رسالة إلى القادرين على التغيير
من أعان مبتلى، أعانه الله إذا ضاقت به الدنيا، ومن سقى غيره فرجًا، سقاه الله من كوثر رحمته ومن أدخل على قلب مؤمن سرورًا، أدخل الله على قلبه ألوانًا من الفرج ما كان ليتخيلها.
يا من أنعم الله عليكم بالعافية، وأبقى في أيديكم فضلًا بعد الكفاف، أما آن لقلوبكم أن تُصغي لأنين الضعفاء؟ أما آن لأيديكم أن تمتدّ لجبر المنكسرين؟ أما آن لرحمة الله أن تجري على أيديكم؟
فإن في الناس فئةً لا حيلة لها، ابتُليت بأمراض تُقعد، أو عاهات تُعجز، أو فقر يُنهك لا قدرة لهم على كسب، ولا يجدون عملاً، ولا يملكون موردًا، ومع ذلك، فهم في حاجة لا تنقضي: حاجة للدواء، حاجة للطعام، حاجة للكرامة، كل أمر في حياتهم بات مكلفًا،
حتى البسيط من ضروريات العيش لا يُنال إلا بعناء، وهم لا يجدون، ولا يستطيعون، ولا يُعذرون إلا برحمة الله، ثم برحمة من رحمهم.
قال تعالى: {وَيُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَيَتِيمًا وَأَسِيرًا}
{إِنَّمَا نُطْعِمُكُمْ لِوَجْهِ اللهِ لا نُرِيدُ مِنكُمْ جَزَاءً وَلَا شُكُورًا} [الإنسان: 8–9]
وقال النبي ﷺ: «من نفّس عن مؤمن كُربةً من كُرَب الدنيا، نفّس الله عنه كُربةً من كُرَب يوم القيامة» (رواه مسلم) «والله في عون العبد ما دام العبد في عون أخيه».
فيا من يستطيع أن يُعين هنيئًا لك إن كنت جابرًا لكسرٍ، ساترًا لعورة، مطعِمًا لجائع، أو مداويًا لمريض هنيئًا لك أجرًا لا يُوزن، وذكرًا لا يُنسى، وعطاءً يُكتب لك في صحفٍ لا تبلى من أعان مبتلى، أعانه الله إذا ضاقت به الدنيا، ومن سقى غيره فرجًا، سقاه الله من كوثر رحمته ومن أدخل على قلب مؤمن سرورًا، أدخل الله على قلبه ألوانًا من الفرج ما كان ليتخيلها.
أحبّ الناس إلى الله أنفعهم للناس
فكن من أحبّ الناس إلى الله.
- التصنيف: