حين نتأمل قوله تعالى: ﴿ستُكتبُ شَهَادتهُم ويُسْألونَ﴾
ندرك أن كل كلمة ننطق بها، وكل رأي نبديه، وكل شهادة نهمس بها، هي أمانة عظيمة ستُسجَّل علينا، وسنُسأل عنها أمام الله عز وجل ..
ندرك أن كل كلمة ننطق بها، وكل رأي نبديه، وكل شهادة نهمس بها، هي أمانة عظيمة ستُسجَّل علينا، وسنُسأل عنها أمام الله عز وجل ..
فاستحضار معنى هذه الآية في كل قول نقوله ليس رفاهية، بل هو ضرورة إيمانية تفرض علينا أن نراقب الله في كل كلمة، وأن نزنها بميزان الحق والعدل.
تذكّر دومًا أن رأيك في مبادرة، أو فريق، أو شخص، أو برنامج، أو غير ذلك، قد يكون سببًا في اتخاذ قرار يؤثر في عشرات العاملين لدين الله، وربما في مستقبل عمل دعوي، أو حتى في سمعة إنسان!
فإياك أن تتكلم إلا وأنت تتقي الله حق التقوى، وتستشعر عِظَم الأمانة التي تحملها على لسانك ..
لا تتكلم أبدًا دون أن تتأكد بنفسك، وبشكل واضح، من صحة ما تقول. ولا تكن ناقلًا لما لم ترَ أو تسمع أو تتحقق منه.
فكم من كلمة أطلقتها الألسنة كانت سببًا في ظلم، أو فتنة، أو ضياع حق، وأنت لا تدري.
واحذر أن يكون تقييمك لعمل أو شخص نابعًا من دوافع شخصية، أو من مشكلة رأيتها من زاويتك الضيقة.
تذكّر أن زاوية الرؤية تختلف باختلاف الفهم والوعي والمستوى الذي تنظر منه.
ما تراه أنت مشكلة قد يكون في حقيقته اجتهادًا، أو ضرورة، أو حتى مصلحة راجحة لم تُدركها بعد.
إياك أن تأتي يوم القيامة وأنت خصمٌ لعاملين في دين الله، ظلمتهم وأنت لا تشعر، إما بسبب دوافع شخصية، أو بسبب مزاح غير واعٍ، أو بسبب عدم استيعابك لبعض مآلات ما تتحدث به..
يومها لن ينفعك الندم، ولن تجد لك من الله ملتحدًا.
انتبه جيدًا، واحذر أن يكون فَشلُ عمل لدين الله أو تعثّره بسبب كلمة غير مسؤولة خرجت منك، أو بسبب قلة وعي، أو فقط لإشباع رغبة الحديث لديك.
فكل كلمة ستُكتب، وكل شهادة ستُسأل عنها، فاختر لنفسك ما تحب أن تلقى الله به»
__________________________________
المصدر: قناة أحمد عامر
- التصنيف: