونَ لِإِخْوَانِهِمُ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَئِنْ أُخْرِجْتُمْ لَنَخْرُجَنَّ مَعَكُمْ وَلا نُطِيعُ فِيكُمْ أَحَداً أَبَداً وَإِنْ قُوتِلْتُمْ لَنَنْصُرَنَّكُمْ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ * لَئِنْ أُخْرِجُوا لا يَخْرُجُونَ مَعَهُمْ وَلَئِنْ قُوتِلُوا لا يَنْصُرُونَهُمْ وَلَئِنْ نَصَرُوهُمْ لَيُوَلُّنَّ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لا يُنْصَرُونَ} [الحشر: 11-12].
ومن خطورتهم العمل على توهين المؤمنين وتخذيلهم: {وَإِذْ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ إِلَّا غُرُوراً * وَإِذْ قَالَتْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ يَا أَهْلَ يَثْرِبَ لا مُقَامَ لَكُمْ فَارْجِعُوا وَيَسْتَأْذِنُ فَرِيقٌ مِنْهُمُ النَّبِيَّ يَقُولُونَ إِنَّ بُيُوتَنَا عَوْرَةٌ وَمَا هِيَ بِعَوْرَةٍ إِنْ يُرِيدُونَ إِلَّا فِرَاراً} [الأحزاب:12-13].
ومن ذلك تدبير المؤامرات ضد المسلمين، والمشاركة فيها، والتاريخ مليء بالحوادث التي تثبت تآمر المنافقين ضد أمة الإسلام، بل واقعنا اليوم يشهد بهذا، فما سقطت فلسطين واحتلت وتعرّض أبناؤها للقتل والاغتيالات والتشريد، وما دمّرت العراق وأفغانستان، وما حدثت المشاكل والحروب والقلاقل في بلاد المسلمين إلا كان للمنافقين الدور الأعظم في ذلك وما طُعن في الدين وأحكامه، وما نشرت الرذيلة وطمست الفضيلة في مجتمع إلا كان للمنافقين الدور الأكبر في ذلك، واليوم وما يحدث في غزة وفلسطين ظهر النفاق وأهله بصور ورايات ولافتات مختلفة، فحقيقة هؤلاء المنافقين تظهر جلية في أيام الأمة الحرجة فيظهر دورهم في التثبيط وتفخيم شأن العدو والتقليل من جهود المؤمنين المقاومين والتشكيك بجدوى المقاومة المتواضعة والطعن في النوايا وشق الصف وتمني ظهور العدو وقلب الحقائق وأحيانا الدعوة للوقوف على الحياد ومحاولة التوفيق بين الحق والباطل والغمز واللمز في المجاهدين وقتل الشعور لدى الناس بالمسؤولية تجاه أحداث الأمة العظيمة فيقولون ليست قضيتي
ومن هذه الدروس فإن مواجهة الأعداء لا يشترط فيها تكافؤ القوى؛ يكفي المؤمنين أن يعدُّوا أنفسهم بما استطاعوا من قوة، ثم يثقوا بالله، ويتعلقوا به، ويثبتوا، ويصبروا، وعندها يكون لهم النصر، يقول عبدالله بن رواحة رضي الله عنه: والله ما نقاتل الناس بعَدد ولا عُدد! ما نقاتلهم إلا بهذا الدين الذي كرمنا الله به.
ومنها أن الحق لابد له من قوة تحرسه، لا يكفي حق بلا قوة! وما يحدث في غزة من همجية صهيونية وصمود بطولي لأبناء فلسطين بما يمتلكون من قوة وعتاد بسيط ومن صنع أيديهم؛ ليدل بكل وضوح على أن إعداد القوة مهما كانت واجب شرعي وهم يسطرون ملاحم بطولية في الثبات والجهاد وإثخان العدو الصهيوني الذي يلجأ بسبب هزيمته إلى قتل المدنيين والأطفال والنساء وتدمير البيوت وتفجير المساجد والمستشفيات، ولكن الله غالب على أمره وناصر جنده، فاللهم أنت الناصر لدينك، والمعز لأوليائك؛ افتح لنا ولإخواننا في فلسطين وغزة وكل مكان فتحًا مبينًا، وانصرهم نصرًا عزيزًا، واجعل لهم من لدنك سلطانًا نصيرًا، اللهم ثبِّت أقدامهم، وزلزل أعداءهم، اللهم أدخل الرعب في قلوبهم أعدائهم، واستأصل شأفتهم، واقطع دابرهم، وأَبِدْ خضراءهم، واجعل تدبيرهم تدميرهم، وأورثنا أرضهم وديارهم وأموالهم، وكن لنا وليًّا، وبنا حفيًّا.
الحمدلله وكفى وسلاماً على عباده الذين اصطفى أما بعد:
أيها المسلمون: يعود -صلى الله عليه وسلم- إلى المدينة، بعد إرهاب أعداء الله من نصارى ويهود ومشركين، يعود في يوم بهيج، لتستقبله المدينة، لتستقبل نور بصرها -صلى الله عليه وسلم-، يخرج الأطفال في فرح ليصطفُّوا على مداخل المدينة، وعلى أفواه الطرقات، ليستقبلوا رسول البرية -صلى الله عليه وسلم-.
وهنا قال -صلى الله عليه وسلم-: «إنَّ بالمدينة رجالاً، ما سرتم مسيرًا، ولا قطعتم واديًا، ولا وَطَئِتُم موطئًا يغيظ الكفار، إلا كانوا معكم، حبسهم العذر». قالوا: يا رسول الله: وهم بالمدينة؟! قال: «نعم، وهم بالمدينة».
ومن هنا تظهر أهمية النية الخالصة الصادقة في نيل الأجر والثواب، ولو حمل كل مسلم هم الدين ونصرته ونصرة إخوانه وكان صادقًا لكان له أجر عظيم.
وهكذا انتصر المسلمون في تبوك على شهواتهم وأنفسهم، وبالتالي انتصروا على أعدائهم؛ {وَلَيَنصُرَنَّ اللهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ} [الحج:40]، هذه غزوة تبوك قائدها محمد -صلى الله عليه وسلم-، جنودها صحابته -رضوان الله عليهم-، عزّ فيها المؤمنون، وسقط المنافقون، وذل الكافرون.
ولنثق جميعًا بنصر الله وتمكينه بعد أن نقوم بما علينا تجاه ديننا وأمتنا، وأن نعد ما نستطيع من قوة نحفظ بها أعراضنا ودماءنا وأرضنا وبلادنا، ولْندرك خطورة المنافقين ودورهم في نكسات الأمة وتفريق صفها وتثبيط عزيمتها وتوهين قوتها، وأن نفضح ونحذر من مخططاتهم في كل البلاد، وأبشر وأملوا بالنصر والتمكين لهذه الأمة، وما النصر إلا من عند الله، فاللهم اجعل لأهل فلسطين النصرة والعزة والغلبة والقوة والهيبة، اللهم انصر أهل فلسطين وثبت أقدامهم وسدد رميتهم واربط على قلوبهم وأمدهم بجنود من عندك/ اللهم عليك باليهود الغاصبين، اللهم لا ترفع لهم راية ولا تحقق لهم غاية واجعلهم لمن خلفهم من المجرمين والمنافقين والمطبعين عبرة وآية، هـــذا وَصَلُّوا وَسَلِّمُوا عَلَى الْبَشِيرِ النَّذِيرِ وَالسِّرَاجِ الْمُنِيرِ؛ حَيْثُ أَمَرَكُمْ بِذَلِكَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ؛ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}[الأحزاب: 56].
_____________________________________________________
الكاتب: حسان أحمد العماري
- التصنيف: